شمال غزة لليوم الـ11 على التوالي.. قصف وتجويع وعطش وحرق خيام
"ما يجري في شمال غزة الآن وفي جباليا يفوق الوصف والخيال"
موجة غضب واسعة أثارها تكثيف الاحتلال الإسرائيلي قصفه مناطق شمال قطاع غزة وفرضه حصارا ومنعه دخول الغذاء والمياه والوقود لليوم الـ11 على التوالي، ونسفه عشرات المنازل في مناطق متفرقة في جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون.
القصف الإسرائيلي المكثف في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024، تسبب في اشتعال النيران في مبنى مأهول بالسكان في منطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا، ولم تستطع فرق الإنقاذ الوصول إلى المبنى المحترق غربي مخيم جباليا ويسكنه أطفال ونساء مسنات.
قوات الاحتلال أمعنت في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وشددت فرض حصارها المميت والقتل والتدمير في جباليا ومحيطها شمالا، مستخدمة غطاء ناريا كثيفا أدى إلى استشهاد وجرح المئات، فيما ضربت المجاعة أركان مخيم جباليا.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان له مساء 14 أكتوبر 2024، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس الكذب ويحاول تضليل الرأي العام بإدخال طحين إلى شمال غزة، بينما يُعزّز سياسة التجويع الممنهج ويواصل المحرقة ويقتل أكثر من 342 شهيدا خلال 10 أيام.
وأضاف أن جيش الاحتلال يُحكم الحصار والإغلاق المطبق منذ 170 يوما بشكل متواصل على محافظتي غزة والشمال، ويغلق جميع المنافذ الإنسانية، بل ويواصل ارتكاب المحرقة ويقتل ويصيب المئات من المدنيين والأطفال والنساء.
وشدد المكتب الإعلامي على أن ما يجرى في شمال محافظة غزة هو إبادة جماعية وتطهير عرقي بشكل فعلي وعملي، وتدمير كلي للمنازل والأحياء السكنية والشوارع والطرقات والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس والمساجد ولكل القطاعات الحيوية.
وأوضح أن هذا يأتي ضمن خطة التهجير الأميركية الاحتلالية "الإسرائيلية" والتي تعد أكبر وأخطر مخطط أميركي احتلالي "إسرائيلي" في القرن الحادي والعشرين.
وجدد المكتب نداء الاستغاثة إلى المجتمع الدولي، وإلى كل دول العالم الحر، وإلى جميع المنظمات الدولية والأممية بممارسة "كل أنواع الضغط على الاحتلال الإسرائيلي المجرم وبكل الطرق والوسائل، من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية ووقف حرب الاستئصال".
وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي “إكس” و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #شمال_غزة، #شمال_غزة_يباد، #جباليا، وغيرها عن غضبهم من تصعيد الاحتلال الإسرائيلي على شمال القطاع وحصار مخيم جباليا وتفجير أحياء بأكملها على رؤوس سكانها.
واستنكروا مواصلة جيش الاحتلال ارتكاب المجازر وتنفيذ عمليات نسف منازل المواطنين وحصار الأهالي ببلدة جباليا ومخيمها من جميع المداخل ويمنع دخول أدنى مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء وأدوية، واستهداف كل من يتحرك في محاولة لكسر صمود الأهالي وتهجيرهم.
وتداول ناشطون صورا من ركام المنازل التي قصفها الاحتلال وأخرى لجثث الشهداء ومحاولات المصابين التغلب على آلامهم، صابين جام غضبهم على الأنظمة العربية الحاكمة والأنظمة العالمية الداعمة للاحتلال والمتحالفة معه ومهاجمين المؤسسات الدولية.
الواقع الميداني
ورصدا لتطورات اليوم الـ11 من التصعيد الإسرائيلي، عرض الكاتب ياسر الزعاترة، مقطع فيديو لمدير عام وزارة الصحة منير البرش، وهو ينقل الواقع وتغلبه دموعه بسبب ما يعيشه أهل غزة من مجازر، داعيا إلى مشاهدته بالقول “دموع أبلغ من الكلام في وصف ما يجرى شمال غزة”.
وأشار المراسل الصحفي أنس الشريف، إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يزرع عددا من البراميل المتفجرة في الأحياء السكنية بمنطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا بهدف تفجير ونسف منازل المواطنين.
ولفت إلى أن قوات الاحتلال تحاصر عشرات العائلات هناك، وسط وجود عدد كبير من النساء والأطفال والجرحى، فيما الفرق الطبية غير قادرة على التحرك أو إجلاء المصابين بسبب الاستهداف المستمر من الطائرات المسيَّرة وقذائف المدفعية.
وأكد الشريف أن الأوضاع صعبة جدا، والعائلات محاصرة مع نفاد الغذاء والماء والدواء، موضحا أن كل من يحاول التحرك، سواء في أحياء جباليا البلد، النزلة، بيت لاهيا، أو بيت حانون، يتعرض للاستهداف المباشر من قوات الاحتلال.
وأكد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، أن "الاحتلال يمارس سياسة التدمير الشامل في شمال قطاع غزة"، قائلا إنها "لحظة صراع مع الزمن، حيث ينزف كل شيء: الأرض، الحياة، والصمود. لكن شعبنا الذي واجه أكبر مخطط للتهجير في مرتين متتاليتين يتساءل الآن كيف سنصمد وقد دمر العدو كل شيء؟!".
وأوضح أن "المطلوب تحرك عاجل وعلى كل المستويات لوقف الإبادة".
وأوضح المغرد تامر، أن شمال القطاع بلا ماء ولا طعام، ويتم نسف المنازل بشكل واسع، وجثث الشهداء تملأ الطرقات والأزقة في جباليا.
وقال ناصر براهيم، إن قوات الاحتلال تحاصر شمال غزة من جميع الاتجاهات وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية، وجثامين الشهداء ترقد في الشوارع وتحت ركام المنازل حيث تضرب المجاعة من جديد.
وأشار إلى أن المصابين استسلموا لجراحهم بسبب عجز سيارات الإسعاف عن الوصول إليهم، لافتا إلى أن قوات الاحتلال استهدف الشمال بشكل متكرر وسط قصف لا هوادة له.
تنديد وغضب
وإعرابا عن الغضب وتنديدا بالتصعيد الإسرائيلي، قال يوسف الزيت، إن الحملة العسكرية للاحتلال الصهيوني في شمال غزة، إجرامية في ظل تفاقم الحالة الإنسانية ومنع إدخال المواد الغذائية والإغاثية وسعي جيش الاحتلال لإخلاء المستشفيات وإخراجها من الخدمة، هو عملية إبادة موصوفة ومكتملة الأركان.
ووصف مغرد آخر، الوضع في شمال غزة بأنه "خطير للغاية"، مشيرا إلى أن الاحتلال يفصل شمال غزة عن قطاع غزة وحالات من الجوع والعطش بسبب منع الاحتلال إدخال أي شيء ويقوم بنسف كل شيء عبر طائرته ومدفعيته ويزرع براميل متفجرة لنسف المباني.
وقالت إحدى المغردات، إن "ما يجرى في شمال غزة الآن وفي جباليا يفوق الوصف والخيال"، مؤكدة أنها "أهوال ونيران ودماء وأشلاء، وجوع وعطش وقلة دواء، وطغيان وجبروت واستعلاء من العدو، وثبات وصمود وصبر وعزم من أهل الشمال والمقاومة".
وأضافت أن شمال غزة يباد ويجب على الكل أن يترك كل شيء ويركّز مع هذه القضية فورا، وكل من كان إلى فلسطين أقرب فصوته أعلى وأكثر تأثيرا، ومن لم يستطع إلا الدعاء فليدعُ بقلبه قبل لسانه.
وعد الإعلامي أحمد منصور، حرق اللاجئين الفلسطينيين في شمال غزة وهم أحياء من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي "جريمة ضد الإنسانية شارك فيها كل من دعمها أو سكت عنها أو استطاع أن يحميهم وتخاذل عن حمايتهم".
وقال إن إسرائيل وصلت قمة الغطرسة والطغيان، لكن كل من سبقوها في التاريخ وسلكوا سلوكها ونهجوا نهجها كانت نهايتهم مأساوية كارثية مريعة، فالطغيان الأعمى يقود إسرائيل إلى هاوية سحيقة، وانهيار محتوم.
صمت عربي
صب ناشطون جام غضبهم على الأنظمة العربية الحاكمة واستنكروا صمتها أمام ما يحدث في شمال غزة وتقشعر له الأبدان، وتشيب من هوله الولدان.
وتساءل الكاتب وسام العامري: "أين محمد العيسى عضو هيئة كبار العلماء، الذي ركع متباكيا على الهولوكوست المزعوم بالقارة العجوز أمام هولوكوست غزة الذي يحدث اليوم على مرأى ومسمع العالم؟!، هل ستخرج السعودية الجديدة للتباكي على قتلى المسلمين الذين حُرقوا وهم أحياء؟ أم أن اليهود أولى بالتعاطف!".
وأكد الدكتور هاشم، أن "التاريخ لن يرحم أحدا والعار سيلاحق هؤلاء الحكام في حياتهم ومماتهم وبعد مئات السنين ومن تبعهم من أقوامهم الذين رضوا بالذل والمهانة وكانوا ذيولا لهم".
وتساءل عضو رابطة علماء المسلمين الحسن بن علي الكتاني: "أين حكومتنا مما يجرى شمال غزة من جرائم يشيب لهولها الصبيان؟".
وندد صلاح معتوق بأن “شمال غزة ترمى عليه أطنان من البراميل المتفجرة أمام مشاهد ومسامع العالم”.
وأعرب محمد الجزار، عن غضبه من أن شمال غزة يموت والعرب ليس لهم وجود بين الأمم، متسائلا: "ماذا تفعل جامعة الدول العربية؟".
وتعجب محمد الشيمي من "خرس ألسنة كل حكام العرب ولم ينطق صوت واحد يدين جريمة الإبادة التى تجرى في شمال غزة حتى وصلت لحرق الأبرياء وهم أحياء"، متسائلا: "معقول الجميع راضون عن هذه الجريمة أم هم شركاء فيها ؟".
تواطؤ عالمي
وتنديدا بالموقف العالمي، أشار عبدالله هاشي، إلى قول المراسل أنس الشريف إن الاحتلال يحاصر عشرات العائلات في جباليا ويزرع براميل متفجرة في الأحياء السكنية لنسف منازل المواطنين مع نفاد الغذاء والماء والدواء، مستنكرا تنفيذ محرقة غزة على المباشر والعالم يشاهد ولا يحرك ساكنا.
وأكد أن القانون الدولي الإنساني ومعه الضمير الإنساني دفنا تحت أنقاض غزة العزة الأبية الصامدة.
وكتب الصحفي عماد زقوت: "نحن نُباد يا عالم وخذلانكم يقتلنا".
وعدت مغردة الصمت أمام هذه الجرائم هو "مشاركة في الظلم"، قائلة: "العالم يشهد بصمت على تطهير عرقي وإبادة جماعية في شمال غزة تحديدا مخيم جباليا، قتل، تدمير، وجوع، بدون رحمة".
وتساءلت: “أين الإنسانية؟ أين الضمير العالمي؟”