50 ألف مصري في المعاهد الصينية.. مسار تعليمي متصاعد بين القاهرة وبكين

12

طباعة

مشاركة

مع مرور 10 سنوات على تدشين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، يرى خبراء أن التعاون التعليمي بين القاهرة وبكين "تطور بشكل متسارع" ويتجه نحو مزيد من التعمق وتحقيق نتائج مثمرة منذ اقتراح المبادرة.

وفي حوار مع صحيفة "الشعب" الحكومية الصينية، وصف الباحث المصري في الشؤون الدولية والخبير في قضايا الصين، حسن رجب، الذكرى العاشرة للمبادرة بأنها "العقد المجيد للتعليم الصيني في مصر".

وأشار رجب إلى توقيع حكومة النظام المصري ممثلا عنها وزير التعليم، طارق شوقي، مذكرة تفاهم مع الصين، ممثلا عنها وزير التعليم، لياو لي تشيانغ، في سبتمبر/ أيلول 2020، حول إدخال اللغة الصينية كلغة أجنبية ثانية في المدارس المصرية.

وهو ما يعني أن تدريس اللغة الصينية "أدرج رسميا في مناهج التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي المصري، الأمر الذي دفع بالتعليم الصيني في مصر إلى مستوى جديد"، حسب الصحيفة.

آخذ في التوسع

وقال رجب: "بالنظر إلى المسار المجيد الذي دام عقدا من الزمان لمبادرة الحزام والطريق، فقد رأيت الإنجازات الرائعة للتعليم الصيني في مصر، وشعرت بإسهامه الكبير في الصداقة والتبادل الثقافي بين البلدين".

ورأى أن "التطور النشط للمؤسسات التعليمية الصينية العاملة في مصر يعد مؤشرا أساسيا على هذا الإنجاز".

وأردف: "قبل 10 سنوات، لم يكن هناك سوى عدد محدود من مؤسسات التعليم الصينية في مصر، لكن مع تقدم (الحزام والطريق)، دخلت العديد من الشركات ذات التمويل الصيني إلى مصر".

وأشار إلى أن "الطلب في مصر على الصينيين وشركاتهم آخذ في التوسع بشكل مضطرد".

وفيما يتعلق بأعداد المؤسسات التي تدرس اللغة والثقافة الصينية في مصر، قال رجب: "حتى الآن، أنشأت مصر 23 قسما صينيا و3 معاهد كونفوشيوس (تعليمية وثقافية عامة) و4 فصول دراسية كونفوشيوس، وقد وصل عدد الأشخاص الذين يدرسون في معاهد كونفوشيوس إلى 50 ألفا".

وتتوافر عدد من هذه الأقسام في عدد من الجامعات المصرية، مثل جامعات القاهرة وعين شمس وقناة السويس والأزهر، إضافة إلى القسم الصيني بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وكذلك مركز القاهرة الثقافي الصيني.

وعقبت الصحيفة: "كل ذلك فتح نافذة أمام المصريين لفهم اللغة والثقافة الصينية".

وأوضحت أن الهدف هو "تشكيل شبكة تعليم صينية تنتشر في جميع أنحاء البلاد".

من جانب آخر، أفاد رجب بأن عدد المعلمين المحليين للغة الصينية "مستمر في النمو".

وقال: "في السنوات العشر الماضية، ومع التطور النشط للتعليم الصيني، ازداد الطلب على المعلمين الصينيين المحليين".

وأكمل: "لقد حصل العديد من المدرسين الصينيين الشباب على شهادة تأهيل لتدريس اللغة الصينية من خلال قنوات مختلفة، وعملوا باستمرار على تحسين مهاراتهم في التدريس".

وأضاف: "لا يلعب هؤلاء المدرسون الصينيون دورا مهما في مجال التعليم فحسب، بل يبنون أيضا جسرا للتبادلات الثقافية والصداقات الشعبية بين مصر والصين".

مناخ جيد

وأوضح رجب أن هناك أشكالا مختلفة لتعليم اللغة الصينية في مصر، إضافة إلى أنشطة ثقافية غنية ومتنوعة.

ففي عام 2015، أنشأت الصين ومصر فصل كونفوشيوس في تلفزيون النيل الحكومي، والذي يقدَّم من خلاله حلقات تلفزيونية لتعليم اللغة الصينية.

ووفقا لما ورد في الحوار، فإن شكل التدريس الصيني جديد وفريد من نوعه، كما أنه ذو تأثير واسع النطاق في المنطقة العربية.

وإضافة للدروس النظامية والبرامج التلفزيونية، أُولي، خلال السنوات العشر الماضية، اهتمام بإقامة الاحتفالات المنتظمة والمهرجانات الصينية التقليدية، كذلك تعقد المؤسسات الصينية بانتظام مجموعة متنوعة من المسابقات مثل سرد القصص الصينية، وتلاوة الشعر وتأليفه. 

وقال رجب: "هذا ما يخلق مناخا جيدا لتعليم اللغة الصينية في مصر، أدى إلى إقبال واسع على تعلم اللغة وإتقانها".

وأضاف أن "هناك إقبالا على خوض اختبارات الكفاءة للغة الصينية، حيث يعد الاختبار نقطة انطلاق للطلاب للحصول على عمل أو التقدم بطلبات الحصول على منح دراسية".

كذلك أقامت العديد من الجامعات ومدارس اللغات ومؤسسات التدريب في مصر فصولا تقويمية لتوفير التوجيه المهني والتدريب لمرشحي المنح، حسب الباحث المصري.

وأكمل: "باختصار، في السنوات العشر الماضية، حقق التعليم الصيني في مصر إنجازات رائعة".

وأكد رجب على أنه: "في المستقبل، ومن خلال الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، أعتقد أن التعليم الصيني في مصر سيقود إلى غد أفضل".

وتابع: "فلنعمل معا ونستخدم التعليم الصيني كجسر لمواصلة تعزيز التبادل والتعاون في مجالات الثقافة والتعليم والاقتصاد والمساهمة في تنمية الحضارتين، وتقديم مساهمات أكبر في التعلم المتبادل بين البلدين".