عارض أم مدبر؟.. ردود فعل متباينة بشأن ملابسات مصرع الرئيس الإيراني

15603 | 6 months ago

12

طباعة

مشاركة

تباينت ردود الفعل على إعلان “وفاة” الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين آخرين إثر تحطم مروحية كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي إيران، "نتيجة الأحوال الجوية"، وفق ما أعلن رسميا.

التلفزيون الرسمي الإيراني أعلن في 20 مايو/ أيار 2024، وفاة رئيسي (63 عاما) وعبداللهيان (60 عاما) في تحطم طائرة هليكوبتر، وذلك بعد عملية بحث صعبة شاركت فيها عشرات من فرق الإنقاذ وسط ضباب كثيف ورياح شديدة، ومنها طائرة تركية متطورة في عملية مسح بالتصوير الليلي والحراري.

وعقب نحو ساعتين من المسح للطائرة المسيرة التركية، أعلنت وكالة أنباء الأناضول الرسمية، أن الطائرة عثرت على بؤرتين حراريتين، وسط منطقة جبلية وعرة، وأبلغت الإحداثيات للسلطات الإيرانية.

ورجح ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #رئيسي، #إبراهيم_رئيسي، #الرئيس_الإيراني، وغيرها، تورط الموساد الإسرائيلي في عملية اغتيال الرئيس الإيراني والطاقم المرافق له، راصدين عددا من المؤشرات التي تؤكد ذلك.

وخلصوا إلى أن طهران، حتى لو وجدت مؤشرات أو حتى دلالات على تورط الموساد في الحادث فإنها ستتفادى الكشف عن الحقيقة "تجنبا للرد المتوقع أن يقابله رد مماثل"، ساخرين من إصرار النظام الإيراني على إرجاع سبب سقوط الطائرة إلى سوء الأحوال الجوية.

وأعرب ناشطون سوريون وعراقيون ويمنيون وعرب عن ارتياحهم بالحادث وعدوه "انتقاما إلهيا لهم"، مذكرين باحتلال إيران لأربع عواصم عربية والسيطرة على قرارهم السياسي، ودور مليشياتها في تدمير تلك البلدان، واستحضروا جرائمها وعددوها.

وأشادوا بعثور الطائرة التركية على موقع الحادث وعدوها نجاحا غير مسبوق للتقنية التركية، وبرهانا ودليلَ فشلٍ أمني واستخباراتي وتقني لإيران وعجز قدراتها.  

دور للموساد

وتحت عنوان "عن قضية الطائرة التي تقل الرئيس الإيراني"، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن "كل المؤشرات المُتاحة حتى الآن، لا يمكن أن تستبعد احتمال التورّط الإسرائيلي في الحادث، من دون أن يُستبعد أيضا الاحتمال الآخر ممثلا في كونها حادثة عادية نتجت عن عوامل أخرى لا صلة لها بفعل فاعل، وأقله ليس الفاعل الإسرائيلي".

وأضاف أن بالنسبة لـ"الكيان"، فهو لن يعترف بأي صلة بالحادث، رافضا استبعاد الاستهداف عبر أدوات تكنولوجية حديثة، ومذكرا بعملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، التي تمّت بأدوات تكنولوجية حديثة (ذكاء اصطناعي) لم يُكشف عنها بعد.

ورأى الزعاترة، أن السياق السياسي يدعم احتمال تورّط "الكيان"، مؤكدا أن الرد الإسرائيلي على الضربات الصاروخية الإيرانية رغم بُعدها الاستعراضي، "لم يشبع نهم الصهاينة لاستعادة الردع، ومن الطبيعي أن يفكّروا بشيء آخر".

واستبعد أن يقول الإيرانيون ذلك، حتى لو أيقنوا بالتورط الإسرائيلي، لأن اتهام "الكيان" سيفرض عليهم ردا من لون واسع، سيفضي إلى معركة كُبرى لا مصلحة لهم فيها في الوقت الراهن.

وخلص الزعاترة، إلى أننا إزاء عودة إلى "حرب الظلال" التي يتفوّق فيها "الكيان"، بعيدا عن الصدام المباشر، حتى لو تواصلت الحالة الراهنة ذات الصلة بالحرب على غزة، وطبعا عبر الحلفاء.

وأكد الباحث معاذ حمزة، وجود عشرات الدلائل على إسقاط الطيارة، ومنها أن إسرائيل وبصورة مثيرة للريبة تتبرأ من ضلوعها في عملية الاغتيال قبل العثور على الطائرة، وهذا أمر لم يحدث أبدا في التاريخ.

وأشار إلى أن "25 قمرا صناعيا ضبطتهم وكالة الفضاء الإيرانية وقت الحادث موجهة تجاه شرق أذربيجان"، قائلا إن "عملية التشويش ثبتت بما لا شك فيه وذلك لأنه تم تحديد 3 أماكن للطائرة بصورة قطعية، وهذا يدل على التشويش الواضح".

وذكر الباحث العراقي مجاهد الطائي، بأن "إيران كانت تتهم الآخرين (الإمارات وكردستان العراق وأذربيجان) باستضافة عناصر الموساد للتجسس والاعتداء عليها وتطويقها، وقد اعتدت بشكل مباشر أو غير مباشر على الإمارات وكردستان العراق".

وأكد أن "سقوط طائرة الرئيس الإيراني قرب أذربيجان قد يفتح بابا للصراع إذا لم يكن الأمر صراعا لأذرع داخلية".

تشكيك وارتياب

وتشكيكا في الرواية المعلنة بشأن تحطم طائرة رئيسي نتيجة سوء الأحوال الجوية، طرح الكاتب والباحث إبراهيم حمامي، تساؤلات وصفها بـ"المشروعة" حول اختفاء الطائرة، منها أن المروحيات مزودة بجهاز تعقب GPS فكيف يعقل ألا يعرف مكانها حتى اللحظة.

وأشار إلى أن طائرة رئيسي كانت ضمن موكب من 3 مروحيات، وصلت الاثنتان الأخريان إلى طهران واختفت طائرة رئيسي وعبداللهيان، قائلا إن "هذا ما يشكك في فرضية سوء الأحوال الجوية". 

وأضاف حمامي: “في حال تأكيد مقتل الرئيس ووزير خارجيته في عمل (إرهابي) ما هو موقف ورد إيران على ذلك؟”

وتساءل المحلل السياسي شاهو القرة داغي: “كيف ربطوا سقوط وتحطم طائرة الرئيس الإيراني بسوء الأحوال الجوية فورا قبل أن يعثروا على الطائرة أصلا؟”

وأكد أن "سوء الأحوال الجوية لا يمنع وجود أسباب أخرى للحادثة وخاصة مع تحليل منطقة سقوطه وصعوبة العثور عليه بعد 10 ساعات على الحادثة".

في المقابل، أوضح محمد السعيدي، الذي عرف نفسه بأنه طيار هليكوبتر ومحقق دولي في حوادث الطيران من جامعة نيو مكسيكو الأميركية الدولية لسلامة الطيران، أنه "من خلال المعطيات التي نشرت وتداولتها وسائل الإعلام تبين له ومما لا يقبل الشك وبشكل مبدئي أن سبب الحادث هو دخول قائد الطائرة بحالة الوضعية غير الطبيعية وتسمى (Unusual position)".

وبين أن "هذه الحالة تحدث بسبب لجوء الطيار إلى طيران الآلات (IFR) بسبب الضباب الكثيف أو المطر الشديد وانعدام الرؤيا، مما أدى إلى دخول الطاقم بهذه الحالة وأدى إلى سقوط الطائرة وارتطامها بجبل أو هضبة أو أي مرتفع آخر".

وأجاب السعيدي، على مغرد سألته عن أسباب عدم تحذيرهم من قبل المراقب الجوي، موضحا أن "الضباب المحلي، خصوصا في المناطق الجبلية يتكون بسرعة وبدون سابق إنذار بانخفاض الحرارة وزيادة الرطوبة ووجود تيارات هوائية باردة".

دولة مؤسسات

وإعرابا عن الثقة في قدرة إيران على المضي قدما وتلاشي تبعات رحيل رئيسها، أكد رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن، عادل الحسني، أن "سواء أكان الحادث عرضيا أم مدبرا من الموساد، فإن إيران تجيد التعامل في جميع الأحوال".

وقال الكاتب حميد رزق، إن "إيران بلد مؤسسات وبين فترة وأخرى يرحل رئيس ويصعد آخر، أما أن يرحل الرئيس وهو في ميدان العمل والنشاط الدؤوب فهذه تضحيات تزيد من رصيد النظام والتفاف الشعب حوله وتعاطف الجماهير مع قيادته التي يحمل أعضاؤها أرواحهم على أكفهم على قاعدة السلطة تضحية وتكليف لا مغانم وتشريف".

وقال الباحث في علم الاجتماع السياسي عبدالملك عيسى، إن "إيران تمتلك مؤسسات حاكمة قوية ولن يؤثر وفاة أحد عليها، والسياسية الخارجية لا خلاف حولها، فهي تحسم وفق موازين القوى عبر مجلس الأمن القومي".

وتساءل: "هل سينتخب رئيس مرن بين بين، أم محافظ أو إصلاحي"، مؤكدا أن "الانتخابات تحدد مصير المرشد القادم".

وقال مدير معهد "لندن الإستراتيجية العالمية"، مأمون فندي: "لا خشية على إيران في حالة وفاة الرئيس، فالدولة تديرها مؤسسات: تشخيص النظام، الحرس الثوري، المرشد، البرلمان أو الشورى، الخبراء ، الباسيج ، الخ الخ.. الدنيا حتمشي ولكن الحادث مقلق من زوايا أخرى".

دولة مافيا

في المقابل استهزأ ناشطون من الترويج لأن إيران دولة مؤسسات مسلطين الضوء على الفشل والارتباك الذي تعيشه منذ اختفاء طائرة رئيسي وعجزها عن العثور عليها وتأخر إعلان وفاته.

وسخر مدير "المركز الإسكيندينافي الخليجي للدراسات"، عبدالجليل السعيد، من الإعلام الذي يقول إن إيران دولة مؤسسات، متهكما: "رئيسهم لم يجدوه إلا بمساعدة خارجية ويقولون لك: لدينا نووي".

وتابع: "يشعرني أصحاب المقولة أن خامنئي خريج أكسفورد والهالك رئيسي خريج هارفرد"، معتبرا أن "نظام الملالي مجرد مافيا". 

وكتب الصحفي اليمني سمير النمري: "أن يضيع رئيس الدولة ووزير الخارجية ولا تستطيع كل مؤسسات البلد الأمنية والعسكرية إيجادهما لهو شيء لا يمكن للعقل أن يتصوره على الإطلاق، على افتراض أن إيران دولة أمنية بامتياز".

وقال الصحفي مصطفى كامل: "بينما يملأ الولي الفقيه وأنصاره الجو صراخا بتقدم الصناعات الحربية في إيران وتفوقها على نظيراتها، وبينما يهدر مبالغ هائلة من قوت شعبه على تطوير برامج نووية وصاروخية وطائرات مسيّرة فإن رئيسي قضى نحبه في مروحية أميركية الصنع من طراز بيل صنعت سنة 1979 كانت تخدم في جيش شاه إيران قبل وصول الملالي إلى الحكم في طهران".

وأضاف أن "الأدهى أن طائرة مسيّرة تركية هي من عثرت على موقع الحطام وليس المسيرات الإيرانية"، متسائلا: “هل ينبئكم هذا شيئا عن حقيقة القدرات الإيرانية في مختلف المجالات ذات الصلة؟”

وقال نشوان الحاج، إن "الدول الوظيفية مهما كانت إمكاناتها وثروتها لا تسخرها لتنمية أوطانها، بل تقسمها ما بين لوبيات الفساد في مكونتها، وما بين أعمال التخريب ومافيات متعددة الأهداف والأنشطة بدول الجوار، حيث تكون أهداف صانعي تلك الدول".

وعد ما تظهر عليه إيران اليوم في حادثة رئيسي "مثالا واضح الدلالات".

قراءات وتحليلات

وتجنيبا للجدل وقراءة للحدث بصورة أشمل، قال السياسي السوري أحمد رمضان، إن "إيران الرسمية تعيش حالة صدمة، ليس لأن الرئيس ومعه مسؤولون كبار قتلوا في تحطم طائرة فحسب، بل لأن الدولة بإمكاناتها المدنية والعسكرية لم تنجح في الوصول إلى مكانهم بعد أكثر من 12 ساعة!".

وأضاف أن "ما يحدث أبعد من مجرد مقتل رئيس ومسؤولين في حادث ليس الأول في تاريخ إيران، لكنه يحمل مؤشرات ودلائل خطيرة، ويأتي في توقيت بالغ الحساسية".

ورأى رمضان، أن الحادث كشف حجم الترهل في بنية الدولة الرسمية، فثمة تخبُّط غير مسبوق في التصريحات وتداخل الصلاحيات، والافتقار إلى وجود إدارة أزمة تتمتع بالخبرة والقدرة على التعامل مع حدث من هذا المستوى، وطلب مساعدة دول مثل تركيا بعد ساعات من الحادث.

وأضاف أن ذلك يضع علامات استفهام حول أداء المؤسسات، علما أن التذرُّع بمسألة الجو ليس مبررا، فالحادث وقع في مايو/أيار (نهاية الخريف)، وليس في فصل الشتاء، كما أن وحدات الإنقاذ مُدربة بالأساس على مواجهة أجواء من هذا القبيل.

ولفت رمضان إلى أن "أجهزة الدولة الإيرانية لم تقدم إجابات وافية عن الأسباب التي دفعت رئيسي لركوب المروحية والانتقال في جو ماطر، ولم يتم تغيير مسار الطائرة، ولماذا سُمح لهذا العدد من المسؤولين بالوجود في طائرة واحدة، علما أن هناك 3 طائرات، كان يمكن أن يتوزعوا فيها".

ورأى أن ذلك أيضا يطرح تساؤلات، فيما إذا كان هناك من له مصلحة في تركيب المشهد على هذا النحو، مضيفا أن "ثمة سؤالا بقي مبهما، فالمروحيتان اللتان كانتا مع الوفد، هل عبرتا نفس الأجواء؟، وإن كان ذلك صحيحا، فلماذا لم تواجها نفس المشكلة؟، وإن كانتا سلكتا مسارا آخر، فهذا يطرح علامة استفهام إضافية!".

وتابع: "كما أن الطائرات التي تطير معا تكون على اتصال بين قادتها، فما هي إفادة قائدي المروحيتين اللتين وصلتا دون مشكلة؟".

وأوضح السياسي السوري، أن "الحدث يأتي في ظل تحديات تواجه إيران، منها مسألة النفوذ الإقليمي، والتهديد باستهداف أذرعها في المنطقة، والمفاوضات التي تجرى بينها وبين إدارة جو بايدن، والجزرة التي قدمتها واشنطن لطهران من أجل عدم التدخل المباشر في دعم غزة خلال العدوان الإسرائيلي، والاكتفاء بدور المساندة".

ولفت إلى أن "هذه المحادثات ليست محل توافق بين الأجنحة المتحكمة في مفاصل السلطة الإيرانية، لأن واشنطن تركز على دعم جناح سياسي مقابل تقليص نفوذ الأذرع العسكرية".

وأشار رمضان إلى أن "هناك خلافات محتدمة بين الأجنحة الإيرانية، حول مستقبل الحكم، وخلافة خامنئي (85 عاما)، والعلاقة مع واشنطن، وأمن الخليج، والعلاقة مع الدول العربية والخليجية تحديدا، ومستقبل العلاقة مع تركيا، إلى جانب صراع حول السيطرة على المؤسسات والاقتصاد في إيران.

وأوضح أن "رئيسي" هو جزء من هذا الصراع، ورغم قربه من خامنئي إلا أن له طموحاته الخاصة، ومنها أن يكون خليفته في حال وفاته، وهو ما يغضب "مجتبى" نجل خامنئي، الذي يسعى بكل قوة لأن يكون في مكان والده عقب رحيله.  

وقدم النائب اليمني محمد ناصر الحزمي الإدريسي، قراءة في حادث سقوط الطائرة بين البعد الخارجي، والداخلي، والعرضي، مشيرا إلى أن "حادث سقوط أو إسقاط طائرة الرئيس الإيراني تشكل مادة دسمة للتحليلات المختلفة ومن زوايا متعددة وفقا لقناعات وتوجهات المحللين".

وقال إن الحادث الذي هز إيران أفرز عدة نقاط، منها ضعف إيران في المجال التقني الخدمي وكأنها "فقط متخصصة في صناعة الموت"، مؤكدا أن "هذا واضح باستعانتها بطائرات تركية وهي من سرّعت في اكتشاف موقع الطائرة التي سقطت، مما جعل أغلب الإيرانيين في وسائل التواصل الاجتماعي يسخرون من الفشل الذي تعيشه بلادهم".

وأضاف الحزمي، أن هناك فشلا أمنيا واضحا، متسائلا: "كيف لشخصية كهذه تذهب إلى منطقة دون دراسة حالة الطقس مع أنه ذاهب لحفل افتتاح مشروع يمكن تأجيله، ثم كيف سقطت طائرة الرئيس ونجت طائرتا حراسته، بل حتى إنهم لم يصوروا المنطقة التي سقطت فيها الطائرة!".

وأكد أن "حدثا كهذا كان من المفترض أن يُعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي الإيراني كون الحدث يمس رأس النظام، وهو ما لم يحدث، وهذا يعطي بعدا أمنيا داخليا يعزز مسألة الصراع بين أطراف النفوذ". 

ورفض الحزمي، استبعاد أن يكون للموساد يد في ذلك، مستدلا بـ"الفرحة وتقديم الحلويات في قنوات صهيونية محتفلة بذلك حتى قبل معرفة الرئيس حي أم ميت، وإيران لا تخفي أن للموساد وجودا قويا خاصة في تلك المنطقة".

وأشار إلى أن "هذه الفرضية لم يتحمس لها المحللون الموالون للنظام الإيراني كون هذا التحليل إن صدق يضع طهران في مأزق، إما أن تخوض حربا ضد العدو الصهيوني أو تكون قد أعلنت هزيمتها أمامه، ولذلك هذه الفرضية ستظل مستبعدة قدر الإمكان حتى وإن كانت هناك قرائن قوية تؤيدها".

ولفت الحزمي إلى "الشماتة التي ظهرت في بعض المدن الإيرانية وأطلق على إثرها ألعاب نارية وكذلك في أغلب البلاد العربية"، موضحا أنها "تعبر عن كره هذا النظام داخليا لما سببه من فشل في كل المجالات، وخارجيا لما سببه لشعوب أربع دول عربية من قتل ودمار وتمزق".

حفاوة عربية 

وبرزت الحفاوة اليمنية والسورية والعراقية بمقتل الرئيس الإيراني وطاقمه المرافق، إذ كتب الناشط وائل عبدالعزيز: "صباح الخير يا سوريا! يوم عظيم يفرح به المؤمنون.. تهانينا لشعبنا السوري العظيم ولأحرار إيران ولكل الذين عانوا من إجرام نظام الملالي".

وأكد في تغريدة أخرى، أن "رئيسي أحد جزاري نظام الملالي وأحد أركانه البارزين والمؤثرين، ليس صورة أو دمية، وهو من المرشحين لخلافة خامنئي كمرشد أعلى".

وتساءل الباحث السوري فراس فحام: "لماذا الاستغراب من فشل إيران التقني واللوجستي، هذا هو حال الدول التي يحكمها الاستبداد غالبا"، مؤكدا أنها "لم تفرد عضلاتها سوى على السوريين والعراقيين، واحتاجت في سوريا دعم روسيا لتنجو من الهزيمة، وعندما أرادت استهداف إسرائيل أخبرتها بالهجوم قبل ساعات".

وكتب في تغريدة أخرى: "يتساقط جنود قاسم سليماني الذي رسم طريقا خاصا به إلى القدس يمُر من العواصم العربية، وعلى أشلاء العرب دون الإسرائيليين".

آخر هؤلاء الجنود الذين سقطوا هو "حسين أمير عبداللهيان".

وترحم الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان، على شهداء سوريا، والعراق، واليمن، قائلا: "اللعنة والغضب والمقت والعذاب على قاتليهم رئيسي احترقت جثته تماما في حادث تحطم الطائرة".

وذكر بقول الله تعالى في الآية 127 من سورة طه: "ولعذاب الآخرة أشد وأبقى"، داعيا الله أن ينتقم لكل مظلوم، وأن يريه يوما كيوم رئيسي هذا في خامنئي وبشار الأسد ومن دعمهما.

وذكر الصحفي العراقي عمر الجنابي، بأن إيران دمرت عدة بلدان عربية في المنطقة، ونشرت الطائفية والفوضى والمليشيات والفساد والمخدرات، قائلا: "عليها ومحبيها من الله ما تستحق".

وقال الناشط اللبناني ريموند حكيم، إن “الرئيس الإيراني مات بنفس الطريقة التي كان يقتل بها العراقيين”، متسائلا: "هل تعلمون أثناء الحرب الإيرانية العراقية كان المعمم الرافضي الطائفي إبراهيم رئيسي يعاقب الأسرى العراقيين بالرمي من الطائرات حتى الموت".

وقال الصحفي والمذيع التلفزيوني محمد الضبياني، إن "مشهد نقل جثث السفاح إبراهيم رئيسي الذي هلك مع عدد من أفراد حكومته بتحطم طائرتهم المروحية، كأنه انتقام سريع وعاجل لأبناء تعز، الذين تحاصرهم مليشيا إيران الحوثية لتسعة أعوام ويضطرون لحمل موتاهم ومرضاهم بهذه الطريقة في طرق أقل ما توصف أنها طرق الموت".

إشادة بتركيا

وإشادة بدور تركيا في العثور على طائرة الرئيس الإيراني ومرافقيه، قال عضو حزب التجمع الوطني السعودي المعارض عمر عبدالعزيز: "حصلوها الأتراك".

وأشار المستشار الاستثماري مراد علي، إلى أن المسيرة التركية أكنجي هي التي حددت مكان حطام طائرة الرئيس الإيراني، مؤكدا أن ذلك “دعاية كبيرة للصناعة التركية ودليل أن الاهتمام بالصناعة والبحث العلمي هو ما يرفع من قيمة الدول، وليس بيع الأصول أو بناء القصور”.

ورأى أن التأخر في العثور على إبراهيم رئيسي “إشارة لضعف قدرات إيران”.

وأشار الناشط التركي سنان ميتيس، إلى أن المسيرة التركية أقنجي، بعد إتمامها لمهامها بنجاح في تحديد مكان تحطم مروحية الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، رسمت خلال عودتها للوطن العلم التركي فوق بحيرة ڤان قرب الحدود الإيرانية، قائلا: "الحمد لله.. فخر الصناعة الوطنية التركية".