جرائم صهيونية.. غضب من مناورات إسرائيلية وتصعيد ضد الأسرى وذوي الشهداء

12

طباعة

مشاركة

أحداث عدة تشهدها الساحة الفلسطينية، أبرزها تصاعد معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال، ونقل الأسير وليد دقة (60 عاما)، من عيادة مستشفى سجن الرملة إلى مستشفى "أساف هروفيه" في تل أبيب بشكل عاجل، ورفض الاحتلال الإفراج المبكر عنه.

وأجلت "لجنة الإفراج المبكر" التابعة لمصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، في 24 مايو/أيار 2023، ردها بشأن طلب محامي الدفاع عن الأسير دقة المضرب عن الطعام والدواء احتجاجا على تعرضه للإهمال الطبي، لتاريخ 31 من الشهر ذاته.

دقة معتقل في سجون الاحتلال منذ  2 مارس/آذار 1986، وهو من بلدة باقة الغربية في إسرائيل، ويُعد أحد الأسرى البارزين والأقدم، ويعاني من مرض سرطان النخاع الشوكي منذ ديسمبر/ كانون الأول 2022.

ويعاني أيضا من مشاكل صحية أخرى تشمل مشاكل التنفس والتهابا في الرئة اليمنى، وصدر بحقه حكم إسرائيلي بالسجن المؤبد، وتم تحديد فترة الحكم في وقت لاحق بمدة 37 عاما، وفي 2018 أضيف عامان ليصبح إجمالي فترة الحكم 39 عاما.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قد أصدر تعليماته لمصلحة السجون بفحص كيف تم قبول عرض دقة على "لجنة الإفراج المشروط العادية"، وليس على "لجنة الإفراج المشروط عن المخربين".

ونشر الوزير المتطرف تغريدة على حسابه في "تويتر"، وصف فيها دقة بأنه "مخادع"، مشيرا إلى أنه "يجب أن يموت في السجن".

بدورها، ردت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، على تصريحات ابن غفير، بالقول إن الشعب الفلسطيني لن يقبل أن يكون أسيره قتيلا، محذرة السلطات الإسرائيلية من وفاة دقة، بعد أن تم تشخيص حالته الصحية بـ"الخطيرة جدا".

واتهمت حركة المجاهدين الفلسطينية، "العدو الصهيوني" بممارسة سياسة القتل البطيء مع الأسير دقة، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.

ومن بين الأحداث التي تشهدها الساحة الفلسطينية، تفجير قوات الاحتلال الإسرائيلي في 23 مايو 2023، منزل عائلة الشهيد معتز الخواجا في بلدة نعلين شمال غربي رام الله وسط الضفة الغربية، واعتقال 14 فلسطينيا من عائلة واحدة داخل الخط الأخضر.

وعلى المستوى الميداني، وعلى الصعيد السياسي والعسكري، أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن  جيش الاحتلال الإسرائيلي سينظم مناورة عسكرية في شمال فلسطين المحتلة، في 28 مايو/أيار 2023، "ستحاكي حربا مع حزب الله".

وأشارت إلى أنها تأتي ردا على المناورة العسكرية التي نفذها "حزب الله" اللبناني في 21 مايو ببلدة عرمتي على بعد 20 كيلومترا من "الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان والكيان المحتل، بحضور وسائل إعلام محلية ودولية، مطلقا عليها اسم "سنعبر".

وتفاعل ناشطون على تويتر مع الأحداث، إذ شككوا في أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن مناوراته القادمة ما هي إلا عملية إلهاء وتشتيت انتباه عن جرائم كبير قد يرتكبها في غزة، ربما يستهدف فيها قادة بارزين في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم عدة أبرزها #فلسطين، حذروا من أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عسكريا وسياسيا وإعلاميا على الجهة الشمالية والحديث عن حرب ضد "حزب الله"، قد يكون مناورة لصرف الانتباه عن أهداف أخرى داخل قطاع غزة.

وأعرب ناشطون عن تضامنهم مع الأسير دقة، مستنكرين استهداف الاحتلال للأسرى الفلسطينيين ومحاولة تصفيتهم بمنع العلاج والدواء عنهم مما يدفعهم للجوء للإضراب عن الطعام احتجاجا على النهج الإسرائيلي.

وطالبوا بالإفراج الفوري عن الأسرى وعلى رأسهم دقة لسوء حالته الصحية، معربين عن جام غضبهم من استهداف الاحتلال لذوي المقاومين وتفجير منازلهم والانتقام منهم، ومعلنين ترقبهم لموقف السلطة الفلسطينية من أشكال "التصعيد الصهيوني" كافة.

جريمة صهيونية

وتفاعلا مع الأحداث، أكد الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن إصرار ما يسمى مصلحة السجون الصهيونية على تجاهل معاناة دقة، وإهماله طبيا ما يعرّض حياته للخطر، "جريمة صهيونية جديدة، وسلوك عنصري فاضح لحكومة الاحتلال".

ودعا القانوع "المؤسسات الحقوقية والإنسانية كافة إلى التحرك العاجل لحماية أسرانا الأبطال من انتهاكات الاحتلال الصهيوني، ووقف سياسة الإهمال الطبي التي يمارسها الاحتلال".

ونقلت ديانا ناصر، عن زوجة الأسير المريض، سناء دقة، قولها إن "حملة التحريض المسعورة ضد وليد من الاحتلال متوقعة وغير المتوقع هو صمت وعجز القيادة الفلسطينية والمستوى السياسي عن تحرير الأسرى أو على الأقل خلق حالة من الضغط لعلاجهم". واستنكر حجوج أيوب، مواصلة المتطرف ابن غفير، تحريضه ضد الأسرى الفلسطينيين، وخصوصا الأسير المريض بالسرطان دقة، والذي تدهور وضعه الصحي في الآونة الأخيرة، وقوله إنه "يجب أن ينهي حياته في السجن". وطالبت المغردة رغدة، بالحرية للقائد وليد دقّة، مناشدة بـ"الحرية لأبو ميلاد جبل فلسطين الصامد". وكتب أحد المغردين: "نحن مقصرون في حق الأسرى ونعلم أن المقاومة تبذل كل جهدها". وذكرت مغردة أخرى، بقول دقة: "إن مسيرة النضال هي ذاتها مسيرة المعرفة، فهي مسيرة باردة يعتريها الشعور بالوحدة والخوف من المجهول. في حالة السجن كما في حالة الحصار، قمة النضال هو أن تبقى قادرا على السؤال، وأن تكون مستعدا حتى للنوم في فراش أسرك".

حذر ويقظة

وحذر ناشطون من أن الاحتلال يحضر للغدر بجبهة من الجبهات، وشككوا في أن تصعيده مع حزب الله "مناورة"، مستنكرين تضييق الخناق والحصار على غزة وأهلها.

وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية، عدنان أبو عامر: "بينما تتوجه تهديدات الاحتلال نحو لبنان، فإن غزة ليست غافلة عن خديعة قد يتسلل منها الاحتلال للفت أنظارها عن هدفه الحقيقي بإشغالنا بالنظر شمالا، فيما يستعد لاستدارته جنوبا".

وأكد أن الحذر واجب، لكن الشمال قد يشهد تحضيرات لشيء ما، تحقيقا لفرضية "حرب لبنان الثالثة" أو "حرب الشمال الأولى".

وحذر الناشط رعيد علي، من أن "العين والأذن على الجنوب، وأن التصريحات نحو الشمال والتحليلات والتسريبات الحربية للمراسلين العسكريين عملية تضليل كبيرة ومركزة تجتاح كل الأستوديوهات الإخبارية الصهيونية"، مؤكدا أن "الحذر واليقظة واجبة". ورأى السياسي فايز أبو شمالة، أن بدء الجيش الإسرائيلي مناوراته في 28 مايو 2023 شمال فلسطين، واستمرارها لمدة أسبوعين "غطاء للمفاجآت". وكتب محمد سعيد نشوان: "يبدو أن الاحتلال يعد لعدوان جديد وكبير على غزة.. طائرات الاستطلاع لم تتوقف عن التحليق منذ أيام وبشكل مكثف.. اليوم كانت تصريحات جديدة لوزير الدفاع (يوآف غالانت) بأن الهدف الجديد الذين يستعدون له معقد وصعب.. ويأمر قواته الجوية بأن يكونوا على استعداد كامل في كل لحظة". وأكد المحامي محمد أبو ريا، أن "إسرائيل تنشر معلومات مضللة للانفراد بجبهة واحدة، ويبدو أن نتنياهو على وشك اتخاذ قرار مغامرة عسكرية الأخطر في تاريخ إسرائيل". وأشار الكاتب والداعية جهاد حلس، إلى أن "طائرات الغدر الإسرائيلية تملأ أجواء غزة بصوتها المخيف"، داعيا الله أن يحفظ غزة من كل شر يُراد بها ومن كل مكر يحاك لها. واستنكر الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، "دراسة العدو حظر دخول بضائع لقطاع غزة، في تشديد إضافي للحصار الظالم"، مشيرا إلى أن سلطات العدو تدرس تقليص استيراد البضائع التي تصنفها مزدوجة الاستخدام "عسكري ومدني".

قمع صهيوني

وتداول ناشطون صورا لمنزل الشهيد معتز الخواجا بعدما هدمه جيش الكيان تظهر أثار الدمار التي خلفها، وأعادوا نعيه ورثاءه مرة أخرى وذّكروا بما ألحقه من هزيمة في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت حركة حماس، قد عدت هدم الاحتلال لمنزل ذوي الشهيد "جريمة صهيونية تؤكد عجزه عن وقف ثورة شعبنا في الميدان"، مؤكدة أن "الاحتلال لن يفلح في زعزعة إيمان الشعب بالمقاومة وإرادته في الدفاع عن أرضه ومقدساته وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك".

وقالت: "إن شعبنا الذي احتضن المقاومين سيواصل تضميد جراح عائلاتهم وبناء ما يهدمه الاحتلال المجرم، وسيواصل انتصاره للقدس والأقصى بتصعيد المقاومة وعملياتها البطولية، والثأر لدماء الشهداء، والوفاء لتضحيات عائلاتهم، والسير قدما حتى التخلّص من الاحتلال الصهيوني الفاشي".

الكاتب والباحث أحمد سليمان العمري، قال إن الاحتلال يقمع الفلسطيني بكُل ما أتي من ظلم وتجبُر، في محاولة يائسة بائسة لإخماد رد المقاومة على احتلاله وانتهاكاته، متسائلا: "بماذا يرُدّ عباس على حكومة العدو؟"

وكتب المغرد أبو بلال: "لكي لا ننسى. معتز الخواجا ابن مدينة رام الله وبالأخص بالذكر ابن بلدة نعلين، منفذ عملية ديزنغوف البطولية التي أصيب بها 5 صهاينة على الأقل، تقبلك الله في عليين سيدي الشهيد". ونقلت الناشطة كاتيا ناصر، عن والد الشهيد، قوله عقب تفجير قوات الاحتلال لمنزله: "لن أتأسف على بيت، وأنا ابني معتز". وقال أحد المغردين: "هدموا الدار بعدك يا معتز ، ولم يهدموا عزيمة أهلها فوالله لو هدموا البيوت فلا نبالي فإنا من ثبات قد جبلنا." وأكدت المغردة نور، أن "سياسة هدم بيوت الشهداء عبثية ولم ولن تفلح في ردع الأبطال، وستبقى جذوة المقاومة مشتعلة".