"رابطة الدفاع الإنجليزية".. ما علاقتها بإسرائيل واليمين المتطرف والمسلمين؟

12

طباعة

مشاركة

لم يكن ما شهدته بريطانيا منذ مطلع أغسطس/آب 2024 من أعمال عنف من جانب غوغاء من اليمين المتطرف ضد المهاجرين، والمسلمين خصوصا، أمرا مستغربا في ظل حالة الكراهية والإسلاموفوبيا المنتشرة هناك.

لكن ما جرى هذه المرة كان مخططا من قبل أطراف يمينية متطرفة تعمل لصالح إسرائيل، بهدف عقاب البريطانيين الذين يتظاهرون ضد الإبادة في غزة وغالبيتهم من المسلمين والمهاجرين.

يوم 29 يوليو/تموز 2024، طعن شاب قاصر (17 عاما) ثلاث فتيات صغار في حلبة لتعليم الرقص، وانتشرت معلومات زائفة حول هوية المهاجم عبر الإنترنت، تزعم أنه "مسلم"، فانطلقت أعمال شغب ضد المهاجرين والمسلمين في عدة مدن.

نزلت جماعات اليمين المتطرف إلى الشوارع بعد عملية الطعن وموجة المعلومات المضللة حول هوية المهاجم، ليعتدوا على المسلمين والمساجد والمهاجرين، بحسب صحيفة نيويورك تايمز" في 3 أغسطس.

قاد الشغب والاعتداء على المسلمين والمهاجرين "رابطة الدفاع الإنجليزية" التي تعد الجناح العسكري لتيار "اليمين المتطرف" ممثلا في حزب "إصلاح بريطانيا" أو "Reform UK" بقيادة نايجل فاراج، والذي يلقب بـ"ترامب البريطاني" لتطرفه.

أججت المعلومات المضللة والمحرضين من اليمين المتطرف أعمال العنف، وقالت الشرطة إن أنصار "رابطة الدفاع الإنجليزية"، وهي منظمة متطرفة معادية للإسلام، تأسست عام 2009، هاجموا عدة مساجد ورجال شرطة واحرقوا سيارات.

ماذا جرى؟

كان أمرا مستغربا أن يخرج محتجون مناهضون للهجرة في عدة بلدات ومدن بريطانية، بصورة مفاجئة مرتبة سلفا وعدوانية لضرب أي مهاجر أو شخص مسلم، وحرق فندق يقيمون فيه والاعتداء على مساجد، لكن كان هناك تفسيران لذلك:

الأول: أن من حرضوا وخرجوا واعتدوا على المسلمين والمهاجرين وقادوا المظاهرات ضدهم هم من "رابطة الدفاع الإنجليزية"، واليمين المتطرف التابع لحزب "إصلاح بريطانيا" العنصري.

وهؤلاء المعادون للإسلام استغلوا واقعة قتل الأطفال الثلاثة ليطلقوا أقذر شائعة عن دور المسلمين في قتلهم، ليبرروا حملة العنف ضدهم، بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يقود أعوانه عصابات "رابطة الدفاع" واليمين البريطاني المتطرف.

والثاني: أن هذا اليمين المتطرف نجح في استغلال وسائل التواصل والإنترنت ليؤجج الكراهية ضد المسلمين والمهاجرين ويقنع البريطانيين أن مهاجرا من "المسلمين هو الذي نفذ هجوما بسكين ضد 3 فتيات خلال حفل راقص في مدينة ساوثبورت.

ورغم أنه تبين أن حادثة قتل ثلاث فتيات في ساوث بورت، قام بها شاب رواندي مسيحي لا مسلم، استمر نشر معلومات زائفة وتحريضية ضد المسلمين، وتم استغلال الحادثة للترويج لـ"نظرية مؤامرة".

وأُطلقت أكثر من 30 دعوة مجهولة المصدر في كل أنحاء بريطانيا للاحتجاج معظمها تحت الشعار المناهض للهجرة "كفى .. كفى" Enough is enough الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وفقا للجمعية المناهضة العنصرية "هوب نوت هيت" (الأمل وليس الكراهية).

وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إن الجهود المبذولة لقمع الاضطرابات أصبحت معقدة بسبب الطريقة التي تطور بها اليمين المتطرف وتسهيل قدرتهم على إثارة الاحتجاجات ونشر المعلومات المضللة من خلال المنشورات الفيروسية عبر الإنترنت والخوارزميات.

واضطر أحد القضاة البريطانيين الذي مثل أمامه المتهم بقتل الأطفال الثلاثة للكشف عن هويته، متجاوزا نصوص قانونية تمنع الكشف عن هوية المتهمين الأطفال لأنه مازال تحت السن القانونية (17 سنة)، وأمر بإيداعه مركز احتجاز.

تبين أنه ليس مسلما ولا مهاجرا غير نظامي جاء على متن قارب، كما ادعى أنصار اليمين المتطرف، بل هو بريطاني الجنسية من أصول رواندية مسيحية، يدعى أكسل روداكوبانا.

ولكن رغم ظهور الحقيقة استمرت حالة التوتر التي يقودها التيار المتطرف والهجوم على المساجد ومنازل المهاجرين رغم أنه لا علاقة للمسلمين بهذه الجريمة.

وقد ظهرت حسابات مشبوهة يتابعها صهاينة معروفون وهي تحاول وصف خروج مسلمين للدفاع عن أنفسهم في مظاهرة بأنهم يطاردون "الوطنيين البريطانيين بالسكاكين والمطارق والفؤوس، ويفعلون ذلك لأن الله والإسلام يريد ذلك"!

استهداف المساجد

استغل أعضاء حزب "إصلاح بريطانيا" من اليمين المتطرف، الحادثة للدعوة لاحتجاجات وأعمال شغب شارك فيها المئات ممن ينتمي معظمهم إلى "رابطة الدفاع الإنجليزية" المتطرفة، وهاجموا مساجد.

أئمة المساجد في بريطانيا عبروا عن قلقهم من تصاعد التحريض ضدهم، وتعرض مسجد في مدينة سندرلاند في شمال شرقي البلاد، وآخر في مدينة ساوث بورت (شمالي غرب) لهجمات خلال اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.

وقال رئيس المجلس الاستشاري الوطني للمساجد والأئمة، قاري عاصم، إن المجتمع المسلم "يشعر بقلق عميق وتوتر إزاء الاحتجاجات المخطط لها من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء البلاد".

أكد أن "هذا الترهيب والعنف هو النتيجة الحتمية والمدمرة لكراهية الإسلام المتزايدة التي تمكنت من التفاقم على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي أجزاء من وسائل الإعلام الرئيسة ومن قبل بعض الزعماء الشعبويين".

وندد المجلس الإسلامي البريطاني (MCB) باستغلال اليمين المتطرف لمأساة هجوم الطعن في ساوثبورت؛ لنشر معلومات كاذبة عبر الإنترنت، تربط الهجوم بالمسلمين؛ بهدف تصعيد الكراهية والعنصرية ضدهم.

واستغل أنصار اليمين المتطرف الحادثة لإثارة أعمال العنف في ساوثبورت، حيث هاجمت عصابات اليمين المتطرف مسجدا في ساوثبورت، وأضرموا النار في سيارات الشرطة.

ورغم هجوم المتطرفين اليمينيين على المساجد والمهاجرين بشكل مقصود، حاول رؤساء المراكز الإسلامية وأئمة المساجد وقيادات المجتمع المسلم تجنب المواجهة معهم أو تحقيق مبتغاهم في استفزاز الشباب المسلم.

وصل الأمر لقيام بعض المساجد في مدن مثل ليفربول بإلغاء صلاتي المغرب والعشاء في المسجد لتجنب المواجهة مع المتطرفين اليمينيين إثر دعوتهم لحصار المسجد.

انتقل المحتجون من حصار المساجد والتحريض على المسلمين، إلى الدخول في مواجهات مع الشرطة وإصابة عدد من عناصرها، والتعدي على مراكز أمنية وحرق وتخريب ممتلكات ومرافق عامة.

واتهم رئيس الوزراء كير ستارمر "اليمين المتطرف" بالتسبب في أعمال العنف وأعلن مساندته للشرطة في اتخاذ إجراءات صارمة.

وأدانت وزيرة الداخلية البريطانية إيفايت كوبر "أعمال البلطجة" و"الاضطرابات الإجرامية" التي قام اليمين المتطرف بها.

رابطة الدفاع الإنجليزية

وجهت أصابع الاتهام إلى "رابطة الدفاع الإنجليزية" English Defense League (EDL) اليمينية المتطرف، بأنها تقف خلف مظاهرات اليمين المتطرف وأعمال العنف التي شهدتها نصف مدن بريطانيا ضد المسلمين والمهاجرين.

صحيفة "إندبندانت" البريطانية أكدت أن هذه الرابطة عبارة عن "مجموعة يمينية متطرفة معادية للإسلام، وتتمتع بحضور قوي على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأشارت إلى أن هذه المجموعة كانت بقيادة تومي روبنسون، واسمه الحقيقي هو "ستيفن ياكسلي لينون"، الذي قاد المجموعة بشكل غير رسمي خلال الفترة بين عامي 2009 و2012، وسُجن عدة مرات بسبب سلوكياته العدوانية.

وأُسست رابطة الدفاع الإنجليزية في عام 2009، وكان عدد كبير من أعضائها الأوائل من مشجعي نادي لوتون لكرة القدم، أعضاء مجموعة "الهوليغانز" التي كانت تستعمل العنف في التشجيع الكروي.

ويصف موقع "كاونتر فاير" في 25 يوليو/تموز 2024، تومي روبنسون بأنه "فاشي، كان عضوا سابقا في الحزب الوطني البريطاني النازي ثم مؤسس رابطة الدفاع الإنجليزية، وأدين عدة مرات بارتكاب جرائم عنيفة".

وأكد أن "حياته السياسية كزعيم للفاشيين واليمين المتطرف تدور حول معارضة هجرة المسلمين إلى المملكة المتحدة، وخطر الإسلاميين والشريعة واللحوم الحلال وما إلى ذلك".

قال إنه "بالنسبة لتومي روبنسون والحركات الفاشية في مختلف أنحاء الغرب، فإن إسرائيل هي المدافع عن الحضارة الغربية ضد التهديد الإسلامي، وأن اليسار والمسلمين في الداخل الذين يقفون إلى جانب فلسطين هم العدو".

وأنه على مدى عقد من الزمان على الأقل، كان المحتجون الصهاينة الذين يتظاهرون ضد المظاهرات الفلسطينية في بريطانيا، والتي كانت عادة ضئيلة العدد، محاطين بصفوف من المنظمات الفاشية.

لهذا اقترحت "أنجيلا راينر" نائبة رئيس الوزراء حظر "رابطة الدفاع الإنجليزية" بصفتها "منظمة إرهابية"، في أعقاب أعمال الشغب في ساوثبورت، بحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية في 31 يوليو 2024.

وردا على أعمال الشغب التي أثارتها رابطة الدفاع الإنجليزية، قالت راينر إن "التحريض على الفوضى والعنف في الشارع ليس له مكان على الإطلاق في ديمقراطيتنا، وعلينا أن نتصدى بشدة لأولئك الذين يروجون للعنف وينشرونه داخل مجتمعاتنا".

وانتقد "راينر"، نايجل فاراج رئيس حزب الإصلاح اليميني المتطرف البريطاني بسبب "بثه أخبارا مزيفة عبر الإنترنت"، حول الأسباب وراء الهجوم بالسكين وقتل الفتيات الصغار الثلاثة في ساوثبورت.

وقالت لإذاعة "إل بي سي" إن فاراج بصفته نائبا في البرلمان "يتحمل مستوى من المسؤولية، وليس تأجيج نظريات المؤامرة أو ما تعتقد أنه ربما حدث".

ومع هذا لا يعكس الصوت العالي لمناصري اليمين المتطرف في حزب "اصلاح بريطانيا"، حجمهم الحقيقي.

فقد كانوا في عام 2010 لا يمثلون سوى 12 بالمئة من الشعب البريطاني، استنادا إلى نسبة المصوتين لهم في الانتخابات، ولم يتجاوزوا 14 بالمئة في انتخابات 2024.

وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في 3 أغسطس، إن مشكلة الإسلاموفوبيا المتجذرة في المملكة المتحدة أدت إلى تأجيج أعمال الشغب اليمينية المتطرفة.

ونقلت عن خبراء تحذيرهم من أن المشاعر المعادية للمسلمين "تتأجج تحت سطح" المجتمع البريطاني، واتهمت قطاعات من وسائل الإعلام أيضا بترويج الإسلاموفوبيا وتعريض سلامة المسلمين في جميع أنحاء البلاد للخطر.

دور إسرائيل المباشر

لمعرفة الدور الصهيوني في التحريض ضد المسلمين في بريطانيا، في الأزمة الحالية، من المهم معرفة العلاقة بين إسرائيل و"رابطة الدفاع الإنجليزية"

وكذلك دور الناشط اليميني المتطرف الشهير "تومي روبنسون"، واسمه الحقيقي "ياكسلي لينون"، الذي يعمل لصالح إسرائيل، وكان من أبرز المحرضين على المسلمين والمهاجرين وظهر في إسرائيل وهو يرتدي زي الجيش الإسرائيلي.

فعندما أسس “روبنسون” رابطة الدفاع الإنجليزية، تم تسميتها بعد عامين من إنشائها، بـ“رابطة الدفاع الإنجليزية واليهودية” في عام 2011.

وكانت رابطة الدفاع اليهودية، وهي منظمة إرهابية صهيونية، جزءا رئيسا من أعمال البلطجة العنيفة المعادية للإسلام في الشوارع في بريطانيا على مدار العقد الماضي.

وشرح البروفيسور البريطاني "ديفيد ميل"، الذي سبق إبعاده من جامعة بريستول، بناء على طلب الحركة الصهيونية، لصحيفة "إندبندنت" العلاقة بين إسرائيل ورابطة الدفاع الإنجليزية، مؤكدا أن تحركات اليمين المتطرف يقف خلفها الكيان الصهيوني.

وذلك بهدف "محاولة زعزعة الأمن في بريطانيا ومعاقبة المسلمين فيها بسبب خروجهم في مظاهرات أسبوعية تعكر صفو السياسيين في إسرائيل وتزيد الضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية".

وكشف "ميلر" دور روبنسون في التحريض على أعمال الشغب ضد المسلمين، ووصفه بأنه "الأصولي الصهيوني" الذي يعمل لصالح إسرائيل منذ عام 2009 كجزء من حركة الإسلاموفوبيا.

وكتب كثيرا عبر حسابه على “إكس”: كيف تقف إسرائيل وراء أعمال الشغب المناهضة للمسلمين في بريطانيا"، موردا الكثير من الحقائق.

فقال: "دولة إسرائيل تحرق المملكة المتحدة"، ونقل عن "تومي روبنسون" تأكيده أن سبب "غضب" بلطجيته هو فلسطين ودعم البريطانيين لغزة، ولأن "حماس سُمح لها بالسيطرة على لندن ويتم رفع أعلامها في بلادنا"، وفق قوله المتطرف اليميني المتحالف مع إسرائيل!

وفي تحليل مستفيض، بشأن "دور إسرائيل في شحن اليمين المتطرف ضد المسلمين في بريطانيا"، ذكر ميلر ثلاثة أسباب مهمة لتفسير أعمال الشغب المعادية للإسلام في جميع أنحاء بريطانيا، ولماذا الآن؟

أولها: تحريض الصهيوني روبنسون الذي كان يعمل لصالح إسرائيل منذ عام 2009 كجزء من حركة الإسلاموفوبيا، عبر منظمته المسماة "رابطة الدفاع الإنجليزية".

الثاني، أن "روبنسون" هو أحد أبرز الفاعلين في برنامج المؤثرين عبر الإنترنت التابع لإسرائيل ردا على عملية طوفان الأقصى، ويتقاضى هو وأشخاص آخرون (ذكر أسماءهم) أجورا لترويج الدعاية الصهيونية.

وهدفهم هو التصدي للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين وزرع بذور الإسلاموفوبيا معا.

السبب الثالث: أن أعمال الشغب المعادية للإسلام التي اندلعت في بريطانيا، هي المرحلة الأخيرة من "حرب إسرائيل على المسلمين البريطانيين الذين ترى أنهم هم الذين أطلقوا شرارة حركة الاحتجاج في بريطانيا ضد العدوان على غزة".

 "وقد صُممت أعمال الشغب هذه لمعاقبة المسلمين على مشاعرهم المعادية للصهيونية بعد إحباط العديد من الأساليب الأخرى لقمع معارضي الصهيونية من جانب إسرائيل"، وفق قوله.

 فقد فشلت محاولات إسرائيل في استخدام عملائها في الطبقة السياسية والإعلامية البريطانية لإحباط الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، كما فشلت الاحتجاجات الصهيونية في حشد أعداد كبيرة ضد مؤيدي غزة.

وفشلت، أيضا، أعمال البلطجة الصهيونية المتفرقة، واستخدام عملاء آخرين، لذا سلحت إسرائيل اليمين القومي الأبيض المتطرف الذي يبلغ عدده أكبر من بلطجية الشوارع الصهاينة والمتطرفين العلمانيين.

وفضح بريطانيون الدور الذي يلعبه عملاء بريطانيون متطرفون موالون للموساد الإسرائيلي في تأجيج هذه الاحتجاجات ضد المسلمين مثل اليميني البريطاني المتطرف، المناهض للإسلام "ستيفن كريستوفر ياكسلي لينون"

وقالوا إن أعمال الشغب المناهضة للمسلمين تتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ورغبة القوى الصهيونية في نشر كراهية عالمية للمسلمين لضمان الدعم لإسرائيل في بريطانيا.

وسبق لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن كشفت في 28 يناير/كانون الثاني 2024 تفاصيل عن دعم الجماعات الموالية لإسرائيل، لـ "المتطرفين اليمينيين المناهضين للمسلمين في بريطانيا".

وأوردت اسم "تومي روبنسون" كعميل لإسرائيل، ودور معاهد صهيونية وأميركية متطرفة مثل معهد "غيتستون" في إبراز دوره، ومنح "منتدى الشرق الأوسط" المدعوم إسرائيليا له مساعدة مالية باسم "حرية التعبير".

قالت تحت عنوان "لماذا تدعم الجماعات الموالية لإسرائيل المتطرفين اليمينيين المناهضين للمسلمين في بريطانيا؟"، أن روبنسون يتم تمويله من قبل "تحالف منظمات دولية"، عبارة عن "مجموعات يمينية أميركية تدعم القضية الإسرائيلية".

وأشارت لدور "منتدى الشرق الأوسط"، وهو مركز أبحاث مقره فيلادلفيا، يديره دانيال بايبس، في الدعم المالي الكبير للمتطرف البريطاني المعادي للمسلمين "روبنسون".

ودور الملياردير الأميركي روبرت شيلمان، الذي يتبرع بشكل متكرر للمؤسسات الإسرائيلية، في تمويل روبنسون، ودور معهد غيتستون، وهو مركز أبحاث يدافع على إسرائيل، ودور "مركز الحرية" اليميني المتطرف لصاحبه دافيد هوروفيتس.

ومع أن الدعم الذي تلقاه روبنسون من شبكة من المجموعات التي تدعم إسرائيل جاء بدعاوى كاذبة عن "حماية حرية التعبير"، تقول صحف بريطانية إن الأمر أكبر من حرية التعبير وأنه نشاط واضح داعم لإسرائيل.

وفيما يبدو ردا على الدسائس الصهيونية ضد مسلمي بريطانيا الذين قادوا حملة الدفاع عن فلسطين، شارك عشرات الآلاف في "مسيرة لندن الوطنية" يوم 3 أغسطس، دعما لفلسطين عقب الأحداث والتصعيدات الأخيرة.

ونظمت هذه المسيرة الوطنية، مجموعة "ائتلاف فلسطين" تضامنا مع الشعب الفلسطيني، واجتذبت نحو مئة ألف من البريطانيين للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

وشكلت هذه المسيرة تعبيرا عن موقف الشارع البريطاني إزاء القضية الفلسطينية، ومطالبة صريحة بإقرار العدالة واحترام حقوق الفلسطينيين، حيث طالبوا رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، بضرورة اتخاذ إجراءات فورية ضد الاحتلال.

وذلك مثل وقف صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل وقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، والمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.