"إسرائيل بتولع".. حفاوة واسعة باستهداف عمق دولة الاحتلال في يوم الغفران اليهودي

a month ago

12

طباعة

مشاركة

في يوم عيد الغفران الذي يعد أقدس أيام السنة عند اليهود، تسللت مسيرتان أطلقتا من لبنان إلى تل أبيب وفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في اعتراض إحداهما فيما زعم اعتراض الأخرى، كما أطلق حزب الله اللبناني رشقة صاروخية كبيرة، استهدفت مناطق شمال حيفا.

ويعتبر "يوم الغفران" هو اليوم الوحيد الذي تفرض الشريعة على اليهود صيامه، وتمنع فيه الحركة بصورة كاملة، وفيه أيضا تشدد سلطات الاحتلال الخناق على الفلسطينيين، وهو المتمم لأيام التوبة والغفران العشرة التي تبدأ بيوم رأس السنة العبرية الجديدة

وحسب العقيدة اليهودية، فإن "يوم الغفران" هو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى عليه السلام من سيناء (شمالي شرقي مصر) للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي.

وأفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان أصدره في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بـ"رصد طائرتين مسيرتين قادمتين من لبنان بعد دوي صفارات الإنذار وسط إسرائيل"، زاعما أنه "اعترض مسيرة واحدة، فيما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات".

وأظهرت لقطات مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، لحظات تحليق طائرة مسيرة فوق المباني في "تل أبيب" وسط دوي صفارات الإنذار، كما أظهرت لقطات أخرى لحظات دوي وهج في سماء المنطقة.

وادعى جيش الاحتلال أن دوي أصوات الانفجارات "ناتج عن عمليات الاعتراض أو سقوط الأجسام"، مشددا على ضرورة "التزام الجمهور بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية"، والتي تشمل التوجه للملاجئ عند سماع دوي صفارات الإنذار.

وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، فقد دوت صفارات الإنذار في هرتسيليا شمالي تل أبيب، بينما انقطع التيار الكهربائي فيها، جراء اختراق طائرة مسيّرة من لبنان.

وأقرّ جيش الاحتلال بإصابة مبنى في هرتسيليا، متحدثا عن إطلاق مسيّرتين وتمكنّهما من اختراق "الدفاعات الجوية"، بينما أكدت منصة إعلامية عبرية أن "هذه هي أطول مسافة تقطعها مسيّرة من لبنان، حتى الآن".

وقال حزب الله، دعما للشعب الفلسطيني ومقاومته، ودفاعا عن لبنان وشعبه، تم استهداف تجمعات لقوات الاحتلال في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا.

وأعلن قصف تجمع، لقوات الاحتلال، في مقر ‏قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا في الجولان المحتل بصليلات صاروخية.

كما استهدف حزب الله برشقة صاروخية، تجمعا لقوات الاحتلال، في مستوطنة كفر جلعادي، وعلى إثر استهدافات الحزب دوت صفارات الإنذار بكثافة في كل من الجليل الأوسط وخليج حيفا والأودية والجليل الأعلى والغربي.

وقال جيش الاحتلال إنه رصد نحو 80 عملية إطلاق من لبنان، وسقطت في مناطق متفرقة وأحدثت خسائر وحرائق كبيرة، وتداولت حسابات عبرية، لقطات لتساقط الصواريخ بكثافة في منطقة زوفولون، واندلاع الحرائق وحدوث خسائر مادية ودمار بممتلكات المستوطنين.

وفي بيان لحزب الله عن العمليات والمواجهات العسكرية مع الجيش الإسرائيلي الذي يحاول التوغل داخل بلدات جنوبي لبنان، حذر الحزب، المستوطنين من الوجود قرب التجمعات العسكرية لجيش الاحتلال.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال يتخذ من المنازل في بعض مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، مراكز تجمع لضباطه وجنوده وقواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء استيطانية في المدن المحتلة الكبرى؛ كحيفا وطبريا وعكا وغيرها.

واحتفى ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بإطلاق حزب الله رشقات صاروخية كبيرة، استهدفت تل أبيب ومناطق شمال حيفا، ودفعت المستوطنين للاختباء إلى الملاجئ وسماع دوي صفارات الإنذار. 

وأكدوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي إكس وفيسبوك ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حيفا، #تل_أبيب، وغيرها، وجوب ألا تبقى منطقة آمنة داخل الكيان المحتل، متداولين صورا ومقاطع فيديو توثق ما أسفرت عنه المسيرات اللبنانية.

وأوعزوا للمقاومة اللبنانية بمزيد من التصعيد على المستوطنات واستهداف مقار إستراتيجية ودبلوماسية واقتصادية، وتحدثوا عن دلالات الضربات اللبنانية وانعكاساتها على الاحتلال الإسرائيلي برمته والمستوطنين خصوصا.

حفاوة وإشادة

وحفاوة بضربات المقاومة اللبنانية، قال الناشط بلال نزار ريان، إن حزب الله يوجه ضربة قوية لتل أبيب، حيث استهدفها بعدد من المسيرات الدقيقة التي أصابت أهدافها بدقة عالية، وتسببت في انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة من البلاد.

واكتفى توفيق رجب بكتابة "تل أبيب بتولع".

وعرضت زينب نصر الله صورة ميناء تل أبيب المحتلة بعدما تعرضت للاستهداف.

وأشار المغرد تامر إلى أن المسيرة التي أطلقها حزب الله أصابت محطة كهرباء في تل أبيب، وهذا تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة.

وقالت الصحفية ديما حلواني، إن مُسيرتين جاءتا من لبنان أنزلتا 2 مليون إسرائيلي إلى الملاجئ، وأرعبتا منطقة هرتسيليا الأرقى في تل أبيب الكبرى، وأربكتا الجبهة الداخلية الصهيونية.

ورأت أن اللافت وجود عدد كبير من سيارات الإسعاف والإطفاء في الشارع، متسائلة: “ما الحاجة لها في ظل الإعلان عن انتهاء الحدث وعدم وقوع إصابات؟”

دلالات وانعكاسات

وعن دلالات تصعيد الاستهداف للعمق الإسرائيلي وانعكاساته، أوضح ماهر خليفة، أن “استهداف تل أبيب يعطي إشارات حول دخول المقاومة مرحلة جديدة من استهداف العمق الإسرائيلي، وأن قصف العدو العاصمة بيروت، سيقابله قصف تل أبيب”.

وأشار إلى أن المقاومة أطلقت نحو 100 صاروخ، دفعة واحدة، على منطقة حيفا.

وقال ربلة عروس العاصي، إن استهداف تل أبيب يعطي إشارات حول دخول المقاومة مرحلة جديدة من استهداف العمق الإسرائيلي، وأن قصف العدو العاصمة بيروت، سيقابله قصف تل أبيب. 

وذكر أن المقاومة أطلقت نحو 100 صاروخ، دفعة واحدة، على منطقة حيفا، وتحديدا شمالها وخليجها، وشوهدت عشرات الصواريخ وهي تسقط في المنطقة من دون أن ينجح العدو في اعتراضها، وأعلنت المقاومة قصفها تجمّعات لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة زوفولون شمال حيفا.

وأشار العاصي، إلى أن المقاومة استهدفت مستعمرة كريات شمونة ومدينة صفد المحتلة ‏بصليتين صاروخيتين كبيرتين، كما واصلت استهداف المواقع والثكنات العسكرية في الجليل الأعلى، ومواقع تجمّع قوات العدو، بصليات صاروخية وقذائف المدفعية.

وأوضح أن المقاومة شنّت هجوما جويا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر في حيفا.

وأشار أبو فراس أبو زيد، إلى أن "المعادلة لدى حزب الله أصبحت الآن بيروت مقابل تل أبيب والضاحية مقابل حيفا".

وأكد أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، أن "رمزية ضرب تل أبيب، وضررها وتأثيرها النفسي أكبر من الأضرار التي أحدثتها لمجتمع هش يعيش حالة حرب وتطلق صفارات الإنذار ويهرع الآلاف للملاجئ!!".

وكتب باسم النادي: "لفت انتباهي أحد المحللين من الداخل المحتل، عندما أشار إلى أن استهداف حزب الله اليوم، لأهم قاعدة دفاع جوي كريات اليعزر في حيفا، تفتح الطريق لوصول المسيرات إلى تل أبيب..".

وأوضح الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، أن "المسيرة اللبنانية التي استهدفت تل أبيب هي الأولى التي تضرب عمق الكيان في تاريخ الصراع".

تهديد الاستيطان

وإعرابا عن السعادة بوقع الاستهداف اللبناني لعمق الكيان على المستوطنين واضطرارهم اللجوء للملاجئ، ذكر الباحث بدر الحاج، أن "أحد أبرز دعائم المشروع الصهيوني هو الاستيطان".

وأشار إلى أنه لأول مرة منذ بدء الاستيطان في فلسطين يقتلع المستوطنون ويهجرون بواسطة الصواريخ اللبنانية، مضيفا: "أرى في نهاية النفق نهاية للمشروع الصهيوني".

وعرض عمار السراي، مقطع فيديو يوضح أن "شوارع تل أبيب تبدو مهجورة وخاوية على عروشها".

وأشار الصحفي الشيخ بلال ناصرالدين، إلى أن قوات الاحتلال هجّروا أهل الجنوب، فهجّرت لهم المقاومة أهل الشمال، لافتا إلى أن الاحتلال هجّر أهل الضاحية والبقاع، فهجرت لهم المقاومة أهل حيفا وعكا وطبريا.

وأوضح أن الإسرائيليين ضربوا الضاحية، فضربت المقاومة تل أبيب، موجها تساؤلا لمن يراهنون على انتصار الصهاينة وهو يأمل بتغيير سياسي داخلي في لبنان: “على من تراهنون أيّها الحمقى؟”

وعرض إبراهيم محمد مشاهد من عملية استهداف المقاومة مدينة حيفا المحتلة بصليات صاروخية، مطالبا بمزيد من العمليات اللبنانية على الاحتلال الإسرائيلي واستهداف مقار إستراتيجية، قائلا: "يجب اقتحام الجليل والسيطرة عليه والتموضع في مقراته".

وأضاف: "يجب إمطار منطقة حيفا الصناعية بصليات من الصواريخ الباليستية والمجنحة وإصابة خزانات الأمونيا والبتروكيماوية، ويجب إمطار معسكرات منطقة عكا بأسراب من الطائرات المسيرة، ويجب قصف مبنى الموساد والسفارة الأميركية في تل أبيب".

هزيمة نتنياهو

واستحضر ناشطون تصريحات سابقة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ينيامين نتنياهو، بشأن التقدم في مختلف المحاور وقدرته على ردع حزب الله، وقارنوها بالواقع الجديد الذي فرضته المقاومة اللبنانية.

وسخر الكاتب سامح عسكر، من قول نتنياهو: "سنعيد سكان حيفا إلى منازلهم، ونعيد الكهرباء إلى تل أبيب...!".

وقال: "لم يتوقع أكثر المتشائمين في إسرائيل أن تستعيد المقاومة اللبنانية عافيتها بتلك السرعة، ولا أن تصبح تل أبيب هدفا يوميا نتج عنها ضرب محطات الكهرباء، وشل الحياة المدنية فيها بعد أكثر من عام على الطوفان".

وذكر سيد البسام، بـ"أحلام نتنياهو في شرق أوسط جديد متصهين، وسخر راصد نتائج طموحاته ومنها إطلاق 80 صاروخا من لبنان البطولة خلال 3 دقائق فقط على خليج حيفا وعكا وصفد (كتأكيد على متانة التحكم والسيطرة وعودة السلاسة بين القرار والتنفيذ)، وأبابيل طائرة (مسيّرات) تلعن ليل تل أبيب".

وأشار إلى الكمائن البطولية في قطاع العزة في غزة، وصيد قاتل متنقل لوحدات نخبته في جنوب الكرامة بلبنان، وتوسع تهجير شذاذ الآفاق من الشمال ليبدأ اللااستقرار في الوسط أو ما يسميه الفلسطينيون "عملية التأرضن" أي عدم قابلية الأرض للسكنى والاستقرار.

وأشار المغرد أمين، إلى تصريحات نتنياهو قبل شهر بالقضاء على قدرات حزب الله العسكرية والوعد باستعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، ساخرا من تصريحات اليوم: "سنعيد سكان حيفا إلى منازلهم، ونعيد الكهرباء إلى تل أبيب"، ودعا لتحليلها ومناقشتها.