انتصار للإسلام وصفعة للغرب.. فرحة عارمة بفوز الرئيس أردوغان بولاية جديدة

12

طباعة

مشاركة

بقدر ضراوة المعركة الانتخابية في تركيا وتشعبها والترقب الإقليمي والدولي لنتائجها، جاءت الحفاوة الواسعة بإعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان لولاية جديدة تمتد 5 سنوات بعد فوزه في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي جرت في 28 مايو/أيار 2023.

الهيئة العليا للانتخابات أعلنت حصول أردوغان على 52.14 بالمئة من أصوات الناخبين بينما حصل منافسه كمال كليتشدار أوغلو على 47.86 بالمئة.

ومن شرفة القصر الرئاسي بعد إعلان النتائج الأولية لفوزه في الانتخابات الرئاسية، قال أردوغان، إن "العدل هو أساس الملك في حكمنا ولن نغير هذا المبدأ"، مؤكدا أن تركيا "تمكنت من التصدي للقيود والعراقيل والدسائس وأن الشعب نجح في إثبات نضجه".

وألقى أردوغان كلمة أولى من على سطح حافلة في إسطنبول، قائلا وسط حشد من أنصاره قبالة مقر إقامته: "عهدت إلينا أمتنا مسؤولية حكم البلاد للسنوات الخمس المقبلة".

وأدت حشود مهيبة صلاة الفجر في مسجد آياصوفيا التاريخي في مدينة إسطنبول، الذي أعاده أردوغان مسجدا بعد أن تحول إلى متحف، بعد ساعات على إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية، وردد المصلون التكبيرات بصوت عال قبل وبعد أداء صلاة الفجر.

وشاركهم في الحفاوة ناشطون على تويتر، إذ توالت التبريكات والتهاني بفوز أردوغان بفترة ولاية جديدة، وعدوه انتصارا للديمقراطية وصفعة للأنظمة الديكتاتورية الحاكمة ومؤيديها، ووصفوا الحدث بأنه "عرس ديمقراطي".

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #فوز_أردوغان، #أردوغان_ينتصر، وغيرها، أعربوا عن سعادتهم بالفوز الساحق والمستحق لأردوغان، مؤكدين أنه حصل عليه بنزاهة وشفافية، وأنه سياسي محنك نهض بتركيا ويستحق إعادة انتخابه.

وأشاد ناشطون بقدرة الأتراك على المحافظة على مكتسباتهم وجرأتهم في ترسيخ ديمقراطيتهم، وتمنوا العقبى لباقي البلدان العربية والإسلامية، والسحق للغرب وتجار القضايا وحكام الأنظمة الديكتاتورية. 

التهاني توالت من زعماء العالم وشخصيات وحركات عربية وإسلامية للرئيس أردوغان بفوزه بالرئاسة، أبرزها أمير قطر تميم بن حمد، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ورابطة علماء فلسطين، وحركة "النهضة" التونسية، والأمم المتحدة.

فوز الديمقراطية

وتفاعلا مع الأحداث، بارك الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، انتصار أردوغان، وعده "فوزا للديمقراطية"، قائلا إن "تركيا تعطي للعالم أروع الدروس في تسيير هذا النظام السياسي المتميز".

وتمنى العقبى لكل الشعوب العربية والإسلامية أن ينهجوا على منوال الشعب التركي؛ شعب المواطنين بامتياز.

وأوضح عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين، محمد الصغير، أن اليوم 29 مايو 2023 أول أيام حكم الرئيس أردوغان في عهدة جديدة، ويصادف الذكرى 570 لفتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح في 29 مايو 1453.

وقال: "بذلك يبدأ العهد الجديد استكمالا للفتح القديم، ومعلوم أن الفتح الثاني لمسجد آيا صوفيا كان على يد أردوغان، فاللهم اجعله على خطى الفاتح، وافتح له وبه".

وأثنى السياسي والحقوقي المصري، أسامة رشدي، على فوز أردوغان بولاية جديدة مستحقة وبفارق مريح من الأصوات، قائلا: "فازت الديمقراطية التركية ووجه الشعب التركي صفعة قوية للأنظمة الفاشية العسكرية التي تتخبط في الفشل والاستبداد".

ورأى أن "تركيا تؤكد من جديد أن الحكم المدني الديمقراطي قادر على النهوض بالدول بالتنمية والتصنيع والتصدير والتعليم والصحة وحقوق الإنسان والحريات"، مباركا لتركيا وشعبها، "ولا عزاء لسدنة الاستبداد الذين أفقروا شعوبهم واستعبدوهم".

وأشار المسؤول السابق بوزارة الصحة المصرية، مصطفى جاويش، إلى أن "أردوغان فاز ثلاث مرات، الأولى فى نجاح عملية الانتخابات الديمقراطية دون أية مشاكل وبصورة أبهرت العالم أجمع، والثانية بدخوله جولة الإعادة لأول مرة فى تاريخ تركيا، والثالثة عند إعلان فوزه فى الجولة الثانية بنسبة أكثر من 52.87 بالمئة".

حشود مهيبة

وأشاد ناشطون بالحشود المهيبة وتحدثوا عن لذة طعم الفرح ونشوة الانتصار، صابين جام غضبهم على الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة التي حرمت شعوبهم من معايشة الديمقراطية.

وأشار الكاتب الصحفي والمحلل السياسي التركي، محمد كنبكلي، إلى أن "الأتراك يهزون أركان جامع آيا صوفيا بالتكبير قبل صلاة الفجر والجامع يمتلئ على آخره لصلاة الفجر".

وبث رئيس تحرير جريدة "الشرق"، جابر الحرمي، مقطع فيديو يظهر حشودا غفيرة تجتمع عند المجمع الرئاسي في أنقرة احتفالا بفوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة تمتد حتى 2028. وعرض الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، صورا ومقاطع فيديو تظهر الحشود المهيبة التي خرجت احتفالات بفوز أردوغان في بعض المدن التركية، مؤكدا أن "سهرة فرحة الفوز صباحي".

وأوضح أن "تركيا لم تنم وسهرانة حتى مطلع الفجر بكافة الولايات ابتهاجا بفوز الطيب أردوغان برئاسة الجمهورية"، قائلا: "لذيذ جدا طعم الديمقراطية، وزكية رائحة الكرامة والحرية، لعن الله قهر المواطن والوطن بالاستبداد والديكتاتورية".

كما عرض أحد المغردين، مقطع فيديو، يظهر حشودا كبيرة تؤدي صلاة الفجر في آيا صوفيا وأصوات التكبيرات تهز أركانه يا الله، بسم الله، الله وأكبر.

وقال: "سبحان الله اليوم تمر علينا ذكرى فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح الذي حول آيا صوفيا إلى مسجد وأعادها أردوغان إلى مسجد بعدما تحولت إلى متحف، رحم الله محمد الفاتح".

وأشار الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إلى أن أول عبارة نطق بها أردوغان أمام شعبه هي ""يا الله، باسم الله، الله أكبر"، في كلمته من أمام بيته في إسطنبول، وبها يفتتح العهد الجديد للمئوية التركية.

الرابحون والخاسرون

وبرز حديث ناشطين عن ارتدادات فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية على المنطقة وباقي الشعوب العربية والإسلامية، راصدين الرابحين والخاسرين من وراء هذا الفوز.

وتحت عنوان "الرابحون من فوز أردوغان التاريخي اليوم"، أوضح رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان، أنهم تركيا وشعبها، وشعوب دول الربيع العربي، في سوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن، الذين حفظ لهم الأمل، وحمى ظهورهم، وألهمتهم تجربته الناجحة في تركيا.

وأضاف أن "الدول الرابحة من فوز أردوغان، هي أذربيجان، كوسوفو، ألبانيا، البوسنة والهرسك، أوكرانيا، باكستان، الكويت، قطر، السعودية، عمان، ليبيا، فلسطين، أفغانستان، السودان، الجزائر، الصومال، إثيوبيا، دول إفريقيا جنوب الصحراء، فنزويلا، والبرازيل".

وبين سلطان أن "الخاسرين من فوز أردوغان، هم بشار الأسد ـ حزب الله اللبناني ـ إيران ـ الحكومة الطائفية في العراق، أرمينيا، الاتحاد الأوروبي بكامله، صربيا،اليونان، إسرائيل، خليفة حفتر، الحوثيون، حزب (بي كا كا) الإرهابي، تنظيم الدولة وأخواتها".

وأشار إلى أن "مصر والإمارات كانت مواقفهما مترددة وكانتا تنتظران نتيجة الانتخابات لتحديد اختيارها".

وقال الكاتب والصحفي الأردني، ياسر أبو هلالة: "لعل ضحايا الثورة المضادة من السوريين والمصريين واليمنيين والتونسيين.. كانوا الأكثر فرحا بفوز أردوغان".

وأضاف أن "أردوغان آمنهم واحتضنهم ومنحهم الملاذ والجنسية في الوقت الذي بنت المعارضة خطابها على التحريض عليهم والوعيد لهم بالترحيل، ووقف ضمن قدراته مع الربيع العربي ومع فلسطين ولم يخذلهم ولم يخذلوه".

وأكد الكاتب والصحفي السوري، أحمد موفق زيدان، أن "تركيا لم تفز ولم يفز أردوغان فقط، بل فازت سوريا الثورة وفلسطين المحتلة وليبيا والعراق ومصر والسودان والصومال وكل المظلومين".

وبشر قائلا: "سنحتفل معا بالنصر بإذن الله في ساحات بني أمية وكل ساحات الأمة الإسلامية"، مباركا نصر تركيا ومهنئا "كل أحرار العالم بفوز أردوغان ولا عزاء للمتربصين".

هزيمة للغرب

ورأى ناشطون في فوز أردوغان هزيمة للغرب وقوى الشر والمؤامرات وأبواقهم الإعلامية.

ولفت الكاتب والإعلامي أحمد منصور، إلى أن "الشعب التركي أجبر كل من قاموا بمحاربة أردوغان في السر والعلن وتعهدوا بإسقاطه وعلى رأسهم الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، على تهنئته وتمنوا التعاون معه".

وكتب فارس الثريا: "فاز أردوغان يا سيد بايدن، فاز وخسرت المعارضة التي دعمتها بالمال والحال. فاز الطيب وخسر الخاسر، فاز السلطان وخسر الرؤساء والملوك والوزراء، فازت الديمقراطية وخسرت الإملائية، فاز الإسلام وخسر الفساد.. نعم كل هذا حدث في تركيا وأنا لست تركيا". وخاطب الإعلامي عاطف دلغموني، الرئيس الأميركي قائلا: "السلطان أردوغان باق يا بايدن رئيسا لكل الأتراك بمن فيهم الأكراد، أما أنت فستزول عن الكرسي العام القادم ولسوف نرى من يبقى ومن يزول". وأشار أحد المغردين، إلى أن "الغرب تكالب على أردوغان لإسقاطه أكثر من مرة، ولكن عندما ترتكز الزعامات على ديمقراطية حقيقية وشعب يختلف على كل شيء سوى الوطن عندها تسقط جميع المؤامرات وينتصر الوطن".

نصر للإسلام

وعد ناشطون انتصار أردوغان بمثابة فوز للإسلام السياسي، وتأكيدا على رغبة الشعوب في ممارسته، وصفعة للغرب وأفكارهم التي يحاولون فرضها على الشعوب.

وكتب الناشط السياسي التركي محمد أردوغان: "اليوم انتصر الفكر الإسلامي على الفكر العلماني".

وقال رئيس تحرير شبكة "مسكان" الإخبارية، سلمان عامر الجوعانه، إن "انتصار أردوغان هو انتصار للإسلام السياسي، وانتصار لكل المسلمين في الغرب، وهزيمة عظيمة للتحالف العلماني الغربي".

وبشر بأن "الأذان لن ينقطع عن مآذن إسطنبول، وسنشهد تخريج حفظة القرآن في تركيا كل عام بإذن الله".

وقال الكاتب القطري، محمد فهد القحطاني، إن "الديمقراطية تنتصر في تركيا مع وجود الإسلام السياسي ومشاركته بقوة فيها وتصدره المشهد السياسي هناك، وتفشل الديمقراطية في الوطن العربي في سنة أولى ديمقراطية بدعوى وجود الإسلام السياسي فيها".

وتساءل: "هل العيب في الإسلام السياسي أم في الاستبداد السياسي العربي الذي لا يريد أن يزاحمه أحد في تصدر المشهد والسيطرة على كل مفاصل الدولة والاستحواذ على كل السلطات فيها؟"

وعد سهيل سرور، فوز أردوغان برئاسة تركيا، نصر من الله وفتح مبين، قائلا: "انتصرت تركيا، انتصرت الإرادة الحرة في كل مكان، وحزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي يقدم أبهى صورة لنموذج الإسلام السياسي (رغم حملات التشويه التي يشنها القومجيين والعلمانيين)". ورأى ماهر عبدالرحيم، فوز الرئيس أردوغان "رسالة قوية" للغرب الصليبي المُلحد، مفادها أنه "لا مجال ولا فرصة أمامكم إلا التفاهم والتعايش مع الإسلام السياسي، الذي يُمثّل هوية وإرادة أمتنا، إما أن تفهموا أو أنّكم ستُذعنون قريبا رغم أنوفكم!". وكتب إبراهيم الفلامرزي: "شاء من شاء، وأبى من أبى، سيظل أردوغان علامة فارقة في التاريخِ، وسيرحل الذين تآمروا عليه ويطويهم التاريخ إلى الأبد... أردوغان حطم الحواجز القومية، وأصبح ظاهرة إسلامية عامة فيها شعور بترابط الأمة ووحدتها".