"صقور متشددون".. تعرف على أبرز الشخصيات في إدارة ترامب الجديدة

يوسف العلي | 8 days ago

12

طباعة

مشاركة

تتزايد معلومات وتكهنات وسائل الإعلام الغربية عن الشخصيات المحتمل توليها مناصب عليا في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والتي ستكون مغايرة لما كانت عليه في ولايته الأولى، خصوصا بعد تأكيد الأخير استبعاد أبرز معاونيه السابقين.

ومن المقرر أن يتولى الجمهوري ترامب، مهام ولايته الرئاسية الثانية في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، خلفا للرئيس الحالي جو بايدن، وذلك بعد فوزه الساحق على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، بفارق تجاوز أربعة ملايين صوت. 

دفعة أولى

لم يحتج ترامب إلى كثير من الوقت للكشف عن عدد من الأسماء بعد أيام من فوزه بالانتخابات؛ إذ أعلن صراحة عن بعض الشخصيات التي ستتولى مناصب عليا في إدارته الجديدة.

من هذه الأسماء، اختار ترامب في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لمنصب وزير الدفاع، بييت هيكسيث، ضابط عسكري وكان مع قوات الولايات المتحدة في العراق عام 2006، واشتهر كمقدم برامج في قناة "فوكس نيوز" الأميركية.

كما عيّن ترامب صديقه المقرب رجل الأعمال الشهير، ستيف ويتكوف، مبعوثا خاصا إلى منطقة الشرق الاوسط.

وأوكل إلى توم هومان، منصب رئيس وكالة الهجرة ومراقبة الحدود، والذي سبق أن شغله في ولاية ترامب الأولى (2017-2021)، وهو مطالب بإبعاد ملايين المكسيكيين والهايتيين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي خلال عهد بايدن.

وكتب ترامب في 12 نوفمبر 2024، تدوينة على موقعه الخاص "تروث سوشيال": "يسعدني أن أعلمكم بأن (...) توم هامون سيلتحق بالإدارة التي سأقوم بتعيينها وستوكل له مهمة مراقبة الحدود وإبعاد المهاجرين غير الشرعيين".

وأضاف: "أعرف توم جيدا ومنذ زمن بعيد. لا يوجد أحد أحسن منه لمراقبة حدودنا". 

ويعد هامون من بين المتشددين في إدارة ترامب والذين يلقبون بـ"الصقور".

كما أعلن ترامب تعيين إليز سيتفانيك التي لا يتجاوز عمرها 40 عاما سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إذ تُعد هذه المرأة من بين الداعمات القويات لإسرائيل، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في 12 نوفمبر. 

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، خطفت ستيفانيك الأنظار وأصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الطريقة العنيفة التي اتبعتها في استجواب رئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي بسبب شعارات معادية لإسرائيل رفعها طلاب هذه الجامعة الذين ساندوا فلسطين. 

وقال عنها ترامب: "إليز محاربة من أجل أميركا قوية.. هي ذكية للغاية ولا تتراجع". وغالبا ما يفتح منصب سفير أو سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة بابا كبيرا لتقلد مناصب كبرى في الإدارة الأميركية.

وأعلن ترامب أيضا عن نيته في تعيين لي زيلدين رئيسا لوكالة حماية البيئة، والذي قال عنه: "لي سيعمل من أجل اتخاذ قرارات سريعة وعادلة لرفع القيود البيئية والتي ستعزز نفوذ الشركات الأميركية مع الحفاظ على أعلى معايير البيئية في بلادنا".

وكذلك، عين ترامب سوزي ويلز في إدارته المقبلة بالبيت الأبيض بعدما قادت حملته الانتخابية التي كللت بنجاح كبير، إذ يصفها الرئيس المنتخب، بأنها "طفلة جليدية" بسبب ثقتها الكبيرة في النفس ورزانتها، وفق تفسير وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد ترامب مطلع نوفمبر، أنه ينوي تكليف إيلون ماسك بإجراء "عملية تدقيق شاملة" في الإدارة الأميركية بغية إصلاحها إصلاحا جذريا، وهي مهمة قبلها ماسك أثرى أثرياء العالم.

واضطلع صاحب شركات "سبيس إكس" و"تسلا" بدور غير مسبوق في حملة المرشح الجمهوري، منفقا أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته الشخصية لدفع الناخبين إلى التصويت لترامب.

أسماء محتملة

على صعيد آخر، فإن هناك بعض الأسماء التي يُتوقع أن تتولى مناصب مهمة في إدارة ترامب الجديدة، لكن لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي بعد، ومن أبرزها السيناتور ماركو روبيو، الذي يُحتمل أن يتم اختياره لمنصب وزير الخارجية.

وحسبما أوردت وكالة "رويترز" في 12 نوفمبر، فإن اختيار ترامب، السيناتور روبيو يجعل السياسي المولود في فلوريدا أول لاتيني يشغل منصب كبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة.

يُذكر أن ماركو روبيو، الذي انتُخب في مجلس الشيوخ عام 2010، معروف بتوجهاته الصارمة في السياسة الخارجية، خصوصا تجاه الصين وإيران وكوبا.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في 11 نوفمبر، نقلا عن مصادر مطلعة (لم تكشف هويته)، بأن من المتوقع أن يختار ترامب روبيو وزيرا للخارجية، لكن المصادر أشارت إلى أن احتمال أن يغيّر الرئيس الجمهوري المنتخب رأيه في آخر لحظة.

وتوقعت وسائل إعلام غربية، وتحديدا موقع "بوليتيكو" الأميركي، أن يلعب برايان هوك، المبعوث الأميركي السابق لشؤون إيران في إدارة ترامب الأولى، دورا مهما في تشكيل حكومة الرئيس الأميركي المنتخب الجديدة.

وكان هوك قد حاول، حتى بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، إيجاد حل للبرنامج النووي الإيراني، إلا أنه استقال عام 2020 من منصبه، في خطوة يمكن عدها فشلا للجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق مع طهران.

وخلال فترة ترامب السابقة، اتبعت الولايات المتحدة سياسة "الضغط الأقصى" تجاه إيران، حيث انسحبت من الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة".

وفي 8 نوفمبر 2024، قال برايان هوك، لشبكة "سي إن إن"، إن الرئيس المنتخب يرى طهران بصفتها "المحرك الرئيس لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط"، وألقى باللوم في الأزمة المستمرة على فشل بايدن في ردع إيران ووكلائها.

وتوقع أن يسعى ترامب إلى سياسة من شأنها "عزل إيران دبلوماسيا وإضعافها اقتصاديا لمنعها من تمويل الجماعات التي تزعزع استقرار إسرائيل والشركاء الإقليميين"، لكنه "ليس لديه أي مصلحة في تغيير النظام".

من المتوقع أن يتولى، مايك وولتز، منصب مستشار الأمن القومي، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في 11 نوفمبر، فقد كان عنصرا في القوات الخاصة وهو معروف بعدائه الكبير للصين.

ووفق لما كشفته موقع "إكسيوس" الأميركي في 7 نوفمبر، فإنه يجري ذكر اسم المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس كثيرا لتولي منصب رفيع في وزارة الخارجية أو منصب سفير رئيس. 

وبالنسبة لوكالات الاستخبارات، أكد الموقع أنه يجرى تداول عدة أسماء من بينها النائب الجمهوري من ولاية فلوريدا مايكل والتز.

ويعد والتز مرشحا لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، بالإضافة إلى جون راتكليف الذي شغل لفترة قصيرة منصب مدير الاستخبارات الوطنية في عهد ترامب.

ويجرى كذلك ذكر السيناتور توم كوتون (جمهوري من أركنساس) لتولي مناصب بارزة في الدفاع أو الاستخبارات، بحسب "إكسيوس".

شخصيات مستبعدة

في المقابل، استبعد الرئيس الأميركي شخصيات بارزة في ولايته الأولى، من تولي أي مهام ضمن إدارته الجديدة، وقال ترامب، إن منافسته الرئاسية السابقة من الحزب الجمهوري، نيكي هيلي، ووزير خارجيته السابق، مايك بومبيو، لن يكون لهما أدوار في إدارته المقبلة.

وقال ترامب على صفحته بمنصة "تروث سوشال" في 10 نوفمبر، إنه "لن أدعو السفيرة السابقة هايلي، أو وزير الخارجية السابق بومبيو، للانضمام إلى إدارتي، التي هي في طور التشكيل حاليا".

وتابع: لقد استمتعت كثيرا وأقدر العمل معهم سابقا، وأود أن أشكرهم على خدمتهم لبلدنا، لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

وشغلت هايلي، منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد إدارة ترامب.

وبعد ذلك أدارت حملة أولية مريرة ضد ترامب وأصبحت أكثر عرضة لغضبه بعد خسارته الأولية في نيو هامبشاير، وموطنها ولاية كارولينا الجنوبية.

وفي نهاية المطاف، أيدت ترامب وتحدثت في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في 15 يوليو 2024، وحثت الناخبين الذين يختلفون معه بشأن قضايا معينة على دعم ترشيحه.

من جهته، فكر بومبيو في الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024، لكنه لم يقدم قط أي محاولة رئاسية رسمية ضد ترامب، ويعتقد العديد من الأشخاص المقربين من الأخير أنه قام بعمل رائع كوزير للخارجية آنذاك، وأنه يستحق مقعدا على الطاولة في الإدارة الثانية، وفق تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" في 10 نوفمبر.

ومع ذلك، توترت علاقة الرئيس المنتخب مع بومبيو في السنوات التي تلت ترك ترامب منصبه، وبدا أن بومبيو يوجه ضربة للأخير خلال خطاب ألقاه في مؤتمر العمل السياسي عام 2023 عندما حث الناخبين الجمهوريين على الابتعاد عن "القادة المشاهير" ذوي "الغرور الهش".

وفي الأيام الأخيرة، شكك ترامب بشكل خاص في ولاء بومبيو وكذلك ما إذا كان يمكن الوثوق به لتنفيذ أجندته، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدرين مطلعين على المناقشات (لم تكشف هويتهما). 

وفي عام 2023، وخلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، كشف ترامب، أنه لا يحبذ مشاركة أي من أولاده في الإدارة إذا فاز بولاية ثانية. 

وقال حينها: "أظن أنهم اكتفوا من السياسة، فقد عانوا الأمرّين.. لقد كان جحيما بالنسبة لهم".

وكانت ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنير، قد لعبا دورا مهما في إدارة ترامب السابقة؛ إذ كانا من كبار مستشاريه، إلا أن حضورهما إلى جانب الرئيس السابق أثار -حينها- العديد من الانتقادات، لعلاقتهما العائلية معه.

ومن الشخصيات المستبعدة أيضا، هو جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق (2018 إلى 2019)، الذي قال خلال تصريح لقناة "العربية" السعودية في 9 نوفمبر 2024، إنه "لن يجلس في المنزل بجانب الهاتف في انتظار اتصال من ترامب".

وهاجم بولتون في نسخة من مذكراته صدرت في 30 يناير 2024، ترامب، واصفا إياه بأنه "أناني للغاية"، و"يعاقب خصومه الشخصيين ويسترضي خصومه في روسيا والصين".

ورأى بولتون أن ترامب "ليست لديه فلسفة سياسية أو رؤية سياسية متماسكة"، محذرا من أنه "في حال إعادة انتخابه، يمكن أن يغادر ترامب حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويحد من الدعم لأوكرانيا، رغم الغزو الروسي عام 2022، ويشجع الصين على محاصرة تايوان، والسعي إلى الانعزالية بشكل عام".

كذلك رأى أن "ترامب غير مؤهل لأن يكون رئيسا"، مردفا أنه "إذا كانت سنواته الأربع الأولى سيئة، فإن السنوات الأربع الثانية ستكون أسوأ".

ومن الشخصيات التي لا يعتقد أنها تعود في الإدارة الجديدة، هو مايك بنس الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد ترامب، فقد أعلن في 16 مارس 2024، أنه لن يدعم الأخير لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية.

وقال بنس: "ليس من المستغرب أنني لن أؤيد ترامب هذا العام، لأنه يتّبع أجندة تتعارض مع أجندة المحافظين التي حكمنا بموجبها خلال سنواتنا الأربع".