بعد قمع المسلمين.. لماذا يحرق الهندوس المتطرفون كنائس المسيحيين في الهند؟
في 3 مايو/أيار 2023 نشبت مواجهات دامية واغتيالات وحرق كنائس ومنازل للمسيحيين في مدينة "مانيبور" شمال شرق الهند قرب الحدود مع ميانمار (بورما)، من جانب الهندوس المتطرفين، استمرت حتى السادس من الشهر ذاته.
وبعد عدوانهم المستمر على مساجد ومنازل المسلمين، في أنحاء الهند كافة، امتد عنف جماعات "أر. إس. إس" المتطرفة إلى المسيحيين.
وتعتنق الجماعات المذكورة عقيدة "هندوتفا"، التي تعتقد أن "الهند للهندوس فقط" وأنه يجب طرد المسلمين والمسيحيين من البلاد.
ارتفاع منسوب الاعتداءات الهندوسية على المسلمين الذين يشكلون 14 بالمئة، من عدد سكان الهند، وفق تقارير دولية، لم يمنع آلة القتل والعنف والعنصرية التي طالتهم، من حصد المسيحيين أيضا بتحريض زعماء دينيين هندوس.
تقارير غربية ومواقع مسيحية أشارت إلى أن المتطرفين الهندوس خربوا الكنائس وهدموا تماثيل وأحرقوا الأناجيل وأغلقوا المدارس المسيحية واعتدوا على المسيحيين والقساوسة، دون أن يتعرض أحدهم للمحاسبة أو العقاب.
مسيحيون تحدثوا عن "إبادة جماعية" للمسيحيين في مدينة "مانيبور"، تسببت بها جماعات الهندوس المتطرفين المسلحين بالعصي والسيوف وقتل العديد منهم بوحشية وحرق آخرون أحياء.
Tribal vs Non Tribal conflict in Manipur, India, has become Christians vs Hindu conflict! pic.twitter.com/U5mPTtkCJl
— Ashok Swain (@ashoswai) May 4, 2023
GENOCIDE UNDERWAY IN MANIPUR, INDIA����
— The Strategic Talks (@TalksStrategic) May 4, 2023
There is currently a Genocide ongoing in Manipur, India where Hindus of BJP/RSS have completely burned villages - homes of Christians & Churches. Many Christians are brutally being killed by the mob of BJP/RSS Hindus while others are burnt… pic.twitter.com/qSP6XsiLRC
وقالت تقارير إن مسيحيين ردوا بإحراق مراكز للشرطة ومعابد ومنازل للهندوس، ما حول المدينة إلى حرب أهلية بين الطرفين تهدد بالانتقال إلى مدن أخرى.
الهند ..
— حمد بن فهد بن عبدالعزيز آل ثاني (@1968hamad) May 5, 2023
المسيحيين يحرقون مراكز الشرطه
لصمتهم عن عبث الهندوس ..
نار ياحبيبي نار .. pic.twitter.com/C0Pk30UEVa
ماذا جرى؟
بدأت القصة باشتباكات في 3 مايو 2023 وقعت بين قبائل كوكي-زومي (مسيحية) وقبائل ميتي (هندوسية) في مدينة "مانيبو"، وجرى حرق كنائس ومنازل وأقسام شرطة.
موقع "كريستيانيتي تودي" أكد في 4 مايو 2023 أن "الغوغاء الهندوس قتلوا ستة مسيحيين وأحرقوا 25 كنيسة و23 منزلاً في شمال شرق الهند حيث تتفاقم التوترات العرقية منذ عقود، ويغذي التطرف الديني الهندوسي العدوان على الأقليات".
ونقل موقع "ذا هيندو" في 5 مايو 2023 عن رئيس أساقفة بنغالور "بيتر ماتشادو" أن "17 كنيسة إما تعرضت للتخريب أو التدنيس، والبعض الآخر لا يزال يحترق".
وبدوره، أوضح موقع "واير" الهندي الذي يصدر في نيودلهي أن أعداد القتلى، وفق مصادر رسمية، وصل إلى 54، إضافة إلى عشرات المصابين حتى 6 مايو 2023، دون تحديد هويتهم الدينية، لكن مصادر كنسية قالت إن أغلبهم مسيحيون.
وقال قادة محليون لموقع "كريستيانيتي تودي" إن حرق الكنائس هو نتيجة لنمو القومية الهندوسية في الإقليم الذي يشهد توترات حول حقوق ملكية الأراضي والسيطرة عليها والمصالح الاقتصادية بين الجماعات العرقية هناك منذ عقود.
أكدوا أن هذه التوترات تفاقمت بسبب النفوذ السياسي للمنظمات القومية الهندوسية راشتريا سوايامسيفاك سانغ (RSS) وحزب بهاراتيا جاناتا (BJP) والتي سعت إلى الترويج لعقيدتها بصفتها الديانة السائدة في الهند.
وشدد الموقع المسيحي على أنه نتج عن ذلك فرار آلاف الضحايا، ومعظمهم من المسيحيين، حيث اشتعلت النيران في منازلهم وأعمالهم التجارية.
جاء العنف بعد إصدار محكمة مانيبور العليا أمرًا لحكومة الولاية في 19 أبريل/نيسان 2023 بالاستجابة لطلب قبائل هندوسية تُسمى "ميتي" للحصول على وضع "القبيلة التي تحظى بحماية خاصة"، وتنامي نفوذ مليشيات حزب بهاراتيا جاناتا، وفق الصحيفة.
وبعد وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة عام 2017، سعى إلى إنشاء هوية قومية هندوسية لمجتمع "ميتي"، وفق موقع "كريستيانيتي تودي".
وقد احتج على هذه الحماية الخاصة، التي تعني مزيدا من النفوذ السياسي والاقتصادي، الآلاف في جميع أنحاء الولاية سلميا، ومعظمهم من المسيحيين، لكن مليشيا الحزب الهندوسي للمتطرف الحاكم بدأت الهجوم عليهم وحرق الكنائس.
وقد فرت القبائل المسيحية في ولاية مانيبور الهندية إلى الولايات المجاورة من عنف الهندوس في المدن، وفق موقع "صحيفة جنوب آسيا" 6 مايو 2023.
وتحدثت مصادر عن إجلاء السُلطات في ولاية مانيبور نحو 20 ألفًا إلى مخيمات تحت حماية الجيش، لمنع تصاعد أعمال العنف العرقي، بعد أيام من الاشتباكات وحوادث النهب والحرق مُتعمدة.
وبين القس الكاثوليكي "بيتر ماتشادو"، رئيس أساقفة مدينة بنغالورو الهندية، لموقع "إنديان إكسبريس" 6 مايو 2023 أن المسيحيين الذين يبلغ تعدادهم 41 بالمئة في الولاية "مستهدفون".
فيما تحدث موقع "أخبار الفاتيكان" 5 مايو 2023 عن أن 50 بالمئة من سكان المدينة مسيحيون، وتحدث عن فرار الكثير من المسيحيين من المدينة خشية القتل.
ويؤكد موقع "واير" الهندي 7 مايو 2023 أن عدد المسيحيين في "مانيبور" يقدر بـ 41.29 بالمئة، والهندوس 41.39 بالمئة، والمسلمون 8.4 بالمئة.
لكن صحيفة "هندوس بوست" دافعت عن المتطرفين، وزعمت في 6 مايو/أيار 2023 أنهم ضحايا عنف المسيحيين والمسلمين.
وادعت الصحيفة أن المسيحيين يطردون الهندوس من أرضهم لجعلها "مسيحية نقية تابعة للمسيح".
Radical Christians are burning Hindu Temples in Manipur. We Hindus are are requesting PM Modi to deploy army in Manipur and snatch ST status of invader Christian in North East India who are k!lling Hindus kids & women.#manipurisburningpic.twitter.com/JYFKkxBWqf
— A! (@LiberalHinduA) May 4, 2023
زعمت أن المسيحيين في مانيبور يزرعون الحشيش المخدر ويتحركون باسم "المسيح"، وأن "الاشتباكات الأخيرة بدأت عندما شرعت الحكومة في هدم الكنائس ومزارع الخشخاش غير القانونية".
ورغم هرب وهجرة آلاف المسيحيين عقب الاشتباكات، زعمت الصحيفة أن "الهندوس يخسرون دائمًا حضاريًا وينتصر المسيحيون والمسلمون دائمًا حضاريًا"، وفق تعبيرها.
ضد اعتناق المسيحية أو الإسلام
أحد الأسباب التي تدفع الهندوس المتطرفين لشن هذه الهجمات هي ادعائهم أن هناك عمليات تحول للمسيحية والإسلام تحدث بين الهندوس بدعاوى إغراءات تقدم لهم، لذا سعوا لسن قوانين تمنع تحولهم للديانتين.
وقد بدأت حملات الهندوس ضد اعتناق بعضهم المسيحية أو الإسلام سنة 1920 تحت شعار "التطهير"، إلا أنها اشتدت منذ سنة 1981 حين أسلمت 150 أسرة من المنبوذين بجنوب الهند هربا من الاضطهاد الذي تتعرض له على أيدي الطبقات الغنية من الهندوس، وفق الكاتب الهندي المسلم "ظفر الإسلام خان.
"خان" أوضح في تقرير نشره بموقع شبكة "الجزيرة" 28 ديسمبر 2021 أن هذه المنظمات الهندوسية تتهم المسلمين بالتآمر لتحويل الهند إلى دولة إسلامية مجددا، من خلال تحويل الدين وأيضا بتكاثرهم الطبيعي، وتزعم أن المسلمين أصبحوا أكثر من الهندوس، بخلاف البيانات الرسمية.
والطريف أن الفاتيكان، وعلى عكس الاتهامات الهندوسية، كان يتهم الهندوس بتحويل المسيحيين والمسلمين إلى الهندوسية بالمال.
وأشار تقرير نشره موقع "فاتيكان إنسايدر" في ديسمبر 2014 إلى أن عملية تحويل المسيحيين إلى الهندوسية في الهند تبلغ كلفتها 2500 روبية، فيما يصل المبلغ إلى 6500 إذا كان الشخص المستهدف مسلمًا.
وقد أقر برلمان ولاية "كارناتاكا" الهندية أواخر ديسمبر/كانون أول 2021 مشروع قانون بعنوان "منع التحول الديني" يحظر التحول من دين إلى آخر لأسباب بينها التضليل أو القوة أو الاحتيال أو الإغراء أو الزواج.
ويمنح القانون الجديد، السلطة للحكومة الهندية بإيقاف إجراءات تحوّل الفرد إلى دين آخر في حال بلّغ أحد أقاربه الشرطة أو رفع دعوى تشكك في صحة تحوله للدين الجديد.
ونص القانون على عقوبات تتضمن غرامة مالية، والحبس بين 6 أشهر إلى 10 سنوات، في حالة ثبوت أن شخصا دفع آخر للتحول من دينه.
وعبر العشرات من أعضاء المجتمع المسيحي عن رفضهم لمشروع القانون الجديد وذلك في مسيرة أقيمت في مدينة بنغالور، عاصمة ولاية كارناتاكا، ديسمبر 2021.
أيضا يدعي الهندوس أن المسلمين يغرون الهندوسيات لتغيير ديانتهن لأجل الزواج منهن ضمن مخطط يسمى "جهاد العشق أو الحب"، وهو مصطلح يردده غلاة الهندوس.
فضمن الحملة ضد المسلمين، يسعى متطرفون هندوس من مؤيدي الحزب الحاكم إلى تشويه كلمة "الجهاد" عبر وصف قصص الحب السينمائية بين مسلمين وهندوسيات على أنها محاولات لفرض ما يسمونه "الحب الجهادي".
مسيحيو الهند
وتمثل الطائفة المسيحية في الهند حوالي 2 بالمئة من إجمالي عدد سكان البلاد وقد تعرضوا في السنوات الأخيرة إلى مضايقات، منها إيقاف العديد من الاحتفالات لهم وتعطيل المراسم والصلوات، وتدمير تماثيل "المسيح" و"بابا نويل".
وحسب التقارير الحقوقية فإن الجرائم ضد المسيحيين شهدت تزايدا مقلقا خلال السنوات الأخيرة، بنحو 60 بالمئة وذلك في الفترة بين عامي 2016 و2019.
أشارت إلى أن متطرفين هندوس من حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، شنوا 300 هجوم على المسيحيين في جميع أنحاء الهند خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021.
أبرزها كان في مدينة "كاندامال" التابعة لولاية "أوريسا" عام 2008 حين أحرقوا أكثر من 395 كنيسة، وقتلوا 500 مسيحي، واغتصبوا نساء مسيحيات، وأصبح 6500 مسيحي بلا مأوى بعد العنف، وفق ناشطين.
Hindus are repeating Kandhamal-type violence in Manipur, during the kandhamal violence they burned 395+ churches, killed 500 Christians, and raped Christian women. 6500 Christians became homeless after the violence. https://t.co/Si3lq9vgeE pic.twitter.com/8cpmXof6ka
— naman (@naman_ltt) May 7, 2023
وفي مارس/آذار 2022 قدم رئيس أساقفة بنغالور "بيتر ماتشادو"، مع "منتدى التضامن الوطني" و"التحالف الإنجيلي في الهند" طلبا للمحكمة العليا للنظر في "ظاهرة العنف" و"خطاب الكراهية" الموجه ضد المسيحيين.
لكن المدعي العام الهندي "توشار ميهتا"، زعم أن هذه المطالب هدفها "تشويه صورة الهند على المستوى الدولي"، لذا رفضت المحكمة الطلب المسيحي في أبريل/نيسان 2023، وفق موقع "أوبن دور" الحقوقي في السابع والعشرين من الشهر ذاته.
ويدعي الهندوس أن المسيحيين، يعملون على "التحويل القسري للهندوس إلى المسيحية" عبر الحملات التبشيرية ويقدمون الإغراءات من خلال الهدايا التي يوزعها بابا نويل على الأطفال، لجذبهم إلى المسيحية، واحتفالات الكنائس.
وفي 22 ديسمبر 2021 نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن قس مسيحي هندي، أنه فوجئ وهو يتلو صلواته في كنيسة، بمتطرفين غاضبين يهتفون بشعارات هندوسية ويعتلون منصة الكنيسة ويوجهون اللكمات إلى القساوسة.
وحين حضرت الشرطة لم تفعل شيئا للمعتدين بل قبضت على القساوسة بدعوى أنهم يعملون على تنصير هندوس وتحويلهم للمسيحية بالمخالفة لقانون سنته بعض الولايات يمنع التحول الديني إلا بإذن الولاية.
قال القس "مانيش ديفيد"، لـ "نيويورك تايمز": "استمروا في ضربنا، وسحبنا من شعرنا صارخين بأسئلة عما نفعله، وما هي الأغاني التي نغنيها، وماذا نحاول فعله؟".
استغرب أنه حين جاءت الشرطة "لم تلمس" المعتدين، وبدلا من ذلك اقتادت القساوسة والمصلين إلى السجن تحت طائلة قانون سنه الحزب الهندوسي الحاكم يمنع تحول الهندوس إلى مسلمين أو مسيحيين، مؤكدا: "كنا نصلي فقط".
وتقول الصحيفة إن المناهضين للمسيحية يفتشون القرى ويقتحمون الكنائس ويحرقون الكتب المسيحية ويهاجمون المدارس ويعتدون على المصلين.
وفي كثير من الحالات، تساعدهم الشرطة وأعضاء الحزب الحاكم في الهند، حسبما كشفت وثائق حكومية وعشرات المقابلات لنيويورك تايمز.
وتقول الصحيفة إن العديد من المسيحيين أصبحوا خائفين لدرجة أنهم يحاولون التنكر كهندوس لحماية أنفسهم، على الرغم من الحماية الدستورية لحرية الدين".
وفي سبتمبر/أيلول 2021 اقتحم حشد من الشباب مركز شرطة مدينة تشاتيسغار وألقوا أحذية على قسين وضربوهما أمام ضباط الشرطة مباشرة بدون تدخلهم، كما منع الهندوس المسيحيين من استخدام آبار الماء، والتجمع في عيد الميلاد.
ويبرر العديد من الهندوس هذه الهجمات، بأنها وسيلة لمنع التحول الديني بدعوى أن احتمال تحول بعض الهنود، حتى ولو كان عددهم صغيرا نسبيا، للمسيحية أو الإسلام، يشكل تهديدا لحلمهم بتحويل الهند إلى "أمة هندوسية خالصة".
وسبق أن أصدرت السلطات الهندية قراراً بإيقاف التمويل الأجنبي وتجميد الحسابات المصرفية للجمعية الخيرية التي أسستها الأم تيريزا (راهبة هندية شهيرة) عام 1950، والتي توفر ملاجئ للفقراء وتقدم مساعدات كنسية خيرية للهنود لهذا السبب.
ويؤكد موقع "واير" الهندي الصادر في نيودلهي 7 مايو 2023 أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي سعى إلى التقارب مع المسيحيين خاصة في ولاية كيرالا"، التي تقع بها مدينة "مانيبور"، لكن أحداث العنف هناك شكلت "انتكاسة" له.
أوضح أن "مودي" وحزبه الحاكم المتطرف، سعى لجذب المسيحيين في هذه المناطق لحزبه، وبعضهم صوت له، رغم مساعي حزبه لتغيير عقيدة المسيحيين في هذه المناطق للهندوسية، وسن قوانين تمنع تحولهم للمسيحية أو الإسلام.
وزار "مودي" ولاية كيرالا في 24 أبريل 2023، كما زار كنيسة في نيودلهي في عيد الفصح 9 أبريل 2023 ضمن محاولاته "استمالة المسيحيين"، لذا جاءت المصادمات الطائفية انتكاسة لمحاولاته التقارب مع المسيحيين لإرضاء الغرب.
ويؤكد موقع "واير" أن تواصل مودي مع المسيحيين له سببان: الأول سعيه للحصول على أصواتهم في الانتخابات الهندية المقبلة (الولايات عام 2023 والعامة عام 2024).
والثاني سعي حزب بهاراتيا جاناتا لدق إسفين بين مجموعتي الأقليات، المسلمين والمسيحيين، الذين يشكلون معا 45 بالمئة من سكان ولاية كيرالا.
المصادر
- Mobs Kill 6, Burn Down 25 Churches in Northeastern India
- Arrests, beatings and secret prayers: Inside the persecution of India’s Christians
- Manipur Violence Is a Setback for Modi’s Christian Outreach Moves in Kerala
- The battle against Hindu Meiteis in Manipur is being waged in the name of Christ, just like the Bru were cleansed from Mizoram
- Dismay as Indian government dismisses claims of Christian persecution
- مواجهات دامية بين الهندوس والمسيحيين