موقع عبري: حادثة محمد صلاح تثبت مدى اتساع الهوة بين السيسي والمصريين

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

استعرض موقع عبري سياسات رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، تجاه إسرائيل، مؤكدا أنها "تشهد ثورة تطبيع في عهده".

وألمح موقع "زمان" العبري إلى أنه "في الوقت الذي كشفت فيه إسرائيل عن هوية الجندي المصري الذي قتل 3 جنود إسرائيليين (قتل رابع لاحقا متأثرا بإصابته)، وكواليس هذا الحادث، فإن مصر لم تفعل ذلك".

وادعى أن الحادث الذي نفذه الجندي المصري، محمد صلاح إبراهيم، أوائل يونيو/حزيران 2023، لم يكن بدافع قومي أو ديني"، زاعما أنه كان يعاني من مشكلات نفسية وجسدية.

وقال الموقع إنه "على الرغم من كشف الجانب الإسرائيلي عن هوية الجندي المصري، يواصل النظام المصري تجاهله على المستوى الرسمي، حتى بعد أن أُعيد جثمانه إلى مصر".

ورأى أن "قرار النظام المصري عدم نشر معلومات حول الحادث كان صائبا، لئلا يؤثر ذلك على الشارع المصري بشكل جوهري".

أما الجانب الإسرائيلي، فقد انصب تركيزه على صعوبة التعامل الذي تواجهه القاهرة في التعامل مع الرأي العام لديها، ولذلك أظهر صانعو القرار في تل أبيب حذرا سياسيا في التعامل مع الحادث، وفق التقرير.

تغيير جوهري

وكان الاستثناء الوحيد لهذا الحذر –حسب الموقع- هو ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "أبلغ حكومته أن الحادث على الحدود المصرية استثنائي، ولا يمثل التعاون الأمني ​​والعمل المشترك مع مصر في الحفاظ على أمن الحدود".

"ومن الواضح أن الجانبين، المصري والإسرائيلي، كانا قد توصلا إلى توافق مسبق بشأن هذه المسألة".

إذ تتفهم مصر أنه في إسرائيل أيضا يوجد شارعٌ يعاني، وجمهورٌ يشعر بالألم، ويطالب بتوضيحات لما حدث، وفق التقرير.

وقال موقع "زمان": "لكي تدرك إلى أي مدى هناك حساسية لدى الرأي العام المصري من أي تواصل مع إسرائيل، عليك أن تتأمل الحالة التالي ذكرها".

وتابع أنه في مايو/أيار 2023 "انتشرت شائعات في مصر بأن وزارة الآثار سلمت إسرائيل عددا من المومياوات والتوابيت الفرعونية، لتُفحَص بأجهزة التصوير المقطعي المحوسب في أحد المستشفيات الإسرائيلية".

وقد أثار هذا الخبر ضجة في مصر، وبالفعل تحدث محبو نظرية المؤامرة عن أن الهدف من ذلك هو نقل كنوز تاريخية مصرية إلى إسرائيل، حسب التقرير.

وبعد انتشار هذه الشائعات، "أُجبر رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار في مصر، مؤمن عثمان، على الخروج علنا ونفى هذه المزاعم".

وأكد عثمان أن "هذا الأمر عار تماما من الصحة، وأنه لم تخرج أي قطعة أثرية من مصر للفحص أو الدراسة".

وناشد المسؤول المصري "جميع وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية ‏في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة بين المواطنين".

وأردف الموقع العبري: حسنا، اتضح بالفعل أنه جرى فحص تابوتين فرعونيين في المركز الطبي "شعاري تسيديك" في القدس، إلا أنهما أتيا من "متحف إسرائيل" في المدينة، وليس من مصر.

استسلام للواقع

ويرى موقع "زمان" أنه "بالنسبة للمراقبين، يبدو أن السلطات في القاهرة قد استسلمت لهذا الوضع من الانفصال بين الحكومة والرأي العام المصري في كل ما يتعلق بإسرائيل".

ومع ذلك، تشير دراسة حديثة نُشرت أخيرا إلى عملية تغيير جذري في محتوى المواد الدراسية المصرية فيما يخص إسرائيل، وفق التقرير.

وأجرى هذه الدراسة المعهد الدولي للبحوث والسياسات IMPACT-se، الذي يحلل الكتب المدرسية في العالم فيما يتعلق بمحتويات السلام والتسامح، بمشاركة أوفير وينت، الخبير في الشأن المصري والباحث الرئيس في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS).

وتضمنت الدراسة تحليلا لـ27 كتابا مدرسيا نشرته وزارة التربية والتعليم المصرية بين عامي 2018 و2023، حسب التقرير.

وخلصت إلى أن "هناك تحسنا كبيرا فيما يتعلق باليهود واليهودية في الكتب المدرسية المصرية التي أعيدت كتابتها كجزء من إصلاح المناهج".

وحسب التقرير، فإن عملية إعادة الكتابة التي تقودها وزارة التعليم المصرية "وصلت حتى الآن إلى الصف الخامس الابتدائي، حيث أُدخلت العديد من المحتويات التي تعزز السلام والتسامح وتشجع على قبول الآخر".

وأضافت الدراسة أن "الكتب المدرسية الجديدة التي نشرت في السنوات الأخيرة لا تتضمن الصور النمطية المعادية للسامية، أو التي تحتوي على دوافع عنف تجاه اليهود وإسرائيل، مثل التي كانت موجودة في الكتب السابقة"، وفق زعمها.

وأوضحت أن "الكتب القديمة كانت تعزو الأفعال السيئة والسمات السلبية إلى اليهود، مثل الاحتيال والجشع والغدر، بينما استبدلت الكتب الجديدة ذلك بوضع قيم التسامح والتعايش، التي تؤكد على الأسس المشتركة بين الإسلام واليهودية".

تبديل المناهج

وأضاف موقع "زمان" أن "طوال سنوات حكم الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، كانت وزارة التربية والتعليم المصرية تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين، كجزء من تقسيم السلطات لإسكات الأصوات المعارضة للحكم العسكري العلماني"، وفق زعمه.

لكن "من ناحية أخرى، نرى في عهد السيسي رغبة حقيقية ونية لتغيير الكتب، نظرا لاعتراف النظام المصري نفسه أن مضمون هذه الكتب يضر به قبل أي شيء"، حسبما أوضح نائب مدير المعهد الدولي للبحوث والسياسات، إريك أغاسي.

"ومن الأمثلة المذكورة في الدراسة، هو إعادة كتابة كتاب لمادة التاريخ، وصفت نسخته القديمة حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر) بأنها دينية بين اليهود والمسلمين"، وفق التقرير.

وأضاف الموقع العبري أن النسخة القديمة من الكتاب المصري "وصفت اليهود بالخونة، مع وجود اقتباسات من القرآن لدعم هذا الادعاء".

أما الكتاب الجديد -الذي كُتب في عهد السيسي- فيقدم صورة مناقضة تماما "تعزز التعايش بين الإسلام واليهودية، حيث صوّر النبي محمد كشخص يسعى إلى التعايش والرحمة تجاه اليهود"، وفق موقع "زمان".

وعلى العكس من ذلك، انتهى الدرس الذي صممه الإخوان المسلمون بواجب مدرسي على الطالب أن يحله، وفق زعم الموقع.

وهو الإجابة على سؤال "ما الذي يتميز به اليهود؟"، عبر اختيار كلمة واحدة من هذه الثلاث كلمات: الصدق أم الغدر أم الإخلاص؟

أما الكتاب الجديد فنجده يُنهي هذا الدرس بالواجب التالي: "اكتب أمثلة تعكس علاقات الاحترام والتسامح والتعاون مع اليهود، بناءً على قصص النبي محمد في المدينة المنورة، مع مناقشة أهمية تطبيق هذه القيم في حياتنا اليومية".

وختم الموقع العبري بالقول إن "التغيير في المناهج وصل إلى الصف الخامس، ما يعني أنه في غضون جيل أو جيلين، سيكون التغيير ملحوظا"، بحسب تقديره.