بلا أضرار.. لماذا اختار الاحتلال الإسرائيلي أصفهان للرد على هجوم إيران؟

15322 | منذ ٧ أشهر

12

طباعة

مشاركة

انفجارات شهدتها مدينة أصفهان الواقعة وسط إيران، فجر 19 أبريل/نيسان 2024، وذلك قرب قاعدة عسكرية، وسط تأكيد إعلامي محلي بعدم تضرر "المنشآت الحساسة". 

بينما نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل نفذت "ضربات انتقامية" ردا على الهجوم الإيراني الذي نُفذ في 13 أبريل، بإطلاق عشرات الصواريخ والمسيرات من أراضيها باتجاه أهداف إسرائيلية.

فيما قالت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) إنه تم تفعيل المضادات الدفاعية الجوية في أجواء عدد من محافظات البلاد ضد هجمات على الأرجح نفذتها إسرائيل، معلنة إسقاط 3 مسيرات صغيرة قرب قاعدة شيكاري الجوية التابعة للجيش.

وأكدت الوكالة أن الهجوم لم يسفر عن أضرار أو انفجارات كبيرة، في حين أفاد التلفزيون الرسمي بعدم تأثر أي منشآت نووية أو استهداف مواقع نووية في أصفهان.

على الجانب المقابل، رفضت إسرائيل التعليق على الهجوم رغم تهديد قادتها وكبار المسؤولين لديها في الأيام السابقة بالرد على هجوم 13 أبريل.

موارد محدودة

وقالت مجلة "فورميكي" الإيطالية إن "الهجوم على مواقع في أصفهان، قد جرت دراسته لتجنب المزيد من التصعيد بين الطرفين".

وأوضحت أن "حجمه يعكس كذلك رغبة إسرائيل في إظهار التعاون مع شركائها الدوليين بالاستجابة إلى ضغوطهم، فضلا عن عدم تعريض أجهزتها الحربية إلى أزمة في حال توسع المواجهة".

وقالت المجلة إن استهداف مدينة أصفهان "لم يكن عشوائيا" لا سيما وأنها تضم محطة للطاقة النووية وقاعدة عسكرية، ملاحظة في الوقت نفسه أن هذه المنشآت لم تتأثر بالهجوم.

وبحسب تحليلها، خيار الرد الإسرائيلي تمليه عوامل مختلفة، فهو يعكس من ناحية رغبة إسرائيل في إظهار "تقبلها لضغوط الشركاء الدوليين الذين يشعرون بالقلق إزاء توسع الصراع في الشرق الأوسط". 

ومن ناحية أخرى، أضافت المجلة أن إسرائيل "واعية بحدود إمكانات جهازها العسكري والمخاطر التي قد يفرضها التصعيد المحتمل على قدرتها في القيام بعمليات حربية بشكل فعال".

من جانبهم، يعتقد بعض الخبراء، بحسب ما نقلت عنهم مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أن الجيش الإسرائيلي لا يملك الموارد الكافية للتعامل مع فتح جبهة مواجهة جديدة ضد إيران أو مليشيا حزب الله اللبناني التابعة لها".

وهذا بسبب غوصه منذ 6 أشهر في وحل حرب شوارع قطاع غزة المكتظ بالسكان، وكذلك في ظل تهديده بتنفيذ عملية برية واسعة النطاق في مدينة رفح جنوب القطاع، "والتي تبدو معلقة حاليا ولكنها لا تزال مطروحة على الطاولة"، وفق الخبراء.

وفي السابع من أبريل 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي الانسحاب من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بعد 4 أشهر من المواجهات ضد فصائل المقاومة الفلسطينية. 

وأفادت إذاعة الجيش بأن "الفرقة 98 بألويتها الثلاثة، انسحبت من خانيونس بعد قتال دام أربعة أشهر"، مضيفة أن "لواء واحدا فقط ظل في القطاع وهو لواء ناحال الذي يقوم بمهمة تأمين ممر نيتزر، وذلك لمنع المدنيين من العودة إلى شمالي القطاع".

حالة الإرهاق

إلا أن المجلة الإيطالية لا تستبعد استئناف القتال قريبا، خاصة وأن فصائل المقاومة تمكنت من إعادة تنظيم صفوفها في بعض المناطق. 

أما على طول الحدود الشمالية،  أشارت إلى أن المواجهة اقتصرت على الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله اللبناني ضد المستوطنات القريبة من الحدود والتي تسببت في سقوط عدد قليل نسبيا من القتلى.

 وكذلك على الغارات الجوية التي يشنها الاحتلال ضد أهداف تابعة للمليشيا اللبنانية.

وألمحت المجلة إلى سيناريو أن يبادر جيش الاحتلال بتنفيذ عمليات عسكرية هجومية على تلك الجبهة، خصوصا وأنه كان قد أعلن في نهاية مارس/ آذار 2024، عن برنامج تدريبي في الشمال بهدف إعداد وحداته العسكرية "للخطط الهجومية". 

وذكرت أن الصراع الذي اندلع بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أجبر إسرائيل على القيام بأكبر تعبئة لجنود الاحتياط منذ "حرب أكتوبر 1973".

وبذلك تستنتج المجلة أن كل هذه العوامل تساهم في تأكيد ما ذهب إليه محللون بشأن فرضية أن تصاب قوات الجيش الإسرائيلي بحالة من الإرهاق في حالة اتساع المواجهة مع إيران. 

ولفتت إلى أن العوامل اللوجستية لعملية عسكرية برية إسرائيلية في رفح "ستكون معقدة للغاية وتتطلب موارد هائلة".

وكانت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى قد دعت إسرائيل إلى تقديم خطة عملية لإجلاء 1.5 مليون لاجئ من المدينة، إلا أنها لم تطرح بعد أي خيارات قابلة للتطبيق.

ونقلت المجلة عن ديفيد ديس روش، الأستاذ المشارك في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الإستراتيجية والعقيد المتقاعد في الجيش الأميركي، قوله إن "القدرات البرية للجيش الإسرائيلي قد بلغت حدودها القصوى". 

وفي سيناريو اندلاع صراع إقليمي، يخمن دي روش أن إسرائيل ستستخدم قوات جوية وصاروخية و"لن ترسل قوات إلى سوريا أو العراق".

وشككت المجلة في هذه القدرات، مضيفة أن "إيران هي الأخرى لديها عدد محدود من منصات إطلاق الصواريخ، الأمر الذي من شأنه أن يخلق لها صعوبات في حال اندلاع صراع مع إسرائيل".

وأشارت إلى أن الإسرائيليين قد يواجهون بدورهم مشاكل وصعوبات، منها خاصة الاضطرار إلى إعادة التزود ببطاريات الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية" ومنظومة الدفاع الصاروخي "آرو".