هزيمة أم مناورة؟.. ردود فعل متباينة بشأن انسحاب قوات الاحتلال من خانيونس

منذ ٩ أشهر

12

طباعة

مشاركة

تطورات مفصلية وقعت بالتزامن مع مرور نصف عام من عمر حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أبرزها إعلانه انسحاب قواته من مدينة خانيونس (جنوب) بعد معارك ضاربة استمرت 110 أيام وانتهت بإلحاق المقاومة هزيمة ساحقة في صفوفه.

متحدث عسكري إسرائيلي أعلن في 7 أبريل/نيسان 2024، أن الجيش سحب كل القوات البرية من جنوب قطاع غزة ما عدا كتيبة واحدة، في حين ذكرت وسائل إعلام عبرية أن هذا الانسحاب يأتي في إطار الاستعدادات لعملية برية في مدينة رفح.

وقالت إذاعة الجيش إن إسرائيل سحبت جميع الوحدات التابعة للفرقة 98 بألويتها الثلاثة من خانيونس بعد قتال دام 4 أشهر، ولم يتبق في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم -أقامه الكيان لقطع الشمال عن الجنوب ومنع العودة إلى الشمال-.

وبالتوازي مع ذلك، قررت مصر زيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، عبر معبر رفح إلى 300 شاحنة يوميا، فيما أعلن الجيش الأردني تسيير قافلة مساعدات جديدة هي الأكبر حتى الآن إلى الفلسطينيين.

وفي سياق منفصل، استشهد الأسير الفلسطيني وليد دقة (62 عاما)، بعد 38 سنة في سجون إسرائيل، داخل مستشفى "آساف هروفيه" جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد والقتل البطيء التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى -بحسب ما أعلنته هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير-.

وتفاعل ناشطون على منصة إكس مع التطورات التي شهدتها الساحة الفلسطينية، إذ عدوا انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من خانيونس بمثابة إعلان هزيمة بعد إعلان كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- تنفيذ عمليات نوعية هناك أسفرت عن قتل 14 جنديا إسرائيليا.

فيما حذر آخرون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #خانيونس، من أن إعلان الاحتلال الانسحاب من خانيونس قد يكون مناورة، مذكرين بمناطق سابقة أعلن انسحابه منها ثم عاد إليها أكثر عدوانية مختلقا أسبابا كاذبة. 

وسلط ناشطون الضوء على تصريحات محللين سياسيين وكتاب إسرائيليين أكدوا فيها فشل الاحتلال وهزيمته، مؤكدين شراسة المقاومة وسيطرتها على الميدان وصمودها وبسالتها وقدرتها على توجيه الصفعات للاحتلال واستهداف غلاف غزة.

وسخروا من إعلان مصر والأردن تقديم مساعدات إلى غزة وتسيير شاحنات، وعدوا تصريحات الجانب المصري بالسماح بزيادة الشاحنات دليل إدانة وخيانة وعمالة، مؤكدين أنها طالما قررت زيادة عدد الشاحنات إذا فهي من قررت منعها من قبل.

إعلان فشل

وتفاعلا مع التطورات، أكد الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، أن العدو الإسرائيلي لم ينحسب منذ 1948 من أي أرض إلا مضطرا، قائلا إنها "حقيقة تاريخية محضة".

وأوضح الباحث سعيد زياد، أن انسحاب العدو من خانيونس بعد 4 أشهر من القتال، يعني إعلان فشل عن تحقيق شيء من الأهداف المعلنة سوى الدمار الهائل، وخشية العدو من التورط في حرب استنزاف، وغرق في رمال خانيونس بلا طائل، وإنهاك القوات النظامية وقوات الاحتياط في جيش الكيان.

ورأى أن هذا التراجع يعني انكسار ذروة العمليات العسكرية الكبرى في منطقة خانيونس ولا يعني انتهاءها، فمن المرجح أن يستمر العدو في عمليات جراحية بأهداف مركزة وبوقت محدد (أسبوعين كحد أقصى، وبقوام قوات لا تزيد عن لواءين.

وأكد زياد، أن هذه هزيمة، حتى وإن أطلق عليه بالمسمى العسكري تراجعا تكتيكيا أو غير ذلك، وللمقاومة الفضل الأول والأخير في هذا.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي عبدالله عقرباوي، إلى أن إعلان الاحتلال انسحابه من عمق خانيونس جاء بعد ضربة المقاومة الموجعة له، قائلا إن هذا يدلل على أن المقاومة على دراية دقيقة بطبيعة تحركات الجيش وأن القيادة والسيطرة لدى المقاومة مازالت في حالة متقدمة وأنها تدير المعركة وفق احتياجها وقرارها، حيث صممت المقاومة مشهد الختام في خانيونس بالشكل الذي تريده.

وقال الإعلامي والناشط محمد المدهون: لن يخبرك جيش الابادة الصهيوني بأن انسحابه من خانيونس كان بسبب شراسة المقاومة التي وجدها هناك، ولا بسبب فشله الذريع في الوصول إلى أسراه، ولا بسبب فشل تقديرات القيادة العسكرية بأن العملية ستستغرق شهرين وامتدت إلى ٤ شهور كاملة ولم يحقق أيا من أهدافه هناك!.

وأضاف: "بالطبع سيقول لك إن الانسحاب سببه من أجل إعادة تموضع قواته والتحضير لعملية رفح المرتقبة!!، ولكن لا تنس أنه قبل الانسحاب بساعات تعرض هذا الجيش لكمائن صعبة في أماكن مختلفة بخانيونس أدت إلى مقتل 14 من جنوده".

وتابع المدهون: "اليوم بعد انسحابه بساعات تم إطلاق رشقة صاروخية من خانيونس على مستوطنات غلاف غزة"، متسائلا: “هل ستصدق روايتهم بأن الانسحاب جاء بعد القضاء على كتائب المقاومة وقدراتها العسكرية في خانيونس وقد تلقوا هذه الضربات القاسية قبل وبعد الانسحاب بساعات!؟”

اعترافات بالهزيمة

وتحت عنوان "48 ساعة حاسمة.. نتنياهو يُمهد للإقرار بالهزيمة"، أشار السياسي السوري أحمد رمضان، إلى وجود إجماعٌ بين الكتاب والخبراء في تل أبيب على أن إسرائيل هُزمتْ، وتوافقُ مرغمةً على إخلاء غزة، ووقفِ الحرب، وتبادلِ الأسرى، وما أُعلن من أهداف تبخَّر بعد ٦ أشهر من الحرب، سوى القتل والتدمير.

ولفت إلى أن نتنياهو ذهب إلى القاهرة مثقل القدمين، لا يملك أوراق ضغط، بل حشرته المقاومة في زاوية حرجة، فقتلت ١٥ من نخبة جنوده، وأرغمته على انسحابٍ أحادي، والداخلُ الإسرائيلي ينتفضُ ضده، وبايدن هدده، وفق CNN من عواقب وخيمة إن بقي على تنمُّره، الذي أورده وحلفاءَه التهلُّكة، ويجلس الآن مرغما على مفاوضة مقاومة غزة بعد أن تعهد بمسحها من الوجود.

وأوضح رمضان، أن ذلك يعني أنَ واقعا سياسيا جديدا يرتسم في فلسطين والمنطقة والإقليم، مؤكدا أن خسارةُ إسرائيل إستراتيجية وليست عسكرية فحسب، وتداعياتها طويلة المدى، وآثارُها السلبية تظهر في تداعي سردية الاحتلال، وتفكُّك بُنيته الداخلية.

وأشار إلى نشوء صراعات بينيَّة حادة داخل الكيان، ترقى إلى مستوى تصفيات واقتتال داخلي، وملاحقات قانونية دولية، وعزلة سياسية ودبلوماسية، وسحبِ استثمارات، ومقاطعة اقتصادية وتجارية، وقطيعة ثقافية وتعليمية، متوقعا أن يدفع حلفاء تل أبيب أثمانا باهظة، على المستوى الإستراتيجي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط عراب الرنتاوي: "لا يكاد يمضي يوم واحد من دون أن نقرأ مقالاً، أو تصريحا لكاتب أو جنرال أو مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، يصف فيه حال الهزيمة الإستراتيجية التي منيت بها إسرائيل في السابع من أكتوبر وطوفان الأقصى، بل ويمضي في تعداد مظاهر الفشل والخيبة والإحباط التي تهيمن على المستويين الأمني والسياسي في تل أبيب".

وأضاف: "هي ذاتها المشاعر التي تهيمن على شركاء إسرائيل في واشنطن وبرلين ولندن وباريس.. إلا عندنا، أو بالأحرى، عند المستويات الرسمية في (بلاد العُرب أوطاني): نحيب على الفضائيات، دموع تماسيح تنهمر مدرارا، شيطنة للمقاومة، إدانة لمغامراتها، اتهامات لها بالتآمر..".

وأعرب الرنتاوي، عن أسفه من أنه كلما لاحت في الأفق تباشير هزيمة العدو ونصر غزة ، كما تلوح بقوة هذه الأيام، أمعنت الأنظمة العربية في رفع عقائرهم بالصراخ والعويل، قائلا: "لعل أوقحهم -من دون منازع- على هذا الدرب (فرسان السلطة)".

وسلط الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، الضوء على نحيب المحللين الإسرائيليين في وسائل الإعلام العبرية، منها ما صراخ المحلل الإسرائيلي الشهير شمعون شيفر في مقال كتبه بصحيفة يديعوت قائلا لقومه "اخرجوا من غزة فورا".

كما أشار إلى قول المحلل العسكري الإسرائيلي اليميني يوآف ليمور عن حصيلة 6 شهور من الحرب في "إسرائيل اليوم": "نصف سنة بالضبط على نشوب الحرب، وعلى إسرائيل أن تعيد احتساب المسار.. كل الأهداف التي وضعتها لنفسها في بداية الطريق بعيدة عن التحقّق".

وأكد الزعاترة، أن هذا هو المزاج السائد في صحف الغزاة بمناسبة مرور 6 شهور على الحرب، موضحا أنه نقل عن كاتب يميني في صحيفة يمينية (هي الأقرب لنتنياهو)، والحال في الصحف الأخرى أسوأ من ذلك.

وأشار الصحفي أحمد منصور، إلى قول الكاتب الإسرائيلي آلون مزراحي في تغريدة نشرها على حسابه على منصة إكس في 5 أبريل/نيسان 2024، إن ما يزداد وضوحا في هذه اللحظة الفريدة هو أن حركة حماس التي وصفها بالصغيرة، لم تهزم إسرائيل فحسب، بل هزمت الغرب بأكمله، وغيرت مسار التاريخ خلال الشهور الستة الماضية.

ولفت إلى أن الكاتب الإسرائيلي آلون مزراحي عدد بعض أوجه الانتصار الذي حققته حماس، بقوله إنها انتصرت في ميدان المعركة بقطاع غزة، وانتصرت في معركة كسب الرأي العام، واستفادت بشكل مذهل من قراءتها للعقلية الإسرائيلية، وتمكنت بالإضافة إلى ذلك من استخدام كل ما لديها من موارد بكفاءة عالية. 

حيطة وحذر

ودعوة للحيطة والحذر، عد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إعلان جيش الاحتلال سحب قواته من خانيونس باستثناء لواء نحال، خبر غير مفاجئ، ولا يحمل جديدا، مذكرا بأن "نفس الإجراء أتخذ في القطاع الشمالي / مدينة غزة، عندما سحب الفرقة 36، ثم سحب الفرقة 99 من منطقة الوسط، معلناً تحوله إلى المرحلة الثالثة.

وأشار إلى أن الاحتلال عاد بعد ذلك ودفع بقواته مجددا في معارك الشجاعية والتفاح والدرج والريس والزيتون والشيخ عجلين والشيخ رضوان وتل الهوى والزيتون وأخيرا مجمع الشفاء، كما نفذ عمليات في منطقة الوسط في كل من البريج والمغازي والنصيرات.

وتوقع الدويري، أن يكون هناك معارك قادمة في حي الأمل وقلب خانيونس وبني سهيلة وعبسان الكبيرة والجديدة والزنة والقرارة وغيرها، مرجعا ذلك لأن عمليات المقاومة ستستمر وستعمل على إعادة تنظيم قدراتها الدفاعية وطريقة إدارة معركتها وترميم جراحها.

وأكد أن رغم كل ما يقوله جيش الاحتلال ورغم كل الدمار مازالت المقاومة متماسكة وقادرة على الاستمرار في منازلة قوات الاحتلال ولديها العديد من المفاجآت لينتظرها الجميع.

وحث الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، على الحذر، ميدانيا، مشيرا إلى أن العدو الصهيوني انسحب من معظم المناطق هذا الصباح لكنه أبقى على وجوده في المنطقة العازلة شمال وشرق القطاع، كما أن لواء النحال بقي على مهمته بتقسيم القطاع شمال وجنوب وعدم عودة النازحين.

وعد الخطوة الصهيونية بالانسحاب من خانيونس هدفها تثبيت أمر واقع الآن، فهي من جانب ورقةً تقدم بين يدي الأميركان في المفاوضات الجارية في القاهرة ومن جانب آخر تبقي السيطرة والعملياتية متوفرة للقوات سواءً عبر الجو أو الدخول للعمق عند الحاجة، كما حدث في اجتياح الشفاء أخيرا. 

وقال أبو سلمية: “نحتاج لتروي وقراءة المشهد من كل الزوايا، وسيكون لي تعقيب آخر لاحقا”. 

ورأى الصحفي إسماعيل الثوابتة، أن حديث الاحتلال عن انسحابات قد يدخل في إطار المناورة الإعلامية والتكتيك العسكري، خاصة أن هذه التصريحات نفسها رافقها نية جيش الاحتلال الإجرامية باجتياح رفح ودير البلح كما يقول.

ونصح الجميع بعدم الانسياق خلف تصريحات الاحتلال وعدم البناء عليها وعدم الوثوق بها مطلقا، والاعتماد فقط على ما يصدر من المقاومة الفلسطينية فقط.

تسيير شاحنات

وعن تسيير شاحنات إضافية لغزة، أشار رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، إلى أن دولا عربية تسارع للإعلان عن نيتها تسيير شاحنات أو رفع معدلات الشاحنات التي تسمح بوصولها لغزة وكأن الأمر جاء برغبة أو بقرار ذاتي، متسائلا: “ألهذا الحد تستخف تلك الدول بعقول شعوبها؟!”

ورأى الناشط السياسي خالد وليد الجهني، أن ثبات الحاضنة الشعبية في غزة وضربات المقاومة ومظاهرات الشعوب المؤازرة لغزة تؤتي ثمارها انفراجا على المعابر وتراجعا صهيونيا يفتح الطريق أمام قوافل الإغاثة البرية.

وذكر بأن "المظاهرات في الأردن طالبت مرارا بجسر بري أردني إغاثي لغزة بدل الجسر البري لنقل البضائع إلى العدو الصهيوني، وكان السحيجة وأبواق نتنياهو يقللون من قيمة هذا المطلب ويسخرون منه".

وأضاف الجهني: "اليوم مع انطلاق أكبر قافلة برية إغاثية من الأردن إلى غزة وإذا بالذين سخروا بالأمس يركبون الموجة اليوم !!! ويزايدون على الشعب الأردني الذي لم يكل ولم يمل من المطالبة بالجسر البري الإغاثي ونفذ حملات جمع التبرعات منذ اول أيام الحرب لصالح غزة".

وأكد أن استثمار اللحظة بزيادة الشاحنات التي تذهب إلى غزة جهد مشكور محمود ومطلب شعبي يتحقق، ولكن الأهم وقف القتل والحرب في غزة

ووقف تزويد الكيان الصهيوني والارهابيين فيه بالخضار الأردنية ووقف نقل البضائع إليهم عبر أراضي الأردن.

وعلقت الكاتبة شيرين عرفة، على تصريح رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بمصر ضياء رشوان، بأن "القاهرة قررت زيادة عدد شاحنات المساعدات لقطاع غزة إلى 300 شاحنة، متسائلة: “مصر قررت زيادة الشاحنات؟! يعني مصر هي من كانت تُقلل عددها، وتسببت في المجاعة التي قتلت العشرات؟! يعني النظام المصري كافر ومجرم وصهيوني وكان مشارك في إبادة الفلسطينيين؟!”

وقالت: "عجيب.. أنتم طوال 6 شهور، كنتم بتؤكدوا وتُقسموا بكل يمين، أن الاحتلال هو من يمنع دخول الشاحنات، وبيهدد بقصفها، وأن النظام المصري مُهزأ ومذلول ولا يستطيع حماية أرضه ولا تنفيذ قراراته ووظيفته الوحيدة: أنه بَوّاب وضيع عند الإسرائيليين"، مضيفة: "حيرتونا.. يعني أنتم كفرة ومجرمين، ولا مهزأين ومذلولين؟!".

استشهاد وليد دقة

وتعقيبا على استشهاد أحد أقدم الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ونعيا ورثاء له، قالت الصحفية منى العمري: "إعدام وليد دقة.. الحرمان من العلاج جريمة".

وقال الكاتب والباحث عزمي بشارة، إن "بعد 38 عاما كاملة قضاها في السجن توفي الصديق والأخ العزيز وليد دقة قبل أن يتنسم الحرية التي تاق إليها بشدة، لكن روحه كانت حرة دائما وسوف تبقى، كان أملنا أن يخرج من السجن حيا".

واتهم الصحفي المصري أحمد عابدين، الاحتلال الإسرائيلي بقتل أبو دقة، برفض خروجه رغم انتهاء محكوميته، ثم منع علاج السرطان عنه، مشيرا إلى أن وليد لن يحقق أمنيته الوحيدة بعناق ابنته ميلاد.