بينها "الدولة الواحدة".. موقع عبري: 5 تحديات رئيسة تهدد مستقبل إسرائيل

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

خطر إستراتيجي يواجهه الكيان الإسرائيلي بشأن مستقبله، ويتمثل في تحديات تكتيكية وإستراتيجية، جراء التطورات الداخلية والخارجية.

ونشر موقع "القناة 12" العبرية مقالا للكاتب والخبير تامير هيمان، قال فيه إن "الإسرائيليين عادة ما ينجحون في تجاوز التحديات التكتيكية، لكنهم أقل كفاءة فيما يتعلق بنظيرتها الإستراتيجية".

وأشار هيمان إلى "وجود شرط واحد يضمن تعامل إسرائيل بنجاعة مع التهديدات، وهو أن يكون التهديد واضحا وملموسا".

وتابع: "لكي تتمكن إسرائيل من التعامل بنجاح مع التهديدات، يجب أن تكون فورية وعاجلة وواضحة وملموسة".

تهديدات متداخلة

وشدد هيمان على أن "خمسة من التحديات الرئيسة التي تواجه الأمن القومي الإسرائيلي تشترك في قاسم مشترك واحد، هي أنها جميعا تشتمل على عناصر غير ملموسة".

وقسّم الكاتب التهديدات التي يواجهها الأمن القومي الإسرائيلي إلى "تحديات ملموسة قصيرة المدى، تعطي الانطباع بأنها تحديات عاجلة وحاسمة، وأخرى طويلة المدى، هي الأكثر أهمية والأشد خطورة".

وأشار إلى أنه "كلما كان الحل للمشاكل قصير المدى أكثر فعالية، ضعفت رغبة الإسرائيليين في مواجهة التحديات طويلة المدى، وهو ما يجعلهم رافضين للاستعداد لها".

ولفت إلى أن التهديدات قصيرة المدى تتطلب تميزا تكتيكيا، مضيفا: "هذا ما نجيده".

واستدرك: "لكن التهديدات والتحديات طويلة المدى تتطلب تفكيرا نقديا وتخطيطا طويل المدى"، وهو ما يرى الكاتب أن الإسرائيليين "أقل كفاءة في ذلك".

وقال هيمان: "في ظل هذا الوضع، غالبا ما يكون نجاحنا بمثابة الكارثة التي نواجهها". 

وحذر من أن "المهارات التكتيكية قد تجعلنا نضيع كل الفرص الإستراتيجية".

وحول التحديات الملموسة، ذكر الكاتب التهديد المتمثل في حزب الله اللبناني، مقدرا أنه "تحد ملموس".

وقال هيمان: "في القطاع الشمالي نحن المبادرون، وخطر الحرب في هذه الساحة يعتمد علينا إلى حد كبير، إن طريقة ردنا على الاستفزازات، وطريقة إدارة التوترات ومعادلات الردع، ستحدد مدى الانفجار وخطر التصعيد غير المخطط له".

وأتبع: "لكن هذا هو مجال التفكير التكتيكي الذي نجيده تماما".

تحديات رئيسة

وذكر الكاتب أن هناك خمسة تحديات رئيسة ستواجهها إسرائيل على المستوى الإستراتيجي، وليس فقط التكتيكي، وقسمها إلى تحديات خارجية داخلية وخارجية.

أول هذه التحديات هو التحدي الإيراني، ورأى أن التحدي الإيراني على المدى القصير يتمثل في تقويض الاستقرار الإقليمي والإرهاب الإيراني،

وأفاد بأن "شبكة المليشيات الشيعية المنتشرة في قوس حول إسرائيل تمثل تحديا تكتيكيا خطيرا"، فرغم خطورتها أمنيا، إلا أن الكاتب "يعدها خطرا ضمن المستوى التكتيكي".

وأكد أن "لدى إسرائيل حلا جيدا تجابه به هذا الخطر، وهو دفاع قوي وحملات هجومية روتينية، إذا تمكنا من تحديثها وتحسينها ستحقق أهدافها في إضعاف التحدي والاحتفاظ به فقط كتحدٍّ تكتيكي عسكري".

أما التحدي الإيراني طويل الأمد، فيتمحور حول إظهار قوة ردع نووية إيرانية، حيث إن "طهران تمكنت من تهديد الغرب، دون أن تدفع ثمن انتهاك القانون الدولي"، من وجهة نظره.

وهو ما قد يؤدي، وفقا له، إلى دولة إيرانية نووية على المدى الطويل، ومن ثم سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.

وأكد الكاتب أنهم "لا يملكون حاليا أي إجابة في مواجهة هذا التحدي طويل الأمد".

وأشار إلى أن "الإجابة الوحيدة التي طُرحت هي الاتفاق النووي، وقد حاربته إسرائيل بنجاح كبير".

لكن المفارقة، في رأي الخبير الإسرائيلي، تكمن في أن "هذا النجاح هو الذي أدى في المقابل إلى أن تصبح إيران دولة لا يمنعها من الوصول إلى سلاح نووي سوى قدرتها على ذلك، والذي سيحل بشكل يسير بمرور الزمن".

موجة انتفاضة

أما التحدي الثاني، فهو الفلسطيني، ويتمثل التحدي قصير المدى "في موجة العنف (المقاومة) التي شهدتها إسرائيل خلال الشهور الماضية".

وركز هيمان على أن "النشاط العملياتي التكتيكي للقوات الإسرائيلية حال دون تحول هذه الموجة إلى انتفاضة ثالثة".

ورأى أن لدى الاحتلال الإسرائيلي "ما يكفي من القدرات الاستخباراتية والعملياتية في مواجهة هذه الموجة".

وادعى أنهم "تمكنوا من مواجهته في الماضي، وسيتمكنون منه اليوم كذلك".

وعدّها "مشكلة تكتيكية ذات مضامين إستراتيجية (إذا أضيفت إشكالية خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس)، لكنها ليست المشكلة الأكثر خطورة".

وفيما يتعلق بالخطر الجدي والإستراتيجي، حدده الكاتب بأنه "الانزلاق إلى واقع الدولة الواحدة".

وأوضح: "إذا انهارت السلطة الفلسطينية فسنجد أنفسنا في واقع مروع، يكون فيه الحفاظ على الهوية القومية اليهودية لإسرائيل على حساب الديمقراطية، بينما سيؤدي الحفاظ على الديمقراطية -أي منح حق التصويت لجميع الفلسطينيين- إلى عدم سيطرة القومية اليهودية على إسرائيل".

وأشار إلى أن "هذا التحدي لا يفهمه ولا يستوعبه غالب المواطنين الإسرائيليين"، حيث يرى البعض في ذلك "مشكلة ديمغرافية، ويتجاهلون الواقع العنيف والفوضوي لهذا الواقع"، وفق رأيه.

وحذر هيمان من أن هذا الواقع "سينتج مشهدا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لن يدوم. ستكون دولة جميع مواطنيها غارقون في صراع داخلي متصاعد لا نهاية له. دولة سينخفض ​​نصيب الفرد من ناتجه المحلي الإجمالي بنسبة 40 بالمئة ليصل إلى مستوى دولة من دول العالم الثالث".

ودعا إلى "وجوب التنبه لهذا التحدي والاستعداد لأسوأ الاحتمالات".

تغييرات كبيرة

أما التحدي الثالث، فيتمثل في الحفاظ على "العلاقة الخاصة" مع الولايات المتحدة.

وأوضح الكاتب التحدي قصير المدى في هذا الملف قائلا: "على المدى القصير، نحن في أزمة بين حكومة بنيامين نتنياهو وإدارة جو بايدن، تتركز بشكل أساسي حول قضية الإصلاح القانوني وسياسة إسرائيل الجديدة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

ولفت إلى أن هذه الأزمة "قد تنتهي قريبا بشكل أو آخر".

لكن المشكلة الحقيقية، من وجهة نظره، تكمن في "التغيرات الكبيرة في القيم داخل الولايات المتحدة"، والتي يرى أنها "تتعارض مع التغيرات القيمية في المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي فإننا على وشك فقدان عنصر القيم المشتركة في العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة".

ولأن الحزب الديمقراطي بات "أكثر تقدمية"، يعتقد الكاتب أن القادة الذين سيأتون بعد بايدن سيكونون أكثر تأييدا للرواية الفلسطينية من الرواية الإسرائيلية.

أما الحزب الجمهوري، فيتنبأ هيمان بـ"انتشار الجناح الذي يتبنى بعض المواقف التي تدعم تمييز الولايات المتحدة عن العالم وتحويل الموارد إلى الداخل الأميركي".

كما يستشرف تعمق الانقسام بين "اليهودية التقدمية" الأميركية واليهودية الأرثوذكسية الإسرائيلية.

وخلص الكاتب إلى أنه كنتيجة لكل هذه الاتجاهات، "سيضعف الدعم الأميركي لإسرائيل". 

ونفى امتلاك إسرائيل إجابة للتعاطي مع هذا التحدي طويل الأمد.

واقترح: "وفي مواجهة مثل هذه التحديات المعقدة بالتحديد، هناك حاجة إلى تفكير إستراتيجي طويل المدى، وخطة عمل عملية تتضمن تقليل الأضرار".

وتابع: "وأيضا وكشف تورط المنظمات المناهضة لإسرائيل العاملة في الولايات المتحدة، وتعزيز الجسور بين التيارات اليهودية، وإنشاء تحالفات أمنية جديدة وإجراءات تثقيفية ومناصِرة للشباب الذين سيصبحون القادة المستقبليين للحزب الديمقراطي". 

موجة من القومية

أما التحدي الرابع، من وجهة نظر الخبير، فمصدره "الاستقطاب والانقسام المجتمعي الإسرائيلي".

ويقيّم أزمة الإصلاح القانوني والتحركات التشريعية أحادية الجانب مشكلة قصيرة المدى. حيث إن حلها في النهاية سيكون إما التوصل إلى حل وسط، أو إلغاء التشريع، أو تغيير القوانين في برلمانات مقبلة بشكل أو آخر. 

وأوضح أنه "في غضون سنوات قليلة لن يتبقى شيء من هذه الأزمة التي زعزعت استقرار إسرائيل".

وأردف: "لكن المشكلة طويلة الأمد التي ستبقى أمامنا، هي أن هذا الإصلاح فتح كل صناديق الشرور في المجتمع الإسرائيلي".

وتابع: "لقد أطلقنا جميع الشياطين، والآن لا يمكننا إعادتهم مرة أخرى، وتعمقت واحتدت الانقسامات الطائفية والدينية والطبقية والقومية والاقتصادية والتعليمية والثقافية. وجميعهم تسللوا إلى الجيش بطريقة قد تؤدي إلى تقويض ثقة الجمهور بالجيش". 

واقترح: "تتطلب هذه المشكلة طويلة الأمد حلا متعمقا لحين الوصول إلى عقد اجتماعي جديد أو دستور لإسرائيل".

ولفت إلى "أننا لا نفعل شيئا حيال ذلك في الوقت الحالي".

ويبرز التحدي الخامس في موجات العنف المتزايدة والعمليات الإجرامية، لا سيما في مناطق عرب إسرائيل.

ويُتعامل مع هذه الظواهر، حسب الكاتب، تكتيكيا من خلال بذل جهد هائل من قبل أجهزة الأمن وسلطات إنفاذ القانون، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض معدلات الجريمة مرحليا.

لكنه لفت إلى أن ذلك "قد يخفي المشكلة الاستراتيجية الحقيقية، والمتمثلة في مشاكل التعليم والبنية التحتية، وعدم المساواة الهيكلية، وأيضا مشكلة العنصرية".

وعليه، شكك الكاتب في أن "الطريقة المتبعة حاليا ستعالج المشكلة بشكل جذري حقيقي".

كما أنه حذر من أن "هذه السياسات ستسهم في تنشئة جيل من الشباب العرب الذين قد يطورون موقفا أكثر تمايزا ونضالا تجاه مؤسسات الدولة". 

ورأى هيمان أن "هذا الجيل الثالث، قد يجلب موجة من القومية العربية والانفصالية مع التأكيد على هويته الفلسطينية".