فلسطين تودع 6 شهداء برصاص الاحتلال.. كيف اشتركت سلطة عباس بالجريمة؟

12

طباعة

مشاركة

ستة شهداء ودعتهم فلسطين خلال أقل من 24 ساعة، بينهم 4 من مخيم جنين اثنان منهم ينتمون لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وشهيد من غزة، وآخر من أريحا.

وشهداء جنين هم القساميون محمود السعدي، ومحمود عرعراوي، وعطا موسى، ورأفت خمايسة، وارتقوا بعد اشتباكٍ مسلح خاضوه مع الاحتلال بالمخيم، فيما ارتقى الشهيد يوسف رضوان في غزة جراء قمع قوات الاحتلال متظاهرين قرب السياج الأمني، وضرغام الأخرس من أريحا بعد إصابته برصاصة في الرأس.

وزفت كتائب القسام الشهيدين القساميين، بمشاركة مقاومين من مختلف الفصائل، وأكدت في بيان لها في 20 سبتمبر 2023، أن "مخيم جنين سيبقى عصياًّ على المحتل، ولن يتمكن من كسره"، مشددة على أن المقاومين "أساؤوا وجه قوات الاحتلال الخاصة وأذاقوها بأس جنين الشديد".

وأشارت القسام، إلى أن قوات الاحتلال حاولت التسلل ليل 19 سبتمبر إلى مخيم العزة والصمود، فاكتشفها المجاهدون وأمطروها بصلياتٍ كثيفة من الرصاص، وفجروا عدداً من آليات العدو بعبوات الموت، موقعين في صفوفهم إصاباتٍ محققة.

وأكدت سرايا القدس -الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - كتيبة جنين، أن مجاهديها أمطروا القوة الإسرائيلية التي حاولت التسلل داخل المخيم، بعد اكتشافها، بصليات رصاص كثيفة، وتمكن مقاومو وحدة الهندسة من تفجير عبوات متفجرة في آليات الاحتلال بالمخيم.

واستنكرت بشدة ما فعلته أجهزة أمن السلطة من استهداف عدد من المجاهدين الذين كانوا يكمنون لآليات الاحتلال المنسحبة، ما أدى لإصابة أحدهم والاستيلاء على (مخازن الرصاص) الخاصة بسلاحه.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على موقع إكس "تويتر سابقا" عن سعادتهم بفشل جيش الاحتلال في قطع شرايين المقاومة، وتلقي الصفعات واحدة تلو الأخرى، وآخرها فشله في اعتقال المطلوبين من جنين، وإعطاب آلياته العسكرية.

وعبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مخيم_جنين، #جنين، صبوا جام غضبهم ولعانتهم على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، واتهموها بملاحقة المقاومين وخيانة الشعب الفلسطيني والتماهي مع الاحتلال والعمالة له.

ونعت ناشطون السلطة الفلسطينية بألقاب عدة منها "كلاب الأثر، وسلطة الجواسيس، مناديب الاحتلال"، وغيرها، مشيرين إلى أنهم هربوا لمقراتهم فور اقتحام الاحتلال، وعادوا بعد انسحابها لتبادل الأدوار وملاحقة المقاومين.

وأشادوا بقدرات المقاومين على التصدي لقوات الاحتلال وإلحاق أضرار معنوية ومادية بهم، والدفاع عن المخيم، والحيلولة دون اعتقال المطلوبين لدى سلطة الاحتلال، متوعدين بالصمود والرد والردع.

تهديد ووعيد

وتفاعلا مع الأحداث، أكد القيادي في حركة حماس علي بركة، أن مخيم جنين يخوض معركة بطولية يتصدى لقوات الاحتلال الصهيوني التي تهاجم المخيم برا وجوا بكل أنواع الأسلحة.

وقال إن المقاومة الفلسطينية بكل أجنحتها المسلحة تتوحد في خندق المقاومة والمواجهة، مضيفا: "لن تنكسر إرادة شعبنا في الدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".

وتوعد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، بأن دماء شهداء جنين وعقبة جبر وغزة رحمهم الله لن تذهب هدرا وستكون وقودا لشعبنا ولعنة على الاحتلال الصهيوني.

ودعا المقاومة في الضفة الغربية إلى تصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني وتنفيذ العمليات البطولية داخل العمق الصهيوني دفاعا عن القدس والأقصى وأبناء شعبنا.

 وقال الكاتب والباحث عزات جمال، إنه بعد عام على اختطاف مصعب اشتية أحد مؤسسي العرين والمقاومة في الضفة، ملامح تطور الأداء المقاوم حاضرة رغم الملاحقة والاستهداف المشترك من الاحتلال والسلطة.

وأردف: "أصبحت العبوات أحد أهم التهديدات التي تواجه الاحتلال، إضافة لتوسعه في استخدام المسيرات بسبب بسالة الشباب في التصدي للاقتحامات".

وقال علاء شعث: "بصراحة أصبحت لا أعرف وصفا للآلام بعد ما يحدث في جنين، هناك رجال فقدوا أصحابهم في ظرف شهور وما لبثوا أن لحقوا بهم، صور تذكارية تكاد تفقد ألوانها مع لحاق من فيها مشتبكين".

وأضاف أن الصور من هناك إرث نضالي، والمقاتلون يلتقطون صورهم مدججين وهم عازمون على طريق قتال "إسرائيل" ركبا، مستطردا: "نكاد لا نحصي صورة من هناك إلا وفيها جنائز مُقبلة تشيّع حاضرة.. اللغة تعجز عن وصف ما يفعله قِوام السن!".

وأثنى عبودي صيام، على جنين، قائلا إنها: "جمرة النار، وجنون البنادق، جرأة السلاح، جهوزية الشهادة، جلي الانتصار، جمال الوجوه المقبلة، جبهة الشرف، وجدوى المقاومة، جزارة الصهاينة، جيل عنيد جندية الله الأشجع.. صباح البنادق المشتبكة".

عمالة علنية

وهاجم ناشطون السلطة الفلسطينية، وعدو ما حدث من اقتحام لمخيم جنين بمثابة "عملية مشتركة" بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي، مستنكرين وصول الأولى لمرحلة العمالة العلنية والانصهار الكامل مع تل أبيب.

وأكد الناشط رعيد علي، أن جنين تحت احتلالين شغالين عليها ليل نهار لا يجعلونها تلتقط أنفاسها.

وقال ياسين عز الدين، إن السلطة تجاوزت خطوطا حمراء خطيرة خلال الهجوم على جنين، عندما هاجمت أجهزة الأمن مقاومين خلال تصديهم للاحتلال في منطقة دوار البطيخة مما أدى لإصابة أحدهم، مما يعني أننا وصلنا لمرحلة العمل المشترك.

ولفت الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى أن بطلين آخرين يرتقيان، هما عطا موسى متأثرا بجراحه في معركة مخيم جنين أمس، وضرغام الأخرس خلال اقتحام مخيم "عقبة جبر" صباحا.

وقال: "يخطب عباس في نيويورك عن الحق الفلسطيني (فقط 22 بالمئة من فلسطين!)؛ بلغة الاستجداء، فيما عرف الأبطال أن المقاومة هي سبيل انتزاع الحق.. لهم المجد والجنان، وللجبناء العار".

ورأى أحمد جهاد، أن مسلسل خيانة السلطة للشعب لا يزال واضحا وضوح الشمس.

 

وأكد المغرد أمير، أن سحيجة السلطة وكلاب الأثر، وأيتام أوسلو بدون مواربة اليوم يشاركون الاحتلال في حربهم ضد المقاومة، مشيرا إلى أن السلطة أطلقت النار بالأمس أثناء اشتباك أبطال كتيبة جنين، على أحد المقاومين وأصابته قرب دوار البطيخة في المدينة.

وروت هبة شحادة، أنه بعد انسحاب قوات الاحتلال من جنين كان المقاومون قد جهزوا كمينا مرتبا للجيش وإذ بقوات السلطة العميلة الجاسوسة تباغت المقاومين وتطلق النار عليهم وتصيب أحدهم وتصادر بعض مخازن الرصاص منهم، وعادت قوات الاحتلال إلى قواعدها بسلام.

تعذيب المقاومين

وتداول ناشطون مقطع فيديو لمقابلة قبل أشهر مع الشهيد محمود السعدي الذي ارتقى في جنين، وهو يروي ما تعرض له من تعذيب في سجون السلطة، وذلك بعد الإفراج عنه من مسلخ (سجن) اريحا.

وعرض الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حذيفة عبدالله عزام، المقطع، قائلا: "هكذا تعامل الاحتلال الثاني (سلطة أوسلو) مع شهيد اقتحام جنين (محمود السعدي) والذي كان معتقلا في مسلخ أريحا سيئ السمعة والصيت".

وعلقت جنان الراعي، على المقطع قائلة: "تقريبا لا يوجد شهيد أو أسير إلّا وقد كان له نصيب من اعتقالات السلطة".

وأضافت: "جواسيس وبدهم كل الشعب يكون مثلهم.. يا ويله من الله مَن كان خصمه يوم القيامة شهيد".

وقال المحلل السياسي فايز أبو شمالة: "في الضفة الغربية، صار الاعتقال في سجون السلطة الفلسطينية شرطا للشهادة".

وأوضح أن الشهيد محمود السعدي بعد 75 يوما من العذاب في سجون السلطة الفلسطينية، أصابته رصاصات العدو الإسرائيلي في المواجهات التي شهدتها مدينة جنين.

 

وأشار زكريا الكحلوت، إلى أن كل من يرتقي في جنين له قصة مع السلطة.

ولفتت سوريتة السادي، إلى أن كل شهيد له قصة وثأر مع السلطة، مبشرة بأن "دولة مخيم جنين القسام" ستثأر لهم.

 

فشل الاحتلال

واستنكر ناشطون ازدواجية العالم في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على مدن الضفة الغربية، مشيدين بقدرة المقاومين في جنين على إفشال مساعي قوات الاحتلال في ردع المخيم والتنكيل بأبنائه واعتقالهم.

وتحت عنوان لمن يهمه الأمر، أوضح الكاتب والداعية جهاد حلس، أن مثل هذه الأخبار اليومية لا تهم العالم ولا يأبه لها فدم الفلسطيني أرخص من أن يُذكر أو يُكتب له خبر، ولو أصيب إسرائيلي لضج العالم بالحديث عن الإرهاب.

وأكد المحامي والباحث السياسي صالح أبو عزة، أنه حينما يهُبّ مقاتلو مخيم جنين بكل هذه القوة والشراسة، وتقوم كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس بتفجيرات كبيرة ضد آليات الاحتلال، وإعطاب عددٍ منها، فهذا يعني فشلا حقيقيا لكل جهود قوات الاحتلال والسلطة الفلسطينية منذ 3 شهور لإضعاف حالة المقاومة.

وأشار المغرد حنظلة، إلى أن جيش الاحتلال أعلن فشل العملية في جنين، مؤكدا أن السرايا والقسام وكتائب الأقصى خاضوا اشتباكات ونجحوا بفك الحصار عن منزل المطلوب المستهدف من العملية.

ونقلت أمل علي، عن مراسل قناة ريشت كان روعي شارون، تأكيده وقوع "فشل عملياتي غير مسبوق للجيش الإسرائيلي في جنين".