"الكويت ليست بخير".. لسان حال الغاضبين من سحب جنسية طارق السويدان

"خسرت الكويت ولم يخسر السويدان"
موجة غضب واسعة بمنصات التواصل الاجتماعي داخل الكويت وخارجها بعد قرار السلطات سحب الجنسية من الداعية والمفكر طارق السويدان، دون توضيح أسباب ذلك.
ونشرت الجريدة الرسمية في الكويت في 7 ديسمبر/كانون الأول 2025، مرسوما يقضي بسحب الجنسية من 24 شخصا وممن اكتسبها معهم بالتبعية، بينهم طارق السويدان.
ولم يحدد المرسوم المادة التي استند عليها في سحب جنسية السويدان، إلا أن الكويت قد أعلنت في وقت سابق سحب الجنسيات في حالات الازدواجية، والغش والتزوير، إضافة إلى من حصل عليها تحت مسمى الأعمال الجليلة، وأسباب تتعلق بالمصلحة العليا للبلاد.
وفي ضوء ذلك سحبت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية في ديسمبر/كانون الأول 2024 الجنسية من 3701 مواطنا.
قيمة وقامة
والسويدان (72 عاما) باحث إسلامي ومدرب متخصص في مجالات الإدارة والقيادة، اشتهر بكتبه في حقل التنمية البشرية، وببرامجه الإذاعية والتلفزيونية التي تتناول التاريخ الإسلامي والفكر وتنمية القدرات الذاتية، ويتابعه على منصة إكس قرابة 8 ملايين شخص.
ويعرف نفسه على منصة إكس بأنه "مؤسس مشروع عمران لنهضة الأمة باحث وداعية إسلامي، مدرب محترف في مجالات الإدارة والقيادة، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الإبداع".
وولد السويدان في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 1953 في الكويت، وهو أكبر إخوته، تربى على يد والدته بعد وفاة أبيه، متزوج وله ثلاث بنات وثلاثة أولاد، وسافر إلى الولايات المتحدة بعد حصوله على الثانوية عام 1970 فدرس المرحلة الثانوية مرة أخرى هناك.
ونال السويدان شهادة بكالوريوس عام 1975 من جامعة بنسلفانيا متخصصا في هندسة البترول، وعاد إلى بلاده 1975، ثم ابتعث إلى الولايات المتحدة مرة أخرى عام 1978 لدراسة الماجستير والدكتوراه، فحصل على الماجستير في هندسة البترول من جامعة تلسا بأوكلاهوما مع مرتبة الشرف عام 1982.
كما حصل على الدكتوراه في هندسة البترول مع مرتبة الشرف من الجامعة نفسها 1990، إضافة إلى تخصص مساعد في الإدارة والإبداع، وهناك بدأ اهتمامه بمجال التعليم والتدريب.
ويرى السويدان أن التركيز الأساسي في المجتمع العربي الإسلامي ينبغي أن يكون على الإعلام والتعليم لأنهما أساس نشر الفكر بين الناس وصياغة وعيهم وتربيتهم.
وتولى العديد من المسؤوليات والمواقع التنفيذية بمؤسسات عديدة في القطاعين العام والخاص، وإن غلب عليه مبكرا التوجه إلى عالم المشاريع المستقلة الفردية والمشتركة.
واهتم السويدان بقضايا الإدارة والتنمية في العالم الإسلامي، فقدم العديد من الدورات والمحاضرات لعشرات الجهات في الكويت والخليج والعالم العربي وماليزيا وأوروبا وأميركا وأستراليا، ودرب آلاف الأشخاص في مجالات الإدارة والقيادة.
كما أنجز عشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية ذات الصبغة الجماهيرية التفاعلية، وصنف عشرات الكتب في حقول معرفية توزعت على الإدارة والقيادة والتاريخ والدراسات الإسلامية.
وعمد ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #طارق_السويدان، #السويدان، #الكويت، وغيرها إلى التذكير بأعمال السويدان ودوره الدعوي وتأثيره في الأجيال، واستحضروا كلماته ومواقفه المؤثرة وأفكاره ومساعيه لنشر العلم والمعرفة.
واستنكروا سحب الجنسية من السويدان بقرار أميري، وصبوا جام غضبهم على أمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، لتمريره هذا القرار الذي وصفوه بالمؤسف، وعدوه دليلا على انحدار في مستوى الحقوق والحريات، منددين باستخدام الجنسية سلاحا سياسيا ووسيلة للقمع.
تنديد واستنكار
وتفاعلا مع هذا التطور، وصف عضو مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وصفي عاشور أبو زيد، القرار، بأنه “غير حكيم بالمرة”. مؤكدا أنه لن يثني السويدان عن مسيرته، ولا عن مواقفه.
من جانبه، سخر الصحفي خيرالدين الجبري من القرار بتعليق: "مرحبا إلى مزارع الوطن العربي".
بدوره، أشار مؤسس مؤسسة قرطبة في المملكة المتحدة أنس التكريتي، إلى أن السويدان مرب له فضل على أجيال ممن أصبحوا قادة ومعلمين ومسؤولين وموجهين في كل بلاد العالم، واصفا قرار سحب جنسيته بأنه "مؤسف بحق الكويت دولة وشعبا".
ورأى أن المؤسف أيضا بحق الكويت، أن دولا كثيرة وشعوبا لا تحصى ستسعد بل ستحتفي بالدكتور طارق، إذا ما قرر التوجه لأي منها.
فيما رأى الكاتب الصحفي تركي الشلهوب، أن الكويت خسرت اليوم أحد أبرز رموزها العالميين، قائلا: "خسرت الكويت ولم يخسر السويدان".
وأكد أن الدول تتشرف وتحرص على تجنيس شخص مثل السويدان لأثره على الشعوب والشباب، معربا عن أسفه على أن "دولنا لا تفهم".
من جهته، قال الباحث أحمد سليمان العمري: إن من المؤلم حقا أن نرى الكويت، التي نظنّ بها دائما حسن الظن، تسحب الجنسية من عالم مُفكّر وداعية بحجم السويدان، له حضور عربي وإسلامي وازن.
ورأى أن الأخطر في الأمر ليس الإجراء بحدّ ذاته فقط، بل إن المرسوم الذي نُشر في الجريدة الرسمية لم يورد أي تفسير أو مادة قانونية محددة تُبيّن سبب السحب، مما يترك الباب مفتوحا أمام التأويل ويجعل المواطنة معلّقة على قرارات غير مفسّرة.
وأكد العمري، أن مثل هذه الخطوة تهزّ الثقة، وتطرح أسئلة أكبر من الحدث نفسه: كيف تُعامل الأصوات الفكرية؟ وكيف يُفهم مفهوم الانتماء إذا أصبح القرار الأخطر في حياة الإنسان يصدر بلا تعليل واضح؟
وعد أيمن الانه، إسقاط الكويت عن السويدان الجنسية نذير شؤم ووصمة عار لبرلمان الكويت، ولدولة الكويت نفسها، مشيرا إلى أن السويدان أهم وأبرز القوى الناعمة لدولة الكويت.
وحذر من أن تراجع الحريات في الكويت وتونس، وكل الدول العربية وميض نار يوشك أن يكون له ضرام.
“الكويت ليست بخير”
بدوره، قال الأكاديمي أسعد أبو خليل: "بعيدا عن السياسة، طارق السويدان معروف (ككويتي) في العالم العربي أكثر من أفراد العائلة المالكة في الكويت".
وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عصام عبدالشافي، أن السويدان من مواليد الكويت 1953 أي قبل أن تحصل الكويت على استقلالها بعشر سنوات عام 1963، قائلا: "عمره أكبر من عمر الدولة، ويأتي جهول وينزع منه جنسيته كما نزعها من مئات الآلاف في عامين فقط".
وأضاف: "الكويت ليست بخير، رحم الله الراشدين من حكامها".
فيما أشار الصحفي نظام المهداوي إلى أن أنظمة الحكم في كلّ الدول المتحضّرة، تحرص على صون قواها الناعمة ورعايتها: قوى فنيّة، ورياضية، وفكرية، ودينية، وإن لم تملكها سعت إلى استدعائها، ومنحتها الجنسية، ورفعتها بالتكريم؛ لأنها تدرك أن القوة الناعمة روح الدولة وصورتها ودرعها المعنوي.
ولفت إلى أن الإمارات التي تحرض وراء الستار على سحب الكثير من الجنسيات وعبثت بنسيج الكويت الاجتماعي وأصبحت ذات نفوذٍ في مساحتها، تمنح جنسيتها لمؤثّرين، وفتحت باب الإقامات الدائمة، غير عابئةٍ بأن يكونوا صهاينة أو أجانب؛ فالمهمّ عندها هو النفوذ والتأثير.
واستنكر المهداوي، أن أمير الكويت- على النقيض- وتجلّت أبرز "إنجازاته" منذ تولّيه الحكم في سحب جنسيّات الآلاف من المواطنين، ومن بينهم قوى مؤثّرة فعلاً في الدين والفن والإعلام.
وذكر بأن أمير الكويت عطّل قبل ذلك مجلس النواب، وأجهض تجربةً ديمقراطيةً محليّةً اختارها الكويتيون عبر أجيال، ثم قيّد الحريات وكتم الأنفاس.
واستهجن المهداوي، أن الكويت غدت اليوم، بلا طعم، وبلا صوت، وبلا قوة ناعمة، وبلا إبداع فني ومسرحي وإعلامي، بعدما كانت، طوال تاريخها، تحافظ على استقلال قرارها.
وأعرب عن استيائه من أن الكويت تنزلق تدريجياً إلى فلك نفوذ شيطان العرب، ابن زايد، ذلك النفوذ الممتدّ من الإمارات إلى اليمن، ومن مصر إلى ليبيا مرورا في تونس، وصولاً إلى السودان وإثيوبيا.
وقال المهداوي: "سيعرف الكويتيون قريباً- بعد فوات الأوان- أنهم فرّطوا ببلدهم وهم صامتون، فيما يعزّز ابن زايد نفوذه كلّ يوم، ويتمدد في الخرائط والولاءات، حتى لا يترك أرضاً تطؤها قدماه إلا بذر فيها الخراب".
من جانبه، أكد المحلل السياسي ياسين عزالدين، أن هذا ما يحصل عندما يتصرف الحاكم كأن البلد مزرعته الخاصة. مشيرا إلى أن الحريات في الكويت شهدت تراجعًا كبيرًا منذ قدوم الأمير مشعل الصباح للحكم نهاية عام 2023 وقام بحل مجلس الأمة واعتقالات لمعارضين وسحب جنسيات بالجملة.
وأضاف أنه حتى التضامن مع فلسطين يشهد بعض التضييق، قائلا: إن "الكويت اليوم مختلفة عن التي كنا نعرفها، فهل كان وصول مشعل الصباح انقلابًا إماراتيًا ناعمًا؟ لا توجد لدي معلومات مؤكدة لكن الوضع في الكويت يتجه نحو الأسوأ بكل أسف".
وتساءل الكاتب رفيق عبدالسلام: هل هناك بؤس ورداءة أكثر من هذا، في عالمنا العربي المنكوب". مستنكرا أن الحاكم بمجرد ألا تروق له مواقف وتوجهات أحد مواطنيه، أول خطوة يقدم عليها للتخلص منه واغتياله سياسيا ومعنويا، هي سحب جنسيته ومن انحدر من صلبه، وتحويله إلى جماعة "البدون" Stateless بجرة قلم.
ولفت إلى أن ذلك الفعل يذكر بالملوك الإطلاقين للقرون الوسطى، بزعم أن الأصول العرقية لهذا المواطن غير صافية وغير نقية بما يكفي، واصفا ذلك بأنه "جاهلية جهلاء ما أنزل الله بها من سلطان وتعود لمفهوم القبائل البدوية المتنازعة حول الأصل والنسب البعيد والصافي (وكثيرا ما يكون وهما وتخيلا)".
وقال عبدالسلام: “كنا نظن أن الكويت حالة استثنائية في الخليج، فإذا بها تلتحق بركب الرداءة والسفاهة العربيين”. معلنا تضامنه مع السويدان صاحب اللسان البليغ والقلب النقي الذي يشرف الكويت وأمة العرب والإسلام.
كما تساءل أستاذ الاتصال السياسي أحمد بن راشد بن سعيد: "إلى أين تتجه الكويت؟"، مؤكدا أن انتماء الإنسان إلى وطنه حقّ أصيل له، لا هِبة من حكومة، ولا صدقة من أمير.
وواصل تساؤلاته: "كيف تنقلب دولة على أبنائها؟ كيف تتنكّر لعطائهم؟ كيف تخسر رصيدها وتقوّض خيمتها بيدها؟ أيّ استبدادٍ هذا؟ ما سبب هذا التوحش؟ لِمَ كلّ هذه القسوة؟!".
سلاح سياسي
من جانبه، أشار زاهي المحبوب، إلى أن الكويت تتحرك تحت إشراف أمير الكويت منذ مارس 2024، في مسار يثير صدمة حقيقية، لافتا إلى أن أكثر من 69 ألف مواطن جردوا من جنسيتهم خلال أشهر قليلة فقط.
ورأى أن هذا الرقم لا يعبر عن "إجراءات دولة"، بل عن تحول خطير في طريقة ممارسة السلطة عندما تستخدم الجنسية أخطر ورقة تملكها أي دولة كوسيلة لإسكات المختلفين سياسيا، فهذا ليس ضبطا للمشهد، بل هجوم مباشر على جوهر المواطنة نفسها.
وأكد المحبوب، أن أداة كهذه لا تُفعل إلا حين تختار السلطة مواجهة الرأي العام بالقوة بدل الحوار، وبفرض الولاء بدل احترام الحقوق، قائلا إن تجريد هذا العدد الهائل من الناس من هويتهم لا يمكن تفسيره إلا بأنه رسالة ترهيب لكل من يفكر في المعارضة أو الاعتراض أو حتى مجرد الاختلاف.
كما أكد أن خطوة بهذه القسوة ليست تنظيماً، وإنما عقوبة سياسية مغلّفة بقرارات رسمية، مضيفا: "اليوم، تقف الكويت أمام سؤال حاسم: هل تُدار الدولة بمعايير القانون والمؤسسات؟ أم تتحول الجنسية إلى سلاح يُشهر في وجه كل صوت غير مطابق؟".
وذكر عبدالرحمن مطر، بأن السويدان كويتيٌّ أبًا عن جد، ولم يأتِ إلى الكويت طارئًا أو وافدًا حتى تُنتزع منه هويته بهذه البلطجة.
وأكد أن هذا ما يحدث عندما يتعامل بعض الحكّام مع الدولة وكأنها مزرعة ورثوها عن آبائهم، فيتصرفون فيها وفي أهلها كما يشاؤون، بلا حسيب ولا رقيب.
وأشار مطر، إلى أنهم حُكّام يرون أنفسهم فوق المساءلة، ويعتقدون أنهم "الحاكم بأمر الله"؛ لا يُناقَشون، ولا يُنتقَدون، ولا يرون في مخالفة رأيهم إلا تمردًا حتى لو كانوا ظالمين، متجبّرين، يعبثون بمصائر الناس بقرار واحد.
وأوضح أن سحب الجنسية ليس إجراءً إداريًا عابرًا؛ بل هو سلاح سياسي خطير يُستخدم لإسكات المخالفين ووأد الأصوات الحرة، وهو دليل واضح على خوفٍ عميق من الكلمة والرأي والفكر، مهما حاولوا تزيينه بشعارات الأمن أو المصلحة العامة.
وتساءل مطر: "إلى متى سيظل المواطن العربي مهددًا في هويته وحقوقه الأساسية، بينما يصرّ البعض على إدارة الأوطان بعقلية المزرعة لا بعقلية الدولة".
رجل بأمة
وعن السويدان ومدى تأثيره على وعي وأفكار الأجيال، كتب أحد المغردين: "يشهد الله أن هذا الرجل حببني في السيرة النبوية أول ما سمعتها مسموعة كانت شرائط كاسيت بصوته، استمتعت بها وغيري وأحببت بفضلها رسول الله واقتربت منه ومن حياته وتأثرت بها".
واستنكر أن يأتي الآن حاكم لا نعرف حتى اسمه يسحب جنسية السويدان وكأنها ملك أبيه، قائلا: "لعنة الله على الظالمين".
ووصفت أميرة أبو الفتوح، السويدان، بأنه رجل بأمة يصدع بالحق ولا يخاف في الله لومة لائم.
فيما قال الإعلامي أيمن عزام: "اللي زي طارق السويدان يجب أن تتسابق الدول العربية والإسلامية على منحه جنسيتها، فهو ليس مجرد داعية، بل من بناة الفكر وصناعة جيل من المعرفة الصحيحة على منهاج وسطية الإسلام".
وأضاف: "يا لوطننا العربي الإسلامي، ويل لأمة تغتال أسودها، ولله الأمر جميعا".
وكتب جهاد الشال: "طارق السويدان كان له فضل كبير عليا في إعادة تشكيل وعيي وتصوراتي في مختلف المحاور، الدين والعلم والسياسة، طريقته فيها هدوء ومنطقية، بيسمع عشان يفهم ويناقش ويرد ردود وافية ومتزنة، الكتب بتاعته غيرت كثير في نمط حياتي".
وتابع: "الكتب التاريخية تحديدا تتناول التاريخ بعيون البحث والنقد، حتى أسس التفكير النقدي والمناظرة تعلمتها من كتبه وبرامجه، فالحقيقة الكويت هي اللي خسرت قامة علمية بسحب الجنسية من رجل زيه مش العكس".
وأوضح الكاتب محمد شنيب، أن السويدان أحد أبرز الأسماء الفكرية في العالم العربي والإسلامي، قدّم خلال عقود أعمالًا كبيرة في مجالات القيادة، والتدريب، والتاريخ والنهضة الفكرية، وله تأثير واسع في الوعي الإسلامي، وألف أكثر من 125 كتابا تنهض بفكر الأمة.
وأشار إلى أن السويدان أنشأ أكثر من 90 شركة ومؤسسة ومنظمة تخدم الأمة، وقدم مئات الآلاف من ساعات المشاهدة المرئية والمسموعة لنشر الوعي في الأمة، ودرب أكثر من 100 ألف متدرب في الجوانب القيادية والإدارية والمهارية والفكرية.
وقال شنيب: "تجمعني بالدكتور علاقة طيبة قوية، وهو من أوائل من وجهني للتأليف والميديا، وقد قمت بإجراء لقاء معه على صفحتي على الفيس بوك حيث وصلت مقتطفات من هذا اللقاء إلى مئات الآلاف من المشاهدات".
ولفت إلى أن السويدان رجل حمل مشروعًا فكريًا وتربويًا خدم به الأمة في كل مكان، قائلا: "القرارات تعبر، لكن التاريخ يبقى شاهداً على الرجال، فالمفكر لا يُحاصر، والمعرفة لا تُقيَّد، وصاحب المشروع لا تُسكت مسيرته بقرار".
وأضاف شنيب: "سُحبت جنسية الدكتور طارق السويدان، لكن لا أحد يستطيع أن يسحب فكره، ولا أثره، ولا عقودًا من العطاء حملت وعيًا ونهضةً لهذه الأمة، ويبقى المعنى ثابتًا:
الأوطان تُبنى بالفكر، لا بالمنع.. اللهم اخلف عليه خيرًا، واجبر كسره، وكن له معينًا".
من جهته، قال الكاتب طارق المطيري: "التعلم والتتلمذ على يد السويدان شرف كبير يفتخر المرء به، فقد تعلمنا على يديه الكريمة ما يُحفر في قلوبنا قبل عقولنا، ورأينا فيه ولانزال نموذجا للرجل الداعية المسلم الذي يحمل هم أمته، الصامد أمام المصائب الكبرى التي تمر بها فيحلل ويدرس ويتوقع ويعمل.. لقد كنت ولا تزال شيخنا ومعلمنا الذي نفتخر به".
















