غضب واسع.. اتهامات لحزب الله وساسة لبنان بالتسبب في انهيار الليرة

12

طباعة

مشاركة

تفاعل ناشطون على تويتر، مع تراجع سعر الليرة اللبنانية في الأسواق السوداء الموازية، خلال تعاملات 14 مارس/آذار 2023، إلى مستوى قياسي غير مسبوق عند 100 ألف ليرة لكل دولار أميركي واحد، وسط استمرار الأزمات النقدية والمالية والاقتصادية والسياسية في البلاد.

ووصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بين 100 ألف و101 ألف ليرة، بالتزامن مع دخول إضراب المصارف حيز التنفيذ بعد قرارها العودة إلى الإقفال، اعتراضا على الأحكام القضائية الصادرة ضد بعض البنوك لصالح قسمٍ من المودعين.

بينما يبلغ سعر الصرف الرسمي الذي يتقاسمه البنك المركزي اللبناني 15 ألف ليرة للدولار، بعد أن جرى تعديله للمرة الأولى منذ عقود من 1500 ليرة في 20 يناير/كانون الثاني، وشهد عقب ذلك انخفاضا متسارعا.

وحمل ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الليرة_اللبنانية، #لبنان_ليس_بخير، #لبنان_ينهار، مسؤولية انهيار العملة اللبنانية لكل الأطراف السياسية الفاعلة في البلاد وعلى رأسها حزب الله الذي رأوا أنه سبب مآسي لبنان الاقتصادية. 

فيما رأى آخرون أن الأزمات المصرفية يشترك فيها أغلبية الشعب اللبناني الذي أعاد انتخاب نفس الوجوه الفاسدة مرة أخرى، مستنكرين تدهور الليرة وانهيارها في عهد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المتهم بجرائم مالية عدة داخل البلاد وخارجها.

وأعرب ناشطون عن غضبهم من عجز حاكم مصرف لبنان عن الحفاظ على سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، وفشله في المساهم باستقرار الاقتصاد.

ويعاني اللبنانيون منذ عام 2019 أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي بقيمة الليرة، فضلا عن شح الوقود والأدوية وانهيار القدرة الشرائية.

انهيار تاريخي

وتفاعلا مع تفاقم معاناة الشعب اللبناني بسبب استمرار انهيار الليرة، وصف الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية وفيق صالح، انهيار العملة اللبنانية بالتاريخي، بعد أن تخطى سعر الدولار حاجز 100 ألف ليرة في السوق الموازية.

وذكر بأن الدولار في 2019 كان يساوي 1500 ليرة ومع نهاية العام ذاته وصل إلى 2100، في وضع لا يشبه سوى إيران التي تشهد هي الأخرى تدهورا مخيفا في قيمة عملتها الوطنية أمام العملات الأخرى، وفق قوله.

وأشار نمر جبور، إلى أن الانهيار القياسي لليرة اللبنانية أمام الدولار يعد من أسوأ الأزمات العالمية منذ القرن الـ19، قائلا إن المسؤولين انهارت كراماتهم أكثر بكثير من انهيار قيمة "الليرة"، وفق وصفه.

وأوضحت الصحفية إيفا أبي حيدر، أن رحلة انهيار الليرة وصولا إلى الـ 100 ألف للدولار الواحد استغرقت حوالى 3 سنوات ونصف السنة من التخبّط في إدارة الأزمة المالية، فقدت خلالها الليرة 98.5 بالمئة من قيمتها. 

وتوقعت أن يواصل سعر الصرف شق طريقه نحو 150 ألفا وحتى 200 ألف بسرعة أكبر، لأنّ نسب الزيادة مع الأرقام الكبيرة تعكس ارتفاعاً أكبر.

أحزاب إيران

وحمل ناشطون حزب الله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع السياسة والاقتصادية في لبنان، وانهيار العملة الوطنية، وتسخيرها لخدمة مشاريع إيران التوسعية في المنطقة، صابين جام غضبهم على السلطة الحاكمة.

ووصف الصحفي أحمد عايض، انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار بالمخيف والمدمر، قائلا: "هذه إنجازات حزب الله اللبناني وإيران التي ما دخلت أرضا إلا وعاثت فيها الفساد".

وقال عادل اليافعي، إن انهيار عملة أجمل بلد عربي، بسبب أيادي الخبث الإيرانية ومليشياتها المجنونة التي دمرت بلادها لأجل حلم إيران، مضيفا: "لكم الله يا شعب لبنان العظيم".

وأرجع علي دغني، انهيار الليرة اللبنانية إلى أن حكومة حزب الله و(الرئيس السابق) ميشال عون قرروا طبع كميات هائلة من الليرات لكي تعطي ودائع المودعين بالليرة اللبنانية بدلا من ودائعهم التي كانت بالدولار، مشيرا إلى أنهم بهذه الطريقة استطاعوا أكل ودائع نسبة كبيرة من المودعين بعدما سرقوها.

وأكد حسن الأحمد، أن جنون الدولار مقابل الليرة ما هو إلا مسار مدروس من الدولة العميقة التي يستفيد منها لوبي مصرف لبنان والمصارف.

وأشار إيهاب نافع إلى أن الليرة اللبنانية تتهاوى جارفة الطبقة الوسطى إلى الهاوية، أما الطبقة السياسية الحاكمة فتتفرج على الشعب المسكين وتتنعم بأموالهم وأرزاقهم، وتتغنى بإنجازات وهمية لم تتحقق إلا في أرصدتهم.

ورأى الناشط الحقوقي والاجتماعي وديع الأسمر، أن انهيار الليرة اللبنانية جاء "نتيجة حكم مجموعة فاشلين ونصابين للبلد من عشرات السنين لليوم"، محذرا من أن بقاء هذا النظام بنفس الوجوه متحكمين بمصير الشعب فلا يعلم كم صفر سيزيد على سعر الدولار.

كما أرجعت تريز حداد، انهيار الليرة اللبنانية، إلى تواطؤ أركان النظام سواء كانوا اليوم بالمعارضة أو بالموالاة، مع "البنكرجية" ضد مصلحة الشعب.

"مسؤولية الشعب"

وكتب الإعلامي السوري فيصل القاسم: "الليرة اللبنانية اليوم وصلت إلى 100 الف ليرة للدولار الواحد، لا تلوموا فقط الطبقة السياسية الفاسدة ولا تجار المقاولة والمماتعة، بل لوموا اللبنانيين كلهم لأنهم في آخر انتخابات انتخبوا نفس الفاسدين والمقاولين الذين أوصلوا لبنان إلى هنا".

وأعاد المحامي الدولي اللبناني طارق شندب، نشر تغريدة القاسم، قائلا إن المنظومة السياسية والأمنية استطاعت تطويع الشارع اللبناني عبر قانون الانتخابات النيابية الهجين، كما حاربت الدولة المتظاهرين لثلاث سنوات وأفقرت الشعب اللبناني واستعملت ضده كل أنواع البلطجة والسرقة والإرهاب والترهيب.

ولفت إلى أن تلك المنظومة استعانت بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي "جاء إلى بيروت لتلميع الطبقة الفاسدة والوقوف مع ميليشيا حزب الله الإرهابية، وهكذا سرقت أموال الناس والقضاء يتفرج"، وفق قوله.

وأضاف شندب، أن نفس الطبقة الفاسدة عادت لتتحكم بالبلاد والعباد، فرهنت المقدرات الاقتصادية والمالية لدعم نظام بشار الأسد فانهارت العملة وسقط البلد، مؤكدا أن لبنان ليس بلدا مفلسا بل منهوب.

ولفتت المغردة رشا إلى أن أفراد الحكومة يُعاد انتخابهم لإنجازاتهم الملموسة، متسائلة: "هل سيتم إعادة انتخاب الزمرة ذاتها في لبنان لإنجازاتهم العظيمة".

وتعجبت من أن الشعب لم يتعظ وينبذ الطائفية بعد كل مصائب البلد وتفجير بيروت وانهيار الليرة والدولة و"الزبالة"، بل لا يزال الانتخاب طائفيا وعبارة عن تدوير نفايات.

واستنكرت الصحفية سوزاني بربري، التزام الصمت أمام الانهيار التاريخي لـ"الليرة اللبنانية" وجنون الدولار، قائلة: "عملتوا ثورة من أجل كم سنت اليوم الدولار فوق 100 ألف ما حدا بيحكي، الناس جاعوا، الصوت ما عاد يودي وبعدهم المسؤولين عنا يشبعونا تصاريح خنفوشارية عاجزين عن إدارة لبنان".

وتساءل الكاتب شربل خليل: "الـ300 ألف ثورجي اللي نزلوا بـ17 تشرين كرمال 6 سنت، ما في منن اليوم شي 3 بس ينزلوا يولعوا شي دولاب شي مطرح؟".

وقالت كارولينا تشارلز حجار: "لو صلُح من هم في السلطة، فمن كان ليجرؤ على الفساد؟"

وكتبت المغردة نور: "أكبر ورقة نقدية في بلدي لبنان صارت قيمتها اليوم 1$ الليرة مش بس انهارت لك صار ما لها قيمة، الدولار طلوع والمواطن نزول، ما بعرف كيف ساكتين وشو بعد ناطرين لينزل الشعب كله على الشارع بدل الذل والقرف والطوابير على الصرافين وال atm".

حلول للإنقاذ

وقدم ناشطون حلولا لإنقاذ العملة اللبنانية داعين لسرعة السيطرة على الأزمات المصرفية قبل العجز عن وقف تمددها.

وخاطب أستاذ القانون السابق نصرالدين الحاج، كل السياسيين في لبنان، قائلا: "الوطن الذي نهبتم أمواله وسطوتم على أملاكه العامة طوال ثلاثة عقود يواجه اليوم خطرَي زواله كدولة ورَمْيِ شعبه في فقر مدقع".

وهو أمر "يُحتِّم عليكم القيام بمبادرة تعيد سيولة الدولار في السوق المالية اللبنانية عبر إعادة قسم من ثرواتكم، بالدولار أيضًا، إلى لبنان".

ورأى خبير العلاقات السياسية والدبلوماسية محمد العربي، أن الحلول الممكنة بعدما دخلت الليرة اللبنانية غيبوبة خطيرة، تكمن في إعادة رسم علاقات لبنان السياسة والاقتصادية مع محيطها العربي".

وأرجع ذلك إلى أن "اوروبا وماكرون لا يمنحون إلا الأحضان والخطابات التخديرية وتومان إيران (العملة الإيرانية) ميت سريريا والليرة التركية في غرفة الإنعاش، والعالم متجه إلى أزمة اقتصادية". 

وحث الناشط الاجتماعي يوسف الزهيمي، الدول العربية على إنقاذ لبنان، فهي جزء لا يتجزء من المكون العربي، مستنكرا انهيار الليرة اللبنانية انهيارا تاريخيا في ظل استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وأثره على اللبنانيين.

إدانة سلامة

وأعرب ناشطون عن غضبهم من عجز حاكم مصرف لبنان عن الحفاظ على سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، وفشله في فرض استقرار الاقتصاد، واتهموه بتبديد أموال الدولة وتوجيهها لخدمة مليشيات إيران.

وأوضح الصحفي طوني بولس، أنه على مدى عامين بعد الانهيار المالي استنزفت 27 مليار دولار من أموال لدعم ما سمي حينها "السلة الغذائية"، ليتبين أن 80 بالمئة منها كانت دعماً للعصابات وكارتيلات السلطة وأحزاب التهريب.

وأشار المحامي بيتر جيرمانوس، إلى وجود امتعاض غربي كبير من حاكم مصرف لبنان، لافتا إلى أن "سلامة محسوب على محور الممانعة ومتهم بتسهيل حركته المالية وتغطية الاقتصاد النقدي".

وسخرت المغرد كاتيا، قائلة: "تحس رياض سلامة نسى إنه لازم يحافظ على قيمة الليرة وصار يتسابق هو والسوق السوداء مين بيرفع سعر الدولار أكثر".

وعد جوزيف، رياض سلامة المدان الأول في انهيار الليرة، داعيا إلى تقديمه للمشنقة هو وعون وصهره جبران باسيل ورئيس البرلمان نبيه بري، وفق وصفه.