شركة "فوج".. كيف تسهم بمرتزقة من أميركا وأوروبا للقتال بجانب إسرائيل؟

a year ago

12

طباعة

مشاركة

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتواتر أنباء عن تورط قوات أميركية وبريطانية وفرنسية في القتال بجانب الاحتلال، بخلاف دعمه بطلعات طائرات تجسس.

لكن الجديد الذي أكدته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أيضا، هو تورط مرتزقة أميركيين في القتال بعضهم تم إحضارهم من أوكرانيا، وآخرون من بريطانيا وفرنسا يحملون الجنسية الإسرائيلية ويحاربون في غزة، رغم حظر قوانين بلادهم مشاركتهم في قتال خارجي.

4 آلاف يورو

وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، كشفت شركة المرتزقة الأميركية "Forward Observations Group"(FOG)  المعروفة سابقا بوجودها في أوكرانيا، أن لديها بالفعل أعضاء نشطين يشاركون في القتال داخل غزة نيابة عن إسرائيل.

ونشرت حسابات "فوج" الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الصور ومقاطع الفيديو، تؤكد من خلالها وجود مقاتليها في غزة دعما لقوات الاحتلال. 

وينتشر هؤلاء في المناطق الجنوبية القريبة من حدود مصر وغزة، ومعهم معدات مزينة بالعلمين الأميركي والأوكراني، حيث كانت هذه المجموعة تقاتل في أوكرانيا، وتتميز ملابسها برسمتين، إشارة الزورق والرمح.

من جهتها، كشفت صحيفة "إلموندو" الإسبانية في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 عن قتال مرتزقة أجانب في صفوف الجيش الإسرائيلي داخل غزة.

وذكرت أنه رغم أنه لم يعلن في إسرائيل عن الاستعانة بأفراد أجانب أو مرتزقة مأجورين، إلا أنها علمت أن "تل أبيب تواصلت مع متعهدين أمنيين دوليين لتوفير مقاتلين لأداء مهام عسكرية خلال حربها الجارية في غزة".

وحسب "إلموندو"، تعاقدت إسرائيل مع شركتي التعهد الأمني "ريفن" و"غلوبال سي إس تي" المتهمتة في ضلوعها بالاتجار غير المشروع بالأسلحة، فضلا عن الارتزاق.

وقالت إن "كل مرتزق يحصل من إسرائيل ومليارديرات يهود على 4 آلاف يورو أسبوعيا مقابل قتاله في غزة، وبعضهم انتقل من أوكرانيا لإسرائيل، حتى إن سلطات كييف تتخوف من هروب المقاتلين في صفوفها".

وروت الصحيفة الإسبانية قصص بعض هؤلاء المرتزقة ومنهم شاب يُدعى "بيدرو دياز فلوريس كوراليس"، جندي سابق في الجيش الإسباني سبق أن قاتل مرتزقا في كل من أوكرانيا والعراق، ومعروف بانتمائه إلى "النازيين الجدد".

وبرر الجندي الإسباني السابق قرار قتاله إلى جانب الجيش الإسرائيلي بـ"المكافآت المُغرية"، إذ ذكر أن كل مشارك في القتال يتقاضى نحو 3900 يورو (4187 دولارا) راتبا أسبوعيا، بخلاف مكافآت أخرى مرتبطة بالمهام التي يؤدونها، حسب قوله.

ونقلت الصحيفة الإسبانية أنها اطلعت على صور لعناصر من المرتزقة من جنسيات مختلفة، بينهم فرنسيون وألمان وألبان، ومارينز أميركي وعناصر من القوات الخاصة التي حاربت بالعراق أو أفغانستان أو مالي أو كوسوفو.

وكان تقرير لـ"المرصد الأورومتوسطي" كشف عام 2018 عن وجود مئات المرتزقة الأوروبيين الذين يتطوعون للخدمة العسكرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، ضمن قوات خاصة، لا سيما لمحاربة قطاع غزة.

وحسب التقرير فإن منظمات ترتبط بشكل مباشر بجماعات يهودية ومسيحية يمينية داخل أوروبا، تقوم بتنظيم مشاريع وحملات لدعوة الأوروبيين للالتحاق بالجيش الإسرائيلي، وحملات دعم عمليات المستوطنين في الضفة الغربية.

وأعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أن الاحتلال يستخدم المرتزقة خلال عملياته التي يدعي أنها حرب وجودية.

وقال أبو عبيدة: "خلال المعارك مع قوات الاحتلال رصدت المقاومة استخدام المرتزقة في معارك قطاع غزة، فيما تسيّر الإدارة الأميركية جسورها الجوية لدعم هذا الكيان كأنها تقاتل دولة عظمى".

قصة مرتزقة "فوج"

وبدأ الكشف عن انتقال أعداد كبيرة من مرتزقة "فوج" الأميركيين إلى إسرائيل حين نشر حسابهم على إنستغرام صورا لهم من داخل مدينة غزة.

وأعلنت مجموعة المرتزقة الأميركية (FOG)، عن مشاركتها في الحرب الإسرائيلية على غزة، كداعم لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تقوم بارتكاب جرائم إبادة ضد الفلسطينيين في غزة.

واشتهرت "فوج"، حين أرسلت مرتزقة للقتال في معركة "سيفيرودونيتسك" بأوكرانيا، وظهر اسمها وهو "شركة المقاولات العسكرية الأميركية الخاصة"، في تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" في 15 مارس/آذار 2023.

وأسس الشركة، ديريك بيلز، وهو جندي مشاة ومظلي أميركي سابق خدم في أفغانستان.

وكان بيلز تربطه علاقة بعضو كتيبة "آزوف" اليمينية المتطرفة في أوكرانيا، فاديم لاباييف، وارتبط اسم لاباييف بـ"النازيين الجدد".

وتحاكي مجموعة "فوج" الأميركية نظيرتها في روسيا "فاغنر".

وكما قامت روسيا بنشر "فاغنر" في السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وسوريا ومالي وموزمبيق وليبيا، نشرت "فوج" مرتزقتها في غزة والعراق وأفغانستان.

وأشارت تقارير إعلامية إلى تورط مؤسس "فوج" بيلز، في الحرب الإسرائيلية، حيث التقطت صور للمجموعة.

وبجانب هؤلاء المرتزقة الأميركيين، أرسلت الولايات المتحدة أيضا قوات خاصة إلى إسرائيل للمساعدة في العثور على مئات الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، حسبما أفاد مسؤول كبير في البنتاغون لصحيفة "نيويورك تايمز" في 3 نوفمبر 2023.

ورغم أن الولايات المتحدة قالت إنها أرسلت مستشارين عسكريين فقط لمساعدة إسرائيل في عدوانها على غزة، أكد مساعد وزير الدفاع، كريستوفر ماير، أنه تم نشر قوات كوماندوز أيضا.

ونُشرت أنباء عن مقتل 4 ضباط بارزين بينهم مسؤول الاستخبارات في قوات "دلتا" الأميركية الخاصة نتيجة استهداف صاروخي لكتائب القسام لغرفة القيادة العسكرية الإسرائيلية في منطقة جحر الديك.

ضربة موجعة جداً للجيش الأمريكي والإسرائيلي

الأنباء تشير إلى مقتل "4" ضباط بارزين بينهم قائد العمليات الإسsرائيلي ومسؤول الاستخبارات في قوات دلتا الأمريكية.

الضربة جاءت نتيجة الاستهداف الصاروخي لكتائب القسام لغرفة القيادة العسكرية الإسsرائيلية في منطقة جحر الديك قبل قليل. pic.twitter.com/cQMEf7wJ6V

— جهاد نزار حلس، ــ #غزة،���� (@Jhkheles) December 15, 2023

مرتزقة بريطانيا

كشف موقع "ديكلاسيفييد" البريطاني في 13 ديسمبر 2023 أن المملكة المتحدة أرسلت مرتزقة للقتال إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

وهو ما أكده رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون بعد لقائه مجموعة من المرتزقة البريطانيين في القدس المحتلة، حين زار إسرائيل لإبداء تعاطفه معها في نوفمبر 2023.

وأشاد جونسون خلال الزيارة بقتال هؤلاء إلى جانب جيش الاحتلال، وألقى التحية حينئذ على المرتزق البريطاني سام سانك الذي انضم إلى صفوف جيش الاحتلال عام 2009.

وقال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في موقع "ميدل إيست آي" في 13 ديسمبر 2023 إن العدد الفعلي لليهود البريطانيين ومزدوجي الجنسية الذين يقاتلون في الجيش الإسرائيلي هو "سر تحافظ عليه كل من إسرائيل والحكومة البريطانية".

لكن الجندي سانك الذي تحدث معه جونسون قال لصحيفة "التايمز" في 28 أكتوبر 2023 إن "مئات البريطانيين -إن لم يكن الآلاف منهم- يقاتلون في صفوف جيش إسرائيل".

وطالب "المركز الدولي للعدالة الفلسطينية"، وزارة الخارجية البريطانية بتوضيح فوري لمدى قانونية قيام بريطانيين بالعمل مع جيش الاحتلال في غزة ومشاركتهم في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن هذا يخالف قوانين بريطانيا بالحرب في بلد أخرى.

وقال مسؤول الاتصالات في المركز الدولي للعدالة الفلسطينية، جوناثان بورسيل: "من المستغرب أن يمارس جونسون ازدواجية المعايير، فهو يدين قتل المدنيين الإسرائيليين وفي الوقت نفسه يدعم انضمام المرتزقة البريطانيين إلى صفوف قوات الاحتلال".

وردا على تورط مرتزقة بريطانيين في جرائم الحرب، قالت شرطة العاصمة لندن: "نحن ننظر في الحالات التي تحال إلينا ونقيّمها بما يتماشى مع معايير النيابة العامة".

ورجح موقع "ديكلاسيفييد" أن يرفض رئيس الوزراء البريطاني الحالي ريشي سوناك دعوات محاسبة إسرائيل أو معاقبة بريطانيين يتجندون في جيش الاحتلال بسبب تورط أغلب المسؤولين في ذلك.

وقالت وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان، التي يقيم زوجها في إسرائيل لموقع "جويش كرونيكل" اليهودي إن "بعض المقربين من أفراد الأسرة يخدمون في الجيش الإسرائيل".

فيما تقول صحف بريطانية إنه يُسمح للشباب اليهود من الدول الأجنبية بالالتحاق بالقوات الإسرائيلية تحت صفة سائحين، ويحصلون على تصاريح إقامة بموجب برنامج (Israel’s Mahal) الخاص بالمتطوعين القادمين من خارج إسرائيل.

ويحصل المرتزقة في جيش الاحتلال على ضعف راتب المجندين الإسرائيليين بسبب المنح المالية التي تقدمها الدوائر الحكومية الإسرائيلية للمرتزقة.

ورفضت شركة "جارين تزبار" الكشف عن عدد المرتزقة الذين جندتهم لمصلحة قوات الاحتلال، ومع ذلك يصل مزيد من المرتزقة من مطارات بريطانيا إلى الأراضي المحتلة.

وكشفت مواطنة بريطانية لموقع "جويش كرونيكل" في 12 أكتوبر 2023 عن انضمام ابنها إلى الجيش الإسرائيلي إلى جانب ما يتراوح بين 50 و80 من الشبان اليهود.

ومن أبرز الشخصيات البريطانية التي انضمت إلى الجيش الإسرائيلي المتحدث باسم جيشها ريتشاد هيشت، الذي هاجر من أسكتلندا إلى إسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي.

مرتزقة فرنسا

النائب الفرنسي توماس بورتس، أبرز من أشار إلى وجود مرتزقة فرنسيين يحاربون مع إسرائيل ضد غزة، مؤكدا وجود أكثر من 4 آلاف جندي إسرائيلي يشاركون في الحرب على قطاع غزة، هم فرنسيون إسرائيليون مزدوجو الجنسية.

ولفت بورتس، عبر منصة "إكس" في 16 ديسمبر 2023 إلى مسح أجرته شبكة "أوروبا1" كشف أن 4185 جنديا من الجنسية الفرنسية يُحشدون على الجبهة في غزة.

وقال إن مرتزقة فرنسا في حرب غزة يشغلون المرتبة الثانية من حيث العدد بعد مرتزقة أميركا، وبالنظر إلى جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في كل من غزة والضفة الغربية، فالمواطنون الفرنسيون يعدون "مشاركين في هذه الجريمة".

وطالب حكومة بلاده بإدانة مشاركة مزدوجي الجنسية من الفرنسيين في جرائم الحرب بأكبر قدر من الحزم.

كما طلب بورتس من وزير العدل تقديم الأشخاص الذين يحملون الجنسية الفرنسية (بما في ذلك مزدوجو الجنسية) المدانين بارتكاب جرائم حرب إلى العدالة، مؤكدا أن مشاركتهم في هذه الأحداث تضر بـ"سمعة البلاد".

Plus de 4000 français engagés dans l'armée israélienne qui commet des crimes de guerre à Gaza !

Une enquête réalisée par Europe 1 indique que 4.185 soldats de nationalité française sont actuellement mobilisés au sein de l’armée israélienne sur le front à Gaza. Il s’agit du… pic.twitter.com/zs5rMNO4kG

— Thomas Portes (@Portes_Thomas) December 16, 2023

وقالت الإعلامية بقناة "الجزيرة" القطرية، خديجة بن قنة، إن القانون الفرنسي ينص على أنه "لا يجوز لحامل الجنسية أن يعمل تحت لواء جيش دولة أجنبية، وإذا أقدم على فعل ذلك تُسحَب منه الجنسية فورا".

وشددت بن قنة عبر منصة "إكس" على أن "هذه مناسبة للحقوقيين ونشطاء حقوق الإنسان لرفع دعاوى قضائية ضد أكثر من 4 آلاف مقاتل فرنسي في صفوف الجيش الإسرائيلي حاليا في غزة".

للعلم قانون الجنسية في #فرنسا ينص على أنه لا يجوز لحامل الجنسية الفرنسية أن يعمل تحت لواء جيش دولة أجنبية، وإذا أقدم على فعل ذلك تُسحَب منه الجنسية فورا".
هذه مناسبة للحقوقيين ونشطاء حقوق الإنسان لرفع دعاوى قضائية ضد أكثر من 4 آلاف مقاتل فرنسي يقاتلون في صفوف الجيش الإسرائيلي… https://t.co/oIj1rfMtun

— خديجة بن قنة khadija Benganna (@Benguennak) December 16, 2023

وتنص المادة 23-8 من القانون المدني الفرنسي على أنه "يفقد الجنسية الفرنسية الشخص الفرنسي، الذي يشغل وظيفة في جيش أجنبي أو خدمة عامة أو في منظمة دولية ليست فرنسا عضوا فيها أو تقدم له المساعدة بشكل عام، ما لم يترك وظيفته أو يتوقف عن عمله ذلك".

لكن فرنسا تتغاضي عن هذا القانون فيما يخص المرتزقة الذين يحاربون مع جيش الاحتلال في غزة.

وبحسب تقرير لموقع "الجزيرة نت" في 27 أكتوبر 2023، تشير إحصاءات رسمية لشركات ومكاتب محاماة إسرائيلية تتخصص باستصدار جوازات سفر أجنبية للإسرائيليين، إلى أن أكثر من مليون يهودي إسرائيلي لديهم جنسية مزدوجة وجواز سفر أجنبي إلى جانب الإسرائيلي.

وإلى جانب نصف مليون إسرائيلي يحملون جنسيات أوروبية، هناك ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي آخر يحملون جنسيات أجنبية إضافية، نصفهم من الولايات المتحدة الأميركية.