هاريس تشتبك مع ملف الهجرة وتسحب من ترامب بطاقته الرابحة.. كيف؟
"استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى سباق شديد التقارب في الانتخابات الرئاسية"
تصاعدت حدة لهجة خطاب المرشح الرئاسي الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب، ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، إثر زيارة أجرتها للحدود الجنوبية للولايات المتحدة، شددت خلالها على ضرورة "تنفيذ قانون هجرة أكثر صرامة".
وتعد الهجرة وضبط الحدود الأميركية مع المكسيك قضية شائكة ومثيرة للجدل في الشارع الأميركي، تسببت في إشعال سباق الانتخابات المحتدم بين ترامب وهاريس.
إذ لطالما كال ترامب، ومن خلفه الجمهوريون، الاتهامات العديدة لبايدن ونائبته هاريس بشأن فشلها في التعامل مع تلك المسألة، وفتح الحدود أمام المهاجرين وطالبي اللجوء بشكل بات يمثل تهديدا على أميركا، بحسب وجهة النظر الجمهورية.
وأثارت الخطوة الأخيرة لهاريس غضب ترامب، ما جعله يطلق سيلا جديدا من التصريحات العنصرية ضد المهاجرين، والانتقادات الحادة لهاريس، استعرضها التقرير الألماني.
حيث تناولت مجلة "دير شبيغل" الألمانية امتداد حالة السجال بين ترامب وهاريس، حتى إن ترامب انتقد أيضا قناة فوكس نيوز الأميركية ذات التوجه الجمهوري المحافظ، وذلك بسبب تغطيتها أخبار زيارة هاريس للحدود الجنوبية.
لهجة قاسية
يصف التقرير الألماني لهجة دونالد ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية أنها أصبحت "أكثر قسوة"، بسبب غضبه من زيارة هاريس إلى الحدود مع المكسيك.
إذ عمد ترامب إلى إهانة المرشحة الديمقراطية بألفاظ لاذعة، حيث وصفها بالمعاقة ذهنيا والكاذبة.
واستمرارا للإهانة، صرح ترامب أمام أنصاره في بلدة صغيرة تُدعى "بريدي دو شين" في ولاية ويسكونسن: "جو بايدن أصبح معاقا ذهنيا، أما كامالا، فقد وُلدت هكذا".
وأضاف قائلا: "وإذا فكرت في الأمر، فقط شخص معاق ذهنيا كان يمكن أن يسمح بحدوث ذلك لبلادنا"، مشيرا إلى قضية الهجرة التي كانت موضع جدل كبير في الحملة الانتخابية.
وفي هجوم عنصري من قبل ترامب ضد المهاجرين، قال ترامب خلال ظهوره في حملته الانتخابية، إن البلدات الصغيرة في الولايات المتحدة مثل "بريدي دو شين" تشعر "بالخوف من المهاجرين".
وتابع ترامب: إنهم "يغتصبون وينهبون ويسرقون ويحرقون ويقتلون الناس في الولايات المتحدة الأميركية".
واستمر الرئيس الأميركي السابق في هجومه اللاذع على المهاجرين غير الشرعيين، واصفا إياهم بـ"حيوانات ووحوش وقتلة بدم بارد"، زاعما أنهم "سيدخلون مطبخك ويقطعون عنقك"، حسبما أفاد الموقع.
وزعم ترامب أن المهاجرين يتسببون في ارتفاع نسب البطالة بين الأميركيين، قائلا: "إنهم يسلبون الأقليات والعمال النقابيين وظائفهم".
بدوره، لفت التقرير الألماني إلى أن كل تلك التصريحات التي أطلقها ترامب "لا تستند إلى أي حقائق".
نقطة ضعف
ويبدو أن هاريس قد نجحت بالفعل في إثارة غضب الشعبوي اليميني ترامب، يقول التقرير، ويضيف: "لقد أطلق ترامب تلك التصريحات العنصرية والمهينة، عقب زيارة قامت بها هاريس إلى الحدود مع المكسيك، حيث تعد هذه أول زيارة تقوم بها هاريس إلى الحدود خلال حملتها الانتخابية".
وتابع: "أعلنت هاريس، خلال زيارتها ولاية أريزونا الحدودية، عزمها على تنفيذ قانون هجرة أكثر تشددا، إذ طالبت بتشديد قانون اللجوء، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لديها واجب وضع القوانين على حدودنا وتنفيذها".
في هذا السياق، شددت هاريس كذلك على أن "مكافحة أزمة مخدر الفنتانيل تعد (أولوية قصوى)، حيث يدخل معظم هذا العقار الأفيوني عبر الحدود الجنوبية".
ويلفت الموقع الانتباه إلى أن "سياسة الهجرة تعد نقطة ضعف في سجل كامالا هاريس كنائبة للرئيس الأميركي جو بايدن، حسب وجهة نظر الجمهوريين".
وأضاف: "أفادت أغلبية من الأميركيين، أخيرا، أنهم يثقون في ترامب أكثر من هاريس، فيما يتعلق بهذا الموضوع المهم قبل الانتخابات في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024".
ولذلك، عد التقرير أن زيارة هاريس إلى الحدود الأميركية مع المكسيك كانت "فرصة لها لتسجيل نقاط في هذا الموضوع الانتخابي".
وبلغ الغضب الذي انتاب ترامب حد "تذمره من أن قناة فوكس نيوز المحافظة -التي عادة ما تكون مؤيدة له- قد قامت بتغطية ظهور هاريس على الحدود الجنوبية"، وفق التقرير.
حيث يشير الموقع إلى تصريحات ترامب التي قال فيها: "يجب ألا يُسمح لهم بتغطية هذا الحدث".
إستراتيجية باهتة
وردت هاريس على تصريحات ترامب المهينة بحقها، فخلال حدث خيري بمدينة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، نقل الموقع عنها قولها: "إن ترامب يستخدم نفس الإستراتيجية الباهتة التي نسمعها منذ سنوات".
وأضافت: "تدور هذه الانتخابات حول رؤيتين مختلفتين تماما لبلدنا، ونرى هذا التباين بوضوح في مضامين وأساليب الحملات الانتخابية".
ويرى التقرير أنه "برغم أن هاريس قد وضعت منافسها الجمهوري في موقف دفاعي قوي خلال الحملة الانتخابية، إلا أن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى سباق شديد التقارب في الانتخابات الرئاسية".
ويختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن هناك القليل من الولايات الأميركية هي التي ستحسم الفائز في هذه الانتخابات؛ وهي الولايات المتأرجحة.
وأردف: "تُعد ولاية ويسكونسن واحدة من بين مجموعة من سبع ولايات أميركية، بما في ذلك بنسلفانيا وميشيغان، حيث يكون السباق شديد التنافسية".