معهد تركي: المعارضة تريد الإطاحة بأردوغان حتى ولو بطرق غير أخلاقية

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

بدأت تتضح خريطة الطريق للانتخابات التركية سواء الرئاسية أم البرلمانية القادمة المقررة في 14 مايو/ أيار 2023، بعدما أعلن تحالف المعارضة، الذي كان يجتمع ويتفكك بشكل متكرر لأكثر من عام، أخيرا مرشحه للرئاسة. 

وقال "معهد التفكير الإستراتيجي" في تركيا: "بعد أكثر من عام من البحث، وجدوا أخيرا "الفائز" المرشح المشترك للمعارضة وهو زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو الذي خسر 10 انتخابات منذ أن أصبح زعيماً في عام 2010". 

وأضاف: "بالطبع، في الديمقراطيات هناك انتخابات، ويمكن لأي شخص يمتثل للمتطلبات القانونية ويستوفيها أن يشكل تحالفاً ويصبح مرشحاً ويمارس السياسة". 

"ولكن هناك أيضا قواعد ومبادئ وقيم أخلاقية غير مكتوبة للمجتمع، وهذا مهم جدا. وفي بعض الأحيان قد لا يكون ما هو قانوني أخلاقيا أو شرعيا"، بحسب ما قال الكاتب التركي "ألبر تان". 

وأردف تان أنه إذا جرى انتخاب كمال كيليتشدار أوغلو رئيساً، ستكون الأحزاب الخمسة الأخرى على الطاولة السداسية نوابا للرئيس. 

وقال مسؤولو حزب الخير إن رؤساء بلديات إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور يافاش، سيكونان نواب الرئيس "التنفيذيين والمفوضين". 

وأضاف: "كانت ميرال أكشينار زعيمة حزب الخير تريد ترشيح كل من منصور يافاش وأكرم إمام أوغلو بدلاً من كيليتشدار أوغلو لأنها تعتقد أنه لا يمكنه الفوز بالانتخابات ولكن جرى رفض هذه الاقتراحات من قبل الطاولة السداسية".

ولفت الكاتب النظر إلى أنَّ أكشينار قررت أن تترك الطاولة، ووصفتها بأنها "طاولة قمار" واتخذت موقفا منها بدافع المبادئ والأخلاق، ولكن بعد ثلاثة أيام من هذا الخروج، عادت إلى تلك الطاولة. 

"مخططات إرهابية"

وذكر تان أن المتحدث باسم حزب الخير صرح في 6 مارس/آذار، عرض منصب نائب الرئيس على اثنين من رؤساء البلديات وهم يافاش وإمام أوغلو. 

ولكن اتضح أن هذه الصيغة لم تكن فكرة حزب الخير بل مشروع منظمة "غولن" المصنفة إرهابية في تركيا، وفق الكاتب.

وأردف: "غرس عضو منظمة غولن الإرهابية الهارب سافاش جينتش هذه الصيغة في مقطع فيديو شاركه على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي في 5 مارس، قبل يوم من بيان حزب الخير، حيث قال إنه بما أن كيليتشدار أوغلو لن يجرى التخلي عنه، يجب أن يتم تعيين أكرم إمام أوغلو نائبا للرئيس".

وفي هذا السياق، تصرف حزب الخير تماماً كما قال عضو منظمة غولن "سافاش جينتش". كما وافقت الأحزاب الخمسة الأخرى المطروحة على الطاولة على هذه الصيغة.

واستدرك تان أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كان قد زار الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا في وقت سابق للعمل الانتخابي وطلب الدعم من هذه الدول لانتخابه رئيسا.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أوضح قبل 3 سنوات أنهم "سيطيحون بالرئيس رجب طيب أردوغان عبر دعم المعارضة في الانتخابات".

وأشار الكاتب إلى أنه من المعروف من كل هذه التجارب أن الدول التي تعد خصوما لتركيا توجه للأسف أحزاب المعارضة بشكل صارم من أجل وقف مسار الجمهورية التركية وتغيير اتجاهها.

واستغرب الكاتب التركي من موقف زعيم حزب "المستقبل" "أحمد داود أوغلو"، والذي شغل لسنوات منصب وزير الخارجية السابق ورئيس وزراء حكومة حزب العدالة والتنمية,

واستنكر قبول وهضم كل هذه الأحداث، متسائلا: هل يرى "مستقبل" تركيا في فلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة؟ 

وتابع: "كيف يمكن لأحمد داود أوغلو، كمؤمن مخلص، أن يتبنى فكرة ترشيح زعيم أيديولوجيته كانت قائمة على منع الأذان والقرآن، وهما رمزان للإسلام".

 كما أنها تهين علناً حجاب النساء المؤمنات مثل والدته وزوجته والتي وصفت الحجاب بـ "قطعة قماش بمتر واحد؟"، وفق الكاتب.

وأضاف: "وكيف لعلي باباجان، زعيم "حزب الديمقراطية والتقدم"، كسياسي وشخص مؤمن شغل مناصب مهمة جدا مثل وزير الخارجية والاقتصاد ونائب رئيس الوزراء في حكومات حزب العدالة والتنمية لسنوات، أن يقبل إعادة عقلية حزب الشعب الجمهوري إلى السلطة وأن تبتلى هذه الأمة مرة أخرى؟"

وقال تان: "أنا شخصيا لا أستطيع أن أفهم كيف أن طموحات هؤلاء السياسيين، وضغائنهم لأردوغان، وتوقعاتهم من عدد قليل من النواب أو وزارة من حزب الشعب الجمهوري قد أوصلتهم إلى هذه النقطة". 

وتابع: "أتمنى أن يتمكن هذان الاسمان من رؤية وتصحيح الأخطاء التي ارتكباها اليوم، والضرر الذي بدأ بإلحاقه بالبلد وقيمنا".

وأضاف الكاتب: "كيف سيقبل ناخبو حزب السعادة، الذين تعرضوا لاضطهاد نظام الحظر الذي أنشأه حزب الشعب الجمهوري لمدة 100 عام، هذا الوضع ويهضمونه؟ وكيف ينوون شرح هذا الوضع للأمة التركية والإسلامية؟" "هل يعتقدون أن الأمة عمياء وجاهلة؟".

رغبة عمياء

وقال "مصطفى كاراسو"، أحد قادة منظمة حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) المصنفة إرهابية في تركيا إن "كمال كيليتشدار أوغلو" رشحه تحالف المعارضة. 

وأضاف كاراسو: "أصبح من الواضح أن حزب العدالة والتنمية سيخسر الانتخابات. ويجب أن يكون الجميع مستعدا لإدارة جديدة ومستقبل ديمقراطي. وسيكون حزب الشعوب الديمقراطي جزءا من هذا التشكيل". 

وأشار تان إلى أنَّ زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المشارك لكتلة المعارضة، التي رشحت كيليتشدار أوغلو كمرشح مشترك، دعا إلى إجراء محادثات مع حزب الشعوب الديمقراطي وقوات تحالفه.

ومن المعروف أن "قوات التحالف" هي حزب العمال الكردستاني المصنفة إرهابية، وفق الكاتب.

وعلق تان "إنَّ رغبة المعارضة بإطاحة أردوغان واستبداله بأنفسهم قد أعمتهم وجعلتهم أسرى ومستعبدين لطموحاتهم".

وأردف أيضا: "سيقدم المرشح كيليتشدار أوغلو وعودا كبيرة لا يمكنه الوفاء بها في كل مكان يذهب إليه من الآن فصاعدا. وبينما يتحدث، سيفقد جديته المثيرة للجدل بالفعل وأعتقد بصدق أنه لن يفوز في الانتخابات في النهاية". 

"وبما أن كيليتشدار أوغلو سيضيع في المياه العكرة بهزيمته الانتخابية والحبال التي تعلَّق بها على رقاب قادة المعارضة الآخرين، فإن المعارضة لن تكون قادرة على تجنب الفشل التام والهزيمة التي لا يمكن إصلاحها"، وفق الكاتب. 

وعلق الكاتب: "من يصدق أن هذه الأحزاب السياسية، التي اختلفت مع بعضها حتى على الطاولة على أساس المعارضة ضد حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان، ستكون قادرة على حكم البلاد إذا وصلت إلى السلطة؟"

"فهل سيبنون المقاطعات الـ 11 التي دمرها الزلزال (الذي ضرب جنوب تركيا في 6 فبراير/شباط)؟ هل سيخفضون التضخم، هل سيخفضون تكلفة المعيشة، هل سيخفضون أسعار الصرف الأجنبي".

وواصل: "هل سيرفعون نصيب الفرد من الدخل القومي؟ هل سيصلون إلى السلطة بهذه الكراهية والغضب والعداء ويؤسسون السلام الاجتماعي والسلام في البلاد؟"

وختم الكاتب التركي مقاله قائلا: "يجب أن تفسر أحزاب الديمقراطية والتقدم والمستقبل، وخاصة حزب السعادة لأمتنا، دعم المرشح الذي يحرم القرآن والأذان، والذي يبني بيوت الدعارة ويصف المسلمين بالرجعيين ويصف الحجاب بقطعة قماش ويسب من يقول -الله أكبر- في مناطق الزلزال".

وتابع "أعتقد أنهم يجب أن يحسبوا العواقب ويفسروا هذه المواقف، فإذا لم يقوموا بالحسابات، فليستعدوا لدفع الفاتورة"، بحسب تقييم الكاتب.