مجرم العصر.. مطالب شعبية بمحاسبة بشار الأسد في الذكرى العاشرة لمجزرة الغوطة

12

طباعة

مشاركة

أحيا ناشطون سوريون الذكرى العاشرة للمجزرة التي ارتكبها النظام برئاسة بشار الأسد، في 21 أغسطس/آب 2013، في الغوطتين الشرقية والغربية بضواحي العاصمة دمشق، بقصف المدنيين بغاز السارين "الكيماوي" وراح ضحيتها 1500 شخص.

وأفادت تقارير حقوقية بأن غالبية الضحايا من النساء والأطفال، بالإضافة إلى إصابة آلاف آخرين بحالات اختناق، وكان محققو الأمم المتحدة قد أكدوا أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية أكثر من 20 مرة خلال الحرب.

وتحل ذكرى مجزرة الغوطة هذا العام بينما طبعت أنظمة عربية علاقتها رسميا معه، وعلى رأسها النظام السعودي، وأعادته إلى مقعده بجامعة الدول العربية خلال القمة التي عقدت بمدينة جدة في مايو/أيار 2023، بعد غياب استمر حوالي 12 عاما.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مجزرة_الكيماوي #كيماوي_الأسد #الأسد_الكيماوي، #الغوطة #خلاص_سوريا_بإسقاط_الأسد، وغيرها، أعرب ناشطون عن غضبهم من استمرار التغطية الدولية على جرائم الأسد.

وعددوا الفظائع التي ارتكبها الأسد ومازال يرتكبها هو ونظامه وحلفاؤه، وخاصة مجازر الكيماوي والتي تصنف في خانة جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وتوصف بأنها "ضد الإنسانية"، مستنكرين أن الأسد الذين يصفونه بـ"بشار الكيماوي" مازال طليقا بتواطؤ من المجتمع الدولي.

وتمر ذكرى مجزرة الغوطة مع انتفاضة جديدة للسوريين في الجنوب متمثلة بانتفاضة السويداء ودرعا ضد نظام الحكم الديكتاتوري، ومستنكرة لغلاء المعيشة وتدهور الأوضاع الاقتصادية، ورفع المحتجين خلالها شعارات معارضة للأسد ورددوا هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام".

من جانبه، أكد مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، أن تحقيقات دولية وأممية أقرت تورط الأسد ونظامه في مذبحة الغوطة الأكثر دموية، بينما ما زال مرتكبيها بمعزل عن المحاسبة والعقاب وسط تواطؤ عربي ودولي وأممي مخجل.

فيما قالت الحركة المدنية السورية، إن "أنفاس الشهداء الأخيرة في الغوطة كشفت عجز المجتمع الدولي عن محاسبة المجرم المستمر بإجرامه، لكنها زادت السوريين عزيمة لاستعادة وطنهم ومحاسبة القاتل"، متعهدة بـ"ألا تنسى وألا تسامح".

حلفاء الأسد

وتفاعلا مع الأحداث، ذكر الكاتب والصحفي السوري، أحمد موفق زيدان، أن "عصابات الأسد خنقت في مثل هذا اليوم من عام 2013، 1500 شيخ وطفل وامرأة وشاب بغاز السارين، خلال هجومها الكيماوي على الغوطة".

ولفت إلى أن "يومها هدد (الرئيس الأميركي باراك) أوباما الكذاب بأن الهجوم تجاوز للخط الأحمر، لكن سريعا ما لحس تهديده، وظل المجرم طليقا ولا يزال منذ ذلك الوقت رغم تنفيذه 340 هجوما كيماويا، وقصفه المدنيين بأكثر من 82 ألف برميل متفجر، وتشريده لـ14مليون مشرد، واعتقاله وقتله لأكثر من 200 ألف معتقل".

وأشار زيدان إلى أن "أوباما كافأ لاحقا المجرم بمنحه روسيا إشارة خضراء على غزوها، كما كشف عن ذلك مساعد وزير دفاعه لاحقا، فدفع السوريون، والعالم كله لاحقا ثمنا باهظا لبلطجية الدب الروسي، وبدا ذلك في وحشيته بقصف المدن السورية، واليوم بتوحشه في أوكرانيا".

وأضاف: "رحلت الضحايا إلى ربها، لكن ظلت الثورة وفية لهم ولغيرهم من الشهداء، إذ لا تزال يوميا تؤكد وفاءها لهم ولميراثهم عبر التمسك بمبادئهم، وهي تصر على رحيل المجرم ومحاكمته، مهما كان الثمن".

وأكد زيدان أن "ما يجرى اليوم في السويداء ودرعا وريف دمشق من انتفاضة جديدة، يؤكد أن ضحايا الغوطة لا تزال بنزين ووقود ثورتنا، وأن الطاغية مهما استقوى بحبال الأرض فسكين الثورة أقوى من كل حباله وحبالهم".

وأشار الأكاديمي والكاتب، منذر عيد الزملكاني، إلى أنه "في مثل هذه اللحظات وقبل 10 سنوات ضربت أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا أهلنا بالكيماوي عن طريق بشار الأسد". وقال رضوان موسى، إن "المعضلة السورية بيد أميركا وحدها، وهي لا تريد الحل في الوقت الراهن، بل تفضل مواصلة عصابة الأسد كي لا تسقط، أما وسائل أميركا فعديدة، منها روسيا وإيران المجرمتان وكذلك الأنظمة العربية البائسة بمختلف أشكالها".

تواطؤ عالمي

وصب ناشطون جام غضبهم على المجتمع الدولي، وطالبوه باتخاذ موقف أكثر عدالة وإنصافا للسوريين وضحايا مجازر الأسد.

وقال الضابط طيار المنشق، الرائد يوسف خالد حمود: "عشرة أعوام ومازال العاهر حرا بحماية مجتمع دولي عاهر يحميه استمرارا لفكرة إدارة صراع المصالح الدولية في سوريا".

ورأت ندى الراشد، أن "صرخات ضحايا مجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق لعشر سنوات، هي أكبر دليل على تعامي المجتمع الدولي عن جرائم نظام الأسد".

واستطردت: "في ذكرى المجزرة نرفع صرخاتنا المناهضة لحالة إفلات نظام الأسد من العقاب، ومحاسبته على جرائمه بحق السوريين".

وأكد عضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري، عبدالله الحسين، أن "أنات الثكالى وصرخات الأطفال في مثل هذا اليوم هي أكبر دليل على تعامي المجتمع الدولي عن جرائم النظام"،

وحذر الحسين من أن "حالة إفلات نظام الأسد من العقاب على مجزرة كيماوي الغوطتين بمثابة فتح الباب للمزيد من الجرائم بحق السوريين".

وتحت عنوان "لا تخنقوا الحقيقة"، طالب المغرد قصي المجتمع الدولي بـ"العدالة والمحاسبة للمسؤول عن جريمة الغوطة التي راح ضحيتها مئات الأرواح البريئة ولا يزال طليقا". وأشارت المغردة روان، إلى أن الأسد أباد الضحايا بالكيماوي بلا حسيب ولا رقيب، وبقيَ العالم صامتا أمام هول ما رأى، قائلة: "عند الله تجتمع الخصوم".

استنكار التطبيع

وهاجم ناشطون الأنظمة العربية التي طبعت علاقاتها رسميا مع الأسد وتجاهلت جرائمه بحق السوريين على مدار عقد وقتله للأبرياء بشتى أنواع الطرق المحرمة دوليا، وعدوها شريكة له في جرائمه

وكتبت ابتسام حسناوي: "في الذكرى العاشرة لمجزرة الغوطة التي قصف فيها الأسد مجرم الحرب شعبه بالكيماوي وراح ضحيتها أكثر من 1400 شهيد معظمهم أطفال في مشاهد تخلع القلوب نقول لكل رئيس عربي مطبع مع المجرم: أنت شريك في قتلهم وحماية المجرم ولن يضيع حق وراءه طالب، وسيحاكم كل مجرم مهما طال الزمان".

واستنكر أحد المغردين، توافد الأنظمة العربية إلى الأسد القاتل ووضع يدها بيده متناسية آلاف المجازر. وأشار جواد الجندي، إلى أن الأسد ارتكب في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات، مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية وقتل 1400 مدني بهجوم إرهابي بالأسلحة الكيميائية، مستنكرا أنه "اليوم وبعد 10 سنوات مازال الأسد بدون محاسبة".

وأضاف: "ليس هذا فحسب، بل إن كثيرا من الدول تتغاضى عن جرائمه وتمد يدها لتعويمه والتطبيع معه ومصالحته".

وقال الناشط في الثورة السورية، أسامة الشامي، إن "هذه الحقبة المريرة تذكر العالم كله بوجوب استمرار عزل نظام الأسد حتى تتحقق المساءلة الكاملة عن كل الفظائع التي عانى منها الشعب على يد الأسد"، مضيفا: "لن ننسى دماء أطفالنا".

الإفلات من العقاب

وأعرب ناشطون عن غضبهم من إفلات الأسد من العقاب رغم كل الأدلة الموثقة التي تثبت جرائمه، متداولين مقاطع فيديو وصورا وثقت ما خلفه القصف الكيماوي على محافظة الغوطة وحدها، متوعدين بمحاسبة الأسد وملاحقته والقصاص منه.

وعرضت مديرة أرشيف الثورة السورية، زينة نجار، مقطع فيديو يوثق ضحايا مجزرة الغوطة، قائلة "10 سنوات ولا يزال المجرم طليقا".

ونشر المغرد أبو يوسف، صورة رمزية للأسد يرتدي فيها قناعا قائلا: "مازال المجرم حرا طليقا دون محاسبة". وأوضح الناشط الحقوقي مازن درويش، أن "في مثل هذا اليوم لم يتمكن من الاستيقاظ أكثر من ألف مدني بينهم أطفال ونساء بسبب قصف المنطقة بغاز السارين من قبل النظام السوري"، مؤكدا أن "جهود الضحايا من أجل العدالة والمحاسبة مستمرة". وعلق فيصل الحجي على صورة الضحايا قائلا: "لن ننسى.. لن نسامح". وقال الناشط الميداني في الثورة السورية إبراهيم رضوان: "لم ولا ولن ننسى.. سنثأر بعون الله، لصرخات المقهورين، وأنين المكلومين، وآهات المسجونين، ونحيب الأمهات و دمعات الأيامى، سنثأر بعون الله لرب ودين ونمضي بيقين كامل أننا أصحاب حق وأن النصر قادم على الطغاة والظالمين وإن كان بعد حين". وكتب الإعلامي كرم سعد الحاج: "أصوات القهر التي حُفرت بذاكرتنا ووجداننا.. أَوَتنسى شهقات اختناقهم… أَوَتنسى أصوات أنينهم… هي ذاكرتنا… ملامح وجههم تأتينا كل يوم تذكرنا بطلب العدالة… هذه الأصوات هي الحقيقة التي تنتظر العدالة منذ عشر سنوات". وأكد المعارض السياسي، سمير نشار، أن "أرواح الضحايا تطالب بالعدالة"، متوعدا بأن "بشار الأسد لن يفلت من العقاب".