دماء رفح تسيل والمشافي خارج الخدمة والمآذن مهدمة.. وناشطون: أين العرب؟
"لا يوجد أصعب من أن تحتضن عائلتك بأكملها والصواريخ تُمطر رأسك"
مازالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف قصفها المباشر للمدنيين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، متسببة في ارتقاء شهداء وسقوط جرحى، وخروج جميع المستشفيات عن الخدمة.
وجدد الاحتلال في 28 مايو/أيار 2024، الذي يوافق اليوم الـ235 من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على غزة، قصف منطقة تل السلطان غربي رفح بشكل مكثف، بعد يوم من "مجزرة الخيام" التي ارتكبتها في المنطقة نفسها.
ونتيجة ذلك ارتقى 16 شهيدا، فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن نحو مليون شخص فروا من مدينة رفح خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وفي توسيع للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الجارية منذ 6 مايو، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي الدفع بلواء جديد لينضم إلى 5 أخرى متوغلة في المدينة، ما يعني توسيعا رسميا للعملية، رغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على رفح فورا.
وأفاد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مجزرة_رفح، #رفح، #رفح_تباد، وغيرها، بتعرض مآذن مساجد عدة في حيي السعودي وتل السلطان للقصف، متداولين مقاطع فيديو توثق ذلك.
ونددوا بتكرار الاحتلال السيناريو الإجرامي ذاته الذي ينفذه في كل منطقة يجتاحها بداية من القصف وإطلاق النار العشوائي ومحاصرة السكان وإجبارهم على النزوح والتهجير واستهداف الصحفيين وتدمير المساجد ومحاصرة الطواقم الطبية في المستشفيات والعيادات حتى إخراجها من الخدمة.
واستنكر ناشطون خروج مستشفى الكويت التخصصي برفح عن الخدمة نتيجة العدوان الإسرائيلي واستشهاد أفراد من الطواقم الطبية، متداولين لقطات فيديو توثق استهدف جيش الاحتلال لمجموعة من الصحفيين وإطلاق النار عليهم في محيط المستشفى.
وأكدوا أن هذه المجازر والمحرقة والإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، ما كان لها أن تستمر للشهر الثامن لولا الخيانة والخذلان والتآمر من حكومات عربية وإسلامية، صابين جام غضبهم على الأنظمة وعدوها شركاء.
تطورات برفح
وتفاعلا مع التطورات، نقل الناشط أدهم أبو سلمية، عن الجيش الإسرائيلي إعلانه الدفع بلواء بيسلماح التابع لسلاح المشاة إلى رفح ليرتفع عدد الألوية فيها إلى 6 ألوية قتالية.
وقال في تغريدة أخرى، إن كل الإدانات الدولية التي سمعتموها على مدار 24 ساعة الماضية هي حبر على ورق، مؤكدا أن هذه أصعب ليلة تعيشها رفح منذ بداية الحرب، وأن القصف المدفعي لم يتوقف لحظة واحدة في كل أرجاء المدينة.
وأضاف أن الناس عاشت ليلة من الرعب غير المسبوق في مخيمات النازحين، ولم يرفع أذان الفجر، قائلا: "مرة أخرى يقول نتنياهو للعالم: طز؛ والمذبحة مستمرة".
من جانبه، أشار الطبيب زايد السلمان، إلى وقوع انفجارات وقصف مدفعي وغارات جوية وإطلاق نار من طائرات كواد كابتر، مؤكدا أنها أصعب ليلة يعيشها في رفح منذ بداية الحرب.
وأضاف: "اللي قاعد يصير إبادة جماعية والله.. لقد قامت القيامة في رفح، اللهم سلّم سلّم".
فيما أكد الباحث في الشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم، أن رفح شهدت ليلة صعبة حيث القصف الإسرائيلي في الحي السعودي وتل السلطان.
وقال: "رفح مدينتي مدينة الطيبة والبساطة وأهلها عزيزي النفس ومولدي ومسقط رأسي وتعليمي الثانوي والجامعي وعائلتي وأهل قريتي (برير) التي هجر أهلها قسراً، وأصدقاء الطفولة.. رفح العودة قريبة كالعودة للمنزل في غزة ".
وأوضح المغرد تامر، أن مكان المحرقة في مخيمات النازحين بالقرب من مستودعات الأونروا في رفح أعيد قصفه مرة أخرى صباح اليوم، وجرى قتل عائلتين داخل خيامهما، وجرى إطلاق نار وقصف عنيف طوال الليل على مدينة رفح، واصفا الليلة بأنها كارثية ودموية.
وكتب أحمد حماد: “هذه الساعات هي الأصعب في حياتنا، لا يوجد أصعب من أن تحتضن عائلتك بأكملها والصواريخ تُمطر رأسك، أجسادنا وأصواتنا وقلوبنا ترتجف وكل من بقي حيا يتمنى أن يرى صباحا جديدا ليبدأ نزوحا آخر نحو المجهول.”
وبشر الكاتب إبراهيم المدهون، قائلا: “صباح الخير يا رفح، والله إن إسرائيل ستهزم في رفح وجباليا والزيتون وخانيونس وستخرج من غزة رغما عنها، واليوم باتت في نظر حلفائها ضعيفة وسيئة السمعة، بالأمس ترامب قال إسرائيل ضعفت جدا وأن اليهود يعيشون لحظات ضعف ما قبل الهولوكوست”.
تنديد بالخذلان
وتنديدا بخذلان الأنظمة العربية الحاكمة والنظام الدولي لغزة، قال الناشط الفلسطيني رضوان الأخرس، إن الاحتلال الإسرائيلي يقتل أطفالنا بأسلحة أميركية على مرأى ومسمع من العرب والمسلمين.
ودعا الصحفي إسماعيل الثوابتة: “اللهم انتقم لنا من كل المشاركين في جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني العظيم، اللهم أرنا فيهم جميعا يوما أسود، كيوم عاد وفرعون الهالكين، فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين.”
وقال حمد بن فهد بن عبدالعزيز آل ثاني: "عندما يتعاون بعض الأشخاص الذين من ثوبنا في إبادة جماعية لأهلنا فوالله إن مرت علينا فلن تمر على خالق السماء بغير عمد وأرسا جبالها وأجرى أنهارها وحرك أمواج البحار وأشرق شمسها وأغربها، أمره كن فيكون".
وأكد الباحث رامي عزيز، أن الكيان الصهيوني توسع بالفعل عبر تنصيب حكام موالين له منبطحين يقومون بحماية الكيان، وإذا استمرت الأوضاع علي هذا المنوال كثيرا فسيأتي اليوم الذي يحكم فيه الكيان هذه الرقعة بشكل مباشر، بدلا من استخدامها للعملاء.
وذكر الدكتور سلطان الهاشمي، بأن ثلاثة أشخاص تخلفوا عن القتال في جيش المسلمين في أحلك الظروف، فينزل القرآن الكريم ويذكر قصتهم، وهم ثلاثة {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}، متسائلا: "ما بالك بجيوش مسلمة مدربة تخلفت عن الدفاع عن أهلنا في غزة".
وقال حسن عفيفي، إن ما حدث في رفح هو مسؤولية جميع الأنظمة العربية المنبطحة الذليلة وكل من ساهم في اقتصاد هذا الكيان بشراء منتجات داعمه له ونظام دولي فاجر عنصري وساسة وإعلاميين داعمين للمجرمين الصهاينة وكل شخص ساكت عن هذا الإجرام كلهم يتحملون جرائم هذا الكيان لأنهم سمحوا له ارتكابها.
وأكد المغرد أمين، أن محرقة رفح بقدر ما أكدت وحشية الكيان الصهيوني النازي، أكدت خيانة الأنظمة العربية ونفاق الأنظمة الغربية، قائلا: "أما الشعوب فإما حرة منتفضة أو مستعبدة متخاذلة".
المستشفى الكويتي
وعن خروج المستشفى الكويتي في رفح عن الخدمة، أشار الإعلامي محمد الخالدي، إلى استشهاد اثنين من الطواقم الطبية العاملة في مستشفى الكويت التخصصي جراء استهدافهم من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية أثناء وجودم على رأس عملهم أمام بوابة المستشفى وسط مدينة رفح.
ولفتت الصحفية ليلى ضاهر، إلى وصول جثمان شهيد إلى مستشفى الهلال الإماراتي جراء القصف الإسرائيلي على غرب مدينة رفح، مذكرة بأن المستشفى الوحيد المتبقي الذي كان يقدم الخدمات الصحية والإغاثية في رفح كان المستشفى الكويتي وعصر أمس أعلن إنهاء خدماته بسبب عدم توفر الإمكانيات.
وقالت المغردة هدى، إن هذا الخبر ليس عاديا هذا يعني كارثة إنسانية.
وأشار حمد العثمان، إلى أن اليهود لايزالون يستهدفون المستشفيات بغزة بعدوانهم، وآخرها المستشفى الكويتي برفح.
وتساءل فارس فايز: هل تعلم أن المستشفى الكويتي خارج الخدمة؟ هل تعلم أنه لا يوجد مستشفيات في رفح؟"
وتساءل أحد المغردين: هل هالخبر عادي؟ مثل باقي الأخبار! انتم متخيلين إن ما في مستشفى في رفح حاليًا.. متخيلين إن لو حدا تصاوب بيموت.. متخيلين الكارثة !!!".
استهداف الصحفيين
واستنكار لإطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على الصحفيين في محيط المستشفى الكويتي برفح، عرض الصحفي عماد زقوت، مقطع فيديو يوثق لحظة قصف مدفعية الاحتلال الصحفيين.
وعلق أحد المغردين، على المقطع ذاته قائلا "إسرائيل إرهابية".
وقال آخر: "إنها والله أوقات عصيبة على إخواننا وأهالينا في غزه العزة"، مشيرا إلى أن القصف يطال حتى الصحفيين.
وأضاف: "اللهم بردا وسلاما على أهل غزة"، مؤكدا أن "المعتوه يضرب بجنون".
وأوضح صادق عدين، أن الجيش الإسرائيلي يقوم باستهداف الصحفيين الذين يحاولون توثيق القصف الهستيري لمناطق المدنيين، والحديث يدور حول مقتل وجرح عدد من المدنيين، مؤكدا أن هذه جريمة تشبه جريمة الأمس، لكن الجيش الإسرائيلي يعمل على مهاجمة من يوثقها وينشرها.
وتعليقا على مقطع فيديو لشاب غزاوي فقد أفرادا من عائلته يطالب المقاومة بالتمسك بمطالبهم وعدم التنازل، قال الناشط عبدالعزيز إبراهيم: "من عمق الفقد والحزن يأتيكم الحزم من أهل غزة".
وأضاف أنها "رسالة مواطن غزاوي فقد كثيرا من أهله ورسالته إلى المقاومة أرسلوها لكل صهيوني يهودي أو عربي".
وعلق الطبيب يحيى غنيم، على المقطع قائلا: “من جديد: يقولون إن ”أهالي غزة غاضبون من حماس؟ نعم هم غاضبون، ولكن لماذا؟ يقول الأهالي الغاضبون: لماذا لم تعلمنا حماس جميعا فنون القتال وحمل السلاح حتى ندافع عن أنفسنا، ونصير جميعا من جنودها وفداء للأقصى ولغزة ولها؟".
ودعا المحلل السياسي هاني الدالي، لمشاهدة مقطع الشاب الغزاوي وهو يقول: "«فدا محمد الضيف أبو خالد وبعد هيك بديش أكمل كلام»، معقبا بالقول: "شعب عظيم خارق للعادة".
وقال الباحث علي أبو رزقي، إن الاحتلال دمر معظم مساجد قطاع غزة في هذه الحرب، وكنت أحصيت تدمير أكثر من خمسين مسجدا في مدينة خانيونس وحدها، وقد يكون العدد أكبر من ذلك، وها هي المساجد إذ تتحول إلى خيام.
وأضاف أنه كلما هاتف صديقا أو عزيزا يسمع في صوته حسرة على دمار المساجد كما حسرته على ضياع بيته أو أكثر قليلا، مؤكدا أن علاقة أهل غزة مع المساجد منتهى الخصوصية، "فبيوت الله أحب إلينا من بيوتنا وبيوت أهلينا، فيها راحنا ومستراحنا، وهي مبعث استقرارنا الروحي والذهني الدائميْن، والحل يكمن دائمًا في زواياها ومنابرها".
وتابع أبو رزقي: "هي مصنع رجالنا ومنبت أبنائنا وبناتنا، وفيها مستقر شيوخنا، وهي مدرستنا وجامعتنا وصالوننا الثقافي ونادينا الاجتماعي، كانت هناك أوقات يقضي الفتى في المسجد سبع ساعات متواصلة أو أكثر، ما بين مراجعة دروسه وحفظ كتاب الله ودورات التأهيل والتطوير وصناعة القادة".
ودعا: "اللهم اهدم دولة من هدمها، وارفع مآذنها ولا تسكت لها "حي على الفلاح" إلى يوم يبعثون…!".
وأكد علي حاتم، وجود عملية ممنهجة تهدف إلى هدم جميع المساجد في قطاع غزة.
وعرض أحمد إبراء، مقطع فيديو يوثق لحظة قصف قبة ومأذنة مسجد طيبة بالحي السعودي في رفح.
وأوضحت الكاتبة حسنية الدرقاوي، أن فجر اليوم في رفح حاولت وحدة من القوات الخاصة التسلل إلى مسجد العودة في رفح بعد معلومات عن وجود أسرى هناك، فتم إيقاع القوة في كمين نفق جندي وأصيب 7 آخرون.