رغم دعمها لبنان.. لهذا تجنبت "الفرنكوفونية الدولية" إدانة إسرائيل

a month ago

12

طباعة

مشاركة

في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن الأعضاء الـ88 في المنظمة الدولية للفرنكوفونية، وبينهم فرنسا وكندا وبلجيكا، يطالبون بالإجماع بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في لبنان، العضو في المنظمة.

لكن كان لافتا أن البيان الصادر عن قمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي عُقدت في فرنسا، في 4-5 أكتوبر، لم يشر إلى إسرائيل، كونها المسؤولة عن العدوان المتواصل بالمنطقة.

وفي هذا السياق، توضح مجلة "جون افريك" أن مسودة القرار الأولية كانت تتضمن إشارات إلى إسرائيل بوصفها المسؤولة عن الانتهاكات.

ولكن حُذفت في النسخة النهائية نتيجة ضغوط من بعض الدول الأعضاء، في مقدمتها كندا.

"قوة احتلال"

في مستهل تقريرها، قالت المجلة: في دعوتها إلى "وضع حد للانتهاكات التي تمس سيادة لبنان وسلامة أراضيه"، لم تذكر المنظمة الدولية للفرنكوفونية (OIF) اسم إسرائيل. 

وأوضحت أن الدولة العبرية، التي تقوم بعمليات توغل في لبنان وتقصف بيروت في حربها ضد حزب الله، كانت "مذكورة في مسودة قرار مؤرخة بتاريخ 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024".

وبحسب المجلة، كان نص ذلك القرار مكتوبا فيه: "لندعم استقلال وسيادة لبنان في مواجهة الانتهاكات المتكررة لإسرائيل، لنطالب بوقف الضربات الإسرائيلية وإنهاء أي عملية برية في لبنان".

ولكن بعد ذلك، أُعيدت صياغة ديباجة القرار الذي يتناول الوضع في غزة وحُذفت أي إشارة لاسم إسرائيل. 

"وبعد أن كانت أسباب الأزمة الإنسانية الجارية تُنسب إلى إسرائيل، حُذفت هذه الإشارة أيضا"، كما تؤكد المجلة. 

ولكن من ناحية أخرى، تلفت المجلة إلى أن إسرائيل ذُكرت مرة واحدة فقط بصفتها "قوة احتلال"، حيث ذُكّرت بـ"التزاماتها باتخاذ التدابير اللازمة لحماية السكان الفلسطينيين".

وفي الواقع، تظهر "جون أفريك" أن غالبية الدول الـ 88 الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية انحازت إلى موقف عدة دول، هي كندا ورومانيا والكاميرون وتوغو، التي رفضت الإشارة إلى حليفتها إسرائيل.

ومع ذلك، تشير المجلة إلى أن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، كان من القلة الذين عقدوا مؤتمرا صحفيا، أشار فيه إلى تدهور الوضع الأمني في لبنان. 

كما دعا مواطنيه إلى مغادرة البلاد في حال استطاعتهم، بحسب ما ورد عن المجلة الفرنسية.

حلفاء ومتحفظون

وبالحديث عن الدول الأعضاء الحلفاء للدولة اليهودية، تشير المجلة إلى أن كندا -رغم تصريح رئيس وزرائها- تُعد حليفا ثابتا لإسرائيل.

والحال مماثل بالنسبة للكاميرون، إذ تعتمد على مواطنين إسرائيليين لضمان أمن الرئيس بول بيا، وفق المجلة. 

أما بالنسبة لدولة توغو، فتستدل المجلة على كونها دولة حليفة بقولها إنه "كان من المقرر أن تُعقد قمة إفريقيا-إسرائيل في عاصمتها، لومي، عام 2017 قبل إلغائها". 

ومن جانبه، أعطى السنغال انطباعا بأنه غاضب من المواقف التي تتبناها المنظمة الدولية للفرنكوفونية. 

حيث قالت ياسين فال، وزيرة الخارجية السنغالية، في تصريح لقناة "TV5 Monde": "لا يمكن للسنغال أن يتماشى مع الموقف السياسي للفرنكوفونية"، مشيرة بعد ذلك إلى تقليد السنغال في التضامن مع فلسطين.

ورغم تصريحها، تشير المجلة، نقلا عن أحد المصادر التي شهدت المفاوضات، إلى أن "السنغال اتخذت موقفا متحفظا للغاية الذي بشأن هذه القضايا".

ومن ناحية أخرى، تسلط المجلة الضوء على أن فرنسا اتخذت موقفا مماثلا أيضا.

إذ تعود مبادرة نشر "إعلان التضامن مع لبنان" إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي لم يُذكر فيها إسرائيل أيضا.

وبهذا الشأن، تنقل المجلة ما صرح به ماكرون قائلا إن "بلاده ستستضيف مؤتمرا دوليا، في أكتوبر 2024، للمساعدة في جمع المساعدات الإنسانية للبنان وتعزيز الأمن في جنوبه".

وأضاف ماكرون بعد اجتماع للدول الناطقة بالفرنسية في باريس: "سنعقد في الأسابيع القليلة المقبلة القمة الفرانكفونية لتقديم مساعدات إنسانية ولدعم المجتمع الدولي والقوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن، خاصة في جنوب لبنان".

موضحا أن "أعضاء الدول الناطقة بالفرنسية يؤيدون بالإجماع وقفا فوريا ومستداما لإطلاق النار في لبنان".

كما أعربوا عن "التزامهم بتهدئة التوترات في المنطقة"، بحسب ما ورد عن المجلة.

بالإضافة إلى ذلك، طالب ماكرون، بوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، والتي تستخدمها في الحرب على قطاع غزة ولبنان.

مشددا على أن "الأولوية حاليا هي العودة إلى الحل السياسي، والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل لمواصلة حربها في غزة".

عدوان شامل

وبإلقاء الضوء على ما يحدث في لبنان، تذكر المجلة الفرنسية أن "القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان وشرقه وعلى ضاحية بيروت الجنوبية -معاقل حزب الله- أدى إلى مقتل أكثر من 1100 شخص خلال 15 يوما، ونزوح أكثر من مليون شخص في أنحاء مختلفة في لبنان، وفق السلطات اللبنانية".

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد انضم حوالي 350 ألف شخص في ملاجئ الطوارئ، بينما وجد آخرون مأوى لدى أقاربهم. 

وفي هذا الصدد، حذر المسؤول بمنظمة الصحة العالمية في لبنان، إيان كلارك، من خطر تفشي الأمراض في لبنان بسبب ظروف التكدس في ملاجئ النازحين وإغلاق المستشفيات مع فرار المسعفين من الهجوم الإسرائيلي. 

وفي مؤتمر صحفي في جنيف، قال كلارك: "نواجه وضعا يزيد فيه بشدة احتمال تفشي أمراض، مثل الإسهال المائي الحاد والتهاب الكبد وعدد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات".

ومن ناحية أخرى، تضيف "جون أفريك"، بحسب الأمم المتحدة، أن ما لا يقل عن 160 ألف شخص فر من لبنان إلى سوريا المجاورة، التي تمزقها الحرب الأهلية.

وفي النهاية، تسلط المجلة الضوء على أنه في الأول من أكتوبر 2024، أعلنت الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية ومنظمات دولية عدة "نداء إنسانيا عاجلا للبنان بقيمة 426 مليون دولار  لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين المتضررين من العمليات العسكرية الحالية".