لماذا يسعى حزب مودي اليميني المتطرف لتغيير اسم الهند إلى "بهارات"؟
تتصاعد التوترات الكلامية في الهند بين الحكومة والمعارضة حول مسألة تغيير اسم البلاد إلى "بهارات"، ضمن أهداف التخلص من بقايا الاستعمار القديم.
ويشير موقع "بي بي سي" البريطاني، في نسخته البرتغالية، إلى أن بهارات هو الاسم الهندي وأن الهند تعد الاسم الإنجليزي للبلاد.
وخلال الأيام الأخيرة، توالت تصريحات مقربين من الحكومة حول ضرورة تغيير الاسم إلى بهارات، لكن المعارضة تناهض هذا التغيير.
تغيير الهند لـ"بهارات"
بحسب الموقع البريطاني، تزايدت التكهنات بالهند، في 5 سبتمبر/ أيلول 2023، بشأن خطط لإلغاء الاستخدام الرسمي للاسم الإنجليزي للبلاد "الهند"، بعد أن أشارت دعوة وجهتها الدولة إلى قادة العالم بالاسم القديم "بهارات".
ويعمل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، منذ توليه الحكم، على إزالة الآثار الموروثة من الحكم البريطاني الاستعماري في الهند، سواء في المشاهد الحضرية أو المؤسسات السياسية أو الكتب التاريخية.
لكن خطوة تغيير اسم الهند قد تكون الإجراء الأكبر من نوعه حتى الآن. ولفت الموقع إلى أن مودي يشير عادة إلى الهند باسم "بهارات".
و"بهارات" كلمة تعود جذورها إلى الكتب المقدسة الهندوسية القديمة المكتوبة باللغة السنسكريتية.
ولفتت بي بي سي إلى أن الدولة المتجاوز عدد سكانها 1.4 مليار نسمة تُعرف رسميا باسمين؛ هما الهند وبهارات، ولكن الكلمة الأولى هي الأكثر استخداما على الصعيدين المحلي والدولي.
وتذكر أن أعضاء حزب ناريندرا، القومي الهندوسي "بهاراتيا جاناتا" الحاكم كانوا قد سعوا، في وقت سابق، إلى شن حملة ضد استخدام الاسم المعروف للبلاد وهو "الهند"، والذي ترجع جذوره إلى العصور القديمة الغربية، وفرض خلال الاستعمار البريطاني للبلاد.
وتأتي هذه التطورات خلال استضافة الهند، القمة الـ 18 لمجموعة العشرين لزعماء العالم والتي انطلقت في 9 سبتمبر وتستمر حتى اليوم التالي، في العاصمة الهندية نيودلهي تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد".
وأشار الموقع البريطاني إلى أن الدعوة التي أرسلتها الرئيسة الهندية دروبادي مورمو، لقادة العالم، ذيلت باسم "رئيس بهارات"، وليس "الهند".
بين داعم ومعارض
وفي هذا السياق، دعت الحكومة الهندية إلى عقد جلسة خاصة للبرلمان، في وقت لاحق من سبتمبر 2023، مع التكتم على جدول أعمال الجلسة.
لكن قناة "نيوز 18" نقلت عن مصادر حكومية قولها إن "نواب حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم سيطرحون مشروع قرار خاص لإعطاء الأسبقية لاسم بهارات بدلا من الهند".
ويشير الموقع البريطاني إلى أن الشائعات عن رغبة الحكومة في تمرير هذه الخطة أثارت مزيجا متباينا من ردود الفعل؛ ما بين مؤيدين ومعارضين.
وفي انتقاد لاذع لمشروع القرار، نقل الموقع عن شاشي ثارور من حزب المؤتمر المعارض قوله: "آمل ألا تكون الحكومة حمقاء إلى حد الاستغناء تماما عن اسم الهند".
وأضاف: "يجب أن نستمر في استخدام الكلمتين بدلا من التخلي عن اسمنا الذي يفوح منه عبق التاريخ، ومعترف منه من جميع أنحاء العالم".
في المقابل، رحب لاعب رياضة الكريكت السابق، فيريندر سيهواج، باحتمال تغيير الاسم، داعيا مجلس الكريكت الهندي إلى الشروع في وضع كلمة "بهارات" على الزي الرسمي للفريق.
وزعم أن الهند هو الاسم الذي أطلقه البريطانيون على بلاده. وأردف: "لقد طال انتظارنا لاستعادة اسمنا الأصلي- بهارات".
محاولات التحرر
ورأت بي بي سي أن الحكومات الهندية المتعاقبة، بمختلف توجهاتها، سعت، على مدار عقود، إلى إزالة آثار العصر الاستعماري البريطاني، من خلال تغيير أسماء الطرق والشوارع والأحياء والمدن".
وأكملت: "منذ توليها السلطة، تسعى حكومة مودي إلى إزالة الرموز المتبقية من الحقبة الاستعمارية من كتب التاريخ والتخطيط العمراني والهيئات السياسية في البلاد".
وتوضح "بي بي سي" أن المجمع البرلماني في نيودلهي، الذي صممه البريطانيون، قد جدِّد ليحل محل البنى الاستعمارية السابقة.
وفي أغسطس/ آب 2023، كشفت الحكومة الهندية عن نيتها تعديل قوانين تعود نشأتها إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية.
وفي هذا الصدد، قال وزير الداخلية الهندي، أميت شاه، أمام البرلمان إن "هذه التغييرات تهدف إلى إزالة الآثار القديمة التي تعود إلى فترة النظام الملكي البريطاني، والتي تتضمن إشارات لزمن عبوديتنا".
كما أزالت حكومة مودي أسماء الأماكن الإسلامية، التي فرِضت خلال إمبراطورية المغول التي سبقت الحكم البريطاني، وهي خطوة يقول منتقدوها إنها "ترمز إلى الرغبة في تأكيد سيادة الديانة الهندوسية، ذات الغالبية في الهند".