إسرائيل تتفق مع محمود عباس على إنهاء مقاومة جنين.. ما احتمالات نجاحهما؟

12

طباعة

مشاركة

"عنصر من عناصر السلطة يشهر قناصته وسط مخيم جنين، لم يكن هذا القناص موجودا  قبل يوم واحد فقط؛ ليجابه جنود الاحتلال ويؤدي دوره الطبيعي، حين اقتحمت المخيم، فلماذا يوجد الآن؟"

سؤال طرحه أهالي مخيم جنين، قبل أن يعلن الإعلام العبري عن الخطة الأمنية، التي توصلت لها إسرائيل مع السلطة الفلسطينية أخيرا، والتي تقضي بسيطرة الأخيرة على المدينة، وبدء خطوات لإنهاء حالة المقاومة فيها.

وكشفت القناة "14" العبرية في 13 يوليو/ تموز، عن فحوى اتفاق بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية يقضي بوقف الاقتحامات الإسرائيلية لمدينة جنين ومخيمها؛ مقابل استعادة السلطة السيطرة على المدينة ووقف "الظواهر المسلحة".

وقالت القناة إن مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين التقوا في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على جنين، واتفقوا على منح أجهزة الأمن الفلسطينية الفرصة لمواجهة مجموعات المقاومة هناك.

عملية كبيرة 

وشن جيش الاحتلال 3 يوليو، 2023، عملية عسكرية واسعة في مخيم جنين، استمرت ليومين، خلفت دمارا هائلا فيه، واستشهد خلالها 12 فلسطينيا وجرح أكثر من 100، وفي المقابل قتل جندي إسرائيلي وجرح 7 آخرون برصاص المقاومة.

وهدف الاحتلال من عمليته العسكرية؛ لتدمير البنى التحتية للمقاومين في مخيم جنين، وأجهزة الاتصالات وكاميرات المراقبة، وتدمير ورش صناعة العبوات الناسفة، ووأد مشروع صناعة الصواريخ محليا، بجانب اعتقال مئات المطاردين داخل المخيم، حسب بيانه عقب العملية.

ورغم ما فعلته قوات الاحتلال من تدمير في المخيم، فإن كتيبة العياش التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة لمقاومة الإسلامية حماس أطلقت صاروخين من طراز (قسام 1)، نحو مستوطنة شاكيد، بعد 5 أيام من العدوان في 10 يوليو.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هجري أن إسرائيل تسعى لإعادة سيطرة السلطة على جنين.

وقال "حركتا حماس والجهاد الإسلامي هما المسيطرتان في مخيم جنين، وآمل بعد عمليتنا، بأن تتمكن السلطة الفلسطينية من تعزيز قبضتها".

وقالت صحيفة هآرتس 5 يوليو 2023، إن هناك إجماعا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على أن وجود سلطة فلسطينية قوية وقادرة على القيام بدورها، يصب في مصلحة إسرائيل. 

ومن المقترحات المطروحة أن تنخرط السلطة في مشروع إعادة إعمار جنين، وبالتالي تستعيد موقعها في المخيم.

 لكن عملية تقوية السلطة، وفق الصحيفة، "تتطلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تنفيذ خطوات اقتصادية وسياسية أمام سلطة محمود عباس". 

"بدون خطوات اقتصادية وسياسية، سنعود إلى نفس النقطة خلال وقت قصير جدا، وهذا بالطبع، يتعارض مع مصلحة إسرائيل الأمنية"، وفق ما جاء في الصحيفة.

خطة عباس 

ونقلت قناة “14” عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمه، قوله: "إن اتفاقا أبرم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يقضي بإعطاء الأجهزة الأمنية التابعة لعباس فرصة استعادة السيطرة في المدينة، وإنهاء تهديد المقاومة".

وقالت القناة  12  العبرية، إن "عباس وبخ قادة أجهزة السلطة وعلى رأسهم جهاز المخابرات، الذي يقوده ماجد فرج؛ بسبب ضعف سيطرة السلطة على المخيم".

وذكرت أنه تقرر خلال الاجتماع الذي عقده عباس إجراء تغيير كبير بنشاط أجهزة السلطة في جنين، من خلال خطة أمنية تهدف لسيطرة كاملة على المدينة.

وكشفت صحيفة الأخبار اللبنانية 15 يوليو 2023، عن الخطة الأمنية التي بدأت السلطة بتنفيذها، نقلا عن مصادر مطلعة داخل السلطة، وتشمل تعزيز وجود الأجهزة الأمنية وسطوتها، وتنفيذ حملة اعتقالات بحق عناصر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وتقضي الخطة بالبدء بعملية جمع السلاح، ومنع المظاهر المسلحة في المخيم، في المرحلة الأولى، وصولا إلى تنفيذ اعتقالات كمرحلة ثانية، حسب الصحيفة.

وكشفت المصادر لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أن الخطة المشار إليها بدأت السلطة بتنفيذها بعد توافق إقليمي - أميركي - إسرائيلي خلال سلسلة لقاءات انعقدت أخيرا في الأردن ومصر، وتلتها اتصالات مكثفة لمواجهة تنامي المقاومة في شمال الضفة.

وتتضمن الإجراءات التي جرى التوافق عليها، زيادة انتشار قوات السلطة في جنين بشكل متدرج، والدخول إلى مخيمها، بما يؤدي إلى تقليل نشاط المقاومة فيه، وتقليص احتمالات احتكاكها مع الاحتلال في المدينة، حسب الأخبار.

الجدير بالذكر، أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وجه الرئيس محمود عباس، في الأول من فبراير/شباط 2023،  لتنفيذ خطة تهدف إلى إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.

وبدأت السلطة تنفيذ خطتها الأمنية في جنين، حيث شنت أجهزتها في 16 يوليو 2023،  حملة اعتقالات في صفوف مقاومي المدينة وواصلت مداهماتها بحثا عن مطاردين للاحتلال.

وكان من بين المعتقلين قائد كتيبة جبع مراد ملايشة، وعدد كبير من أعضاء الكتيبة، كما اعتقل محمد علاونة أحد قادة المقاومة في جنين، حسب المركز الفلسطيني للإعلام.

واستهدفت جولة اعتقالات أخرى مقاومين من كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من خلال كمائن وضعتها قوات السلطة داخل المدينة.

تبادل الأدوار

ومن جانبه، قال أحد ناشطي حركة حماس في مخيم جنين رفض نشر اسمه خشية الملاحقة إن السلطة بدأت بالفعل بأخذ دور الاحتلال في المدينة وحتى القرى المحيطة، منذ نهاية العدوان الأخير.

وأضاف في حديث لـ "الاستقلال": "شاركت كتائب القسام في معركة "بأس جنين" (المسمى الفلسطيني لصد العدوان الأخير)، وفجرت العبوات بالقوات الإسرائيلية وارتقى منها شهداء أحدهم الشهيد علي الغول، أحد أبرز الناشطين في تصنيع العبوات الناسفة".

وأكد أن تعاون المقاومة في جنين صنع نصرا كبيرا على القوات الإسرائيلية المقتحمة، وهو ما تريد إسرائيل إنهاءه من خلال الاستعانة بالسلطة.

وكشف أن عناصر بلباس مدني من السلطة بدأت تدخل بيوتا ومناطق تشك أن القسام وكتيبة جنين نشطت فيها؛ للبحث عن ورش صناعة الصواريخ التي تصنعها كتيبة العياش وهو الحدث الذي أرعب الاحتلال.

وتابع "تحت غطاء تقييم الأضرار الناتجة عن العدوان دخل عناصر السلطة على أنهم موظفون مكلفون بتسجيل الأضرار، ورغم رفض بعض أصحاب البيوت والممتلكات كانوا يدخلون بشكل وقح".

وشدد الشاب على أن السلطة بدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف ناشطي المقاومة في جنين، واستأنفت نشاطها الاستخباري لصالح الاحتلال، بجانب الطائرات المسيرة التابعة له في سماء المخيم. 

وعقب بدء حملة السلطة، دعت كتيبة جنين، 17 يوليو من وصفتهم بـ” الشرفاء من حركة (التحرير الوطني) فتح وكتائب الأقصى (الجناح العسكري للأخيرة الذي حلّه عباس قبل سنوات) والأجهزة الأمنية للوقوف عند مسؤوليتهم الدينية والأخلاقية والوطنية والضغط على أجهزة السلطة من أجل الإفراج عن مجاهدينا المعتقلين لديها".

وقالت الكتيبة، "إن ملاحقة مجاهدينا واعتقالهم والتي كان آخرها اعتقال المجاهد عيد حمامرة والأسير المحرر خالد عرعراوي، وصمة عار لن يمحوها التاريخ، حيث تلتقي جهود العدو مع جهود عناصر السلطة في ملاحقة أحرار الوطن".

وكشفت عن اعتقال السلطة للمقاومين مراد ملايشة ومحمد براهمة الذين لاحقتهم واعتقلتهم أجهزة الأمن في طوباس (جنوب شرق جنين)، وصادرت أسلحتهم أثناء وجودهم لمساندة المقاتلين في المخيم وقت الاجتياح الأخير.

وأضافت الكتيبة: "هنا نتساءل، بأي ذنب يعتقل مجاهدونا ولمصلحة من؟! هذه التصرفات قد تفجر الوضع وتوصله لمرحلة لا يحمد عقباها، فلا تحرفوا بوصلتنا في القتال، ونحن نسير على وصية قادتنا بأن بوصلتنا وبنادقنا نبصر عبر فوهاتها مآذن القدس".

وعقب حملة الاعتقالات تجمع المئات من شبان مخيم جنين 17 يوليو، وبدأوا بإطلاق الهتافات الغاضبة على ما تقوم بها السلطة ومنها هتاف "يا أبو مازن (محمود عباس) ليش ليش مرة السلطة ومرة الجيش" (الإسرائيلي).

خوف من الخسائر 

وكشف موقع والا العبري، أن القوات الإسرائيلية المقتحمة لجنين تعرضت لمقاومة شرسة، وفجرت فيها عشرات العبوات الناسفة.

كما خاض المقاومون معها اشتباكات من مسافة صفر أسفرت عن مقتل جندي، ومنعتها من الوصول لمركز المخيم.

وبدوره، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي عادل ياسين، إن إسرائيل، التي جربت جنين وبسالة مقاوميها، تخشى استمرار عملياتها واستمرار تكبد خسائر بشرية في صفوف جنودها.

وهو ما يصعب تقبله في الشارع الإسرائيلي، كما أنها تمس بمكانة جيشها، وصورته أمام العالم وأمام أعدائه.

وأضاف في حديث لـ "الاستقلال": "لاسيما ونحن نتحدث عن جيش يدعي بأنه الأقوى في الشرق الأوسط، ويمتلك ترسانة عسكرية هائلة وتكنولوجية متطورة، وفي نفس الوقت لم يتمكن من تحقيق الحسم أمام العشرات من المقاومين، أو حتى ترميم قوة ردعه".

وشدد ياسين على أن أحد الأسباب الرئيسية التي منعت الاحتلال من الاستمرار في العملية واقتصارها على يومين؛ هو حضور غزة الواضح في قراءة المشهد وتقديرات الموقف، وهو ما يفسر ما قاله الإعلام العبري بأن العمل في الضفة والعيون على غزة.

وأكد أن الجهود الحثيثة التي بذلتها أكثر الحكومات تطرفا ويمينية في تاريخ الاحتلال لمساعدة السلطة اقتصاديا وأمنيا، دليل على مدى حاجته لأجهزتها الأمنية، وارتباط أمنه ومصيره ببقائها، وقدرتها على أداء مهمتها التقليدية في إطار التنسيق الأمني، الأمر الذي يدحض ادعاءات قادة الكيان، بأن إسرائيل قادرة على حماية نفسها بنفسها.

وتابع المختص "بدون التعاون مع السلطة سيكون الاحتلال مطالبا بزج المزيد من الكتائب النظامية، واستدعاء (قوات) الاحتياط في حال انتشار ظاهرة جنين ونابلس إلى مناطق أخرى، عدا عن اضطراره لنشر 27 كتيبة نظامية في مناطق الضفة أخيرا، وهو العدد الأكبر منذ سنوات".

وأوضح أن السلطة تنقذ الاحتلال من التعرض لمزيد من الانتقادات والضغوط من المجتمع الدولي، الذي يعد احتلاله لمناطق الضفة بمثابة جريمة حرب، حسب القانون الدولي.

"وهو ما يعني أن مساعدة السلطة ودفعها للقيام بالمهام نيابة عنه يريحه من دفع أثمان عسكرية وسياسية، الأمر الذي يفسر ما كرره عدد كبير من المحللين الإسرائيليين بأن السلطة الفلسطينية بمثابة كنز إستراتيجي لإسرائيل".

إخماد التصعيد

ومن جانبه، أشار رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، 6 يوليو، إلى ما سماه السبب في تصاعد ظاهرة الفعل المسلح في شمالي الضفة الغربية، وهو، بحسب وصفه، فقدان السلطة سيطرتها على منطقتي جنين ونابلس، وتراخي أجهزة أمنها، الأمر الذي خلق تربة خصبة لنمو المقاومة.

وقال مدير معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي، تمير هايمن، إن غياب السلطة أمنيا في جنين تسبب بظهور المجموعات المقاومة، وأن على إسرائيل دعم وجود السلطة في المخيم ليس فقط أمنيا، ولكن مدنيا واقتصاديا كذلك، إن كانت تسعى لتجنب الأسوأ.

وبدوره، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد هلسة، إن إسرائيل والولايات المتحدة تشعران بالقلق فيما يخص خسارة السلطة الفلسطينية جنين، وتسعيان حاليا لمحاولة إعادة السيطرة إليها.

 وأضاف في حديث لـ "الاستقلال: "زاد الخطر على إسرائيل بعد فشلها في اقتحام المخيمَ، حيث تعاظم الاحتضان الشعبي للمقاومين، وظهر ضعف الاحتلال وهزيمته بصورة تشجع كافة مناطق الضفة لتكرار تجربة جنين".

وأوضح المختص أن إسرائيل لا تزال على قناعة أن التعاون والتنسيق الأمنيين بينها وبين السلطة الفلسطينية يمكن أن يمنع دخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي لملء الفراغ الأمني في الضفة؛ ولهذا تسعى لتعميقه بكل وسيلة.

وشدد هلسة على أن إسرائيل تسعى لإعطاء السلطة عودة أمنية لجنين، من أجل محاولة إعادة السيطرة عليها، في ظل ترتيبات وتفاهمات وتسهيلات، قيل أن الاحتلال سيمنحها للسلطة بهدف تقويتها ومنع انهيارها.

 وتابع: "تدرك إسرائيل كذلك أن عليها أن تساعد السلطة على فرض سيطرتها على الضفة؛ لأن البديل من إعادتها هو أن يستولي جيش الاحتلال على المنطقة ويديرها أمنيا ومدنيا".

"وهذه ستكون خطوة كبيرة في تسريع الانتقال إلى واقع الدولة الواحدة، الذي تخشاه إسرائيل". 

واستدرك الكاتب "ولكن ورغم الفائدة الأمنية لوجود السلطة تدرك إسرائيل أنها لن تحل المشكلة".

فالجيل الفلسطيني الجديد ينقم على اتفاقية أوسلو للسلام (1993) ومفرزاتها التي لم تجلب سوى مزيد من تغول الاستيطان وإجرام المستوطنين، وهذا ما سيوصل دفعة لخيار المقاومة مهما كانت الظروف، كما قال.

طرد السلطة وفتح 

وعقب نهاية العدوان الإسرائيلي وبدء تشييع الشهداء، طرد المشاركون في جنازة شهداء مخيم جنين 5 يوليو، وفدا ضم عددا من قيادات حركة" فتح والسلطة الفلسطينية"، وسط هتافات "برا… برا".

وكان ضمن الوفد نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، الذي منع من إلقاء كلمة في تشييع شهداء مخيم جنين، مع عضوي اللجنة المركزية للحركة صبري صيدم وعزام الأحمد.

ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون في حديث لـ "الاستقلال" إن الهجوم الشعبي في مخيم جنين على وفد فتح وطرده هز السلطة ورئيسها وأحدث حالة من القلق بالنسبة لهم.

وأضاف: "بشكل واضح فشل الاحتلال في القضاء على المقاومة في مخيم جنين، فأخذ خطوة للخلف ودفع بالسلطة الفلسطينية لأداء هذا الدور". 

وأوضح أن الاحتلال شجع على زيارة عباس لجنين (بعد تدمير المخيم) خصوصا بعد الانتكاسة التي تعرض لها جيش الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية.

 ومن هنا تبدأ الخطة البديلة التي تقضي بدخول السلطة بكل ثقلها لجنين وتفكيك المجموعات القتالية بطريقة مختلفة.

وتابع المدهون "موقف عباس تجاه المقاومة في جنين معروف فهو غير راضٍ عن وضع المخيم ويخشى تمدد حالته لمناطق أوسع من الضفة".

كما "يرفض كل أشكالها المسلحة وغير السلمية وصرح بعدائها طيلة مسيرته السياسية ويرى أن المفاوضات هي الطريقة الوحيدة لتحصيل حقوق الشعب الفلسطيني ".

وأكد المدهون أن تحركات السلطة حاليا تهدف لتحجيم حالة المقاومة في جنين ومنع تطورها أو انتشارها داخل الضفة الغربية.

وأيضا تحاول السلطة الفلسطينية منع تحول مخيم جنين إلى صورة تشبه قطاع غزة بمقاومتها المنظمة، وفق تقدير المدهون.