مطروحة على الطاولة.. السيناريوهات المستقبلية للاتفاق النووي الإيراني

في 23 مايو/أيار 20205 انطلقت في روما الجولة الخامسة من المفاوضات النووية
سيناريوهات متعددة مطروحة على طاولة المفاوضات للاتفاق المحتمل بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي استعرضها موقع "الدبلوماسية الإيرانية" الفارسي مع تقييمه لكل سيناريو بناء على مدى فعاليته في الحد من البرنامج النووي الإيراني وتقليل نفوذ طهران الإقليمي.
وبحسب الموقع: "في حالة السيناريو الأول، يُتوصل إلى اتفاق شامل ومستدام يقيد البرنامج النووي الإيراني بشكل فعال، ويقلل في الوقت ذاته من الأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران".
وتابع: "من شأن هذا الاتفاق أن يفرض رقابة صارمة، وقيودا طويلة الأمد على تخصيب اليورانيوم، والتزامات إقليمية من جانب إيران".
وعن فرص تحقق هذا السيناريو، قال: "يبدو هذا الخيار بعيد المنال للغاية، بسبب معارضة إيران التفاوض بشأن أي قضايا تتجاوز الملف النووي".
أما السيناريو الثاني، وفق الموقع، فيتمثل في "اتفاق نووي قوي مع قيود إقليمية أقل، وفي هذه الحالة، يتركز الاتفاق على الحد من البرنامج النووي الإيراني، لكن القضايا الإقليمية، مثل البرنامج الصاروخي ودعم الجماعات الوكيلة، لا تُعالج بشكل كامل".
وأضاف: "رغم نجاح هذا الاتفاق في الجانب النووي، فإن تأثيره على تقليص التوترات الإقليمية يكون محدودا".
ومثل السيناريو السابق، رأى أن هذا السيناريو أيضا "يتمتع بفرص ضئيلة بسبب إدراج قضايا غير نووية، على الرغم من أنه ليس من المستبعد أن تُطرح مناقشات حول القضايا الصاروخية والإقليمية خلال المفاوضات".
واستدرك: "لكن من غير المرجح أن تؤدي هذه المناقشات إلى اتفاق يتجاوز الإطار النووي بين إيران والولايات المتحدة، ومع ذلك، فإن التوصل إلى هذا النوع من الاتفاق دون معالجة القضايا غير النووية قد يكون مرغوبا لدى طهران".

حل مؤقت
أما السيناريو الثالث، فيفترض "التوصل إلى اتفاق محدود مع مكاسب قصيرة الأجل".
وأوضح: "ففي هذا السيناريو، يتوصل إلى اتفاق مؤقت ومحدود يعالج بعض الهموم النووية، لكنه يفتقر إلى الرقابة الشاملة والالتزامات طويلة الأمد".
وأوضح أن "هذا النوع من الاتفاقات قد يعد بمثابة حل مؤقت يتطلب مفاوضات إضافية في المستقبل".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى مثل هذا الاتفاق، ولا تقبل باتفاق مؤقت من المحتمل أن يعود بالنفع على إيران أكثر من أميركا".
وفي السيناريو الرابع، يُوقع "اتفاق ضعيف مع تنازلات كبيرة لإيران؛ حيث يتوصل إلى اتفاق يمنح إيران تنازلات كبيرة دون فرض قيود فعالة على برنامجها النووي أو أنشطتها الإقليمية".
وقدَر الموقع أنه "قد يُنظر إلى مثل هذا الاتفاق على أنه علامة على ضعف الدبلوماسية الأميركية".
ونظرا لمواقف دونالد ترامب تجاه إيران، والضغوط الخارجية، إلى جانب اللوبي الإسرائيلي القوي داخل الولايات المتحدة؛ لا يرجح الموقع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق ويعده بعيد المنال.
نهج دقيق
أما السيناريو الأخير، فيتمثل في "فشل المفاوضات مما يؤدي إلى تصعيد التوترات، واحتمالية الصدام العسكري، وتقدم البرنامج النووي الإيراني دون أي رقابة دولية".
وحذر الموقع من أن "هذا السيناريو قد يتطور إلى حرب شاملة".
ومع ذلك، رأى أن "الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية لن يحقق أي نتائج، بل سيؤدي فقط إلى إبطال أي قيود تفرضها إيران على نفسها لعدم امتلاك سلاح نووي".
وفي هذا الإطار، أكد الموقع على أن "نجاح أو فشل هذه المفاوضات سيكون له تأثيرات واسعة النطاق على الأمن الإقليمي والدولي، ويتطلب نهجا دقيقا واستراتيجيا".
مشيرا إلى أن دولا عربية، مثل السعودية والإمارات، تدعم في الوقت الراهن التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران.
واختتم قائلا: "في المقابل، تظل إسرائيل الطرف الوحيد الذي يصر على الخيار العسكري، وتعتقد أن الفرصة مواتية الآن لتدمير البرنامج النووي الإيراني، وفقا لتصورها".

جولة خامسة
وفي 23 مايو/أيار 2025، انطلقت في العاصمة الإيطالية روما، الجولة الخامسة من المفاوضات ويترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، والوفد الأميركي مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وتواصل طهران وواشنطن عملية التفاوض بشأن الملف النووي؛ حيث تسعى إيران إلى رفع العقوبات المفروضة عليها مقابل الحد من بعض أنشطتها النووية، بما لا يمس حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
وسبق للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن أدلى بتصريحات لقناة "إيه بي سي نيوز"، قال فيها: إن "تخصيب اليورانيوم خط أحمر واضح جدا لإدارة ترامب. لا يمكننا السماح بذلك؛ لأن التخصيب يُمكّن من التسليح".
يُذكر أن الولايات المتحدة ألمحت سابقًا إلى إمكانية القبول بتخصيب منخفض النسبة من قبل إيران، إلا أن موقفها الأخير يشير إلى تشدد أكبر في هذا الملف، وسط تباعد في المواقف بين الطرفين.
وفي 11 مايو/أيار 2025، انتهت جولة رابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، وبينما وصفت طهران تلك الجولة بأنها "صعبة، ولكنها مفيدة" عدتها واشنطن "مشجعة".
وتأتي هذه التطورات في ظل جمود طويل في المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018، وسط محاولات متكررة لإعادة إحيائه بشروط جديدة من الجانبين.