ضربات جوية ضد "مليشيا حميدتي".. هل دخلت مصر الحرب في السودان رسميا؟
“خطاب حميدتي جاء متخبطا وغاضبا خوفا من الهزيمة”
مع أنها ليست المرة الأولى التي يتهم فيها قائد مليشيا "الدعم السريع" في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، النظام المصري بالانحياز إلى الجيش الرسمي السوداني في الحرب الدائرة منذ أبريل/نيسان 2023، إلا أن اتهاماته الأخيرة للقاهرة حملت معاني وتداعيات عدة.
حميدتي، الذي اعترف بهزيمة مليشياته في جبل "موية" الإستراتيجي بولاية سنار وسط السودان، وسط تقدم للجيش وتراجع مليشياته على جبهات القتال المختلفة، حمّل مسؤولية هزيمة قواته للطيران الحربي المصري، قبل أن يوزع الاتهامات على أطراف دولية عدة بالمشاركة في الحرب.
واتهم الجيش المصري بأنه السبب وراء النجاحات التي حققها الجيش السوداني على قواته في الأسابيع الأخيرة، وآخرها في ولاية سنار عبر قصف الطائرات المصرية بقصف عناصر "الدعم السريع" في جبل موية بالولاية.
ورغم ابتهاج سودانيين ومصريين بأنباء تدخل مصر وقصف مليشيا حميدتي، وعدوه تدخلا مصريا رسميا لأول مرة في الحرب، جاء رد خارجية القاهرة مخيبا لآمالهم حين نفت اتهامات حميدتي، لكنها وصفت قواته بأنها "مليشيا" في إهانة واضحة له.
تصريحات حميدتي التي تضمنت تفاصيل حول القصف والطائرات المستعملة، ونفي القاهرة، فتحت باب التساؤلات على مصراعيه، هل تدخل نظام مصر رسميا في الصراع لحسمه؟ وما الذي دفعه لذلك بعد طول تردد؟ ولو لم يفعل فما دوره في الحرب؟
خطاب حميدتي
رغم أن خطاب حميدتي، شرح بالتفصيل دور مصر في ضرب مليشياته، وكان عدائيا للغاية وتضمن تهديدات ضمنية، إلا أن الخطاب ظهر متخبطا، ما دعا خبراء ذكاء صناعي لتحليله وبيان حجم المونتاج فيه، والتلميح لأن هناك من كتبه له.
حميدتي أكد في الخطاب الذي بثه في مقطع فيديو عبر منصة "إكس"، في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إن مصر شنت ضربات جوية على قواته وإن الغارات الجوية المصرية أجبرتهم على التراجع من منطقة جبل موية.
وقال حميدتي: "قواتنا في جبل موية قتلوا وضربوا غدرا بالطيران المصري، وصمتنا كثيرا على مشاركة الطيران المصري في الحرب حتى يتراجعوا لكنهم تمادوا الآن".
وأضاف في لهجة تهديد: "صمتنا طويلا عن التدخل الجوي المصري في الحرب، على أمل أن ينسحب، لكنه الآن صعد".
وقال لقواته: "لقد هُزمتم بفضل القوة الساحقة والطائرات الحديثة مثل سوخوي وميغ 29"، في إشارة إلى الطائرات المصرية والتي سبق أن دمرت مليشيا حميدتي اثنين منها في مطار الخرطوم عبر بدء الحرب مع الجيش.
وعقب خطاب حميدتي، وجهت الدعم السريع في السودان تحذيرا حادا لمصر، وكشفت أن الطيران المصري ارتكب مجزرة بحق قواتنا، وقتل في
معسكر كرري قرابة 4 آلاف مقاتل من جنودنا.
كما كشفت لأول مرة عن وجود أسرى مصريين لديها حاليا، قالت إنهم شاركوا إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية، ووصفتهم بأنهم مرتزقة مصريين، وهم أسرى الآن لدى قواتنا.
وسبق أن احتجزت مليشيا "الدعم السريع"، مع اندلاع حربها ضد الجيش السوداني عام 2023، عددا من الجنود المصريين كانوا في مطار "مروي" العسكري للمشاركة في تدريبات عسكرية مع جيش السودان، وتم إعادة الجنود إلى القاهرة بعد إهانتهم.
واتهم حميدتي نظام مصر أيضا بأنه "يدرب الجيش السوداني ويمده بطائرات صينية مسيرة من طراز k8"، واتهم قرابة 7 دول، لم يسمها، بدعم الجيش بـ"طريقة مباشرة أو غير مباشرة"، حسب قوله.
وفيما بدا وكأنه تغيير في لهجة تصريحاته السابقة الداعمة لجهود السلام، تعهد حميدتي بتجهيز مليون جندي لمحاربة جيش السودان.
وقال: "هذه الحرب لن تنتهي في عام أو عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام، يتحدث البعض عن مليون جندي وسنصل قريبا إلى مليون"، بحسب وكالة "رويترز" في 10 أكتوبر 2024.
ويعد اتهام حميدتي لمصر هو الثاني من نوعه، حيث قال في مقابلة مع قناة "الشرق" السعودية، في مايو/ أيار 2024، إن الطيران المصري والطيران الأجنبي ضربا قواته في محلية كرري بمدينة أم درمان.
وقد وجهت اتهامات عديدة من جانب مصريين وسودانيين لأبوظبي بأنها وراء خطاب حميدتي الأخير، خصوصا أنها كتبت له التهديدات التي وجهها لمصر، وحلل خبراء خطابه ليؤكدوا دور الإمارات.
صاحب الرسالة
أستاذ قسم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بجامعة بوسطن، حسام فهمي، تحدث، في تحليله لخطاب حميدتي، عن تكرار نفس الجمل وحركة ولون الجسم الأسفل، واليدين التي لا تتناسب نهائيا مع حركة وتموضع الوجه.
وقال إن الخطاب سُجل مرتين، أولا بحركة الشخص في الأسفل، ثم تم تركيب ومونتاج حركة الوجه في الأعلى مع اختيار كلمات ظل يرددها حميدتي كثيرا ومونتاج الخطاب لأكثر من 25 مرة.
وخلص إلى أن هذا ليس خطاب حميدتي ولكن "دولة" تدعمه، في إشارة إلى الإمارات، لذا دعا حكومة نظام مصر لتجاهل خطاب حميدتي والتوجه مباشرة "لمن وجه لها الرسالة"، أي من هددها على لسان حميدتي.
ودعا فهمي القاهرة إلى "التواصل فورا مع من يدعم باقي قوات حميدتي المهزومة، وهي دولة معروفة والتفاوض معها".
أيضا، قال رئيس المرصد السوداني للشفافية والسياسات، سليمان بلدو، إن خطاب حميدتي “اتسم بالطول الشديد وغير المعتاد وشابه التكرار الكثير، وتشابك الموضوعات والاضطراب وغياب الرسالة الواضحة”.
وأضاف بلدو لـ"راديو دبنقا" السوداني، أن "الهجوم على مختلف الاتجاهات دلالة على الاضطراب وغياب التركيز"، ملمحا إلى "وقوف طرف آخر وراء الخطاب".
وفي 6 أكتوبر 2024، أعلن المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله، تحقيق انتصارات في منطقة "جبل موية" الإستراتيجية، التابعة لولاية سنار، بعدما فقد الجيش السيطرة عليها لصالح الدعم السريع أواخر يونيو/حزيران 2024.
وقال خبراء عسكريون لـ"راديو دبنقا" في 8 أكتوبر 2024 إن منطقة جبل موية تعد منطقة إستراتيجية حاكمة، وإن من يسيطر عليها يتمكن من الاستيلاء بسهولة على بقية مناطق ولاية سنار.
وأشاروا إلى أن الجيش بسيطرته على جبل موية تمكن من قطع خطوط الإمداد للدعم السريع في سنجه والدندر والسوكي وغيرها من المناطق.
ويتحكم "جبل موية" بشكل رئيس في الطريق البري الرابط بين مدينتي ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض، وسنار أكبر مدن ولاية سنار، كذلك تتحكم في الطريق الذي يربط منطقة المناقل بمدينة سنار.
وفي 8 أكتوبر 2024، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على حمدان دقلو موسى (ألغوني)، شقيق حميدتي، لدوره في توريد الأسلحة إلى السودان التي أججت الحرب، وأدت إلى ارتكاب فظائع بحق المدنيين.
هل ضربته مصر؟
نفت القاهرة "مزاعم" حميدتي، بشأن مشاركة الطيران الحربي المصري في المعارك الجارية بالسودان.
وكان لافتا في نفي وزارة الخارجية المصرية مزاعم حميدتي وصفها له بأنه "قائد مليشيا"، ودعوتها العالم "للتحقق من صحة" ادعاءات حميدتي.
كما نفى مصدر عسكري سوداني كبير مزاعم حميدتي، وقال إن هزيمة الدعم السريع في جبل موية كانت على يد الطيران الحربي السوداني وعبر طيارين سودانيين، بحسب صحف محلية.
الصحفي والمحلل السوداني، وليد الطيب، نفى صحة مشاركة طائرات مصرية في قصف مليشيا حميدتي، مؤكدا أن الموقف المصري فيما يتعلق بالحرب في السودان هو "الدعم السياسي بشكل أساسي".
وقال الطيب لـ"الاستقلال" إن "اتهامات حميدتي لمصر قديمة" منذ ما قبل اندلاع واتساع الحرب، وكان مبرر حميدتي لمحاصرة قاعدة مطار مروي الجوية قبل الحرب بثلاثة أيام، هو تحييد وحدة من سلاح الطيران المصري كانت في القاعدة في إطار التدريب المشترك شبه الدوري مع سلاح الجو السوداني، وهو تقليد قديم بين الجيشين.
وأكد أن "تلك الوحدة المصرية تعاملت باحترافية، ولم تستخدم حق الدفاع عن النفس المكفول لها حتى لا تتورط في النزاع السوداني- السوداني".
وذكر الطيب أن "مصر ظلت تعترف بشرعية الحكومة الراهنة في السودان وتتعاون معها بشكل عادي ولم تتورط في مقاطعتها أو تطلق تصريحات عدائية ضد الجيش السوداني بعد الحرب، كما فعلت الجارة إثيوبيا وكينيا وتشاد، ولهذا حميدتي غاضب على مصر".
من جهته، قال الخبير في شؤون الأمن القومي، محمد عبد الواحد، لموقع "سودان بلس"، إن "هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها حميدتي مصر بالحرب مع جيش السودان ضده".
وأرجع عبد الواحد، اتهام حميدتي إلى مصر لـ"وضعه السيئ في الحرب ولقواته المهزومة في الخرطوم، حيث أراد بهذه الاتهامات إبعاد أنظار العالم عن الفظائع التي ترتكبها قواته ضد السودانيين".
وقال: "من الواضح أن العملية العسكرية قاربت على الانتهاء وسيعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على الخرطوم خلال أيام، لذا جاء خطاب حميدتي متخبطا وغاضبا واتهم مصر ودولا أخرى بمحاربة قواته مع جيش السودان".
وسخر نشطاء مصريون من اتهام حميدتي لجيشهم بدعم نظيره السوداني ضد مليشياته، قائلين إن “جيش نظام عبد الفتاح السيسي لم يتحرك لحماية حدود مصر في محور فيلادلفيا، فكيف يتدخل عسكريا في السودان؟”
وقالوا إن الجيش المصري لم يرد على رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق، عاموس يدلين، الذي قال للقناة 12 العبرية إن “جيش مصر يتحرك بأوامر من إسرائيل، فكيف يحارب في السودان؟”
وسأل مصريون على منصات التواصل الاجتماعي حميدتي: “كيف عرفت أن الطيران الذي ضرب قواتك مصري؟”
وتساءل الصحفي المقيم في أميركا، نظام المهداوي: “كيف يتهم حميدتي الطيران الحربي المصري بضرب قواته، مع أنه ممول ومدعوم بالسلاح والمال والمرتزقة من قبل الإمارات، التي هي الحاكمة الفعلية لمصر السيسي؟”
وتزامنت اتهامات حميدتي لمصر مع عرض الجيش السوداني مقطع فيديو يوضح دلائل تورط الإمارات في دعم مليشيا الدعم السريع المتمردة في حربها لقتل السودانيين.
ما وراء الاتهامات؟
لماذا اتهم حميدتي مصر بقصف مليشياته؟ هل لمحاولة إيجاد مبرر لهزيمتهم في جبل موية والخرطوم، وهل قصف السيسي فعلا الدعم السريع وهو يعلم أنه "أداة الإمارات" ومموله "محمد بن زايد"؟
ولو صح أن الجيش المصري قصف مليشيا حميدتي، فهل يُفسر هذا على أنه تحول في موقف القاهرة بالتدخل المباشر في الحرب؟، أم أنه مجرد انتقام من اعتقال وضرب مليشيا حميدتي ضباطا وجنودا مصريين في قاعدة مرويىفي أبريل/نيسان 2023 مع بداية حرب السودان.
وهل دعم مصر الجيش السوداني، لو حدث بالفعل، بضربات جوية سريعة ضد الدعم السريع، بهدف حسم الصراع له علاقة بتحركات مصرية لحصار إثيوبيا؟
فقد بدأت مصر بإرسال قوات ودعم عسكري للصومال، ثم عززت تحالفاتها مع إريتريا خصم إثيوبيا اللدود، بزيارة السيسي لها في 10 أكتوبر 2024، ولقائه مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، والصومالي حسن شيخ محمود وإصدار بيان مشترك.
وأظهر البيان الصادر عن القمة الثلاثية المصرية الإريترية والصومالية تبلور تحالف إقليمي ثلاثي ربما على المستوى العسكري أو السياسي، لمواجهة الأطماع الإثيوبية في المنطقة، لكنه ركز أيضا على ما يجرى في السودان.
خبير عسكري مصري سابق أوضح لـ"الاستقلال" أنه منذ بداية الحرب في السودان، حاول حميدتي تحييد الدور المصري، لذا جاءت عملية أسر ضباط وجنود مصريين في قاعدة مروي ومحاولة إذلالهم بالزحف على الأرض.
لكن القاهرة قررت دعم جيش ومؤسسات السودان الرسمية للحفاظ على تماسكها، بتقدير السودان أمنا قوميا مصريا خالصا، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، دون إظهار ذلك علنا.
وذلك خشية عدم حسم الجيش الحرب وخسارة السودان لو انتصر حميدتي، ولأن لمصر هدف آخر هو حصار إثيوبيا عن طريق السودان بعدما أظهرت عداءها لمصر وسعيها لخنقها مائيا عبر سد النهضة، وفق الخبير العسكري.
وأوضح أنه “كانت هناك مؤشرات على سعي مصر لرفع جاهزية الجيش السوداني القتالية وتقديم الدعم الفني والتدريبي لها وبعض المساعدات العسكرية”.
ولهذا سعى الدعم السريع لمهاجمة قاعدة مروي الجوية حيث كانت تتمركز القوات المصرية وإحراق الطيارات وتعمد إهانة الجنود المصريين، بهدف إخراج القاهرة من المشهد السوداني بالتعاون مع إثيوبيا والإمارات، وضمن هذا اتهامه الأخير لمصر بقصف قواته.
ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في 10 أكتوبر 2024 عن المحلل الجيوسياسي، عمار فايد، تأكيده أن "تصريحات حميدتي تشير إلى تحول في ميزان القوى، وهو ما يفسر قلق حميدتي من أن يكون ذلك نتيجة لتدخل أجنبي مباشر لدعم الجيش".
دويلة وظيفية
وظهرت تقارير عديدة طوال فترة الصراع، حول الدعم العسكري المصري للقوات المسلحة السودانية، منها تقرير لموقع "ميدل إيست آي" في 3 مايو/أيار 2023.
ونقل الموقع حينئذ عن "مصدر عسكري مصري" تأكيده أن الطيارين المصريين كانوا يقودون طائرات حربية تابعة للقوات الجوية السودانية طوال الصراع، وينفذون غارات جوية على الدعم السريع نيابة عن الجيش، فيما نفى مسؤول مقرب من الجيش السوداني ذلك.
لكن المحلل عمار فايد، قال إن مصر قلصت تدخلها المباشر في السودان خلال الأشهر الأخيرة، "على الأرجح بسبب عدم اليقين بشأن ما إذا كان الجيش سيحسم الصراع بشكل حاسم".
وقال لـ"ميدل إيست آي": "قد لا تكون القاهرة قادرة على التدخل بشكل حاسم لضمان النصر للجيش، لكنها على أقل تقدير تبدو وكأنها تفرض خطوطا حمراء معينة لمنع تقدم الدعم السريع".
وجاءت اتهاماته بعد يوم من فرض الولايات المتحدة عقوبات على شقيقه الأصغر، متهمة إياه بقيادة عمليات شراء الأسلحة للقوات شبه العسكرية وإطالة أمد الحرب في السودان.
من جانبه، قال المفكر السوداني تاج السر عثمان، إن اتهام حميدتي لمصر بقصف مليشياته "قد تكون محاولة إيجاد مبرر لهزيمتهم" في جبل موية، مستبعدا أن "يقصف السيسي أدوات الإمارات".
وقال في تغريدة عبر "إكس" في 10 أكتوبر: "لا أستبعد أن يدفع محمد بن زايد بمرتزقته لاستهداف مصر انطلاقا من هذا المبرر، فهو يقود دويلة وظيفية لا انتهاء لمؤامراتها حتى ضد أقرب حلفائها في الظاهر".
وأشار عثمان إلى أن "حميدتي يبحث عن مبرر لهزيمة قواته في جبل موية، واتهم الجيش المصري بضربهم بالطيران، لأنه لا يريد أن يعترف بتطور قوة الجيش السوداني وارتفاع روحه المعنوية بعد الالتفاف الشعبي خلفه أخيرا.
وصدرت اتهامات رسمية من الجيش والخارجية السودانية للإمارات بدعم مليشيا حميدتي، وشن مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا، هجوما على الإمارات، متهما رئيسها محمد بن زايد بالعمل على تدمير السودان، ووصفها بـ"دولة الشر".
وخلال اتصال بين قائد الجيش السوداني ورئيس الإمارات في 18 يوليو 2024، أبلغ عبدالفتاح البرهان ابن زايد علنا أن "دولة الإمارات متهمة وبأدلة وشواهد كثيرة بدعم المتمرد حميدتي، وطالبه بالتوقف عن ذلك"، وفق بيان للجيش.
وكان تقرير لمجلة "فورين أفيرز" أشار في 31 يوليو/تموز 2024 إلى ما أسماه "حرب الإمارات السرية في السودان"، ودور الإمارات في دعم الدعم السريع في الحرب الأهلية السودانية، بأنواع السلاح المختلفة.
تهديد السد العالي
وعقب خطاب حميدتي الذي هدد فيه ضمنا بالرد على مصر، خرج الصحفي الموالي للدعم السريع، عبد المنعم الربيع، ليهدد مصر ضمنا بضرب السد العالي، دون أن يوضح كيف، ما أظهر أن هذا تهديد إثيوبي.
وقال في تصريحات إن "السد العالي هذا ممكن يبقى لنا فيه رأي .. أنت تتكلم عن حرب كل الخيارات مفتوحة"، ما دعا سودانيين لتحذير مصر أن تأخذ هذا التهديد على محمل الجد لأن مليشيا حميدتي "إرهابية متفلتة لا تعرف القوانين، ولا تفهم سوى لغة السلاح".
فيما قال مستشار حميدتي، الباشا طبيق، عبر منصة “إكس” إن “خياراتنا مفتوحة للتعامل مع مصر”.
واتهم طبيق مصر بـ"احتلال حلايب وشلاتين وأم رماد والسعي أن يكون السودان حديقة خلفية تحت السيادة المصرية للاستفادة من موارده الخام".
فيما رئيس المرصد السوداني للشفافية والسياسات، سليمان بلدو، قال: إن "خطاب حميدتي ينذر بالانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد والمواجهات العسكرية"، بعد الهزائم الأخيرة.
وأوضح بلدو، خلال مقابلة مع "راديو دبنقا" في 10 أكتوبر 2024، أن "الخطاب خلا من أي إشارة إلى عمليات تفاوضية أو حلول سلمية".
واستطرد: "بل تضمن نبرة تحشيدية واضحة تمثلت في دعوة حميدتي للجنود بعدم التراخي والاستعداد لما سماه بالخطة (ب) التي تعني المزيد من التصعيد في جميع الجبهات".
لذا رجح بلدو أن "الحرب، التي تقترب من شهرها الثامن عشر، لن تتوقف قريبا، لأنه لا يمكن لأي طرف حسم الحرب الدائرة عسكريا ولن تنتهي بانتصار أحد الأطراف، بسبب دور الجهات الخارجية التي تساند الطرفين".
وأكد وجود مؤشرات إلى “الدعم المصري المباشر للجيش، وأدلة واضحة لدعم إيراني مباشر للجيش والتزامات روسية، مقابل دعم الإمارات الدعم السريع بالأسلحة والإمدادات الفنية”.