الهيمنة على الأرض غير كافية.. كيف تصر واشنطن على هزيمة الصين بالفضاء؟

10 months ago

12

طباعة

مشاركة

في جلسة استماع عقدها الكونغرس الأميركي، في 17 يناير/ كانون الثاني 2024، بشأن خطة الهبوط على سطح القمر، أكد خبراء فضاء ومسؤولون أميركيون أنه يجب على الولايات المتحدة "هزيمة الصين في سباق الفضاء".

وذلك لضمان قيادة الولايات المتحدة لـ "سيادة القانون الدولي القائم على القواعد" قبل أن تطور الصين "قواعدها الفضائية التي لا تحظى بشعبية".

وحسب تقرير نشره موقع "الصين نت"، فإن ذلك يعني أنه "بعد انخراط الولايات المتحدة وحلفائها في الجغرافيا السياسية لاحتواء الصين على الأرض، فإنهم يريدون تطبيق هذه الإستراتيجية في الفضاء الخارجي". 

وهو ما وصفه الموقع بأنهم "يعدون القمر بمثابة (ساحة) للتنافس بين الدول خارج كوكب الأرض". 

نكستان لأميركا

في بداية التقرير، يقول الموقع الصيني إن توسيع الولايات المتحدة للجغرافيا السياسية الأرضية إلى الجغرافيا السياسية السماوية لا يشكل تصعيدا كبيرا للمنافسة فحسب، بل إنه يشكل أيضا نكسة كبيرة.

وبشأن خطة "العودة إلى القمر" التي تتبناها الولايات المتحدة، يشير الموقع إلى أنها شهدت ضربتين للتو.

أولا، أُبلغ عن عطل في مركبة الهبوط القمرية "بيريجرين"، حيث لم تتمكن من الهبوط على سطح القمر.

أما الضربة الثانية تتمثل في إعلان وكالة الفضاء "ناسا" عن تأجيل مهمة الطيران المأهولة حول القمر "آرتيميس 2" وخطة هبوط الإنسان على القمر "آرتيميس 3" لمدة عام، بسبب وجود مخاطر أمان في المركبات الفضائية الحالية.

ورغم ذلك، يقول الموقع إنه "بطبيعة الحال، لن يستخف أحد بقدرات الولايات المتحدة الجوية بسبب هذه النكسات". 

فتقنيات الفضاء عبارة عن تجسيد لأحدث التكنولوجيا البشرية، ورحلات الفضاء المأهولة هي أكثرها صعوبة في مجال التكنولوجيا الفضائية. وخلال هذا الطريق، من الطبيعي أن تحدث الصعوبات وحتى الفشل. 

ولكن في رأي الموقع، فإن التوتر والضغط الحاليين، الذين تظهرهما الولايات المتحدة بسبب هذه العقبات، غير طبيعيين وغير صحيين.

تنافس صفري

وبشأن مسيرة الولايات المتحدة في المشاريع المتعلقة بالفضاء، يقول الموقع "هذه المشاريع لا تعتمد على التفكير والمنطق التقني، بل تعتمد على التفكير والمنطق الجيوسياسي، وبشكل أكثر تحديدا على التفكير والمنطق المتعلقين بـ (الحرب الباردة الجديدة)". 

وهذا المنطق هو ما يجعل الفضاء الخارجي، بما في ذلك القمر، هدفا إستراتيجيا للصراع بين الولايات المتحدة والصين.

حيث يُفترض أنه إذا تأخرت الولايات المتحدة قليلا، ستسبقها الصين وتفقد هذا "السباق الفضائي المهم". 

وبالتالي، يشير الموقع إلى حقيقة أن "استكشاف الفضاء الخارجي، الذي كان يحتاج في المقام الأول إلى التعاون الدولي، أصبح الآن لعبة منفصلة تتسم بالصفرية والتنافس الصفري".

وفي نفس السياق، يدعي الموقع الصيني أن "التفكير في المنافسة الجيوسياسية مع الصين يؤثر بعمق على السياسيين في واشنطن". 

ففي وقت مبكر من عام 2011، أقر الكونغرس "قانون وولف"، الذي يمنع وكالة "ناسا" من التعاون المباشر مع المؤسسات الصينية، ما لم يحصل على موافقة من مكتب التحقيقات الفيدرالي والكونغرس. 

وعلى العكس من ذلك، يذكر الموقع أن الحكومة الصينية لم تفرض أي قيود على التعاون مع الولايات المتحدة في هذا الصدد. 

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أعلنت الصين أن عينات البحث العلمي من مهمة "تشانغ إيه 5" ستكون متاحة للمشاركين الدوليين. 

وفي هذا السياق، يقول الموقع بتهكم إن "الحقيقة واضحة؛ من يقف على جانب مفتوح في مسألة استكشاف الفضاء، ومن يقف على جانب مغلق". 

عقلية تنافسية

في نهاية التقرير، يعترف الموقع الصيني بأن "الولايات المتحدة تمتلك أحدث التقنيات الفضائية في العالم وأنها حققت إنجازات هائلة في مجال استكشاف الفضاء".

وأكد أن "العالم بأجمعه، بما في ذلك الصينيون، يتطلع إلى أن يكون ممثل البشر في استكشاف الفضاء أكثر عمقا وتقدما، سواء كان ذلك من قبل أمريكيين أو من قبل أي شخص آخر".

ومع ذلك، يلفت "إلى أن "النمط الضيق لاستكشاف الفضاء الذي تتبعه الولايات المتحدة يثير ليس فقط شكوكا حول قدرتها على تحقيق إنجازات أكبر في مجال الفضاء، بل أيضا مخاوف بشأن إمكانية أن تكون عائقا أمام باقي الدول التي تتطلع إلى استكشاف الفضاء". 

ومن ناحية أخرى، يوضح الموقع أن الصين ليس لديها أي نية للمشاركة في "سباق الفضاء" الذي يتخيله الأميركيون.

ويلفت إلى أن "الصين قدمت دائما مثالا لتعزيز التبادلات والتعاون الدولي في مجال الفضاء، حيث يشمل تطويرها لتكنولوجيا الفضاء الجوي الاستخدام السلمي والمساواة والمنفعة المتبادلة والتنمية الشاملة".

ومع ذلك، تستبعد الولايات المتحدة الصين من كل شيء، بدءا من الملاحة عبر الأقمار الصناعية إلى القانون الدولي، وفق التقرير.

وفي الختام، يؤكد الموقع أن مشاريع "استكشاف القمر" و"الهبوط على سطح القمر" في الصين تستند إلى الأساس التكنولوجي المتراكم عبر سنوات من الابتكار المستقل.

ويشير إلى أنه "في المقابل، تحرك الولايات المتحدة نحو القمر مدفوع بشكل متزايد بالمصالح والعقلية التنافسية". 

ويرى أن "الولايات المتحدة إذا ذهبت إلى القمر بنوايا قذرة، فسيكون ذلك نوعا من التلويث لها".