ترامب ليس أفضل حالا من هاريس.. كيف أسهمت غزة في إسقاط الحزب الديمقراطي؟
معاقبة المسلمين الأميركيين لهاريس لا تعني دعما لترامب
حدث ما كان متوقعا، وأسهمت "لعنة غزة" في إسقاط الإدارة الأميركية الحالية، وعاقب الناخبون المسلمون الأميركيون ورافضو إبادة غزة من الأميركيين العاديين، الحزب الديمقراطي ومرشحته الرئاسية كامالا هاريس.
فإضافة إلى جملة من الأزمات الداخلية، عاقب الأميركيون الإدارة الديمقراطية برئاسة جو بايدن ونائبته هاريس بسبب دعمهم الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
ولكن يرى كثيرون أن خسارة هاريس ومعاقبة الأميركيين لها، لا تعني دعمهم للجمهوري الفائز بالرئاسة دونالد ترامب كونه يعد داعما كبيرا لإسرائيل.
وفاز ترامب رسميا، ليصبح رئيس الولايات المتحدة الأميركية بعد أن حصل حتى الآن على 277 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 224 صوتا لهاريس، حتى وقت نشر هذا التقرير.
أيضا استعاد الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ من الديمقراطيين بحصوله على 54 مقعدا من أصل 100 وفق محطات تلفزيونية أميركية، ما سيمنحه تطبيق أفكاره، وتعيين قضاة جدد في المحكمة الأميركية العليا النافذة جدا.
ويتألف الكونغرس الأميركي من مجلس النواب الذي يختار الناخبون خلال الاقتراع الحالي أعضاءه الـ 435 بالكامل، ومجلس الشيوخ المؤلف من مئة مقعد يتم تجديد 34 منها هذه السنة تزامنا مع الانتخابات الرئاسية.
غزة الفاضحة
كانت "غزة" فاضحة لمرشحة الحزب الديمقراطي، التي لم تقتصر إدارتها مع بايدن على دعم إسرائيل بأشد أنواع الأسلحة فتكا، ونقل قوات برية وبحرية وقاذفات جوية لحماية تل أبيب.
بل وسعت لإخراس أصوات طلاب وأساتذة الجامعات الذين احتجوا على مشاركة بلادهم في الإبادة الجماعية، وحاكمت وطردت طلابا وأساتذة لأنهم عارضوا تخلي "الديمقراطيين" عن مبادئهم المعلنة بشأن "الحريات" و"حقوق الانسان"، ودعموا الإبادة الصهيونية.
فقد كان دعم إدارة بايدن لإسرائيل في حرب غزة، مثيرا للانقسام بين الناخبين الأميركيين، خاصة العرب والمسلمين منهم، وهو ما أثار نفورهم من نائبة الرئيس هاريس، ورفضوا انتخابها، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
أغضبهم رفض إدارة بايدن/هاريس الاستماع إلى دعواتهم بوقف الموت والدمار في غزة، ومواصلة شحن الأسلحة إلى إسرائيل لتنفيذ حملتها في إبادة السكان بحجة قتال حركة المقاومة الإسلامية حماس، رغم قناعتهم أن ترامب لن يجلب لهم السلام، وفق الصحيفة الأميركية.
فلم تبدِ "هاريس" تعاطفها مع معاناة الفلسطينيين، ولم تظهر أي إشارة إلى أنها ستجبر إسرائيل على إنهاء حربها إذا تولت الرئاسة، بل رفضت حملتها تلبية المطالب الأساسية لحركة التضامن مع فلسطين.
بل، وظلت "هاريس" تدعم العدوان الإسرائيلي والإبادة، والاكتفاء بمطالبة إسرائيل فقط أن تراعي، وهي تنتقم من الفلسطينيين، ألا يزيد عدد القتلى "الأبرياء"، ما عرضها للنقد الشديد وتوعدها بالرد ليلة الانتخابات.
زعمت أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، واكتفت بالقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "عندما تفعل ذلك، فمن المهم أن تعرف كيف تفعله"، رغم اعترافها أنه "قُتل عدد كبير من الفلسطينيين الأبرياء".
وفي المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو أغسطس/آب 2024، رفضت حملة هاريس السماح حتى لمتحدث فلسطيني واحد بالصعود إلى منصة المؤتمر.
وهو ما يفسر حضور الصوت العربي والإسلامي في الانتخابات بصورة أساسية لمعاقبته الديمقراطيين بسبب موقفهم من حرب غزة، رغم ما يترتب على ذلك من تبعات، لإثبات ونقل "رسالة عقابية" في المقام الأول.
ويقول الكاتب في مجلة "نيويوركر" فينسون كانينغهام، إن "هاريس غرقت في دماء الأبرياء بغزة"، مشيرا إلى أن تصويتا عقابيا من جانب المسلمين ضد الديمقراطيين استفاد منه ترامب، وبالمقابل مكافأة من اليهود للديمقراطيين (78 بالمئة صوتوا لهاريس)
قال إن حملة هاريس حاولت تجاوز فضيحة دعم إبادة غزة، لكنها خسرت في ديربورن بولاية ميشيغان، التي تضم أغلبية من العرب والمسلمين، وهي المدينة التي فاز فيها بايدن في انتخابات عام 2020، بنسبة 88 بالمئة من الأصوات.
وإذا انتهى الأمر بهاريس بخسارة ولاية ميشيغان كلها والتي كانت محسومة من قبل للحزب الديمقراطي فيجب على الديمقراطيين مراجعة نهجهم الذي تسبب في المأساة الدموية في غزة وعده أحد أسباب خسارتهم، وفق "نيويوركر".
وتشير تقارير صحفية أميركية إلى أن هاريس خسرت قرابة 300 ألف صوت في ميشيغان، وحصلت مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين على 25 ألف صوت، وحصل ترامب على أصوات غير معروفة بدقة.
وأكد نظام مراقبة الانتخابات التابع لصحيفة "نيويورك تايمز" أن احتمالات فوز ترامب في الولاية تصل إلى 66 بالمئة، وهي نسبة كبيرة.
وقد أكد رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) “نهاد عوض” أن هاريس خسرت لتجاهلها تحذيرات العرب والمسلمين لها مرارا خلال حرب الإبادة على غزة "بأننا سنتذكر موقفها في نوفمبر، أي يوم الانتخابات".
قال إنهم حذروا إدارة بايدن/هاريس من أن يسارعوا لوقف الحرب على غزة، ولكنهم تقاعسوا و"اليوم ذًكرناهم ونفذنا ما وعدنا به، ولا ندم"، في إشارة لأهمية الصوت المسلم.
وغرد "عوض" بالإنجليزية أيضا ليؤكد أن "هاريس تخسر انتخابات 2024 بسبب دعمها للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة"، مشيرا إلى أنه "حتى أموال اللوبي الصهيوني (أيباك) لدعمها لم تنفعها".
والسبب أنه "قللت من شأن الناخبين المسلمين، والطلاب في الحرم الجامعي، والأميركيين الذين يهتمون بحياة الفلسطينيين وحريتهم".
وكان استطلاع للرأي أجراه "كير" عبر الرسائل النصية قبل انتخابات الرئاسة، أظهر أن الناخبين الأميركيين العرب والمسلمين الغاضبين من الدعم الأميركي لإسرائيل خلال حربها في غزة يتحولون من تأييد المرشحة الديمقراطية، إلى دعم جيل ستاين.
وأكد الاستطلاع أن تصويتهم بأعداد كبيرة لمرشحة الخضر "سيحرم نائبة الرئيس الأميركي الحالية، من الفوز في ولايات حاسمة، ستحدد مصير انتخابات الرئاسة".
وقد أرجع أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في واشنطن "ويليام لورانس" سقوط هاريس في ميشيغان أكبر الولايات التي تضم أغلبية عربية وإسلامية "وذهاب الأصوات العربية لمرشحة الخضر "جيل ستاين" للاحتجاج على حرب الإبادة في غزة والعدوان على لبنان.
وقد نقل موقع “إنترسيبت” في 4 نوفمبر 2024 عن ناخبين عرب ومسلمين في ميشيغان، تأكيدهم: "لا نستطيع التغاضي عن الإبادة الجماعية" التي شاركت فيها إدارة بايدن وهاريس".
أكدوا أنهم سيصوتون لصالح ترامب أو أحزاب أخرى، بعدما كانوا يصوتون دائما للديمقراطيين، ردًا على "موقف إدارة بايدن مع الحرب في غزة".
وذلك لأن السياسة الأميركية لا يمكن أن تسوء أكثر منذ ذلك بعد أكثر من عام من الإبادة وقتل أكثر من 44 ألف فلسطيني.
قالوا "إن الحرب في غزة، بجانب قضايا الاقتصاد والتضخم والحرب الثقافية ضدهم وضم الحزب الديمقراطي للشواذ للأنشطة الرياضية، وراء تحولهم بعيدا عن الحزب الديمقراطي".
ورفض بعض أبرز المسؤولين العرب المنتخبين الديمقراطيين في منطقة ديترويت، بمن فيهم رئيس بلدية ديربورن عبد الله حمود والنائبة الأميركية رشيدة طليب، تأييد هاريس.
ويرى محللون عرب، مدير شبكة الجزيرة القطرية السابق بينهم ياسر أبو هلالة أن إسقاط هاريس أظهر "العرب والمسلمون قوة انتخابية مؤثرة، وليست مسجلة باسم الديمقراطيين بلا مقابل".
قال إنه للمرة الأولى باتت القضية الفلسطينية والصوت العربي والمسلم عاملا مرجحا للفوز، وحتى الأصوات التي حصل عليها ترامب من العرب والمسلمين كانت عقابا لهاريس التي لم تقدم لهم أي تنازل ولا استضافة متحدث منهم.
وفي المقابل تنازل ترامب وتعهد لهم في مؤتمر ميشيغان، بوقف الحرب، ومواجهة الإسلاموفوبيا.
وكان ترامب سعى لانتهاز الفرصة في الأسابيع الأخيرة من السباق، ولجأ مراراً وتكراراً إلى الزعماء العرب والمسلمين في ميشيغان.
فقد زار مقهى حلال يملكه عرب في ديربورن ونفذ جولة في مكتب حملة جديد في هامترامك، ودعا إماما إلى المنصة ليخاطب الحشد في تجمع حاشد في إحدى ضواحي ديترويت.
لكن هذا لم يمنع من أن زيارات ترامب للجالية المسلمة أثارت سخرية من بعض الناخبين الذين قالوا إنهم لم ينخدعوا بصداقته المتأخرة تجاه المسلمين.
حتى إن الشاب الفلسطيني الأميركي "ربحي كراجة"، قال لـ "إنترسيبت" مازحاً: “أتوقع أن يقول ترامب الله أكبر، في لقائه القادم معنا”.
وسمحت حرب إسرائيل على غزة، والدعم الكامل من جانب إدارة بايدن لجهود الحرب الإسرائيلية، لترامب بتصوير نفسه باعتباره البديل الأفضل للناخبين المسلمين والعرب الغاضبين من هذه المذبحة، وفق موقع "ميدل إيست آي" البريطاني 5 نوفمبر 2024.
لكن ترامب انتقد الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين التي تجرى في شوارع الولايات المتحدة وفي حرم الجامعات، ورسم صورة قاتمة عن كيفية تعامله مع أي انتقاد لإسرائيل إذا حصل على إعادة انتخابه.
وعقب "طوفان الأقصى"، وعد ترامب بإعادة الحظر الذي فرضه على دخول المسلمين، في رئاسته الأولي عام 2017، لكنه قال إن النسخة الجديدة ستتضمن "فحصا أيديولوجياً" للتخلص من المهاجرين المتعاطفين مع حركة حماس.
كما تعهد بتوسيع الحظر على المسلمين ومنع دخول لاجئي غزة إذا فاز بالرئاسة، وسيبدأ على الفور "فحصا أيديولوجيا" لجميع المهاجرين، بحسب صحيفة "الغارديان" 17 أكتوبر/تشرين أول 2023.
ترامب والحرب
وقالت صحف أميركية، بينها "نيويوركر" 6 نوفمبر 2024 إن الرئيس السابق، "سيعود إلى البيت الأبيض أكبر سنا، وأقل تحفظا، وأكثر خطورة من أي وقت مضى".
وأنه، بالتالي، قد يدعم خيارات نتنياهو، ومن بينها توسيع الحرب الجارية لتشمل سوريا وإيران والعراق ومقدمات ذلك تهديداته خلال حملته الانتخابية.
قالوا إن فوز ترامب قد يطلق يدي نتنياهو أيضا في مهاجمة إيران، وإن الرئيس الجديد سيضغط على طهران لقبول اتفاق يقوض برنامجها النووي.
لكن ترامب يدرك بعد جولات إيران وإسرائيل الحربية أن طهران باتت قوة عسكرية يصعب هزيمتها.
كما أن ظهور إشارات بشأن اقترابها من تطوير قنبلة ذرية، سيدفع الرئيس الجديد للبحث عن وسائل ضغط أخرى غير عسكرية.
وسبق أن اعترف ترامب نفسه في حوار مع صحيفة "إسرائيل هيوم" مارس/آذار 2024 إن "إيران يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا في غضون 35 يوما".
وتشير تقارير أجنبية إلى أن طبيعة ترامب لا تميل للحروب، بدليل فترته السابقة، لأنه "رجل أعمال" أكثر منه سياسي، يميل للصفقات الاقتصادية والتجارية، لذا قد يرغب أكثر في إنهاء الحرب بالمنطقة ليعود لصفقاته مع الخليج.
وكثيرا ما أشار ترامب إلى نفسه بصفته الرئيس المناهض للحرب وتفاخر بأن الولايات المتحدة لم تتورط في أي حروب إضافية في الخارج خلال فترة ولايته، ولكن الحقيقة أنه "مؤيد للحرب"، وفق "ميدل إيست آي" 5 نوفمبر 2024.
فرغم أنه ظل يتباهي بأنه رئيس جلب السلام وليس الحرب، فإن القرارات المتفرقة التي اتخذها ربما كانت لتؤدي إلى تورط الولايات المتحدة بشكل أكبر في الصراع في المنطقة.
فقد عمل على سحب بعض القوات من الشرق الأوسط، ودعا إلى إنهاء الحرب في أفغانستان.
لكن في مارس 2019، أعلن ترامب هزيمة تنظيم الدولة بعد الاستيلاء على جيب للتنظيم في سوريا، وبعد عدة أشهر في أكتوبر قتلت الولايات المتحدة زعيمه أبو بكر البغدادي.
أيضا أمر ترامب بإطلاق 59 صاروخ توماهوك كروز على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا، التي تسيطر عليها حكومة بشار الأسد.
كما أمر بقتل الجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني وزعيم المليشيات العراقية أبو مهدي المهندس، في 3 يناير/كانون الثاني 2020 بضربة بطائرة بدون طيار.
وأثار الاغتيال مخاوف واسعة النطاق من احتمال اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة، لكن طهران ردت بإطلاق وابل من الصواريخ أدى إلى إصابة العديد من أفراد الخدمة الأميركية ولكن لم يقتل أحدا.
وكانت صحف إسرائيلية نقلت عن نتنياهو قوله: "إذا فاز ترامب سأقدم له على الفور هدية سريعة من إيران لن تخطر على بال أحد".
وسارع نتنياهو، الذي ظل يطيل أمد الحرب حتى يفوز ترامب، لتهنئته بالفوز بصورة أقرب للاحتفالية، وحتى قبل أن يحصل على النسبة المقررة قانونا للفوز وهي 272 صوتا في المجمع الانتخابي.
كتب عبر إكس يصف ما جرى بأنه "انتصار كبير"، ويقول لترامب: "مبروك على أعظم عودة في التاريخ .. إن عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تقدم بداية جديدة لأميركا وتؤكد التزامنا القوي بالتحالف العظيم بيننا".
وأكد الكاتب بصحيفة "هآرتس" عودة بشارات في 9 سبتمبر 2024 أن "نتنياهو يماطل بصفقة الأسرى ليمنحها هدية لا تقدر بثمن لترامب".
قال إن ثمة علاقة بين التوصل إلى الصفقة التي طال انتظارها لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، ومحاولة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب العودة إلى البيت الأبيض.
واقتبس بشارات -وهو صحفي من فلسطينيي 48-فقرة من مقال للكاتب توماس فريدمان نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" جاء فيه أنه لن يُفاجأ "إذا زاد نتنياهو حدة الهجمات في غزة حتى يوم الانتخابات الأميركية لرغبته في فوز ترامب، وإبلاغه بأنه هو من ساعده على الفوز.
وهو ما قاله السيناتور الديمقراطي "كريس مورفي" أيضا، الذي أكد أن نتنياهو ربما يرغب في التأثير على الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب من خلال إفشاله توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك من خلال تصعيده المفاجئ للحرب في لبنان.
يفيد أم يضر إسرائيل؟
وبرغم أن 79 بالمئة من اليهود الأميركيين صوتوا ضد ترامب لصالح "هاريس" وفق موقع "جويش كرونيكل" اليهودي 6 نوفمبر 2024، كانت تصريحات الرئيس الجديد مؤيدة لإسرائيل دوما ومشجعه لها على إبادة غزة والقضاء على حماس.
مع هذا كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، 30 أكتوبر 2024، نقلا عن مصدرين مطلعين، أن ترامب أبلغ نتنياهو أنه "يريد انتهاء حرب غزة بحلول موعد توليه منصبه".
أكدت أن ترامب نقل هذه الرسالة لنتنياهو لأول مرة عندما استضافه في منتجعه "مار إيه لاغو" في فلوريدا، يوليو/تموز 2024، وفقًا لمسؤول سابق في إدارة ترامب ومسؤول إسرائيلي.
وحينها أكد ترامب علناً أنه أبلغ نتنياهو بأنه "يريد أن تفوز إسرائيل بالحرب بسرعة"، وأن الانتصار الذي يريده في غزة قبل يوم التنصيب يشمل أيضا إعادة الرهائن، وفق مسؤول أميركي سابق للصحيفة.
لكنه أشار لاحقا إلى أنه سيمنح إسرائيل حرية أكبر في اتخاذ القرارات، وانتقد محاولة بايدن "تقييد الأهداف الهجوم الإسرائيلي على إيران".
إلا أن مسؤولين إسرائيليان كبيرين أكدا لـ "تايمز أوف إسرائيل" أنهما يشعران بالقلق إزاء دعوات ترامب المتكررة لإسرائيل لإنهاء حرب غزة بسرعة، وخوفهما من أن يؤدي عدم القدرة على القيام بذلك إلى صدام إذا فاز وعاد إلى منصبه في يناير 2025".
وفي عامه الأول بالرئاسة السابق، أعلن ترامب 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل.
وقبل الاعتراف المزعوم، أغلق ترامب مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة، 10 سبتمبر 2018، كما خفضت إدارته 200 مليون دولار من الأموال المخصصة للسلطة في رام الله.
وفي مارس 2019، وقع على أمر تنفيذي يعترف بالسيادة الإسرائيلية المزعومة على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
والآن، بعد فوزه، تسود مخاوف من أن يعطي ترامب أيضا الضفة الغربية لإسرائيل وينهي اتفاقيات أوسلو للسلام رسميا بعدما أجهزت عليها حكومة نتنياهو.
وفي كتاب صدر خلال أكتوبر 2024، زعم "ديفيد فريدمان"، المستشار اليهودي لترامب والذي عمل سفيرا له في إسرائيل، أن أميركا لديها واجب "كتابي" لدعم ضم إسرائيل للضفة الغربية.
ونشر "فريدمان" خطة من خمس نقاط على الإنترنت، ذكر فيها إن إسرائيل يجب أن تمارس السيادة على كل الضفة الغربية قبل إنشاء "جيوب فلسطينية تتمتع بأقصى قدر من الحكم الذاتي المدني، مع مراعاة السيطرة الأمنية الإسرائيلية الشاملة".
زعم أن الهدف هو تحسين المستشفيات والمدارس والبنية الأساسية حتى يتمكن الفلسطينيون في الضفة من العيش في ظل مستوى معيشي مماثل لمستوى معيشة العرب الإسرائيليين، و"البديل دولة (فلسطينية) إرهابية تهدد إسرائيل والمنطقة".
المصادر
- Arab and Muslim Voters in Michigan: “I Can’t Overlook Genocide”
- How does a Trump victory affect Israel’s war in Gaza?
- Trump told Netanyahu he wants Gaza war over by time he enters office — sources
- Where does Donald Trump stand on Israel, Palestine and the Middle East?
- Gazans Fear Neither Candidate in U.S. Election Will Help Them
- Donald Trump’s Revenge