"خارج التغطية".. استياء واسع من تجاهل السلطة الفلسطينية تصعيد الاحتلال بالضفة

12

طباعة

مشاركة

بينما يغيب الموقف الدولي عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة في مدن الضفة الغربية، تتنامى المقاومة محاولة منع تنفيذ مخططات الكيان الاستيطانية، فيما تتجاهل السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، الأحداث.

قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس، فجر 12 فبراير/شباط 2023، واندلعت اشتباكات عنيفة استشهد على أثرها الشاب الفلسطيني أمير بسطامي (22 عاما)، وأصيب 6 آخرون، ووقعت 75 حالة اختناق بالغاز، بينها امرأة حامل وطفل رضيع نُقلا إلى مستشفى في نابلس.

وقالت مجموعات "عرين الأسود" المسلحة إنها اشتبكت مع القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها نابلس، وتمكنت من نصب كمين، وتفجير عبوة ناسفة في الجنود وأمطروهم بالرصاص حتى تم الإجهاز عليهم.

وشن جيش الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة في الضفة والقدس، واعتقل في نابلس الشابان كمال الجوري وأسامة الطويل، بزعم تنفيذهما عملية قتل الجندي الإسرائيلي عيد باروخ، في أكتوبر/تشرين الثاني 2022.

وفي أعقاب ذلك، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على مواقع للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وأفاد شهود عيان بأن أضرارا لحقت بالمواقع المستهدفة ومنازل وممتلكات المواطنين المجاورة.

كما شرعت قوات الاحتلال بهدم منزل في بلدة جبل المكبر جنوب القدس، فيما أصيب 30 مواطنا بالرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع، خلال تصدي الأهالي لعمليات الهدم التي جاءت بعد ساعات من مصادقة حكومة الاحتلال على إجراءات ضد المقدسيين.

واستنكر ناشطون على تويتر تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من جرائمه واقتحاماته وقصفه وعملياته الاستفزازية وقراراته القمعية وشروعه في هدم المنازل وتصفية المقاومين، وسط تجاهل تام من قبل السلطة الفلسطينية، بل وسعي لإجهاض المقاومة في نابلس وجنين.

وأكدوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #نابلس، #عرين_الأسود، وغيرها، أن السلطة الفلسطينية لا توجد لديها الرغبة ولا الإرادة للتراجع عن ممارساتها المشينة، لافتين إلى أن قوافل الشهداء تسير باقتدار كل يوم.

ونعى ناشطون الشهيد بسطامي، الذي ارتقى برصاص الاحتلال خلال اقتحام نابلس، مشيرين إلى أنه وحيد أهله من الذكور، ومن حفظة القرآن الكريم، حيث أتم قبل ارتقائه حفظ 20 جزءا من كتاب الله.

وأشادوا بموقف المقاومين وصمودهم وثباتهم وإقدامهم وقدرتهم على إيلام إسرائيل، مسلطين الضوء على ما قدمه المعتقلان لدى الاحتلال، الطويل وجوري، خلال عملية "شافي شمرون"، وبشروا بخروجهما وباقي المعتقلين قريبا مرفوعي الرأس.

إشادة بالمقاومة

وتفاعلا مع الأحداث، قال الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حازم قاسم، إن "تزامن القصف الصهيوني على غزة مع عدوان على نابلس والقدس، يؤكد أننا أمام عدوان على كل شعبنا".

وحيا قاسم عبر تغريدة نشرها في 13 فبراير 2023، "مقاتلي كتائب القسام الذين تصدوا لغارات العدو الصهيوني على القطاع، وأربكوا جيش الاحتلال ومستوطنيه"، مؤكدا أن "المقاومة ستظل درع الشعب وسيفه، وسينكسر هذا العدوان أمام ثورة شعبنا وصموده والفعل المقاوم".

وأشار يزن ناصر، إلى "انسحاب العدو من جبل النار وهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة وعرباتهم التي أعطبها أسود المقاومة في نابلس"،

وقال ناصر: "بوركت الأيدي الطاهرة الضاغطة على الزناد والخزي والعار للفئران العميلة المختبئة داخل جحورها من حملة السلاح المشبوه الذي لا يظهر إلا على أبناء الشعب الفلسطيني".

وكتب المغرد جلنار: "بعد ليلة عصيبة وهيستيريا من همجية الاحتلال الله ياخذهم وقصف انتزع امن النائمين واشتباكات واقتحام وتصدي المقاومة الباسلة لكل هجماتهم واستشهاد أبطالنا، نشد على أيادي مقاومتنا وتحية لكل الكتائب وعرين الأسود والحمدلله على رجالنا والمقاومة جدوى مستمرة، ويلعن الاحتلال كل مرة". وقال أحد المغردين: "قرابة عقدين من الزمن من محاولات الاحتلال لتطويع الفلسطينيين في الضفة الغربية بكل الوسائل التي يمكن للعقل البشري تخيلها -أو تجاوز ذلك-، تم استخدام أقذر الأساليب العسكرية، الاقتصادية، السياسية، الإعلامية، المخابراتية، وغيرها، تم تغييب دور المقاومة عن ساحة الضفة طوال هذين العقدين".

وتابع: "ثم كانت النتيجة أن ما كان يرتجف منه (رئيس الوزراء الأسبق أرييل)شارون حين قرر خوض الاجتياح عام 2002، يتجسّد اليوم في بنادق الذين يقضّون مضاجع الاحتلال ويتصدون لقواته الخاصة كل ليلة، بل ويتجسّد في قلوبهم قبل بنادقهم!".

واستطرد: "المجد للرصاص الذي يعرف وجهته السليمة! المجد للبنادق التي لم تضل الطريق! المجد للشهداء!".

ورأى محمد احتراف، أن "الكمين المحكم يدل على أن الاحتلال الصهيوني عاجز تماما أمام المقاومة الفردية والجماعية، وعاجز تماما لصدها".

واستنكر احتراف، "ترويج الاحتلال كذبا وزورا للمطبعين ضعاف النفوس أنه أقوى منظومة عسكرية واستخباراتية في المنطقة".

من جانبها، قالت آية العاروري، إن "هناك قاعدتين ثابتتين في نابلس، الأولى: لا تستفز عرين الأسود، والثانية: لا تنسى القاعدة الأولى".

وأكدت أن "علو كعب المقاومة في الضفة لا يمكن لأحد من أعراب الردة وعربان التطبيع ومن قبلهم سلطة أوسلو وجيش الـBaby mouse أن يطفئوا ما أورثتهُ سيف القدس". 

واستطردت العاروري: "شبابنا اليوم أوعى وأقوى وأدهى".

خيانة السلطة

وهاجم ناشطون السلطة الفلسطينية ورجالها، مستنكرين ضعف موقف رئيسها وعدم تواجدها في الميدان للتصدي لعدوان الاحتلال بينما تحشد رجالها وتنشر قناصيها خلال مطاردة المقاومين في إتمام لعمليات التنسيق الأمني مع الكيان.

ورصد الكاتب والمحلل السياسي، ياسر الزعاترة، أخبار الصباح المتمثلة في إصابة عشرات في جبل المكبر بالقدس أثناء عملية هدم، ومداهمات واعتقالات بعدة مناطق، وغارات جوية على مواقع في غزة، وشهيد (أمير بسطامي) و7 جرحى خلال اقتحام نابلس.

ولفت إلى إعلان زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، بيتسلئيل سموتريتش، إنشاء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة، ومطالبة عباس من الأمم المتحدة عضوية كاملة لفلسطين، ساخرا بالقول: "شعب عظيم بقيادة بائسة".

وأشار الكاتب والمدون عزات جمال، إلى "انتهاء عملية الاحتلال في نابلس وسط تصدي بطولي من رجال عرين الأسود"، متوقعا بدء السلطة "البحث عن شباب العرين لاعتقالهم في سجونها لتصديهم للاحتلال بتهمة حيازة سلاح".

وأضاف: "هذه ليست كوميديا سوداء أو تجني على السلطة، هذا بالفعل ما حدث مع المطارد المختطف منذ 148 يوما مصعب اشتية!".

وأعرب أحد المغردين عن غضبه من "تحرك دكة غسل الموتى بينما رئيس السلطة الفلسطينية لا تهتز له قصبة"، قائلا إن "عباس وأجهزة السلطة خارج نطاق التغطية".

وتساءل: "عرفتوا لماذا دائما نقول ممثلنا الشرعي المقاومة الشعبية؟".

وتعجب زكريا الدريملي، من "الاختفاء التام لعناصر السلطة والأجهزة الأمنية من نابلس"، ساخرا بالقول: "يعينكم الله يا أهلنا في نابلس، حدا يرفع راية الأخضر على أي شباك، لعل وعسى تستنفر قوات الوقائي والمخابرات والمباحث والأمن الوطني ويحضروا بسلاحهم". وعرض الإعلامي خالد السلطان، صورة لقناص مختبئ فوق أحد الأبنية، متسائلا: "أين قناص السلطة ما بين الليلة، أحدكم يخبرهم في اقتحامات في نابلس ولا فقط ظهر يوم اعتقال مصعب اشتية..".

اعتقال الأبطال

وأعرب ناشطون عن غضبهم من اعتقال الاحتلال المطاردان "الطويل، وجوري"، منفذا عملية "شافي شمرون" قبل 4 شهور والتي أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي، مذكرين بتفاصيل العملية ومتداولين صورا لأبطالها وسلاحهما.

وأشار الإعلامي يحيى بشير، إلى أن الاحتلال اعتقل بطل عملية شافي شمرون، وأحد قادة العرين أسامة الطويل بعد إصابته في اشتباك مسلح عقب مطاردة استمرت 4 أشهر، واشتباك لمدة ساعات نفذت فيه ذخيرته بعد إيقاع إصابات محققة في القوات المقتحمة.

ووجه الصحفي إسماعيل الثوابتة، "تحية إجلال وإكبار إلى أبناء عرين الأسود البطل الهمام الطويل، وجوري"، قائلا: "هذان البطلان اللذان لقنا الاحتلال وجيشه الجبان دروسا قاسية في القتال والصمود، وتشهد لهما نابلس الباسلة".

وأعلن الثوابتة "كل الدعم والإسناد للمقاومة ورجالها الميامين في الضفة العتيدة".

وأشار الكاتب إبراهيم المدهون، إلى أن "اعتقال الطويل وجوري، جاء بعد الاشتباك الطويل مع جيش الاحتلال".

وأكد أن "المقاومة مستمرة وتحية للشباب المشتبك في نابلس وجنين وكل الضفة".

ونشر أحمد المقادمة، صورة الجندي الإسرائيلي "عيدو باروخ" 21 عاما، الذي قتل في عملية "شافي شومرون" شرق نابلس والتي نفذها أبطال "عرين الأسود". وعرضت مايسة قاضي، صورة لسلاح الفدائيين الذين اعتقلهم الاحتلال بعد إصابتهما باشتباك مسلح.

وداع الشهيد

وتداول ناشطون صورا من وداع الشهيد بسطامي الذي ارتقى خلال مواجهات مع الاحتلال في نابلس، فجر اليوم، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بداية العام 2023، إلى 48، بينهم 10 أطفال وسيدة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وتظهر الصور وداع أهالي نابلس لجثمان الشهيد، بالإضافة إلى صور أخرى للشهيد مرفقة بعبارات النعي والرثاء واستنكار جرائم الاحتلال والحديث عن أحقية الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه والانتقام لشهدائه.