عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.. كيف يؤثر على الاحتلال الإسرائيلي؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن تداعيات عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، على إسرائيل، في ظل صراعها المستدام مع إيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن "سوريا باتت في وضع يسمح لها بالعودة إلى جامعة الدول العربية بعد أن صوت أعضاء الجامعة على السماح بذلك، في 7 مايو/ أيار 2023".

وأكدت أن "لدى الدول الأعضاء اهتماما بالتحركات الهادفة لحل الصراع في سوريا، والذي يعود إلى أكثر من عقد، عقب اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011".

وألمحت إلى أن "الصراع في سوريا أودى بحياة مئات الآلاف وخلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم"، مشيرة إلى أن "البلدان العربية تريد التحرك لمساعدة مئات الآلاف من اللاجئين النازحين، وخاصة في الأردن".

ودعمت عدة دول إقليمية – تجمعها بإسرائيل علاقات دبلوماسية- عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، بما في ذلك الإمارات والأردن ومصر.

تعزيز التهديد الإيراني

وقالت جيروزاليم بوست: "يمكن أن يكون لعودة سوريا تداعيات على إسرائيل، فإيران تهددنا انطلاقا من الأراضي السورية، كما تهرب الأسلحة أيضا لحزب الله".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن "إسرائيل تجتهد منذ سنوات ضد ترسيخ الدور الإيراني في دمشق، لكن مع عودتها للجامعة العربية وسعي الدول العربية لإنهاء الصراع هناك، فإن الأضواء قد تنتقل إلى التوترات الإسرائيلية-الإيرانية في سوريا".

وأكد التقرير أن "إيران قد تسعى إلى تحويل مواردها من اليمن أو العراق إلى سوريا، لتعزيز تهديداتها لإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، التي تعد القوة الغربية الرئيسة الحاضرة الآن في دمشق".

كما أن إيران قد تحاول استخدام عودة سوريا للجامعة العربية كغطاء لنقل المزيد من الأسلحة إلى الأراضي السورية، في محاولة لاستفزاز إسرائيل، الأمر الذي قد يضع الأخيرة في موقف معقد، حسب الصحيفة.

ونقلت عن تقارير إعلامية أنه "سيتم تشكيل لجنة من مصر والأردن والعراق والسعودية ولبنان للعمل مع الحكومة السورية لإنهاء الصراع".

وجاء في بيان صادر عن الجلسة المغلقة لجامعة الدول العربية أنه "من المتوقع أن يساعد قرارها في تخفيف معاناة الشعب السوري وتمكينه من "تحقيق تطلعاته المشروعة في المستقبل".

وشدد البيان على "ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة، وفق مبدأ خطوة مقابل أخرى".

ونوهت الصحيفة العبرية إلى أنه "من المفترض أن تتماشى الخطوات التالية مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الصادر عام 2015، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار في عموم سوريا".

كذلك، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الأسد سيتمكن من حضور القمة المقبلة لجامعة الدول العربية، التي ستنعقد في 19 مايو 2023، بالعاصمة السعودية، الرياض.

وردّا على سؤال حول إمكانية مشاركة الأسد في القمة، قال أبو الغيط في مؤتمر صحفي في القاهرة: "عندما تُوجه الدعوة من قبل دولة الضيافة المملكة العربية السعودية، وإذا رغب أن يشارك فسوف يفعل".

"فترة من الفوضى"

وأوضحت الصحيفة أن "قرار إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية كان مطروحا منذ أشهر، فقد فتحت مصر، قبل سنوات، قناة اتصال مع المسؤول الأمني في النظام علي مملوك".

وخلال العام 2022، أصبح من الواضح أن الإمارات والسعودية كانتا تتحولان بسرعة بشأن الأزمة السورية، بعد أن أجرت الدولتان جولات تواصل مع نظام بشار الأسد.

وأكدت جيروزاليم بوست أن "الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا، في 6 فبراير/شباط 2023، قدم حافزا لاتخاذ مزيد من الخطوات نحو دمشق".

وزعمت الصحيفة العبرية أن "هدف هذه الدول التي بينها تعاون وثيق في الأصل - مصر والسعودية والإمارات والبحرين- هو تحقيق الاستقرار في المنطقة".

إذ تنظر تلك الدول إلى الفترة التي تلت الربيع العربي على أنها "فترة من الفوضى، أدت إلى تفكك ليبيا واليمن، ويسرت ظهور المتطرفين في سوريا والعراق، وصعود تنظيم الدولة".

وكذلك فتحت الباب لجماعة الإخوان المسلمين لمحاولة السيطرة على الحكم في مصر، وفق وصف الصحيفة.

وأشار التقرير إلى أن "التصور العام في القاهرة والرياض هو أن النظام السوري أفضل من فوضى المعارضة السورية والحرب الأهلية"، بحسب تعبيره.

وتابع: "أدى ذلك أيضا إلى قطع هذه الدول أيضا العلاقات مع قطر عام 2017، حيث رأوا أن الدوحة تدعم التطرف".

وقالت جيروزاليم بوست: "سينظر النقاد إلى هذا التحول الكبير - بعودة العلاقات مع الأسد- بصفته دليلا على أن العديد من دول المنطقة تفضل الاستبداد، ولا تمانع في مصافحة النظام السوري، رغم الدماء والمعاناة التي سببها".

حقبة جديدة

وشددت الصحيفة العبرية على أن المنطقة أمام حقبة جديدة من نواح كثيرة. فقد توسطت الصين في تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران، بينما يجهز الأردن نفسه لتنفيذ مزيد من المباحثات بشأن القضايا السورية، حسب التقرير.

"كما استضافت عمّان العديد من الدول العربية في الأشهر الأخيرة، لتمهيد الطريق لعودة سوريا إلى الجامعة، وواصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاتصالات الهاتفية في الأسابيع الأخيرة لتحقيق هذه النتيجة".

وأردف أنه "في تلك الأثناء، كان وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، يحاول تشكيل لوبيات ضغط في جميع أنحاء المنطقة".

لكن أكدت جيروزاليم بوست أن "هذا لا يعني أن الدول العربية رضخت بالكامل، حيث صرح وزير خارجية النظام المصري، سامح شكري، أنه يريد أن يرى تقدما في مطالب الجامعة العربية من نظام الأسد بإنهاء الصراع وبدء المصالحة".

وتابع شكري أن "جميع مراحل الأزمة السورية أثبتت أنه لا حل عسكريا لها، وأنه لا غالب ولا مغلوب".

وأردف: "نحن على اقتناع تام بأن السبيل الوحيد للتسوية هو الحل السياسي بملكية سورية خالصة، دون إملاءات خارجية، واستيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين".

ونوهت الصحيفة العبرية إلى أن "التحول في وجهة نظر جامعة الدول العربية لن يغير سياسات كل دولة على حدة بين عشية وضحاها".

"فقد عارضت الكويت وقطر بشكل عام هذه الخطوة، في حين أن الأردن كان حذرا؛ لأنه يريد إنهاء نشاط دمشق في تجارة المخدرات على مستوى الإقليم"، حسب التقرير.

وفي المقابل، أشادت وسائل الإعلام الإيرانية بعودة الأسد إلى جامعة الدول العربية، باعتبار ذلك "ثمرة للمقاومة"، وفق تعبيرها.

وأوضح التقرير أن "هذه الخطوة التي أتت مباشرة بعد عودة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، من دمشق، ما جعلها تبدو وكأنها ختم موافقة عربية على الدور الإيراني في سوريا".

وأضاف أن "روسيا ستسعد بهذا القرار، الذي قد يمنح تركيا أيضا فرصة لتطبيع العلاقات مع سوريا، ومواصلة اجتماعاتها متعددة الأطراف مع دمشق".

وختم التقرير بالتأكيد على أن "عودة سوريا إلى الجامعة العربية هي نقطة تحول رمزية، تنهي فصلا في تاريخ الربيع العربي، وتشكل جزءا من عصر دبلوماسي جديد في المنطقة، مع إمكانية تسليم مفتاح الانتصار إلى إيران وروسيا".