"تداعيات كارثية على الصين وروسيا".. ماذا يعني انتصار إسرائيل في الحرب على إيران؟

منذ ١١ ساعة

12

طباعة

مشاركة

"إذا خسرت إيران هذه الحرب فسيتغير الوضع العالمي جذريا"، بهذه العبارة استهل موقع صيني تقريره محذرا من تداعيات خطيرة ستنال ليس فقط منطقة الشرق الأوسط، بل ستمتد آثارها مباشرة إلى الصين وروسيا.

ويرى موقع "سوهو" أن "على الصينيين أن يقلقوا بشأن ما سيحدث إذا هُزمت إيران أمام إسرائيل".

اختراق شامل

وتحدث الموقع عن جوانب تتعلق بالصراع الإسرائيلي الإيراني، ترسل إشارات تحذيرية لبكين في سياق حرب محتملة مع واشنطن.

وأشار إلى أن "إيران لم تكن مستعدة للهجوم الإسرائيلي المفاجئ، بينما كانت تل أبيب تستعد على مدار سنوات".

وأضاف: "هذا تحذير مهم للصين: لا تظنوا أن الحرب بعيدة، ولا تتراخوا في الاستعداد للصراع".

وأكد "سوهو" أن “القدرات العسكرية بين الطرفين غير متكافئة، ما يجعل الخسائر مختلفة تماما”.

وتساءل عن مدى صمود المخزون الإيراني من الصواريخ تحت القصف الإسرائيلي المستمر.

ويرى الموقع الصيني أن "نجاح" العملية الإسرائيلية يعود لاختراق شامل للموساد وتخطيط طويل.

وأضاف أن "وكالة الطاقة الدولية أصبحت مصدرا استخباراتيا لإسرائيل، في حين أن قدرات إيران الاستخباراتية متأخرة جدا".

وأكد على أهمية الاستخبارات في الحروب الحديثة، مشيدا بـ"قدرة إسرائيل على التخطيط الدقيق وإصابة الهدف بضربة واحدة".

وأوضح أن "إسرائيل قضت على حلفاء إيران، ثم اقتحمت طهران وقصفت منشآتها النووية ونفذت عمليات قنص للقيادات".

أوهام إيرانية

وانتقد الموقع سياسة إيران الخارجية، قائلا: "أساءت إلى روسيا والصين، وتقربت من أميركا، لكنها لم تكسب دعمها وأبعدت حلفاءها".

ورأى أن "إيران لو اتبعت نهج باكستان وتحالفت مع الصين، لما كانت في هذا الوضع السلبي".

وقال: "بلد مثل إيران لا يملك رفاهية ارتكاب أخطاء إستراتيجية كهذه".

وعلى الصعيد الداخلي، أشار الموقع إلى “تمزق إيران بين الثيوقراطية والعلمانية، وبين الانغلاق والانفتاح، وبين المواجهة والتهدئة، والسلاح النووي أو التخلي عنه”.

وأضاف أن "هذه المعضلات أفضت إلى نتائج مريرة دفعت إيران إلى حافة الهاوية".

وقدر أن "العقوبات والأوضاع الخانقة جعلت المجتمع الإيراني قابلا للانفجار في أي لحظة"، وسط محاولات من نمط "ثورات الألوان" (عبارة عن سلسلة من الاحتجاجات السلميّة).

وأضاف: "هذه البيئة مكنت إسرائيل من التغلغل داخل المجتمع الإيراني، حيث أصبح المال دافعا للتجسس والعمل كعملاء".

وزعم أن "اتباع نهج كوريا الشمالية كان سيمنح إيران فرصة لتطوير سلاح نووي يقيها هذا الوضع".

وأكد الموقع أن "بقاء إسرائيل ما كان ليحدث لولا دعم واشنطن وإمبراطورية المال اليهودية العالمية".

وقال: إن "الدول العربية لم تعد فاعلة ضد إسرائيل، وتواجه إيران تحديات أكبر مما واجهته في العقود الماضية".

وأضاف: "خصوم إيران أقوياء للغاية، والدول الإقليمية منسحبة، ما يجعل مصير إيران مرتبطا بالدعم الخارجي".

هيمنة أميركية

وتساءل "سوهو" عن انعكاسات انتصار إسرائيل، قائلا: إن "الموقع الإستراتيجي لإيران يجعل هزيمتها تؤثر سلبا على الشرق الأوسط والصين وروسيا".

وأكد أن "إيران تطل على بحر قزوين والخليج العربي، وتشكل عقدة مواصلات في آسيا".

وقال الموقع: إن "سقوط إيران يعني عدم بقاء أي دولة توازن النفوذ الأميركي والإسرائيلي، خصوصا مع تعثر الدور الروسي في سوريا".

وتوقع عودة المنطقة إلى الهيمنة الأميركية لعقدين، وتلاشي أي تهديد محتمل لإسرائيل.

ولفت إلى أن "إيران تمثل محورا إستراتيجيا لمشروع طريق الحرير الصيني، وسقوطها سيؤثر على مبادرة الحزام والطريق، والممر الصيني-الباكستاني".

وأكد أن "الهزيمة ستؤثر على تجارة الصين عبر الخليج، وقد تواجه الاستثمارات الصينية في الخليج انتكاسة".

وقال: إن "الصين يجب أن تنظر لمستقبل إيران كجزء من أمنها الجيوسياسي ومصالحها في الطاقة والتجارة".

وفي حال سقوط إيران، يرى الموقع أن الولايات المتحدة ستعيد هيمنتها على منابع النفط، ما يطيل عمر الدولار.

وسيتحقق مشروع "الممر الاقتصادي الهندي-الشرق أوسطي-الأوروبي"، ما يعني تهميش الصين وتوسع نفوذ الهند.

ولذا، فإن مستقبل إيران “يمثل نقطة حساسة في توازنات النظام العالمي، وأي تغيير جوهري سيترك آثارا إستراتيجية على الصين وروسيا”، وفق الموقع.

وأكد ضرورة "تنسيق بكين مع طهران لمنع سقوط النظام، والتعاون الثنائي لمنع الفوضى في الشرق الأوسط".

كارثة جيوسياسية

ودعا الموقع الصين إلى “التعامل مع النزاع الإيراني الإسرائيلي والحرب الأوكرانية كملفين مترابطين”.

وتوقع أنه "إذا فشلت موسكو وطهران، فسينتقل كل الضغط إلى الصين".

وأشار إلى أن "إيران وروسيا شكّلتا خطوط استنزاف للولايات المتحدة، ما ساعد الصين على النمو والاستقرار".

لكن مع استنزاف روسيا، لم تعد قادرة على دعم إيران، مما ينذر بتعرض الصين لضغط مباشر من واشنطن.

وشدد على أن "سقوط إيران يعني كارثة جيوسياسية للصين في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنوبية".

وعرض الموقع مسارين لإنقاذ إيران، الأول، تعبئة كاملة للشعب الإيراني لمواصلة القتال.

والثاني، التحول الكامل نحو بكين، واستيراد منظومات سلاح صينية وتحديث القوات.

ورأى أن "الصمود الداخلي وربط الاقتصاد بالسوق الصينية يمنح إيران فرصة حقيقية للانتصار".

وأكد الموقع أن "الولايات المتحدة قد تجد نفسها في نهاية المطاف متورطة في هذه الحرب".

وقال: إن "انخراط الصين في الحرب يمثل فرصة لتوجيه ضربات إستراتيجية ضد النفوذ الأميركي".

وختم الموقع تقريره بالإشادة بإيران، معتبرا أنها "دولة لا تستسلم بسهولة، وقادرة على الصمود والنهوض من جديد".