الإمارات والحوثيون.. اغتيال موظف أممي في تعز يسلط الضوء على ثنائي الشر باليمن

12

طباعة

مشاركة

في الساعات الأخيرة، برز على "تويتر" إدانات واسعة لتورط الإمارات في اغتيال موظف أممي في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، بالتوازي مع تصاعد التنديدات باحتلالها لجزيرة سقطرى واختطاف مليشياتها ناشطين ومنعها إقامة مظاهرات احتجاجية تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية.

وقالت مديرية الأمن في تعز في بيان لها في 21 يوليو/ تموز 2023؛ إن مسؤول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، مؤيد حميدي، قتل بعد أن أُطلِق عليه النار من قِبل شخصين مجهولين يستقلان دراجة نارية، أمام أحد المطاعم في مدينة التربة.

وأضاف البيان أن المسؤول الأممي الذي يحمل جواز سفر أردنيا، توفي بعد إسعافه وهو في طريقه إلى المستشفى وكانت إصابته بالغة، معلنة تمكنها من تحديد هوية الجناة، وتعمل على تعقبهم.

ويعد حميدي ثاني موظف أممي يقتل في محافظة تعز، حيث سبقه مقتل موظف يعمل في الصليب الأحمر، لبناني الجنسية، بنيران مسلحين مجهولين في منطقة الضباب، جنوب غربي تعز، عام 2018. 

بدورها، أدانت قوى وأحزاب اليمن جريمة مقتل مؤيد حميدي بشدة، وأكدت أن الرصاصات التي استهدفت المسؤول الأممي إنما استهدفت قلب تعز المحاصرة ومظلوميتها الكبيرة جراء الحرب والحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي منذ 9 أعوام.

كما أدان كل من التحالف والحكومة الشرعية والبرلمان اليمني والمجلس الانتقالي ومليشيا الحوثي اغتيال حميدي.

وفي سقطرى، اختطفت مليشيا المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات، في 20 يوليو/ تموز 2023، اثنين من الناشطين في محافظة أرخبيل سقطرى؛ على خلفية تنظيمهم تظاهرة احتجاجية، للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية.

وأثار الحدثان موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، دفعتهم لصب جام غضبهم على الإمارات، والحديث عن أطماعها في جزيرة سقطرى وسعيها لإحكام سيطرتها على تعز.

ونددوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مؤيد_حميدي، #سقطرى_احتلال_اماراتي، #تعز، #تعز_غير_آمنة، باغتيال المسؤول الأممي، وحملوا التحالف السعودي الإماراتي الذي يخوض حربا في اليمن منذ 2015 كامل المسؤولية، متداولين مقاطع فيديو ولقطات توثق لحظات الاغتيال.

أهداف الاغتيال

وتفاعلا مع الأحداث، قال صاحب حساب "يمانيون ضد الإمارات"، إن واقعة قتل الموظف الأممي هدفها منع وكالات الإغاثة وطواقمهما من زيارة تعز والاطلاع على مآسي الحصار، وإيجاد مبرر لدخول قوات أخرى.

ووصف أحمد حازم اغتيال المسؤول الأممي بأنه جريمة إرهابية وقاتلة لأبناء تعز وبرنامج الغذاء العالمي الذي يغذي قرابة 300 ألف مواطن بالسلال الغذائية، واستهداف للإجراءات التي عملت على توفير البيئة الآمنة لكل المنظمات الدولية والمحلية. وعد الصحفي محمد الديلمي، اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي بتعز نتيجة طبيعية لحملات التحريض والتشويه لعمل هذه المنظمات من قبل جماعات التطرف بكل تنوعها.

وقال الناشط عبدالحميد الأشول، إن جريمة اغتيال المنسق الأممي في تعز تأتي في سياق إعاقة الانفتاح الأممي على تعز أخيرا، فهي فعل لطرف إرهابي حاقد لا يعجبه هذا الانفتاح ويحاول عرقلته بكل الوسائل والجرائم النكراء.

ورأى أحد المغردين، أن اغتيال ميليشا الحوثي لمؤيد حميدي في تعز يشير إلى الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي شامل للصراع في اليمن لتحقيق العدالة والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان.

بصمات إماراتية

وعلق الإعلامي عبدالله السالمي، على زعم قناة "سكاي نيوز" الإماراتية أن قاتل الموظف الأممي في تعز إرهابي احتضنته جماعة الإخوان بعد "صفقة تبادل" مشبوهة، قائلا إن "المعلومات تفيد بأن القاتل ينتمي لكتائب أبو العباس الإرهابية المدعومة من الإمارات، لكن قناة سكاي نيوز طبقت مثل (ضربني وبكا وسبقني واشتكى)".

وأضاف: "على العموم أنا هنا لست مدافعا عن أحد لكن الجرائم التي ارتكبتها المليشيات التابعة للإمارات في اليمن تثبت بما لا يدع مجال للشك أن الإمارات تقف خلف كل جرائم الاغتيالات وما حدث في عدن لوحدها دليل كافٍ على ذلك".

وأكدت فاطمة المخلافي، أن خلايا عمار عفاش وطارق عفاش هي من تقف وراء الاغتيالات في تعز من أجل تسليمها طارق صالح بحسب مخطط الإمارات الذي يهدف إلى تحويل مدينة المخاء إلى عاصمة مؤقتة لمحافظة تعز وتنتقل أعمال المنظمات الدولية ومقرات السلطات المحلية من مدينة تعز إلى المخا.

وقالت رمال المصعبي، إن جريمة اغتيال المسؤول الأممي تحمل بصمات معروفة، مضيفا: "خلايا عمار عفاش وقصة الحقد وحلم السيطرة على تعز". وعرض الإعلامي أنيس منصور، صورة أشار إلى أنها انتشرت وتتحدث عن هوية قاتل المسؤول الأممي، قائلا: "إذا كانت الصورة صحيحة وتأكد أنه المتهم، أضع أمامكم هذه المعلومات عن المذكور، الصورة لشخص اسمه أحمد يوسف الصره من أفراد أبو العباس المدعوم من الإمارات".

ولفت إلى أن المتهم كان في سجن الأمن في تعز قبل فترة بتهمة قضايا إرهابية، وتم الإفراج عنه بمقايضة، قائلا: "إذا كان هو المتهم نطالب كشف كل المعلومات للرأي العام، وتحديد إلى أي لواء عسكري ينتمي، ومن الذي أطلقه من السجن المركزي وهو متهم بجرائم إرهابية وجنائية".

وطالب منصور بكشف العلاقة بين المتهم وبين أبو العباس، وزيارته إلى الساحل واللقاء مع أبو محمد الإماراتي، مهددا بالقول: "إذا لم تتحدثوا فسوف يتحدث أهله وقبيلته للعالم بكل شيء، اللهم بلغت اللهم فاشهد".

اتهامات للحوثي

وإلى جانب إدانة الإمارات بالضلوع في اغتيال المسؤول الأممي، أشار ناشطون إلى استفادة الحوثي من تصفيته، محملين التحالف كامل المسؤولية.

وأشار الباحث محمد بن فيصل، إلى أن إعلام مليشيا الحوثي يقود ويُصعد منذ عام على حملة إعلامية ضد موظفي الأمم المتحدة في اليمن، وعلى رأسهم ريتشارد راغان مدير مكتب ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، لافتا إلى أن تصعيد الحوثي لم يكن إعلاميا فقط، وها هي تبعات التحريض تُردي مؤيد حميدي أحد كبار موظفي الأمم المتحدة قتيلا.

وعرض أحد المغردين، صورة المسؤول الأممي، متسائلا: "ما ذنب هذا الموظف أن يقتل بدم بارد؟"

وأضاف: "لا يوجد من غريم غير الحوثي وعملاء الإمارات وإن شاء الله تكشف الحقيقة"، متمنيا من أبناء تعز الوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية لكشف الإرهاب، وعدم فتح أذانهم للعفافيش الذين يسعون من زمان لهز الثقة بالأمن.

وقال يوسف الحداء، إن الطرف الذي يريد السيطرة على تعز الذي عجز هو والحوثي أن يدخلوها بالقوة وهم في أقوى قوتهم هو من قام بتصفية المسؤول الأممي، مضيفا: "باختصار السيطرة على تعز أبعد عليك من عين الشمس أنت والحوثي".

وأكد الناشط الشبابي ناجي محمد ردة، أن اغتيال المسؤول الأممي في تربة تعز يستهدف الشرعية والتحالف وتعز، ورسالة واضحة لا لبس فيها ولا شك من الحوثية - القاعدة، قائلا: "فقط شوفوا اتهاماتهم أين تتحرك سيتحدثون عن الإصلاح وعن أي أحد، وسيتحدثون بكثافة عالية لاتهام أي أحد غير المجرم الحقيقي والمستفيد الأول الحوثي".

https://twitter.com/Naji_Muhammed1/status/1682395982212878339?s=20

وأكد أخد المغردين، أن اغتيال مدير برنامج مكتب الغذاء العالمي الأردني الجنسية في تربة تعز ليس عابرا وله أهداف كبيرة، مشيرا إلى أن الاغتيال جاء بعد أيام من إقرار بعض المنظمات فتح مكاتب لها في مدينة التربة بتعز.

ورأى صالح المهري، أن كل عملية اغتيال في المناطق المُحتلة يتحمل مسؤوليته تحالف الغدر بقيادة السعودية والإمارات، ويؤكد ما ذكر مسبقا عن نشر الفوضى في هذه المناطق لتمرير أجندات هذه الدول المحتلة ومن خلفهم بريطانيا وأميركا.

رثاء وتضامن

وعزا رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن عادل الحسني، كل الشعب اليمني في فقيد الإنسانية والواجب الذي نالته أيادٍ لا تعرف إلا لغة القتل والإجرام، قائلا: "هذا هو واقعنا في مناطق سيطرة التحالف، نفقد الأعزاء والأصدقاء، وقد امتلأت السجلات تدوينا لحجم الظلم والبطش."

وعد بسام الوريفي، اغتيال حميدي عارا على كل القوى الموجودة هناك، قائلا: "رحم الله السيد مؤيد وعزاؤنا لأهله وأسرته في الأردن الشقيق والخزي والعار لمن ساهم ودبر هذه العملية الجبانة".

أطماع بسقطرى

واستنكر ناشطون اعتقال أبناء سقطرى على يد مليشيا الانتقالي، مسلطين الضوء على الأطماع الإماراتية في جزيرة سقطرى ذات الإمكانيات الاقتصادية الهائلة والموقع الإستراتيجي كونها مطلة على بحر العرب وأهم ممرات الشحن البحرية الدولية.

وأكد الصحفي توفيق أحمد، وجود مخطط إماراتي يستهدف الهوية السقطرية وموروثها الثقافي العريق، عبر المهرجانات التي تنفذها مؤسسة خليفة في منطقة نوجد تحت غطاء التراث.

وعّد تسمية المهرجانات بمسميات رموز أبو ظبي أكبر انتهاك للموروث السقطري واستهداف للأرض والإنسان.

وقال فيصل المهدي: "الإمارات هي الحمارات التي عاثت في اليمن الفساد وتريد احتلال سقطرى وتسليمها لإسرائيل، فستصبح إسرائيل في المحيط الهندي وستحتل دول الخليج الذين يعيشون بالرفاهية والأجواء المكيفة، أما نحن اليمانيون فسوف نحارب في البرد والحر والجوع والفقر".

وأشار علي صالح الحريزي، إلى أن وفودا سياحية مكونة من صهاينة إسرائيل يصلون إلى جزيرة سقطرى في رحلات تنظمها جهات إماراتية ويتم نقلهم من مطارات الإمارات، مستنكر صمت المجلس الرئاسي وحكومة معين ووزير السياحة معمر الإرياني، الذين يستمرون في التطبيل لتحالف الغدر السعودي الإماراتي.

واتهمت المغردة بلقيس، الإمارات بالسعي للسيطرة على المزيد من الأراضي في جزيرة سقطرى.

وأشار أمين القاضي، إلى أن جزيرة سقطرى شهدت مختلف الأزمات المتكررة التي زادت من معاناة أهالي الأرخبيل وتبرز في مقدمتها أزمة المشتقات النفطية التي قامت الإمارات باستغلالها وبيع مادتي البترول والديزل بمبالغ باهظة وبالدرهم الإماراتي، بالإضافة إلى الأسعار المرتفعة لمادة الغاز المنزلي.

وقال الناشط السياسي معاذ الشرجبي: "لو كنا نمتلك مسؤولين ونخبا يحبون وطنهم ويعدون أنفسهم خداما للوطن والشعب لكنا اليوم من كبار الدول وأغناها، ولذلك سنبقى تابعين حتى ندرك بأننا بلد ذو سيادة وقانون يمتلك تاريخا عريقا، وشعب عظيم تبدأ تطلعاته بالتعايش والقبول بالآخر وتنتهي بالرفاه والنعيم!!."