في يوم ترشحه لولاية ثالثة.. حفاوة واسعة بانتفاضة أهالي مطروح ضد السيسي

الاستقلال | a year ago

12

طباعة

مشاركة

مرحلة مخاض عسير تمر بها مصر في أعقاب إعلان رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، ترشحه لفترة رئاسية ثالثة وخوض انتخابات الرئاسة المقررة في ديسمبر/ كانون الأول 2023، إذ تحول حفل دعائي له في إحدى المحافظات الساحلية إلى تظاهرات ضده.

السيسي الذي يتولى الرئاسة منذ 2014، عقب انقلاب عسكري على الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، أعلن في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترشحه، خلال كلمة بمؤتمر عقد في العاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة.

واندلعت تظاهرات مناهضة للسيسي عقب إعلان ترشحه للرئاسة، في مدينة مرسى مطروح، شمال غربي مصر، وشهدت هتافات ضده وتمزيق صورته ودهسها، وتكسير وحرق لافتات دعائية للسيسي وتمزيق لصوره ودهسها بالنعال.

وعلى غير العادة، سارعت وزارة الداخلية المصرية، في إصدار بيان زعمت فيه أن الأحداث التي شهدتها محافظة مطروح، كانت بسبب مشاجرة بين مجموعة من الشباب، بسبب التنافس على التقاط صور مع شعراء ليبيين، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية ضبطت مرتكبي الواقعة.

وسخر ناشطون على موقع إكس من بيان الداخلية وكذبوه، متداولين مقاطع فيديو وصورا توثق انتفاضة أهالي مرسى مطروح الرافضة لترشح السيسي لولاية ثالثة استغلالا للتعديلات الدستورية التي أجراها قبل أربع سنوات والتي تسمح له بالبقاء في المنصب حتى 2030.

وبرز خلالها ترديدهم الهتافات المناهضة للسيسي، منها "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهو الهتاف الشهير لثورة يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وأوضح ناشطون أن المظاهرات كانت في مكان إقامة أحد المؤتمرات الداعمة لترشح السيسي للانتخابات.

وأشادوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الشعب_يريد_إسقاط_النظام، # #مطروح_تنتفض، #مطروح، وغيرها من الوسوم الأخرى، بجسارة أهالي مطروح وقدرتهم على التعبير عن رأيهم ورفضهم استخدامهم واستغلالهم في تحقيق السيسي مكاسب سياسية.

دعوات للعسكر

وتفاعلا مع الأحداث، ذكر السياسي والحقوقي أسامة رشدي، أن مطروح تقول "الشعب يريد إسقاط النظام"، لافتا إلى أن الشعب يحرق صور السفاح، ويهتف "ارحل يا بلحة".

وتحدث عن وجوب وقف بلطجية الداخلية من التعدي على المواطنين، وترك الناس يعربون عن آرائهم، داعيا الجيش إلى لجم السفاح السيسي ومنعه من تدمير البلد وقمع المصريين.

وخاطب رشدي الجيش قائلا: "لا يجوز ترك شخص مريض ومهووس وسيكوباتي يقود مصر بهذه الطريقة الاعتباطية والاستبدادية، انحازوا للشعب ولا تكونوا سوطا في يد المجرم لجلد الشعب والنصب عليه وخداعه".

وتابع في تغريدة أخرى: "قلنا مرارا إن مصر باتت على فوهة بركان قابل للانفجار في أي وقت، هناك كميات ضخمة من الغضب المكبوت بسبب سياسات هذا المجرم الفاشل والمصر على اغتصاب السلطة بعد كل ما فعله في العشرية السوداء".

وأكد أن مصر كلها تعاني من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها، داعيا الجيش للاستماع لأصوات الشعب الحقيقية وتجاهل أصوات البلطجية الذين وظفهم السيسي للتطبيل له، لا تتركوا مطروح وحدها.

وذكر السياسي محمد عباس، الشرطة المصرية في وسط احتجاجات مطروح، بأن السيسي لم يحترم ضحايا حريق مديرية أمن الإسماعيلية وصمم يعمل احتفالاته ويعلن ترشيح نفسه ولم يذكر بزملائهم، داعيا الله أن يرحم من مات ويشفي المصاب. ونصح صاحب حساب راجي عفو الله، أمن الدولة، بألا يسمعوا كلام السيسى وأن يساعدوا المرشح المعارض أحمد الطنطاوي في جمع التوكيلات، قائلا إن التغيير السلمى أفضل من الشارع.

وحذر: "لو أحمد الطنطاوى فشل فى جمع التوكيلات وأعلن ده للناس هاتقضوا على الأمل ومش هايبقى فاضل غير اليأس، واليأس خطر عليكم وشفتم فيديو مطروح أمس، أول واحد اتحاسب ظابط شرطة".

فشل الحشد

من جانبه، قال المستشار الإعلامي مراد علي، إن تظاهر أهالي مطروح ضد السيسي وإحراق يافطات التأييد له يؤكد أن كرة الثلج بدأت في التدحرج وسيصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل إيقافها. 

وأضاف أن هذه المظاهرات وقبلها مظاهرات السويس وإصرار كثيرين على تحدي النظام وعمل توكيلات للطنطاوي يأتي بالتزامن مع مؤتمر تحدث فيه السيسي 3 أيام بالإضافة لمحاولات الحشد بكل السبل، متمنيا أن يدرك النظام أن وقت التغيير الحقيقي في مصر قد حان. 

وتحت وسم #مطروح، ذّكر أستاذ العلوم السياسية عصام عبدالشافي بدعوته المصريين للرهان على توسيع مساحة احتمالات حدوث مفاجآت غير متوقعة تدفع باتجاه التغيير السريع في المشهد، وما يفرضه ذلك من جاهزية من المعارضين والرافضين لاستمرار هذا النظام في الداخل والخارج. وأشار الإعلامي أسامة جاويش، إلى أن "السيسي ترامادول" جمع الناس بشريط ترامادول وعمل لقطة مليونية في حب السيسي، وطلع إعلامه يقول كمل يا ريس وأحنا معاك، لافتا إلى أن أهالي مرسي مطروح خلصوا الواجب بتاعهم وطلعوا عملوا الصح مع السيسي وحرقوا صوره وداسوها بالجزم وهتفوا الشعب يريد إسقاط النظام.

وأضاف: "كانوا عايزينها لقطة قلبت بغم"، عارضا في تغريدة أخرى صورة للسيسي ممزقة على الأرض ويداس عليها بالأحذية.

وأكد الإعلامي والحقوقي هيثم أبو خليل، أن أهالي مطروح أفسدوا المسرحية بالضربة القاضية، وأعلنوا رأي كل المصريين المطالب برحيل السيسي، موضحا أن مظاهرات مطروح الغاضبة سببها تحول احتفال بانتصار أكتوبر إلى حفل مجهز سابقا لتأييد للسيسي.

وأشار إلى أن أهالي مطروح رفضوا الخداع وأن يكونوا جزءا من المسرحية فهتفوا إرحل يا سيسي، ومزقوا لافتات التأييد في شارع الإسكندرية أكبر شوارع مطروح.

وأوضح رئيس تحرير صحيفة المصريون، أن السيسي بعد أن ظل أسبوعين يرتب مع وزارة الداخلية والمخابرات العامة وشركات البترول وإدارات التربية والتعليم ليحشد لحفل إعلان ترشحه، لم ينجح سوى في جمع عدة مئات من الموظفين في عدد قليل من المحافظات حرص على تصويرهم ليلا لإخفاء قلة عددهم.

وأضاف أن بعض من جمعهم انقلب عليه وهتف ضده، كما حدث في مطروح، مؤكدا أن السيسي عجز عن جمع 100 ألف شخص ظروفهم صعبة ليعمل بهم "حالة"، رغم الأموال والترامادول!!

وسخر الصحفي عماد البحيري، قائلا: "هو خالد يوسف ما شفش شغله كويس المرة دى ولا ايه؟ فين مليونية في حب السيسي، يعنى لا الميادين اتملت ولا الـ30 مليون مصرى خرجوا تانى علشان يطالبوا الزعيم بالترشح وهو يلبى النداء".

وأضاف: "برغم الحشد الإجبارى الذى لا يخفى على أحد والراقصات والمطربين، إلا أن النتيجة زى ما شوفتوا، هناك حالة رفض جماعى للمصريين وهذا الوضع الكارثي لن يستمر إن شاء الله".

وقال رعيد علي: "على فكرة السيسي النهاردة فشل في الحشد حرفيا مقدرش يجمع ألف شخص في كل محافظة مع الصرف المهول، كمان من رجال أعماله الفاسدين، الراجل ده شعبيته انتهت إلى الأبد وباقي بس تحرك المعارضة نحو التغيير".

شرارة الثورة

فيما عرض الصحفي أحمد عطوان، مقطع فيديو يوثق الهتافات المناهضة للسيسي، قائلا: "يادي الكسوف.. واضح مش مطروح لوحدها اللي رفضت المسرحية.. فيه شباب بالمحافظات قالوا: لاء بالصوت العالي وكسفوا الهتيفة بتوع كمل يا ريس".

ووصف في تغريدة أخرى، مطروح بأنها "شرارة البداية"، لافتا إلى أن مظاهرات غاضبة خرجت بعد إعلان السيسي ترشحه للرئاسة مباشرة.

وأكد الإعلامي معتز مطر، أن البداية مطروح، لافتا إلى انتفاضة وغضب عارم في مرسى مطروح ضد ترشح السيسي لولاية ثالثة.

وحثت الكاتبة الصحفية آيات عرابي، الجميع إلى مساندة أهالي مطروح الذين انتفضوا ضد قزم الانقلاب ووضعوا صور بلحة تحت نعالهم، مشيرة إلى أن شباب مطروح استغلوا احتفالية مستقبل وطن في مطروح وحولوها إلى مظاهرة ضد ترشح قزم الانقلاب السيسي.

وأكد أن ما فعله شباب مطروح يمكن تكراره في باقي ما يسمونه احتفاليات ودعم لترشح "صرصور الانقلاب"، قائلة: "المطلوب منك الآن أن تنتفض وتثور، انتفض الآن أو لا تنتفض أبداً، احشد الآن أو لا تحشد أبداً، ثُر الآن أو لا تتحدث عن الثورة أبداً".

وأضافت عرابي: "اطرق الحديد وهو ساخن.. الثورة هي الطريق الوحيد للتخلص من هذا الانقلاب الدموي، مؤكدة أن ما فعله شباب مطروح يمكن تكراره ويمكن اللجوء لتكتيكات مستوحاة من ثورات أخرى.

ونشر محمد عبدالرحمن، مقطع فيديو يوثق مناهضة أهالي مطروح للسيسي وانتفاضتهم ضده، قائلا: "يحيا الأمل".

ووجهت المغردة إيما، التحية لرجال مطروح، وبشرت بأنها البداية، قائلا: "السويس كانوا شرارة 25 يناير، ونتمنى أن تكون مطروح بداية النهاية للفاجر عبده ترامادول".

ودعت أمل الفكي، أن يجعل الله انتفاضة مطروح بداية خير وشرارة تصحي باقي الناس.

وذكر سدنيس نور، بأن شرارة الثورة بدأت الأمس من السويس، واليوم بدأت من مطروح. وقال أحمد سمير، إن مطروح الليلة تحيي الثورة والشرارة، داعيا كل المحافظات لمساندتها، وتحويل كل مسيرة مؤيدة للسيسي إلى شرارة للثورة، والتعامل معها برفع شعارات الشعب يريد إسقاط النظام ويسقط يسقط حكم العسكر.