لعنة غزة تطاردهم.. هل ينتقم العرب والمسلمون من الديمقراطيين ويصوتون لترامب؟

12

طباعة

مشاركة

ساعات وتنطلق الانتخابات الرئاسية الأميركية، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وسط حيرة كبيرة وانقسام في أصوات الجالية العربية والإسلامية في أميركا، ما قد يحرمهم من القدرة على التأثير في ظل تمتعهم بنحو واحد بالمئة من الأصوات.

سبب الانقسام، هو رغبة بعضهم في عقاب الحزب الديمقراطي، حزب الرئيس جو بايدن وإسقاط نائبته، كاملا هاريس، لدعمهم إبادة غزة، بينما يقترح فريق ثان تجرع السم والتصويت لها كي لا يفوز الأكثر تطرفا "دونالد ترامب".

وتتوقع تقديرات من داخل الجالية أن يشهد الصوت العربي والمسلم انقساما كبيرا هذا العام ما بين ترامب وهاريس، ومرشحة الخضر، والمقاطعين للانتخابات، ما قد يفتت أصواتهم ويجعلها غير حاسمة لأول مرة في الانتخابات.

وكثف ترامب نشاطه بين الجالية المسلمة ووعدهم بوقف حرب غزة دون أن يحدد كيف، ما جعله يحظى بدعم بعض العرب والمسلمين في مؤتمرات عقدها خصيصا لذلك، وحاولت هاريس إرضاءهم في اللحظات الأخيرة بتصريحات حول إنهاء الحرب. 

أهانهم ويطلب أصواتهم

ظل ترامب يتجاهل أصوات العرب والمسلمين ومعهم أقليات عديدة لعبوا جميعا دورا موحدا في إنجاح الرئيس السابق باراك أوباما، مستندا إلى أن سياسة بايدن هدمت هذا "التحالف" الذي وحد الحزب وأنجح أوباما.

لكن التقارب الواضح في استطلاعات الرأي بنسب 50 بالمئة تقريبا لترامب وهاريس، ورغبته في استغلال غضب العرب والمسلمين على إدارة بايدن بسبب حرب غزة، دفعه لمغازلتهم وخطب ود أصواتهم التي تشكل قرابة 1 بالمئة.

استغل تجمعا انتخابيا في ميشيغان يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، ليدعو عددا من الزعماء المسلمين إلى المسرح معه، ويقول لهم: "يمكنكم أن تقلبوا الانتخابات في اتجاه أو آخر"، وفق شبكة “سي إن إن”.

دفع هذا صحيفة "نيويورك تايمز" للقول إن "ترامب الذي اقترح ذات يوم إنشاء سجل (جنائي) للمسلمين، يسعى الآن للحصول على أصواتهم".

وفي انتخابات 2016، التي فاز فيها ترامب، قال المرشح الجمهوري لشبكة "إن بي سي نيوز" إنه "سينفذ بالتأكيد" نظام قاعدة بيانات لتتبع المسلمين في الولايات المتحدة، وتسجيل بيانتهم (كأنهم مجرمين).

ما أثار جدلا كبيرا، لأنه ألمح لضرورة تسجيل المسلمين، كما كان يجرى في ألمانيا النازية من تسجيل اليهود في لوائح شبه جنائية لتعقبهم.

"نيويورك تايمز" ذكرت أنه عندما ترشح للرئاسة قبل ثماني سنوات، طرح دونالد ترامب فكرة إنشاء سجل وطني للمسلمين واقترح حظر الهجرة من الدول الإسلامية.

"لذا كان من المدهش أن نراه في تجمع حاشد في ضاحية ديترويت يوم 26 أكتوبر 2024 يحتفل بتأييد حفنة من القادة المسلمين والعرب الأميركيين له". 

عدت هذا "تحولا سياسيا لم يكن من الوارد تصور أن يحدث خلال الحملة الانتخابية الأولى لترامب، عندما كان يكثر من استخدام الخطاب المعادي للمسلمين".

وخلال شهره الأول كرئيس، في عام 2017، أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يحظر دخول المسلمين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة لمدة 90 يوما، هي: العراق وسوريا وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن (ألغى بايدن الأوامر عام 2021 فور أداء اليمين).

لكن في انتخابات 2024 يحاول ترامب وحملته كسب دعم الناخبين العرب والمسلمين، الغاضبين على الديمقراطيين، بسبب تعامل الرئيس بايدن مع الحرب في غزة، خاصة في ولاية ميشيغان، التي تضم أغلبية منهم، ودعمهم مهم له.

وكان سعيدا للغاية بلقطة قيام بلال الزهيري، إمام مسجد من منطقة ديترويت، بالقول في مؤتمر انتخابي له: "نحن كمسلمين نقف مع ترامب لأنه يعد بالسلام، ولأنه وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا".

وأشار "الزهيري" لسبب آخر لدعمهم ترامب، وهو "التزام ترامب بتعزيز القيم الأسرية وحماية رفاهية أطفالنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمناهج الدراسية والمدارس".

ولكن عربا ومسلمين، منهم الصحفية سمر الجراح المقيمة في أميركا، قالوا إن من ظهروا (من المسلمين) وهم يدعمون ترامب في مؤتمر انتخابي، "لا يمثلون كل المسلمين ولا كل العرب"، والامر أعقد من مجرد لقطة وكلمة وخطاب.

وكتب المعلق السياسي المسلم "حسين ايبش" في موقع "أتلانتيك" في 30 أكتوبر 2024 يصف دعم المسلمين الأميركيين لترامب بأنه "عمل تخريبي ذاتي".

مؤكدا أن "ولاية ترامب الثانية ستكون أسوأ بكثير بالنسبة لمجتمعاتنا من رئاسة هاريس"، وفوزه سيكون صادما لأن السياسات المعلنة التي يتبناها ترامب بشأن فلسطين، والحرية السياسية، والوجود الإسلامي في أميركا تتناقض مع الكثير مما يؤمن به أغلب من أعلنوا دعمهم له.

ومع أن ترامب لم يعلن أي خطط لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو الحرب المتفاقمة في الشرق الأوسط، إلا أن حملته تروج لأنه سينهي هذه الحروب.

وخلال مؤتمره الانتخابي معهم قال: "إن الناخبين المسلمين والعرب في ميشيغان وفي مختلف أنحاء البلاد يريدون وقف الحروب التي لا تنتهي والعودة إلى السلام في الشرق الأوسط. هذا كل ما يريدونه".

كما كتب عبر "إكس"، أنه إذا عاد إلى البيت الأبيض، فسوف يضع حدًا لـ "المعاناة والدمار في لبنان"، بعدما وعد بإنهاء الحرب في غزة إذا انتخب وإعادة السلام إلى الشرق الأوسط.

ويأمل ترامب في الحصول على دعم العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان، التي فاز بها في عام 2016 لكنه خسرها عام 2020.

وقد تساءل المحلل "أيمن محيي الدين" في شبكة "إم أس. إن بي سي" في 28 أكتوبر 2024 عن سر هذا الانقلاب في الدعم العربي والمسلم لترامب، محاولا البحث عن إجابة لأسبابه.

قال: "كيف وصلنا إلى النقطة التي أصبح فيها بعض الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين الأميركيين يدعمون هذا الرجل؟"، وذلك مقابل دعمهم للرئيس بايدن عام 2020.

"كيف يدعمونه وهو الذي أدلى بتعليقات حول كراهية الإسلام لأميركا، وهاجم مرارًا وتكرارًا المشرعين العرب والمسلمين، مثل النائبتين إلهان عمر ورشيدة طليب، وادعى كذبا أنه رأى الآلاف من المسلمين في نيوجيرسي يحتفلون بهجمات 11 سبتمبر"؟

ولمعرفة سر هذا التحول، أشار "محيي الدين" لما كتبه "شادي حميد"، في صحيفة "واشنطن بوست " 22 أكتوبر/تشرين أول 2024، وتفسيره لذلك بـ "المزاج المظلم واليائس، للعرب والمسلمين في كل أميركا.

"حميد" قال: "لقد تغير شيء ما لدي بعض العرب والمسلمين، بسبب تجاهل الحزب الديمقراطي قناعة 77 بالمئة منهم أن على الولايات المتحدة أن توقف إرسال أسلحة إلى إسرائيل".

أكد أن "قادة الحزب الديمقراطي يعترفون أن غزة تعرضت للإبادة والدمار، ولكنهم غير راغبين في فعل أي شيء حيال ذلك"، ما يغضب العرب والمسلمين الأميركيين.

ويقول "شادي حميد" في مقاله: لقد وصل الخلاف بين المسلمين والعرب الأميركيين والحزب الديمقراطي إلى نقطة الانهيار، مؤكدا أن استطلاعات الرأي الأخيرة مؤشرا على أي شيء، وأن أغلبهم لن يصوتوا لكامالا هاريس.

لذا تشير التحليلات في الصحف ومراكز البحث الأميركية أنه يبدو أن بعض مسلمي أميركا حسموا أمرهم بالتصويت لترامب، بعد الوعد الذي قطعه بوقف الحرب في غزة والحروب في العالم كله.

ومن هنا يتوقع محللون أميركيون أن تقلب حرب غزة الموازين لصالح ترامب، إضافة إلى قضايا الأسرة والاقتصاد.

هاريس تستجديهم 

مثلما كانت حرب غزة "لعنة" على بايدن، استمرت هذه اللعنة تلاحق هاريس بصفتها شريكته في الحكم، ولأن المجازر والإبادة مستمرة وبدعم أميركي مطلق، وصفقات سلاح لا تتوقف بما فيها قنابل أعماق قتلت مئات الفلسطينيين.

هاريس اكتفت بالقول: "فيما يتعلق بموضوع غزة، يجب علينا أن ننهي هذه الحرب، ونعيد الرهائن (الإسرائيليين) إلى ديارهم"، حسبما قال وائل الزيات، رئيس مجموعة الدعوة الأميركية الإسلامية "إمجيج أكشن" لـ "سي إن إن".

وخلال مؤتمر عقد بولاية ميشيغان في 6 أكتوبر 2024، ضغطت مجموعة من القادة العرب الأميركيين على هاريس "لإظهار المسافة بين الطريقة التي ستحكم بها في هذه المسألة، والسياسات الإدارية الحالية، والتي قالوا "لا نتفق معها"، ولم تجيبهم.

لذا استمر الهجوم عليها، وقاطعها أحد المتظاهرين العرب أثناء إلقائها كلمتها أثناء حملتها الانتخابية في كالامازو بولاية ميشيغان، وهو يصرخ: "لا مزيد من الحرب على غزة"، أوقفوا السلاح لإسرائيل".

كما استمرت حركة "غير ملتزم"، التي تضم عرب ومسلمين وأقليات، في إعلان أنهم لن ينتخبوا هاريس، ولا ترامب وسيختارون "مرشحين من أطراف ثالثة".

وهذه الحركة، افقدت بايدن (قبل أن يتنازل لهاريس) نصف مليون صوت"، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذا العام 2024، وفق صحيفة "ذا هيل" القريبة من الكونغرس 6 يونيو/حزيران 2024.

وخلال تجمع انتخابي لمرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية "هاريس" في ميشيغان، ذات الكثافة السكانية من أصول عربية ومسلمة، يوم 28 أكتوبر 2024 صدحت أصوات احتجاج من مجموعة أشخاص متضامنين مع فلسطين.

ورفع المحتجون شعار: "إسرائيل تقصف كامالا تدفع… كم طفلًا ستقتلون اليوم؟!"، في إشارة المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيّين باستخدام أسلحة أميركية.

وبسبب الهتاف ضدها، لم تخصص هاريس لقاء مع المسلمين، كما تم طرد نشطاء مسلمين من حملتها مثل أحمد غانم الذي كان قد ترشح كديمقراطي لانتخابات محلية في ولاية ميشيغان وحصل على 15 ألف صوت.

ويضيف ناشطون عرب ومسلمون أسباب أخري لرفضهم هاريس منها "أخطاء ارتكبها الحزب"، وكان من الممكن تجنبها، مثل اختيار الديمقراطيين عدم منح أي فلسطيني أميركي فرصة للتحدث في مؤتمر الحزب.

ففي مقابلة أجريت معها، حول إبادة أهل غزة، اكتفت رئيسة مجلس النواب السابقة (الديمقراطية) نانسي بيلوسي بما يعادل هز كتفيها، قائلة: "الموت أمر محزن".

ثم دعت الأميركيين العرب أن يكونوا ممتنين (يحمدوا ربنا) لأن "الديمقراطيين قاموا بحمايتهم حين اقترح دونالد ترامب حظر سفر المسلمين لأميركا"!

كما تعامل منظمي المؤتمر الوطني الديمقراطي مع مؤيدي فلسطين بعنف وأغلقوا الباب على المدافعين عن غزة.

وتم إبعاد بعضهم بالقوة عن المنصة و"ضربهم على رؤوسهم"، مع أن بعضهم مندوبين لهاريس نفسها في مدن أميركية، ومنهم امرأة مسلمة، وفق موقع "انترسيبت" في 20 أغسطس/آب 2024.

أيضا ظهر نفاق هاريس وحزبها الديمقراطي فيما يخص القضية الفلسطينية، حين كررت مزاعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لتبرير التطهير العرقي والإبادة الجماعية في غزة، وضمان الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل.

وظهر هذا في تركيز "منصة الحزب الديمقراطي"، على بالتزام أميركا "الصارم" تجاه إسرائيل نص المنصة على أن "بطاقة هاريس-والز مخصصة “لأمن إسرائيل، وتفوقها العسكري النوعي، وحقها في الدفاع عن نفسها”.

وذلك وفق موقع "ريسبونسيبل ستاتكرافت" في 23 أغسطس 2024، وذلك دون أي ذكر لمعاناة الفلسطينيين.

كل هذا أثار بقوة احتمالات خسارتها ملايين الأصوات المعارضة لحرب غزة وخسارتها بشكل كبير دعم مسلمي وعرب أميركا أمام ترامب.

وسبق أن قررت مجموعة "نساء مسلمات من أجل هاريس" التي كانت تدعهما قررت سحب دعمها لها، بسبب رفض حملتها صعود متحدث أميركي من أصل فلسطيني على خشبة المسرح في مؤتمر الحزب، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية في 22 أغسطس 2024.

وقالت ريما محمد، المندوبة من ميشيجان وتنتمي لحركة "غير ملتزم"، إن خطاب هاريس في مؤتمر ترشيحها زاد خيبة الأمل بعد رفض المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي السماح لشخص فلسطيني بالتحدث"، مؤكدة لها "سوف تخسرون ميشيغان".

وفي زيارة أخرى لولاية ميشغان، ذات الأغلبية من العرب والمسلمين، والتي تعتبر أحد الولايات الهامة لفوزها، قاطع متظاهرون مؤيدون لفلسطين من مجموعة "غير ملتزم"، هاريس، وقالوا لها: "لا يمكنك الاختباء، لن نصوت لصالح الإبادة الجماعية".

فما كان منها سوى الرد: "إذا كنتم تريدون أن يفوز دونالد ترامب فاستمروا في قول ذلك، وإلا فأنا من سيتحدث".

وهو ما اعتبره أميركيون "وقاحة" لأنها تخيرهم بين القبول بالإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين أو فوز ترامب، وتخبر المعارضين للإبادة أن يصمتوا وإلا فإن ترامب سيفوز!

وحين اقترحت حركة "غير ملتزم" على حملة هاريس، أغسطس/آب 2024 مناقشة فرض حظر كامل على تسليم الأسلحة من الولايات المتحدة لإسرائيل، قال أحد كبار مساعدي هاريس، إنها "لا تدعم فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل"، حسبما ذكرت صحيفة "ذا هيل" 9 أغسطس/آب 2024.

كما كرر فيل جوردون، مستشار الأمن القومي لهاريس، معارضتها لحظر الأسلحة على إسرائيل، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس، وضمانها أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها "ضد إيران والجماعات الإرهابية المدعومة منها".

ربما لهذا أكد مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، في بيان، أنه يشعر بأنه من المهم لحملة هاريس أن تتخذ خطوات مباشرة لتصحيح الوضع، في وقت "يقوم ترامب بالتواصل مع القادة المسلمين ويجتمع معهم مباشرة"، وفق المجلس.

لا تنتخبوا ترامب

وقد أضطر الرئيس السابق باراك أوباما للتدخل واستجداء الصوت المسلم، محذرا المسلمين من خطر ترامب عليهم لو فاز.

خاطبهم في مؤتمر انتخابي قائلا: "إذا كنت أميركيا مسلما وكنت مستاء مما يحدث في الشرق الأوسط، فلماذا تضع ثقتك في شخص (ترامب) قام بحظر المسلمين ولا يعتبرك جزءا من مجتمعنا الأميركي؟".

وذلك في إشارة لما فعله ترامب حين كان رئيسا عام 2017 بطلب تسجيل المسلمين (جنائيا) ومنع دخول مسلمي 7 دول إسلامية.

ربما لهذا، أعلنت قيادات اسلامية دعمها لهاريس، ليس حبا فيها ولكن باعتبارها أخف الضررين، خشية وصول ترامب للرئاسة وتهديد الجالية المسلمة.

وكتب 25 من الأئمة المسلمين، رسالة تأييد مفتوحة لهاريس نُشرتها شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية يوم 7 أكتوبر 2024، يشيرون فيها لخطورة ترامب.

أشار الأئمة، في "الرسالة"، إلى "أهمية التفكير المنطقي في قرارات التصويت"، معتبرين أن دعم هاريس "يعد الخيار الأفضل" لإنهاء النزاع الدموي في غزة ولبنان مقارنة بالبدائل الأخرى.

كما أصدر تحالف من قادة المجتمع الفلسطيني والعربي والمسلم والتقدمي في أريزونا بيانا بشأن الانتخابات الرئاسية يلوم من يدعون لانتخاب ترامب نكاية في هاريس وبايدن.

قالوا إن "السماح للفاشي دونالد ترامب بأن يصبح رئيسا مرة أخرى سيكون أسوأ نتيجة ممكنة للشعب الفلسطيني".

ورغم أن معظم المسلمين الأميركيين يميلون للتصويت لصالح الحزب الديمقراطي، فإن عددًا متزايدًا منهم قد بدأ يميل نحو الحزب الجمهوري في الانتخابات الأخيرة. 

وتشير تقارير أميركية إلي تزايد قلق الحزب الديمقراطي مع إظهار استطلاعات الرأي أن هاريس متوقفة في سباقها مع ترامب، وأن التحالف الذي دعم الحملات الفائزة لأوباما -وخاصة الرجال السود واللاتينيين -أقل قوة في دعمها لها.

هل أصواتهم مهمة؟

ويقول تحليل نشرته مجلة "ذا كونفيرزيشن" في ديسمبر/كانون أول 2023، إن الناخبين العرب والمسلمين يشكلون حاليا ما يزيد قليلا عن 1 بالمئة من سكان الولايات المتحدة، وفقا لبيانات التعداد السكاني لعام 2017. 

لكنهم يتمتعون بأهمية كبيرة في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان، وبنسلفانيا، وأوهايو، وغالبا ما تحدد هذه الولايات نتائج الانتخابات الرئاسية بسبب أصواتها الانتخابية الحاسمة وهوامشها الضيقة تاريخيا.

وفي استطلاع سابق للرأي، نظمه مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) بين الناخبين المسلمين، في 29 أغسطس 2024، قال 29.4 بالمئة إنهم يخططون لدعم هاريس، مما يجعلها متعادلة تقريبًا مع مرشحة الحزب الأخضر جيل شتاين.

بينما أظهر استطلاع آخر للرأي أجري بين الناخبين المسلمين المتدينين والمتعلمين في الجامعات يوم 4 أكتوبر 2024، أن دعم هاريس بلغ 14 بالمئة فقط، بينهم.

وهو عكس ما أشار له استطلاع مختلفة قامت بها "مؤسسة المعهد العربي الأميركي"، أظهر اعتزام 42 بالمئة من العرب الأميركيين التصويت للمرشح الديمقراطي.

وفي كل الأحوال، تبدو هذه الأرقام بعيدة كل البعد عن الأغلبية الكبيرة التي صوتت لصالح جو بايدن من العرب والمسلمين في انتخابات عام 2020، ما يهدد فرص هاريس.

وعقب لقائه مع ناخبين مسلمين أعلنوا دعمهم له، أظهر استطلاع جديد أجرته "وحدة البحوث والدراسات" في صحيفة "عرب نيوز"، تفوق ترامب على هاريس بين الناخبين الأميركيين العرب بنسبة 43 بالمئة مقابل 41 بالمئة سابقا.