"قاتل إسرائيل بلا طعام طوال 3 أيام".. ما حقيقة رواية تشريح جثمان السنوار؟

منذ ٥ أشهر

12

طباعة

مشاركة

بينما يفرض الكيان الإسرائيلي رقابة واسعة على الإعلام الإسرائيلي، انتشرت رواية غير مؤكدة تفيد بأن نتائج تشريح جثمان قائد حركة المقاومة الإسلامية “حماس” يحيى السنوار أظهرت أنه لم يتناول الطعام منذ ثلاثة أيام قبل استشهاده.

وبينما عد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي ما نقلته وسائل إعلام عبرية عن مصادر سعودية، بشأن نتيجة تقرير تشريح جثمان السنوار، رسالة لكل من افترى عليه، ودحضا للأكاذيب.

دعا ناشطون آخرون للحذر من هذه الرواية التي لم يصدر بحقها تأكيد رسمي من حماس أو الاحتلال، مشددين على أن إسرائيل قد تكون تسعى من ورائها لإظهار أن “المقاومة معدومة وخارت قواها”، ما يؤثر سلبيا على مقاتلي المقاومة الثابتين في الميدان.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، اغتيال السنوار المسؤول الأول عن عملية طوفان الأقصى التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023، وفي اليوم التالي نعته حركة حماس، معلنة مضيها على دربه في مقارعة الاحتلال حتى دحره.

وكانت وسائل إعلام عبرية وعربية محسوبة على الأنظمة الحاكمة قد تبنت رواية الاحتلال الإسرائيلي المشوهة لصورة السنوار، والتي زعمت أنه كان يختبئ في الأنفاق رفقة عائلته ومعه مؤن من طعام وشراب، بينما يُترك الفلسطينيون يعانون من شح الغذاء.

وتفاعل ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيس بوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #يحيى_السنوار، #السنوار، وغيرها، مع هذه الأنباء على النحو التالي:

الشهيد الصائم

فكتبت الناشطة سحر غدار عنه: "استشهد خاوي الأمعاء.. شهيدا بطلا لم تشهد له الدنيا تمايزا عن أهله شاركهم جوعهم وعطشهم وقتالهم وشهادتهم، لم يجلس على موائد العار ولم يُتخم من لحومها ومناسفها.. استشهد البطل خفيفا".

من جانبه، قال صاحب حساب راجي عفو الله: "يحيى السنوار الشهيد الصائم الذي لم يأكل شيئا طوال 72 ساعة قبل وفاته بشهادة أعدائه الصهاينة، لم يكتف بالدعاء والمجاهدة بالسنن ولكنه أعد للعدو ما استطاع وحفر أنفاقا وحارب هو وجنوده لمدة عام".

وأضاف أن السنوار "حارب حتى انتهت ذخيرته لآخر نفس حتى لم يدخر جهدا ليقذف بعصا خشبية على الدرون، ولم يقعد كالنساء يولول ويقول اتقوا الله فقط، ولكنه أخذ بالأسباب ومات ميتة الأبطال مقاتلا صائما ولم يلق باللوم على عباد الله وأدى ما عليه هو ورجاله".

وتابع: "إذا لم تتعلموا شيئا في حياتكم ودينكم فتعلموا من هذا الشهيد الصائم".

بدوره، روى المحامي الكويتي ناصر الدويلة، أن السنوار كان رحمه الله قد تهشمت يده اليمنى وليس معه ضماد فربط ذراعه بخيط لوقف نزيفها وكانت ركبته اليسرى مفصولة وساقه مهشما وكانت المنطقة التي أصيب فيها هي خط التماس مع قوات العدو.

وأشار إلى أن العدو استطاع حصار المنطقة وكان من المستحيل إخلاء السنوار المصاب ولم يقبل أن يسجى على ظهره لأنه لن يستطيع الجلوس إذا اقتحم مكانه العدو، قال لصاحبيه ضعوني على الكرسي في الدور الأول حتى أقاومهم واحدا واحدا إن اقتحموا مكاني، فكان له ما أراد.

ولفت الدويلة، إلى أن السنوار بقي على كرسيه ثلاثة أيام لم يطعم شيئا سقط خلالها صاحباه المدافعان عنه شهيدين، وعندما وصلوا له كان مستعدا لهم بعصا وقنابل يدوية ومسدسه المشهور فقتل اثنين وجرح ثالثا.

وأشارت المغردة هنا، إلى أن تشريح جثة الشهيد السنوار يثبت أنه كان صائما منذ 3 ايام لم يأكل شيئا، يده اليمنى مهشمة، ركبته اليسرى مفصولة، وساقه اليسرى مهشمة، ومع ذلك قاتلهم حتى آخر نفس رماهم بالعصى، قائلة: “طوبى للشهداء.”.

ووصفت المغردة نادية “السنوار” بأنه "الشهيد الصائم"، داعية الله أن يرحمه ويكتبه في الشهداء الأبرار وأن يطعمه من الجنة.

وأشار أبو تيم وصبا، إلى أن السنوار بشهادة الاحتلال تبيّن لهم أنه لم يأكل شيئا خلال الثلاثة أيام الأخيرة السابقة لاستشهاده ومع ذلك اشتبك معهم ببسالة وأصاب عددا منهم.

وقال: “لك أن تتخيّل التأثير النفسي لمثل هذا الشيء على المقاتلين من الطرفين؟”.

دحض الأكاذيب

ومؤكدا أن نتيجة تشريح جثمان السنوار بمثابة صفعة على وجه كل من روج كذبا وزورا أنه يعيش حياة رغدة، تساءل صاحب حساب الرادع التركي: “أين الذين قالوا إنه يملك المليارات؟؟ ألا يستحون من كذبهم؟”.

وأشار المغرد معاذ إلى قول إعلام العدو إن السنوار ورفيقاه عانوا من الجوع ولم يأكلوا آخر 3 أيام قبل ارتقائهم (شهداء) في رفح.

 وأضاف: "ثم يأت وطنجي سعودي مربع الرأس ويقلك السنوار كان مستخبي بالأنفاق ومعاه ما لذّ وطاب من الطعام، وتارك شعبه يموت فوق الأرض!".

وتساءل عبداللطيف الدبيس: "أين سيذهب اليهود الخضر يوم يلتقي الخصوم في يوم القيامة عندما يسألون عن كذبهم وافترائهم على خير أجناد الأرض".

وقال أحد الناشطين: "ثلاثة أيام بدون طعام يا قناة العربية، ثلاثة أيام يا سكاي نيوز، ثلاثة أيام يا من روجتم بأن السنوار كان يعيش في رغد!".

حجة على المتخاذلين

وتأكيدا على أن ما كشفه الإعلام حجة على المتخاذلين، قال الناشط أدهم أبو سلمية: "قائد المقاومة الفلسطينية ثلاثة أيام بدون طعام بالله عليكم هل لأي منا عذر يعتذر به أمام الله تعالى؟".

ودعا أحمد طلعت، الله أن يطعم السنوار مما لذ وطاب من طعام أهل الجنة وأن يغفر لنا تقصيرنا وخذلاننا لهم.

وقال أحد المغردين: "قائد حركة حماس كان يعاني من الجوع ولم يأكل ثلاثة أيام والعربان والأعراب وكل المتخاذلين عاملين الحفلات والمهرجانات ويرمون الأكل في المزابل فلا نامت أعين الجبناء".

رواية مغايرة

ومقدما رواية مغايرة لتسريبات الإعلام العبري، رأى الكاتب ياسر أبو هلالة، أن التسريبات نموذج لصناعة الأكاذيب والمعلومات المضللة، وكيف يروّجها بحسن نية محبو القائد الشهيد يحيى السنوار.

وأوضح أن كذبة أن السنوار لم يذق الطعام قبل 72 من استشهاده ومنسوبة لمصادر في الإعلام العبري، والحقيقة أن الكذبة نشرت في الشرق الأوسط المعروفة بصهيونيتها وعدائها لحماس، منسوبة لمصادر في الحركة، والإعلام العبري نقل عنها.

وتساءل أبو هلالة: "يعني كتائب القسام التي تبث فيديوهات من قلب جباليا المحاصرة وحماس في الخارج بمنابرها لم ينشروا الخبر وخصّوا به صحيفة صهيونية!". 

ورأى أن الخبر يقصد رسم صورة انهيار المقاومة التي لا يجد قائدها طعاما، مع أن صورا أظهرت مع المسبحة وكتاب الأدعية علبة منتوس (علامة تجارية من حلوى النعناع)، مؤكدا أن المقاومة قادرة على تأمين الحد الأدنى لمقاتليها وقادتها من طعام وذخيرة، والناس تمنع عن نفسها وتزودهم بالطعام.

وخلص إلى أن الخبر كذب، متسائلا: “ما هدف الشرق الأوسط من نشره، وكيف ينخدع أنصار المقاومة بها؟”

وأثنى مستشار وزير الأوقاف السابق سلامة عبدالقوي، على توضيح أبو هلالة.

ورأت لينا أبو بكر، أن ما قاله أبو هلالة، تأمل في محله تماما، مشيرة إلى أن الغزاة وعملاءهم كلما حاولوا رسم صورة مشوهة للمقاومة، انقلبت عليهم محاولاتهم وباءوا بفشل وخزي.

وأكدت أنه حتى جوع المقاوم قوة، ونصر وثبات، متسائلة: “ألم يستخدم الأسرى الفلسطينيون الصوم سلاحا ضد السجان؟ ألم يخوضوا معركة الأمعاء الخاوية فمنهم من حصل على حريته ومنهم من قضى وما بدلوا تبديلا؟”

وحذر محمد مسعود، من أن المصادر التي قالت إن السنوار لم يأكل منذ 3 أيام "صهيونية"، داعية لعدم تصديقهم.

وأكد أن السنوار رجل دولة وفارس ميدان، استطاع إقناع خمس دول للمشاركة معه وهزم الصهاينة وحده، ولديه القدرة على تأمين كل احتياجاته واحتياجات جيشه حتى من مخازن الاحتلال.