مايكروسوفت تفصل ابتهال وأديس أبابا تطرد سفير إسرائيل.. إفريقيا تنصر غزة والغرب ينحاز للإبادة

منذ ٣ أشهر

12

طباعة

مشاركة

في تغير واضح في الموقف الإفريقي من إسرائيل، تعرض سفير تل أبيب لدى إثيوبيا أبراهام نغوس للطرد من مؤتمر بالعاصمة أديس أبابا، يتناول الإبادة الجماعية برواندا، في وقت يتواصل فيه التواطؤ الغربي مع الاحتلال ضد غزة.

الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي طردت في 7 أبريل/نيسان 2025، من مؤتمر نظمه الاتحاد بقاعة مانديلا بعد الاعتراض على حضوره، وتوقف الاجتماع حتى مغادرته.

وجاء ذلك في ظل تكثيف الاحتلال لحرب الإبادة الجماعية المستمرة بالقطاع والتي عاد لها منذ 18 مارس/آذار 2025، بشن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدفت معظمها مدنيين بمنازل وخيام تؤوي نازحين.

وشكل عام 2024 ذروة التضامن الإفريقي مع غزة ومقاومتها، واتسعت دائرة اهتمام القارة رسميا وشعبيا بالقضية الفلسطينية، وارتفعت الأصوات في غالبية بلدانها، للمطالبة بمحاسبة "إسرائيل" ووقف جريمة حرب الإبادة.

وانتصرت القمة الإفريقية الـ37 لرؤساء وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، للقضية الفلسطينية عبر طرد الوفد الإسرائيلي الذي حاول التسلل لجلسات القمة، كما احتفت بالوفد الفلسطيني الذي كان يرأسه حينها رئيس الوزراء محمد اشتية.

وأدان الاتحاد الإفريقي بالإجماع "الحرب الوحشية واستخدام القوة المفرطة ضد 2.2 مليون مدني في غزة"، وطالب إسرائيل بالاستجابة للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار في القطاع، والامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وبدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية حماس بطرد السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا وعدتها خطوة تنسجم مع قيم ومبادئ الاتحاد، ومواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية"، داعية إلى مقاطعة شاملة للاحتلال ومنعه من تبييض جرائمه عبر المنصات الدولية. 

وأكدت أن وقاحة "الكيان الصهيوني المحتل بلغت حدا غير مسبوق، بإرساله سفيرا ليمثله في مؤتمر يناقش الإبادة الجماعية، بينما يرتكب جيشه الهمجي إبادة جماعية بشعة وغير مسبوقة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".

وفي المقابل، يتواصل التماهي والتواطؤ الأميركي الغربي مع الاحتلال، وكانت آخر شواهده فصل شركة مايكروسوفت مبرمجتين فضحتا خدمة الشركة لإسرائيل في إبادة أهل غزة.

وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن شركة مايكروسوفت فصلت مهندسة البرمجيات المغربية ابتهال أبو السعد وزميلتها فانيا أغراوال، بعد احتجاجهما على تزويد الشركة لـ"إسرائيل" بأنظمة ذكاء اصطناعي تستخدم في إبادة الفلسطينيين.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية في 7 أبريل، أن مايكروسوفت فصلت الموظفتين بعد احتجاجهما خلال احتفال الشركة بالذكرى الـ50 لتأسيسها في الرابع من نفس الشهر، والذي حضره أبرز مؤسسيها بيل غيتس.

وتفاعل ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بقوة مع الحديثين؛ إذ برزت الإشادة بموقف الاتحاد الإفريقي المناهض للاحتلال الإسرائيلي والرافض لوجود ممثله في مؤتمراته، متمنين أن يشهدوا مواقف مماثلة من الأنظمة العربية الحاكمة والمؤسسات العربية.

وأعربوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس"، "فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_الفاضحة، #مايكروسوفت، #ابتهال_أبوالسعد، وغيرها، عن استيائهم من فصل الشركة للموظفتين اللتين فضحتا عمالتها للاحتلال.

وأكد ناشطون أن ابتهال المغربية وزميلتها استخدمتا حقهن فى التعبير عن رأيهن وأعلنتا عن موقفهن الرافض لاستخدام علمهن وخبراتهن في إبادة الفلسطينيين، مستنكرين أن تصدر شركة أميركية في دولة تدعي حرية الرأي وحقوق الإنسان قرار فصل تعسفي بحقهن.

نتاج العربدة

وتعليقا على  طرد السفير الإسرائيلي من مقر الاتحاد الإفريقي، قال الكاتب طلال القشقري، "لعلّ الطرد الأكبر يأتي قريبا وهو طردها من فلسطين وتتقطع كما أمر الله أسباطا أمما في الأرض".

وعد الكاتب نبيل البكيري، طرد السفير الإسرائيلي من القمة المنعقدة في أديس أبابا نتيجة طبيعية للعربدة الصهيونية في غزة، ومؤشر واضح على استقلال قرار القارة بعيداً عن التوجهات الغربية.

وأشار إلى أن الاتحاد الإفريقي مؤسسة إقليمية وازنة تعكس حقيقة المرحلة الجديدة للأمم الإفريقية الحرة.

وقال الكاتب إسماعيل المدني، إن من الإفرازات الإيجابية لطوفان الأقصى التي ينكرها الصهاينة العرب هي طرد سفير الكيان الصهيوني في إثيوبيا من اجتماع دول الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا.

وأضاف أن "الصهاينة يحاولون منذ عقود تلميع صورتهم لحضور اجتماعات الاتحاد الإفريقي، وها هي الآن تذهب مع الريح".

ووصف أحد المغردين، طرد السفير بأنه "صفعة دبلوماسية قوية لإسرائيل!".

وكتب أحد المغردين: "أوقح بشر هم عصابة إسرائيل الصهيونية القتلة المجرمين مجرمو الحرب السفاحون الإرهابيون منبوذون من معظم دول العالم باستثناء الحليفة أميركا الصهيونية".

تقزيم للعرب

وبينما رأى ناشطون أن طرد السفير لدى إثيوبيا من مؤتمر أديس أبابا تطور عظيم من إفريقيا في رفض العدوان الإسرائيلي على غزة وأحد درجات التصعيد ضد الاحتلال، استنكر آخرون أن مثل هذه المواقف لم تصدر من الأنظمة العربية وتمنوا أن تنتهج الحكومات المطبعة النهج ذاته.

ولفت رويشان القاضي، إلى أن الدول الرافضة لوجود السفير الإسرائيلي في مقر الاتحاد الإفريقي: "إفريقية وليست عربية".

وكتب الكاتب ناصر بن راشد النعيمي: “لله درّ إفريقيا، أين طرد السفير الإسرائيلي من عواصم التطبيع؟”

ورأى شبراوي خاطر، أن "دولة جنوب إفريقيا تقزّم قادة الدول العربية، وتصر على طرد السفير الإسرائيلي من حضور جلسات الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا".

واشار عادل حداد، إلى أن الاتحاد الإفريقي يلقّن سفير الاحتلال الإسرائيلي درسًا قاسيًا أمام كاميرات العالم، في مشهد لا تجرؤ عليه الدول العربية "المطبعة".

ولفت إلى أن طرد السفير كان مدوّيًا، حيث رافقه الحراس خارج القاعة وسط دهشة الحضور وتصفيق الكثير منهم، مؤكدا أن "الرسالة وصلت: إفريقيا تعرف جيدًا من يقف مع الحرية.. ومن يقف مع الاحتلال!".

تنديد واستنكار

وأيضا، تفاعل ناشطون كذلك مع نبأ فصل مايكروسوفت للمهندسة المغربية ابتهال أبو السعد وزميلتها الهندية فانيال أغروال بعد احتجاجهما على تزويد الشركة الجيش الإسرائيلي بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ووصف المغرد خالد، الموضوع بالكارثي، وعد ما تفعله مايكروسوفت شيئا إجراميا بحق البشرية كلها وليس فقط الفلسطينيين، مؤكدا وجوب إبراز المشكلة للناس ومحاربتها لإيقافها.

واستنكر عضو رابطة الكتاب الأردنيين محمد حسن العمري، فصل مايكروسوفت لابتهال بسبب احتجاجها الرصين في احتفالية اليوبيل الذهبي بحضور مؤسسها بيل غيتس الذي استمع كاملا لما قالته في الاحتجاج.

وتعجب من أن النتيجة كانت أن "أذكى رجل في العالم يبارك لمؤسسته الخالدة فصل مهندسة حاسوب لاحتجاجها على استخدام الذكاء الاصطناعي في إفناء البشرية!".

وأشار صانع المحتوى التقني حنين شنينة، إلى أن شركة مايكروسوفت فصلت الموظفتين بعد أقل من يوم من موقفهم المشرف، قائلا: "طيروا حساباتهم، وطلعوهم حتى من العالم الرقمي.. والباين إن ما فيش شركة أميركية ثانية هترضى تشغلهم".

ورأى مصطفى الرياحي، أن قرار فصل مايكروسوفت لابتهال التي وصفها بأيقونة الدفاع عن فلسطين بعدما فضحت تواطؤ الشركة مع إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني، "كان متوقعا"، مبشرا بأن القادم أجمل.

طمأنة وتضامن

وفي محاولة لطمأنة ابتهال وإعرابا عن التضامن معها، خاطبها نعيم طاهر، قائلا: "من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه.. سيعوضك الله أفضل وتم فضح مايكروسوفت.. وعار على من لا يزال يعمل هناك".

ووصف أحمد علي يوسف، التخلي عن خدمات المغربية ابتهال بأنه "أشرف فصل في التاريخ".

وذكر علي فوزي بقول الله تعالى في الآية 96 من سورة النحل: "ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ"، مؤكدة أن من ترك شيئًا لله، عوّضه الله خيرًا منه.

وقالت: "ابتهال سابت علشان ربنا، سابت وهي موجوعة.. بس سابت بقلب ثابت ويقين صادق.. قابلي يا ابتهال العوض اللي هيتعجب له أهل السماء والأرض".

قمع الحريات

وتحت عنوان "حرية الكبت والاستبداد" قال الناشط الإماراتي المعارض حميد النعيمي: "مايكروسوفت تحتفل بمرور 50 عامًا على تأسيسها بفصل المهندسة ابتهال أبو السعد، فقط لأنها سلطت الضوء إلى تورط الشركة في تزويد الجيش الإسرائيلي بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: "يبدو أن حرية التعبير داخل مايكروسوفت تعني: تحدث بحرية، طالما أنك توافقنا الرأي.. أو ستطرد".

ووصف أحد المغردين فصل ابتهال، بأنه "شيء وقح متوقع من شركة مايكروسوفت"، ساخرا بالقول: "سلم لي على حرية الرأي والديمقراطية".

ووبخ عبد النجيم، اليمنية الأميركية ماجدة الحداد، التي هاجمت ابتهال واتهمتها بالبلطجة والوقاحة لمجرد تعبيرها عن رأيها.

وعلق على تغريدة الحداد التي أساءت فيها لابتهال بالقول: "هنا تعلم الأثر الحقيقي لما فعلته ابتهال.. الحمقى أمثال ماجدة الذين يتغنون بالحرية، يقفون عاجزين أمام حرية ابتهال في أن تستقيل وتفضح المشاركين في الإبادة تخدم قضية الأمة".

وأشار عبد النجيم، إلى أن الحداد ترى أن التعري في جامعة في إيران هي قمة الحرية، قائلا إن "هذا الوجه القبيح لمن يهاجر ويريد أن يكون الجميع حمقى مثله".

وتساءل الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: “أين اللوائح الداخلية التي تحمي حقوق الموظفين وتضمن حرية الرأي والتعبير؟ أين إجراءات التحقيق والنتيجة طبقا للائحة مؤسسة كبرى؟”

ورأى أن هذه الواقعة كشفت زيف الادعاءات حول العدل وحرية التعبير في أميركا، مؤكدا أن غزة فضحت سراب الحرية المزعومة ووهم الحلم الأميركي!".

وقال أحد المدونين، إن ما فعلته مايكروسوفت ليس فصلاً لموظفة، بل فصلٌ لصوت الضمير عن جسد الشركة، مضيفا أن "ابتهال كانت نبضًا إنسانيًا في آلةٍ قررت أن تبرمج ولاءها على حساب الدم، أن تكتب الأكواد بالحبر الأحمر المسفوك ظلماً". 

وتابع: "هكذا تسقط الأقنعة: شركة تدّعي الذكاء، وتفتقد إلى أبسط أخلاقياته، تزوّد القاتل بالأدوات ثم تفصل من يرفع لافتة "لا للقتل"، مؤكدا أن مايكروسوفت الآن ليست فقط شريكًا في التكنولوجيا، بل شريك في الجريمة.