رابع مسؤول إسرائيلي يقر باستحالة تدمير حماس.. وناشطون: اعتراف بالهزيمة

5 months ago

12

طباعة

مشاركة

في مسلسل تراجع مستمر، أكد عضو مجلس الحرب المستقيل وزعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس في 25 يونيو/حزيران 2024، استحالة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس كفكرة، زاعما إمكانية تدمير قدراتها.

وفي اليوم ذاته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي، في كلمة بجامعة رايخمان وسط إسرائيل، إنه لا يمكن لتل أبيب أن تقضي على حركة "حماس" كفكرة، داعيا إلى إيجاد فكرة بديلة عنها لحكم قطاع غزة.

وظل الاحتلال الإسرائيلي يروج منذ بداية حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لسردية القضاء على حركة حماس، ويصعد عملياته بكل الجبهات، زاعما الاقتراب من تحقيق مآربه، إلا أن ساسته باتوا يعترفون واحد تلو الآخر باستحالة ذلك.

وسبق غانتس وهانغبي، المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري، الذي أقر خلال مقابلة مع القناة الـ13 العبرية في 19 يونيو، استحالة تدمير حماس، مؤكدا أنها فكرة لا يمكن القضاء عليها لأنها مغروسة في قلوب الناس، وأن الحديث عن ذلك ذر للرماد في أعين الجمهور.

كما قال الوزير المستقيل من حكومة الحرب غادي آيزنكوت في 20 يونيو، إن حركة "حماس" فكرة ستقاتلها إسرائيل لسنوات عديدة قادمة، مشيرا إلى أن المهمة ليست إسقاطها، بل تدمير قدراتها العسكرية والتنظيمية الحكومية.

وتتعاقب التصريحات التي تؤكد استحالة القضاء على حماس، مع اعتراف مسؤولين إسرائيليين مؤيدين ومعارضين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مناسبات عدة، بهزائم جيش الاحتلال خلال الحرب وإلحاق المقاومة خسائر في العدة والعتاد.

ومنهم وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، الذي قال أخيرا، إن الجيش يحتاج لقوة بشرية بعدما فقد لواء كاملا خلال المعركة المتواصلة في غزة، فيما قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: “لن يبقى من بنيامين نتنياهو شيء إلا إخفاقه في 7 أكتوبر”.

وزعم رئيس الوحدة الإستراتيجية بسلاح الجو الإسرائيلي، أنه بعد نحو 9 أشهر من الحرب، استطاعت إسرائيل تدمير 35 إلى 40 بالمئة فقط من قوة حماس؛ وهي المزاعم التي قلل خبراء عسكريون وإستراتيجيون منها وأكدوا صلابة المقاومة وصمودها.

وسلط ناشطون على منصة إكس الضوء على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تؤكد أن جيش الاحتلال يدفع أثمانا باهظة في حربه على المقاومة الفلسطينية، وعدوها بمثابة إقرار بالهزيمة.

وأطلقوا وسم #حماس_فكرة_لا_تموت، تداولوا فيه إقرارات المسؤولين الإسرائيليين باستحالة القضاء عليها لأنها فكرة راسخة في أذهان الفلسطينيين.

إقرار بالهزيمة

وعن اعترافاتهم باستحالة القضاء على حركة حماس، أكد الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن بعد تسعة أشهر من العدوان المستمر، لم يعد بإمكان قادة الكيان الصهيوني وناطقيه إخفاء الحقيقة: القضاء على حركة حماس أصبح مستحيلا. 

وقال إن على الرغم من الهجمات المكثفة، والجهود المستمرة لإضعاف الحركة، إلا أن حماس لا تزال صامدة، مما أصابهم وحلفاءهم بالإحباط الشديد.

وأضاف أن هذا الفشل المتكرر يعكس قوة الفكرة التي تمثلها حماس، والتي تبقى حية في وجدان أصحابها، غير قابلة للموت أو النسيان.

وأشار الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري، إلى أنه أول من استخدم مفردة حماس (فكرة) لا يمكن القضاء عليها، لافتا إلى أن قادة الكيان من سياسيين وعسكريين بدأوا منذ أسابيع يستخدمون نفس المفردة، متبوعة بعبارة لا يمكن القضاء عليها.

وعد هذا التحول في التفكير الإستراتيجي لقادة الكيان، إحدى ثمار السابع من أكتوبر، رغم الفاتورة الباهظة التي دفعها أبناء غزة، مبشرا بأن المصطلح القادم (هذا الكيان إلى زوال) طال الزمن أو قصر؛ مؤكدا أن فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين.

وأوضح الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، أن "حماس فكرة لا تموت" هي الخلاصة  التي وصل لها الصهاينة القتلة، داعيا كل الأحرار في الأمة للتغريد على الوسم بكل قوة، لتصل الفكرة للدنيا بأكملها، ولاستحضار تاريخ حماس ورموزها ومن ضحوا بحياتهم لتكون على ما هي عليه اليوم.

وقال إن ما لا يُدركه المجرم غانتس أن أسلافه حاولوا فعل ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفشلوا مرات ومرات حتى أجلاهم صلوات الله عليه، وهم يكررون نفس الحماقة اليوم حتى زوالهم يقيناً بالله..

وأكد أبو سلمية، أن حماس ليست مجرد فكرة، بل هي الامتداد الطبيعي لهذا الدين، قدوتها محمد صلى الله عليه وسلم ودستورها القرآن، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أماني رجالها.

وعد الباحث صريح صالح القاز، (حماس فكرة) بمنزلة إعلان من قبل قادة سلطة الاحتلال بالفشل والهزيمة بعد حوالي 9 أشهر من حرب الإبادة.

وتساءل: "لماذا لم يعرفوا أن حماس فكرة منذ 7 أكتوبر ويمضون في تسوية سياسية بدلا عن الإبادة والخراب والدمار التي لحق ويلحق بشعب فلسطين".

وقال الباحث محمد النجار: "بعد المتحدث باسم الجيش هاغاري، ورئيس مجلس الأمن القومي، مجددا غانتس يقول: حماس فكرة لا تموت"، متسائلا: “هل يعي المنهزمون ذلك؟” وأضاف: "رغم الجرح الكبير، والألم الشديد، نحن للنصر أقرب".

وأشار الإعلامي جمال ريان، إلى أن كل المسؤولين العسكريين والسياسيين باستثناء نتنياهو اعترفوا بعد قتل وجرح أكثر من 120 ألفا من المدنيين الأبرياء وتدمير غزة بأن حماس فكرة صعب التخلص منها لكي لا يقولوا فشلنا في القضاء على حماس.

وتساءل: “ماذا بعد هذا الاعتراف بالهزيمة، ما هو الثمن الذي على إسرائيل دفعه؟”

وعد هاني روسين، انضمام غانتس للمصرحين بصعوبة القضاء على حماس، اعتراف بفشل الحملة العسكرية على غزة وأن لحظة الاقتراب من إتمام صفقة التبادل أصبحت أقرب.

اعترافات الاحتلال

وتحت عنوان "درس لمن يقرأ"، عرض المحلل السياسي ياسر الزعاترة، تصريح لرئيس الوحدة الإستراتيجية بسلاح الجو الإسرائيلي يزعم فيه تدمير 35 إلى 40 بالمئة فقط من قوة حماس بعد 8 أشهر من الحرب، مشيرا إلى اعترافات العدو المتواصلة بفشله في تحقيق أهدافهم.

ولفت إلى أن ما هو مذكور هو اعتراف لمسؤول على رأس عمله، أما اعترافات المحللين والخبراء والساسة خارج المواقع الرسمية، فهي لا تُحصى، مستنكرا سخافة الوعود بالقضاء على المقاومة كفكرة، وعلى "حماس" كتنظيم يحمل قضية ويملك حاضنة شعبية وظهيرا بين أبناء الأمّة.

وذكر بأنه لم يحدث أن جاء رئيس وزراء إسرائيلي منذ عام 1988، إلا وتوعّد بـ"سحق" الحركة، لكنها بقيت تكبر عاما إثر آخر، والعدو منذ مئة عام يحاول تركيع شعبنا، وسجّل فشلا ذريعا.

وعد الباحث السياسي سعيد زياد، تصريح رئيس الوحدة الإستراتيجية بسلاح الجو الإسرائيلي شهادة جديدة.

وأشار أحد المغردين، إلى تصريحات زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد بأنه "لن يبقى من نتنياهو إلا 7 اكتوبر"، قائلا: “لن يبقى هو وحكومته وجيشته ودولته”.

وأضاف: "لن تبقى كل إسرائيل، لكن تبقى الحركة التي هزت الصهيونية في الأعماق، تبقى حماس لأنها فكرة والفكرة لا تموت".

وأشار الأكاديمي العماني حمود النوفلي، إلى قول ليبرمان، إن الجيش الإسرائيلي يحتاج لقوة بشرية بعدما فقد لواء كاملا من الجنود سقطوا بالمعركة أو أصيبوا بجراح خطيرة، واصفا تصريحه بأنه اعتراف خطير.

وقال المحلل السياسي هاني الدالي، إن إعلان ليبرمان عن حاجة الجيش الإسرائيلي لقوة بشرية جديدة بعد فقدان لواء كامل من الجنود سواءً بالقتلى أو الجرحى، يسلط الضوء على الأثر الكبير الذي أحدثته المقاومة الفلسطينية في هذه المعركة. 

وأضاف أن إعلان ليبرمان يعكس قدرة المقاومة على التصدي بفعالية، واستنزاف قوى الاحتلال رغم التحديات الجسيمة والمحدوديات التي تواجهها.

تضامن وتأييد

وفي تضامن مع حماس وإعلان لتأييدها وتأكيد على الإيمان بأفكارها وقدراتها وإعرابا عن الثقة فيها، قال أحمد عباس: "معكم إلى آخر نفس".

وأكد الكاتب السياسي اليمني عبدالجبار عوض الجريري، أن كل المسلمين والعرب وكل من يقف مع المظلومين هو "حماس"، وأنه لا يمكن القضاء على الحركة ولا يضرها من خذلها أو خالفها إن شاء الله.

وتساءل الأكاديمي خالد عبيد العتيبي: "هل تذكرون أطفال الحجارة والانتفاضة؟!"، موضحا أنهم كبروا وأصبحت الحجارة صواريخ وطائرات مسيرة وأسلحة متطورة فتكت في أقوى جيش في المنطقة وتصمد أمامه ٩ شهور وجعلته يعترف بأن حماس فكرة لا تموت!.

وأكد الصحفي سمير العركي، أن قيمة أفكار حماس في اختبارها على أرض الواقع كحركة مقاومة تمثل نموذجا ملهما للأجيال الفلسطيني، قائلا إن هذا الفكر يجب أن يبقى على أرض الواقع وليس مجرد فكر، وإلا فما أسهل اقتلاعه!! وإبقاءه فقط كأفكار تدور في عالم المثل.

وأضاف أن ما يهمنا أن تبقى حماس وكل فصائل المقاومة أفكار وقدرات على أرض الواقع بحيث تسهم في عملية تحرير الشعب الفلسطيني واستعادة أراضيه وحقوقه المسلوبة.

وذكر الباحث محمد أبو طاقية، بما قيل سابقاً: "عبثًا تحاول لا فناءَ لثائرٍ أنا كالقيامة ذاتَ يومٍ آتِ"، متسائلا: “فما ظنكم إن كان هذا الثائر صاحب فهم وعقيدة راسخة، ثائر صنع على عين الله وعين الشعب، ثائر صاحب حق مطلق، وتاريخ محمل بالثأر والعذابات، عبثاً يحاولون، وها هم يعترفون بعبثهم أن حماس فكرة لا تموت.”

وأكد المغرد ياسين، أن حماس فكرة أيقظت جذوة المروءة والرجولة من تحت الرماد.. ونفثت الغبار في أعين الصهاينة وأعوانهم قبل أن تحرقهم.

وأكد علي فضل الله أن الأفكار تبقى حية في وجدان أصحابها؛ لا تموت أبدا ويأتي من يحملها ليكمل مسيرتها إلى أن يحقق الله مبتغاها، قائلا: "نحن نعرف من هي حماس الفكرة ومن قادتها ومن هم شهداؤها".