ابتهال أبو السعد فضحتها.. كيف شاركت التكنولوجيا الأميركية في إبادة غزة؟

"أنت وجميع موظفي مايكروسوفت أياديكم ملطخة بالدماء"
"لم أجد خيارا أخلاقيا آخر" .. هكذا صرخت المغربية "ابتهال أبو السعد"، خرّيجة جامعة هارفارد، المبرمجة في عملاق التكنولوجيا الأميركي مايكروسوفت، وهي تفضح تواطؤ شركتها مع آلة الإبادة الإسرائيلية علنا.
ويبدو أن هجوم "ابتهال" ثم زميلتها "فانيا أغراوال"، على كبار مسؤولي مايكروسوفت، خلال احتفال الذكرى الخمسين لتأسيسها، نجح في إعادة إلقاء الضوء على المجازر الصهيونية المستمرة في غزة وسط صمت العالم.
وأشعل ما فعلته "ابتهال" الدعوات لفضح ومقاطعة شركات التكنولوجيا الأميركية المشاركة في مجازر الاحتلال بغزة، بعدما وجهت أصابع الاتهام على الهواء لكبار مسؤولي الشركة بالمشاركة في إبادة غزة
وصنعت الفتاة الشجاعة ذات الـ 26 عاما، بكلماتها القليلة أثرا عالميا، وهزت وجدان الملايين، وفضحت جريمة مايكروسوفت والشركات الأميركية المتواطئة في سفك الدماء بغزة.
وازدادت حدة المنافسة بين الشركات التكنولوجية الأميركية للاستفادة من الإنفاق العسكري الإسرائيلي/الأميركي.
حيث سعت غوغل ومايكروسوفت وأمازون لتقديم حوافز خاصة لجذب وزارة الحرب الإسرائيلية، ومع ذلك، استطاعت مايكروسوفت الفوز بعدة عقود لتوفيرها حلولا تقنية متطورة عززت جرائم العمليات العسكرية والاستخباراتية.

أهمية ما جرى
كانت مايكروسوفت تحتفل في 4 أبريل/نيسان 2025، بالذكرى الخمسين لتأسيسها في واشنطن، وكان مصطفى سليمان (بريطاني سوري الأصل)، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة، يتفاخر، بالمنتج الجديد المتطور.
وهو مساعد الذكاء الاصطناعي للشركة Copilot، أمام جمهور ضم المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل غيتس والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر، لتقتنص ابتهال الفرصة وتصرخ في وجهه ووجه كل مسؤولي الشركة بأنهم مجرمون.
صرخت قائله، وهي تتجه نحو المنصة: "يا مصطفى، عار عليك"، "تزعم أنك تهتم باستخدام الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي".
أضافت: "كيف تجرؤون على الاحتفال بينما تقتل مايكروسوفت الأطفال؟"، "لقد قُتل خمسون ألف فلسطيني، ومايكروسوفت تُمول هذه الإبادة الجماعية في منطقتنا".
وتابعت: "أنت وجميع موظفي مايكروسوفت أياديكم ملطخة بالدماء"، ثم ألقت كوفية فلسطينية، على المنصة، بصفتها رمزا لدعم الشعب الفلسطيني، بحسب وكالة “أسوشيتدبرس”.
وبعدما تسبب هذا الاحتجاج، ضد تزويد مايكروسوفت للجيش الإسرائيلي بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لقتل الفلسطينيين، في تعطيل احتفال الشركة بالذكرى الخمسين لها، لبعض الوقت، وأحرج قادة الشركة، بدأ موظفون احتجاجات أخرى.
فقد قامت موظفة أخرى، هي "فانيا أغراوال"، بمقاطعة جلسة حضرها الرؤساء التنفيذيون الحاليون والسابقون لمايكروسوفت، متهمة الشركة بدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية من خلال تقنياتها.
صرخت الموظفة: "عار عليكم جميعا... أنتم منافقون"، موجهة انتقادات حادة لإدارة الشركة لتوفيرها تقنيات ومعلومات تُستخدم من قبل الجيش الإسرائيلي في عملياته ضد المدنيين في قطاع غزة.
واتهمت مايكروسوفت بالتواطؤ، في انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين عبر تمكين أنظمة المراقبة والاستهداف المتقدمة، باستخدام خدمات Azure السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأشارت إلى عقد بقيمة 133 مليون دولار بين مايكروسوفت ووزارة الدفاع الإسرائيلية، قالت إنه أسهم في الإبادة الجماعية بغزة.
قمع الموظفين
ولم تكتف الموظفة "ابتهال" بما فعلته على الهواء، من فضح للشركة، بل أرسلت بريدًا إلكترونيًا إلى عدد من قوائم توزيع البريد الإلكتروني التي تضمّ مئات أو آلاف موظفي مايكروسوفت، تؤكد أن احتجاجها جاء لمعرفتها أن الشركة تدعم الإبادة الجماعية في فلسطين.
أشارت إلى أن المجتمع العربي والفلسطيني والمسلم في مايكروسوفت تعرض للقمع والمضايقة عند محاولتهم التعبير عن مخاوفهم بشأن هذا الموضوع، بحسب "الرسالة" التي نشرها موقع "ذا فيرج" الإلكتروني في 4 أبريل 2025.
قالت في رسالتها الإلكترونية لعدد كبير من موظفي الشركة: "لقد عبرت عن رأيي بعد أن علمت أن مؤسستي تقوم بالمساهمة في إبادة شعبي في فلسطين.. لم أجد خيارا أخلاقيا آخر".
وذكرت أن محاولات التعبير السابقة قوبلت بالصمت أو أدت إلى فصل موظفين نظموا وقفة احتجاجية، "ولم تجد محاولاتي للتحدث آذانا صاغية، وفي أسوأ الأحوال أدت إلى فصل موظفيْن لمجرد تنظيمهما وقفة احتجاجية".
وأوضحت أبو السعد أن حماسها للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي كان يهدف إلى المساهمة في تطوير تقنيات تخدم الإنسانية، لكنها اكتشفت لاحقا أن "عملها في مايكروسوفت قد أسهم في "تجسس الجيش الإسرائيلي على المدنيين" وقتلهم.
قالت: "لم أُبلغ بأن مايكروسوفت ستبيع عملي لجيش وحكومة إسرائيل، بهدف التجسس على الصحفيين والأطباء وعُمّال الإغاثة وعائلات مدنية بأكملها وقتلهم".
"ولو كنتُ أعلم أن عملي سيساعد في التجسس على المكالمات الهاتفية ونسخها لاستهداف الفلسطينيين بشكل أفضل، لما انضممتُ إلى هذه الشركة وأسهمتُ في الإبادة الجماعية، أو أوقع على كتابة شيفرة تنتهك حقوق الإنسان".
وتشير مذكرة أبو سعد إلى أنه رغم تزايد عدد القتلى في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي، "تستمر شركة مايكروسوفت في التعاون معها ولديها عقد بقيمة 133 مليون دولار مع وزارة الحرب الإسرائيلية".
وهو ما تسبب في وقفها عن العمل لكنها لم تأبه، وقالت: “قد يلاحقونني بسبب ما قلته، لكن خوفي من الانتقام لا يقارن حتى بخوفي وعدم قدرتي على النوم لمجرد التفكير أن ما نفعله في مايكروسوفت يسهم في قتل الناس في غزة، لا شيء يهم بعد هذا”.
أضافت: "أعظم مخاوفي هو أن أستيقظ في يوم عمل عادي لأكتشف أن الشيفرة التي كتبتها تُستخدم في القصف والمراقبة واستهداف المدنيين وقتل أطفال والإبادة الجماعية في غزة، لهذا السبب تحدثت بصراحة، مهمها كانت العواقب فالإبادة خط أحمر".
وتزايدت الانتقادات الموجهة لشركات التكنولوجيا الأميركية بشأن عقودها الحربية مع إسرائيل وتزويدها ببرامج تسهم في قتل الفلسطينيين، لكن تم قمع الموظفين وفصل بعضهم.
وفي فبراير 2025، تم طرد خمسة موظفين من مايكروسوفت من اجتماع داخلي مع الرئيس التنفيذي ساتيا نادالا بسبب احتجاجهم على العقود التي توفر خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية للجيش الإسرائيلي.
فأثناء حديث الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا عن منتجات جديدة في مقر الشركة في ريدموند، واشنطن، ارتدي موظفون قمصانا تحمل عبارة: "هل يقتل كودنا الأطفال، ساتيا؟"، فتم إخراجهم من القاعة ثم عقابهم.
حينها أعرب الموظفون عن قلقهم بشأن استخدام تقنيات مايكروسوفت في العمليات العسكرية الإسرائيلية، مشيرين إلى تحقيقات صحفية كشفت استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت وأوبن أيه آي في برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف.
وقبل ذلك، في أكتوبر 2024، قامت مايكروسوفت بفصل موظفين اثنين نظما وقفة احتجاجية في مقر الشركة لتكريم الفلسطينيين الذين قتلوا في غزة، وانتقدوا استخدام تقنيات مايكروسوفت في قتل المدنيين الفلسطينيين.
وسبق أن أثار هذا الدعم من جانب الشركة لجرائم الاحتلال احتجاجات بين موظفي مايكروسوفت، الذين انتقدوا استخدام منتجاتهم في النزاعات المسلحة، خاصة بعد الكشف عن دعم الشركة لمؤتمرات عسكرية إسرائيلية.
مثل "I Love Mamram"، التي تحتفي بوحدة "مامرام" الإسرائيلية المسؤولة عن البنية التحتية الحاسوبية لجيش الاحتلال، التي تقدم خدمات تحديد مواقع القصف.
وقبلها، في أبريل 2024، أخطرت غوغل 28 من موظفيها بفصلهم عن العمل بعد مشاركتهم في احتجاجات نظمها العشرات في مكاتب الشركة بنيويورك وسياتل وسانيفيل بولاية كاليفورنيا، ضد عقد أبرمته الشركة مع إسرائيل في إطار ما يُعرَف بمشروع "نيمبوس".
ونيمبوس هو عقد بين الحكومة الإسرائيلية وشركتي جوجل وأمازون يتعلق بالذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بقيمة 1.2 مليار دولار أميركي، ينص على إنشاء نظام آمن مماثل لـ"Google Cloud” على الأراضي الإسرائيلية.
وسبق أن دشن موظفون في جوجل وأمازون حملة باسم "لا تكنولوجيا للفصل العنصري"No Tech for Apartheid، للاحتجاج ضد مشروع نيمبوس.

كيف جرى دعم الإبادة؟
يوم 23 يناير/كانون الثاني 2025، كشفت وثائق مسربة، ضمن تحقيق مشترك أجرته صحيفة "الغارديان"، ومجلة +972 الإسرائيلية، ومنصة Local Call، ويستند جزئيًا إلى وثائق حصلت عليها منصة Drop Site News، كيف دعمت مايكروسوفت الإبادة.
أظهرت الوثائق توطيد شركة مايكروسوفت علاقاتها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ومساهمتها في تقديم خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والاستشارات التقنية لدعم الإبادة.
حيث تقدم هذه الخدمات الإلكترونية للاحتلال، كمثال، خدمات البحث بالوجه عن الفلسطينيين الذين يرغب الاحتلال في قتلهم أو اعتقالهم، كما تقدم خدمات تجسسية على كل أنشطة المدنيين في غزة وأماكن وجودهم لقصفهم.
وكشفت الوثائق أن الشركة أبرمت عقودا بقيمة 10 ملايين دولار مع جيش الاحتلال لتوفير الدعم الفني والاستشارات التقنية، وخصومات وحوافز إضافية لضمان تعزيز الشراكة مع جيش الاحتلال، متفوقة على منافسين مثل غوغل وأمازون.
ووفقا للوثائق، اشترى جيش الاحتلال حوالي 19,000 ساعة استشارية من مايكروسوفت بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024، بقيمة 10 ملايين دولار، لتعزيز كفاءة العمليات العسكرية والاستخباراتية.
ويقول الباحث الإسرائيلي "يوفال أبراهام"، إنه وجد، وفقا لسجلات تجارية مسربة من وزارة الحرب الإسرائيلية وملفات من شركة إسرائيلية تابعة لمايكروسوفت، أن الشركة الأم لها "بصمة في جميع البُنى التحتية العسكرية الرئيسة" في إسرائيل.
وأكد أن جيش الاحتلال اعتمد على منصة أزور Azure السحابية لدعم العديد من وحداته الاستخباراتية، بما في ذلك الوحدة 8200 المتخصصة في التجسس الإلكتروني، والوحدة 9900 المعنية بتحليل الصور والخرائط الجغرافية، والوحدة 81 التي تركز على تطوير تقنيات المراقبة المتقدمة.
كما استخدمت وحدة "أوفك" التابعة لسلاح الجو خدمات Azure لإدارة قاعدة بيانات "بنك الأهداف"، تحتوي على معلومات حول الأهداف الفلسطينية خلال العمليات العسكرية، وبموجبها تم قصف مئات الأهداف وقتل آلاف المدنيين.
وبحسب إحدى الوثائق، فإن الوحدة 81، الذراع التكنولوجية لقسم العمليات الخاصة التابع لمديرية الاستخبارات العسكرية التي تصنع معدات المراقبة لمجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، تتلقى أيضًا خدمات سحابية ودعمًا من Azure.
وتشير الوثائق أيضا إلى أن نظام "رولينج ستون"، Rolling Stone، الذي يدير سجلات السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، يعتمد على تقنيات مايكروسوفت، ويُستخدم لتقييد تحركات الفلسطينيين وتعزيز الرقابة العسكرية عليهم.
ولم يقتصر الدعم الذي قدمته مايكروسوفت على توفير الأدوات التقنية فحسب، بل شمل أيضا دعما ميدانيا مباشرا؛ إذ قام موظفو الشركة ومهندسوها بزيارة مواقع ميدانية لتقديم استشارات تقنية للوحدات العسكرية، بجانب تقديم دعم عن بُعد.
ووفقا للتحقيق المشترك، قدمت مايكروسوفت تقنيات متطورة تشمل أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة، والترجمة الفورية، وتحويل الصوت إلى نصوص، إضافة إلى أنظمة مخصصة Air-Gapped Systems لضمان السرية في العمليات العسكرية الحساسة.
وتشير الوثائق إلى أنه، مع تصاعد العدوان على غزة، شهد استهلاك جيش الاحتلال للتكنولوجيا السحابية والذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت ارتفاعا كبيرا.
فقد ارتفع استهلاك خدمات Azure السحابية بنسبة 60 بالمئة، خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب مقارنة بالفترة التي سبقتها.
كما قفز استهلاك الذكاء الاصطناعي بمقدار 64 ضعفا بين سبتمبر/أيلول 2023 ومارس 2024؛ حيث استُخدمت أدوات الترجمة وتحليل النصوص بشكل مكثف لأغراض استخباراتية وقتالية.
وكان لشراكة مايكروسوفت مع OpenAI دور كبير في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية؛ حيث وفرت الشركة لجيش الاحتلال الإسرائيلي أدوات مثل GPT-4، التي تم استخدامها في الترجمة وتحليل البيانات الضخمة.
وفي يناير 2024، أزالت OpenAI القيود المفروضة على استخدام منتجاتها للأغراض العسكرية، ما أدى إلى زيادة استهلاك الجيش الإسرائيلي لهذه الأدوات بشكل كبير، وبحلول منتصف 2024، شكّلت خدمات OpenAI حوالي 25 بالمئة من خدمات الذكاء الاصطناعي لجيش الاحتلال.
وقد أظهرت الوثائق صحة ما قاله موظفو مايكروسوفت المحتجين من أن موظفي الشركة متواطئون في إبادة غزة؛ حيث يعملون بشكل وثيق مع وحدات في الجيش الإسرائيلي لتطوير المنتجات والأنظمة.
حيث اشترت تل أبيب عشرات الوحدات والخدمات الهندسية الموسعة، من مايكروسوفت، حتى "أصبح خبراء مايكروسوفت جزءا لا يتجزأ من فريق "العميل"، وفقا لموقع الشركة على الإنترنت.
وتصف الوثائق، على سبيل المثال، أن مديرية الاستخبارات العسكرية اشترت اجتماعات تطوير خاصة وورش عمل مهنية، قدّمها خبراء مايكروسوفت للجنود بتكلفة ملايين الدولارات.
وكشفت الوثائق أن مراكز بيانات مايكروسوفت التي تدعم جيش الاحتلال ليست مقتصرة على إسرائيل، بل تشمل دولا أوروبية تخضع لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
وهو ما يعني، في ظل تصنيف العدوان الإسرائيلي على غزة كجريمة حرب أو إبادة جماعية، أن مايكروسوفت قد تواجه تداعيات قانونية بسبب تورط بنيتها التحتية التقنية في دعم العمليات العسكرية، واتهامها بجرائم حرب.
وفي 22 يناير 2025، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أيضا عن وثائق تشير إلى أن شركة غوغل زوّدت أيضا جيش الاحتلال بإمكانية الوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طورتها الشركة لدعم العدوان على غزة.
المصادر
- Microsoft workers protest sale of AI and cloud services to Israeli military
- Microsoft employee disrupts 50th anniversary and calls AI boss ‘war profiteer’
- Leaked documents expose deep ties between Israeli army and Microsoft
- As Israel uses U.S.-made AI models in war, concerns arise about tech’s role in who lives and who dies
- ‘Shame on You!’ – Microsoft AI CEO Confronted over ‘Powering Genocide’ in Gaza