"مندوب الشيطان الأعظم".. ويتكوف ينكر تجويع غزة ويزعم موافقة حماس على نزع السلاح

" سلاح المقاومة وثيق الصلة باستمرار الاحتلال وممارساته العدوانية"
استمرارا للانحياز المطلق للاحتلال الإسرائيلي وغضا للطرف عن جرائمه، واصل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أكاذيب عن استعداد حركة المقاومة الإسلامية حماس لنزع سلاحها، وأنكر المجاعة في قطاع غزة.
وفي مسعى لامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي وطمأنة أهالي الأسرى لدى المقاومة، ادعى خلال لقاء جمعه مع ذويهم أن حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها، زاعما إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ملتزم بإنهاء الحرب، وهو ما نفته الحركة.
وجاءت تصريحات ويتكوف على هامش زيارة أجراها إلى ما تُسمى "ساحة المختطفين" في تل أبيب، التي شهدت مظاهرة تطالب بإعادة الأسرى وخرجت إثر بث المقاومة مقاطع فيديو توثق تدهور صحتهم نتيجة التجويع، وفق القناة "12" العبرية.
كما جاءت تصريحاته عن نفي المجاعة بعد زيارته لما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية التي يقودها جيش الاحتلال مع مرتزقة أميركيين وتعمل على هندسة وتعميق التجويع في القطاع المحاصر.
ومطلع أغسطس/آب 2025، نشرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- مقطعا للأسير الإسرائيلي أفيتار ديفيد، ظهر فيه وقد برزت عظامه بشكل واضح ويعاني من فقدان شديد في الوزن نتيجة سوء التغذية بسبب استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب بغزة.
وجاء مقطع القسام غداة بث سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي-، لقطات للجندي الأسير روم بارسلافسكي قبل فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة له، نتيجة عدوان الاحتلال على إحدى مناطق القطاع.
وظهر بارسلافسكي، في المقطع وهو في حالة نحول جسدي، نتيجة الحصار الوحشي والتجويع الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، والذي انعكس بدوره على أسراه.
وفي مقطع الفيديو، هاجم الأسير الحكومة والجيش وحملهما المسؤولية عن الجوع الذي يمر به. وإثر ذلك اتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بالتخلي عن ذويهم، وقالت: إن الشروط التي وضعتها إسرائيل للتوصل إلى اتفاق غير واقعية.
وبدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن ويتكوف قال لعائلات الأسرى: إن "الحل الوحيد للإفراج عن المختطفين هو صفقة شاملة الكل أو لا شيء"، على حد تعبيره، زاعما أن حركة حماس "مستعدة لنزع سلاحها، لكن علينا التأكد من أنهم يفعلون ذلك فعلا".
وادعى المبعوث الأميركي أن عددا من الحكومات العربية (لم يسمها) تطالب حاليا حماس بنزع سلاحها، زاعما أن ذلك يجعلهم "قريبين جدا من حل يمكن أن يُنهي الحرب".
وخاطب ويتكوف عائلات الأسرى قائلا: "إذا فقدتم الثقة بحكومة إسرائيل، وأنا أفهم أن لديكم أسبابا وجيهة لذلك، فإن (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب في صفكم".
وعن الأوضاع الإنسانية، قال ويتكوف: "هناك صعوبة ونقص، لكن لا توجد مجاعة في غزة، وبعد أن نفند ما تدّعيه حماس حولها، سنتمكن من الاستمرار في المفاوضات لإنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة بغزة، ارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 175 شهيدا بينهم 93 طفلا، مؤكدة أن مستشفيات القطاع سجلت 6 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبعد تصريحات ويتكوف، أكدت حماس أن "المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائما، وقد أقرّته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
ووصفت في بيان رسمي ما نقل عن ويتكوف بأنه "ادعاء باطل يهدف إلى تضليل الرأي العام وتمرير أجندات سياسية منحازة للاحتلال".
وشددت على أن حق المقاومة بكل أشكالها، بما في ذلك الكفاح المسلح، مكفول وفقًا للمواثيق الدولية، ولا يمكن التنازل عنه ما دام الاحتلال مستمرًا في سياساته الاستيطانية والعدوانية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس.
وتداول ناشطون على منصات التواصل صورا ومقاطع فيديو توثق حالة الغضب في الشارع الإسرائيلي والانتفاض في مظاهرات واسعة ضد حكومة الاحتلال للمطالبة بإنهاء الحرب وإبرام صفقة تبادل للأسرى، مسلطين الضوء على تقارير إعلامية إسرائيلية أكدت أن "إسرائيل" على حافة الهزيمة.
واستنكروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #سلاح_المقاومة، #ويتكوف، #غزة_تباد، #غزة_تجوع، وغيرها، إنكار المبعوث الأميركي وجود مجاعة في القطاع، وترويجه لأكاذيب عن استعداد حماس التخلي عن سلاحها.
واستهجن ناشطون إطلاق ويتكوف تصريحاته عقب مطالبة أنظمة عربية للمقاومة بنزع سلاحها في وقت تساق غزة إلى المذابح وتنحر من الوريد إلى الوريد.
ودافعوا عن حق المقاومة في مجابهة المحتل، وعدوا كل من يزايد على سلاحها خادما لأميركا وإسرائيل ومحاربا لغزة.
وفي الأول من أغسطس، شهدت أروقة الأمم المتحدة حدثًا غير عادي، مع تقديم السعودية وقطر والأردن ومصر وثيقة رسمية تطالب بنزع سلاح حركة حماس وإخراجها من أي سيناريو سياسي يتعلق بمستقبل قطاع غزة.
الوثيقة جاءت ثمرة لمؤتمر قمة رعته فرنسا والسعودية في نيويورك، تضمّنت أيضًا إدانة لهجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية العامة “مكان”.
أكاذيب ويتكوف
وعن أكاذيب ويتكوف، قال القيادي في حماس محمود مرداوي: إن سلاح المقاومة وثيق الصلة باستمرار الاحتلال وممارساته العدوانية.
وأردف: "فما دام الاحتلال جاثماً على أرضنا يقتل أبناء شعبنا، فإن سلاح المقاومة يظل مشروعاً ومبرراً في وجهه بصفته حقاً طبيعياً ومكفولاً بموجب القانون الدولي.
وأضاف: "أما بعد زوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس فإن إدارة السلاح تصبح من مسؤولية الدولة ومؤسساتها الشرعية، وفق ما تقرّه القوانين والمعايير الدولية المعتمدة في الدول ذات السيادة.
وقال المحلل السياسي ياسين عزالدين: "تستمر ماكنة الاحتلال بإنتاج الأكاذيب بخصوص المفاوضات والصفقة، واليوم شاركها ويتكوف بالكذب بقوله إن حركة الأخضر -في إشارة إلى حماس- مستعدة لتسليم سلاحها".
وأضاف: "للأسف كثيرون يصدقون كلام العدو حتى لو كانوا يدركون أنه كذب لأنهم بلا كرامة ولا فهم وعندهم شعور بالدونية".
وأشار عزالدين إلى أن حركة الأخضر قالتها بوضوح أنه لا مفاوضات ما دامت المساعدات لا تدخل لقطاع غزة.
وأردف: "إذًا لا توجد مفاوضات ولا اقتراحات ولا بطيخ، أريحوا أنفسكم واكسبوا احترامكم لأنفسكم وتوقفوا عن سماع الهراء والكذب وسمة البدن الذي يبثه الإعلام الإسرائيلي".
وعطفا على ذلك، لفت إلى أن الفيديوهات الأخيرة للأسرى الإسرائيليين في غزة أصابت مجتمعهم في مقتل وصدمة كبيرة رغم أن جوعهم متوقع لكن رؤية ذلك بأعينهم له وقع مختلف.
واستبعد عز الدين، أن يغير ذلك في مواقف نتنياهو وحلفاءه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لأن بالنسبة لهم تخلو عن أسراهم وعدوهم خسائر جانبية وهذا له أثر مدمر لن يزول أبدًا داخل المجتمع الإسرائيلي.
وكتب مصطفى تميمي: "ويتكوف الصهيوني الكذاب يزعم أن حماس مستعدة للتخلي عن السلاح وما درى ذلك الأفاك الأشر أنه أغلى من أرواحنا وأنه خط أحمر لن نسمح لأحد بالاقتراب منه".
وعد المغرد صبري، إطلاق ويتكوف هكذا تصريح تزامناً مع توقيع دول عربية على مطلب نزع السلاح وتسليم غزة للسلطة، لعبة خبيثة خاصة أنه ربطه بتعهد نتنياهو بوقف الحرب حال تم ذلك.
وأوضح أن لعبة ويتكوف تستهدف جعل الضغط على حماس أكبر وشرعنة استمرار الحرب مع جعل مطلب تسليم السلاح مباشر وصريح لأول مرة وحماس هي من ترفض الهدنة.
هولوكوست العصر
وقال مدير مركز الدراسات الإستراتيجية سعد الزنط، إن ما يحدث في غزة ليس مجرد مجاعة وإنما "هولوكوست العصر".
ووجه محمود العمودي، كلمات إلى ويتكوف قائلا: "هل تظن أننا ننتظر منك كلمة حق؟ أو أن تنصرنا ؟ وتقف بجانبنا؟ فأنت مشارك داعم ولست محايدا، وهذا دورك ومتوقع منك، لكن تصريحاتك لم تعد تنطلي على أحد".
وتابع حديثه لويتكوف: "أكاذبيك واضحة بالصوت والصورة، والعالم يرى بعينيه حقيقة ما يجري، سود الله وجهك ووجه الظالمين معك".
وقال محمد صلاح: إن تصريحات ويتكوف تتجاهل التحذيرات الدولية من المجاعة المتسارعة في غزة، ويحول فيها معاناة السكان إلى مجرد "خلاف لغوي"، بينما يموت الأطفال والمرضى جوعًا في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
واستهزأ محمد النجار، بزيارة ويتكوف من الأساس إلى القطاع ووصفها بالدراماتيكية، وذكر بأنه صديق نتنياهو منذ 20 عاماً وهو يهودي الأصل، متسائلا: "هل ستصدق يوماً أن يتكلم بإنصاف عن الوضع الذي نعيشه، ويُدِين اليهود؟!".
وسخر من إنكار المبعوث الأميركي لوجود مجاعة في غزة، قائلا: "لم لا، فقد مات الناس بسبب الزكام ، لا بسبب التجويع والحصار مع المقتلة".
وأشار الكاتب ماجد الزبدة، إلى أن ويتكوف لم يفكر بزيارة التكيّات الخيرية التي توقفت عن تقديم الطعام للمجوعين بسبب نفاد المواد الأساسية؛ ولا المخابز التي أغلقت أبوابها بسبب نفاد الغاز والطحين؛ ولم يقم بزيارة المشافي التي دمرها الاحتلال وبات يموت فيها الجرحى يوميًا بالعشرات بسبب ضعف الامكانات ونفاد الأدوية.
وأضاف أن ويتكوف لم يطلع على واقع محطات تحلية المياه المتوقفة عن العمل في غزة بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود.
وبين أنه لم ينظم أي لقاء مع ممثلي المؤسسات الإغاثية المحلية والدولية التي تنشط في غزة؛ والتي تعايش المأساة، مؤكدا أن هدف الزيارة الوحيد كان تجميل الصورة القبيحة لإبادة ما زالت متواصلة.
ونعت محمد قلا، ويتكوف بأنه "مندوب الشيطان الأعظم، صهيوني القلب والهوى والعقيدة"، متسائلا: "لماذا لا تصد أبواب الدول العربية في وجهه وإعلانه شخص منبوذ وكاذب وغير مرغوب في وجوده على الأرض العربية".
تواطؤ عربي
وهجوما على الأنظمة العربية الحاكمة التي طالبت حماس أخيرا بنزع سلاحها، عرض الإعلامي جمال ريان، صورة للوزير المتطرف إيتمار بن غفير وهو يصافح موزع أسلحة، قائلا: "ثبت بالدليل القاطع أن فلسطين ضحية النظام الرسمي العربي".
وأوضح أن المسؤولين الصهاينة يوزعون السلاح على المستوطنين، بينما العرب يطالبون بنزع سلاح المقاومة، متسائلا: “هل نحن في آخر الزمان؟”
كما عرض الكاتب رفيق عبدالسلام، الصور ذاتها، مستنكرا أن بن غفير يصول ويجول في قلب القدس ويوزع السلاح على قطعان المستوطنين لاغتصاب أرض لا صلة له بها، والعرب يريدون جمعه من أيدي من يدافع عن أرضه ويقاتل نيابة عنهم.
ورأى العرب لا يمارسون الخيانة بحق فلسطين والقدس فحسب، بل يمارسون الخيانة بحق أنفسهم ويقطعون غصن الشجرة الذي يقفون عليه.
وأكد عبدالسلام، أن هذه المرة الأولى في تاريخ الصراع مع كيان الاحتلال التي تتبنى فيها الدول العربية وبهذه الصورة المجاهرة والفاضحة ذات مطالب المحتلين المغتصبين.
واستهجنت هاجر العبيدي، توزيع "إسرائيل" السلاح على المستوطنين لقتل الفلسطنيين العزل والاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم، بينما يطالب العرب بنزعه من المقاومة.
وأكد الأكاديمي العماني محمود الريامي، أن الذي يحتاج لأن ينزع سلاحه هو الكيان الغاصب لأنه بيد مجرم جبان حقود وليس سلاح الشرفاء في المقاومة الفلسطينية الحرة الأبية، مستنكرا أن الجبن والحمق بلغ في البعض مبلغا انقلبت فيه الموازين.
وأضاف: "ثم ما المقابل؟! دولة مزعومة ووعود كاذبة من العرب والغرب جربها الفلسطينيون منذ النكبة إلى اليوم".
السلاح حق
ودفاعا عن حق المقاومة في الدفاع عن أرضها، قال أحد المغردين، إن سلاحها ليس مجرد عتاد، سائلا من يطالبهم بتسليمه: "هل تملكون ما يُحمل به هذا السلاح؟"، في إشارة إلى الإيمان.
وقال خليل سيلاوي، إن "المقاومة وحدها من تقرر مصيرها، فهي صاحبة الأرض والحق، أما ويتكوف، فليقرر مصير الأوغاد الذين يلهثون خلف نزع سلاحها، فهم لا يمثلون إلا الخنوع والعار"، مشددا على أن سلاح المقاومة ملف غير تفاوضي.
وعدت ميمي آل رضوان، المطالبة بنزع سلاح حماس ليست دعوة للسلام، بل استسلام للصهيوني، مؤكدة أنه يمثل كرامة الأمة، ومن يطالب بخلعه يطالب بكسر شوكتها.
وأشار أستاذ الاتصال السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، إلى قول القيادي في حماي غازي حمد، في تصريحات لقناة الجزيرة إن "السلاح يعني القضية الفلسطينية".
وأوضح أن معنى ذلك أن "من يدعو إلى نزع سلاح المقاومة فهو في حقيقة الأمر يريد نزع روح القضية الفلسطينية"، مضيفا: “فلتَرَ كلُّ عين، خطيئةَ حلِّ الدولتين!.”