أربع رسائل وبدائل عديدة .. لماذا نشرت حماس فيديو الجندي الإسرائيلي الآن؟

12

طباعة

مشاركة

بعد سويعات قليلة من تنصيب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجديد هرتسي هليفي، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وللمرة الأولى منذ 9 سنوات، فيديو للجندي الأسير لديها "أبرا منغستو".

ونشرت القسام مقطع الفيديو في 16 يناير/كانون الثاني 2023، ويظهر فيه الأسير الإسرائيلي منغستو وهو يتحدث مباشرة إلى حكومته ويطالبها بإنقاذه و"رفاقه" من الأسر.

وتحتفظ "حماس" في غزة، بجنديين إسرائيليين هما آرون شاؤول وهدار غولدن، بعدما أسرتهما في حرب صيف 2014، فيما تقول إسرائيل إنهما قُتلا وتحتجز الحركة رفاتهما.

كما تحتفظ الحركة بالمدنيَّين الإسرائيليَّين أبارا منغستو وهشام السيد، بعدما دخلا القطاع في ظروف غامضة في سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.

وطرحت الكثير من التساؤلات حول الأهداف التي ترجوها كتائب القسام من نشر الفيديو المصور للجندي الأسير في ظل تجميد صفقة تبادل الأسرى، لكن مراقبين أجمعوا أن هدفها الضغط على الاحتلال وإرباكه.

رسالة الضغط على قادة الاحتلال أثمرت مباشرة بعد نشر الفيديو، في صورة انتقادات داخلية لحكومة بنيامين نتنياهو الذي اضطر لإصدار بيان لمكتبه يؤكد بذل إسرائيل "كل مواردها وجهودها لإعادة أبنائها الأسرى والمفقودين إلى الوطن".

توقيت فيديو الأسير الإسرائيلي، وفي وقت يعاني فيه المجتمع الإسرائيلي من انقسام ديني واجتماعي كبير وتشرذم متزايد، كان مستهدفا بدقة على ما يبدو لاستثمار الأزمة الداخلية الإسرائيلية وإلقاء الزيت على النار.

وقبل منغستو، نشرت كتائب القسام عام 2022 مقطع فيديو أظهر تدهورا على صحة الإسرائيلي هشام السيد، الأسير لدى الجناح العسكري لحركة حماس، دون تفاصيل أخرى.

قذائف بالفيديو

وبات من الواضح أن حماس اختارت قصف إسرائيل في هذه المرحلة بـ "الفيديوهات" بدل الصواريخ طالما تُحدث نفس الأثر في تخبط المجتمع الإسرائيلي، وفق محللين إسرائيليين، وربما تحرك ملف الأسرى مجددا.

ومع نهاية 2022، ذكر تقرير مؤسسات شؤون الأسرى الفلسطينية أن عدد الأسرى الذين مازالوا في السجون بلغ 4700، بينهم 29 أسيرة، و150 طفلا وطفلة، وقرابة 850 معتقلا إداريا، و15 صحفيا وخمسة نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني.

وفي 27 ديسمبر 2022 أكدت مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن محادثات تبادل الأسرى جارية مع حماس.

وبينت المصادر أن إسرائيل ستفرج عن عدد من معتقلي الحركة وتنقلهم إلى الأردن، في وقت نفت مصادر أخرى ذلك.

ويمكن الحديث عن سلسلة رسائل نقلتها كتائب القسام للاحتلال من وراء الفيديوهات، وأن الأمر لم يكن اعتباطيا، برغم توقع مراقبين ألا تتحرك المفاوضات كثيرا لوجود تيار فاشي صهيوني يرفض أي تفاوض أو تبادل للأسرى.

"عاموس هرئيل" المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية قال في 17 يناير 2023 إن هامش المناورة لدى إسرائيل تقلص بعد نشر الفيديو.

وبين أن "حماس" باتت تفضل قصف إسرائيل بالفيديوهات على الصواريخ، طالما تحدث نفس الأثر.

أكد أن "حماس تريد تحريك المفاوضات من خلال الحرب النفسية، وإسرائيل تحاول عدم اللعب بحسب قواعدها حتى إن "مصادر سياسية حكومية" طالبت الإعلام الإسرائيلي بعدم الانجرار وراء ألاعيب (أهداف) الحركة".

رأى أن الفيديو أثر بالفعل على المياه الراكدة في إسرائيل وأحرج القيادة، وبذل الاحتلال جهودا كبيرة، في عملية "تضليل مقصود" لإنكار أنه جندي إسرائيلي.

والسماح للإسرائيلي "أبرا منغستو" بمخاطبة قيادته في الجيش ومطالبتها بالإفراج عنه، شكل إحراجا لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

هذه الرسالة العامة التي أرسلتها حماس، مفادها أن دولة الاحتلال "لا تهتم بجنودها ولا مواطنيها"، بهدف هدم الثقة بينهم، وخصوصا في ظل الانقسامات الأخيرة.

ويقول المحلل السياسي الفلسطيني فايز أبو شمالة، إن توقيت الفيديو "ضربة معلم، وإهانة للعسكرية الإسرائيلية التي تتفاخر بأنها لا تتخلى عن جنودها".

فما هي رسائل حماس الأربع الأخرى من وراء الفيديو؟ وماذا قصدت من إطلاقه في هذا التوقيت؟ وما بدائل المقاومة حال استمر الاحتلال في عرقلة تبادل الأسرى؟

عنصرية وفشل

حرصت القسام، الجناح العسكري لحماس، على نقل "رسالة تحد" أولية عبر الفيديو تؤكد فشل رئيس الأركان المغادر (أفيف كوخافي) والجيش الإسرائيلي، في حل قضية الجنود الأسرى، وكذبه على شعبه وحكومته بإنجازات مدّعاة وموهومة.

ودعت خلفه (هليفي)، الذي أطلقت الفيديو في يوم تسلمه منصبه لإعداد نفسه لتحمل أعباء هذا الفشل وتوابعه، وكانت هذه أولى رسائلها.

بدا الأمر وكأن القسام تضرب القائد الجديد "هليفي"، وهو أول مستوطن متطرف على رأس الجيش الإسرائيلي، تحت الحزام، وتفضح أيضا فشل سلفه "كوخافي".

كتبت في بداية الفيديو تقول: "نؤكد على فشل رئيس الأركان المنتهية ولايته كوخافي ومؤسسته، وكذبه على شعبه وحكومته".

وأضافت أن "رئيس الأركان القادم هليفي يجب أن يستعد لتحمل عبء هذا الفشل ونتائجه".

أهمية رسالة التحدي هذه، أن الإعلام العبري تغني بتولي "هليفي" منصبه كرئيس جديد للأركان وبقدراته وخبراته المتراكمة، خاصة مع تولي وزير جيش جديد هو "يوآف غالانت" والذي كان قائد فرقة غزة أثناء العدوان على القطاع المحاصر عام 2009.

لذا بدا فيديو القسام كأنه موجه ضد الضخ الإعلامي المكثف الذي استأجر "كوخافي" من أجله مكتب خبراء في العلاقات العامة، وبأرقام فلكية من ميزانية الجيش، لتلميع صورته في كل وسائل الإعلام العبرية، بحسب ما نقل موقع "الهدهد" الفلسطيني 17 يناير 2023.

استهدف "كوخافي" أن يقول من وراء حملة تلميع إنجازاته وهو يغادر منصبه، إنه ناجح واستطاع كسر غزة وإيران وإنه البطل الخارق.

لكن كتائب القسام صفعته برسالة "الأسير الإسرائيلي" وفشله في استعادة جنوده لدى المقاومة، وفق مراقبين.

الرسالة الثانية لفيديو حماس هي أن الجندي "منغستو" على قيد الحياة وبصحة جيدة، وأن جميع الادعاءات الإسرائيلية القائلة بأنه مريض عقلياً أو مصاب كاذبة وتستهدف التهرب من تبادلهم كأسرى لأنهم ليسوا يهودا بيضا وإنما أفارقة وبدو (هو وهشام السيد).

ومن ثم "يجب عليهم (الإسرائيليين) التحرك بسرعة للإفراج عنه هو والآخرين"، حسبما أكد أستاذ العلوم السياسية حسام الدجني لموقع "ميديا ​​لاين" في 18 يناير 2023.

وبين أن "حماس أرادت أن تُظهر للإسرائيليين أن هناك تمييزا عنصريا صارخا، ليس فقط في الإدارة السياسية، ولكن حتى داخل المؤسسة العسكرية نفسها، بدليل عدم اهتمام إسرائيلي بأسر جندي من أصل إثيوبي وآخر من أصل بدوي عربي، بحسب الموقع.

ولفت إلى أن الهدف من الفيديو إخبار قائد الجيش الإسرائيلي الجديد أن عليه أن يجعل عودة الأسرى الإسرائيليين من غزة أولوية قصوى.

وتسليط الضوء على التمييز العنصري في إسرائيل لرفضهم التعامل بجدية مع أسرى إسرائيليين بجذور إفريقية وعربية، حسبما رأى الموقع.

وضرب الأسير "منغستو" على وتر الانقسام العنصري في المجتمع الإسرائيلي حين قال في الفيديو: "إلى متى سأظل هنا في الأسر أنا ورفاقي بعد كل هذه السنوات من المعاناة والألم؟ أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟"

استغلال الخلافات

يبدو أن أحد رسائل القسام للاحتلال من وراء فيديو الجندي الأسير هو صب الزيت على نار الخلافات المشتعلة بين الإسرائيليين المنقسمين منذ تولي حكومة يمينية دينية فاشية، وتأجيج الصراع بين الصهاينة، كرسالة ثالثة.

فالتحدي الأكبر أمام رئيس الأركان الجديد "هليفي" هو منع الجيش من التفكك تحت الضغوط السياسية العديدة، وهو ما أكد عليه في خطاب تسلم مهامه.

عبرت عن هذا صحيفة يديعوت أحرنوت 17 يناير 2023 بتأكيدها أن "هرتسي هليفي" لديه ثلاث مهام رئيسة هي: "إعداد الجيش للحرب القادمة، والملف النووي الإيراني، والملف الفلسطيني".

وفوقها ملف رابع أخطر "هو تحدٍ جديد وغير عادي، وهو منع الجيش من التفكك تحت الضغوط السياسية العديدة" بحسب الصحيفة.

وفي ظل اتهامات قادة الجيش السابقين لوزراء الصهيونية الدينية "بتسلئيل سمورتيش" و"إيتمار بن غفير" بأنهما يسعيان لهدم الجيش، عبر تدخلهم فيه، جاء فيديو حماس ليزيد الحريق الإسرائيلي.

وخلال تنصيب "هليفي" كانت مراكز القوى في الحكومة الجديدة في صراع واضح، فنتياهو لم يذكر أيا من إنجازات "كوخافي" غير معركة "سيف القدس" عام 2021 التي تغافل قائد الأركان السابق نفسه عنها.

ويعاني المجتمع الإسرائيلي من انقسام كبير ديني واجتماعي وتشرذم متزايد في المواقف حتى بات من غير الواضح معرفة إذا ما كانت هناك قاعدة إسرائيلية مشتركة بشأن المسائل المبدئية.

هذا ما كشفته نتائج استطلاع صدر عن "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" 15 يناير 2023، وأظهر انقساما حادا بين الإسرائيليين وعدم ثقتهم بمؤسساتهم العسكرية والسياسية والقضائية.

وألمح العقيد (احتياط) موشيه تال، المفوض السابق للأسرى والمفقودين في الجيش الإسرائيلي لهذا بقوله: أنا مقتنع اليوم أنه لو لم يكن سجناؤنا من أصل إثيوبي وعربي، وبوضعهم الاجتماعي والاقتصادي لكان هناك اهتمام أكبر بهم هنا".

والرسالة الرابعة هي أنه كان لافتا في فيديو القسام، سواء جرى تلقين الأسير أو كان ما قاله عفويا، ترديده، وهو يعاتب حكومته لتركه في الأسر 9 سنوات، عبارة: "أنا ورفاقي".

هذه العبارة تعني ضمنا أن هناك أكثر من إسرائيلي أسير حي لدي حماس، وليس واحدا أو اثنين.

فقد ظلت الرواية الإسرائيلية الرسمية تدور حول ادعاء أن لدى حماس "جثتين" لجنديين يهوديين بيض، وآخرين على قيد الحياة أحدهما الإثيوبي "منغستو" والبدوي العربي "هشام السيد"، لذا فهي تكاسلت، لأسباب عنصرية، عن صفقة التبادل.

لكن عبارة "رفاقي" التي تعني أكثر من واحد غيره، تبدو كرسالة ضمنية من حماس أن الجنديين اللذين تقول إسرائيل إنهما قتلا، "أحياء" أو أحدهما على الأقل، ما يعني فتح المجال أمام زيادة ضغط أُسر الجنود.

ويقول المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إن حرص حماس علي إظهار كذب رواية الجيش الإسرائيلي حول حالة منغستو، يعني أنها تكذب أيضا في رواية الجنديين اللذين قالت إسرائيل إنهما ماتا.

ويرى أن رسالة القسام الجديدة "ستصنع تأثيرا حقيقيا في دهاليز القرار الإسرائيلي"، بحسب ما نشرت صحيفة "رأي اليوم" اللندنية 17 يناير 2023.

الرفض والبدائل

أبرز سبب لرفض إسرائيل إبرام صفقة تبادل أسرى هو أنها تدرك أن من ستفرج عنهم سيعملون ضدها لاحقا، كما حدث في صفقات سابقة آخرها صفقة الجندي "جلعاد شاليط" التي أفرج بموجبها عام 2011 عن أكثر من ألف أسير فلسطيني وعرفت باسم صفقة "وفاء الأحرار".

رئيس الوزراء السابق، يائير لابيد، اعترف في 17 يناير 2023 أن "صفقة شاليط التي أبرمتها حكومة نتنياهو السابقة كانت تنطوي على مخاطر أمنية كبيرة للغاية لأنها أدت إلى إطلاق سراح سجناء تحركوا في وقت لاحق ضد إسرائيل".

لتأكيد هذا المعنى، أوردت هيئة البث الإسرائيلية العامة (كان)، أن حركة حماس، تطالب مقابل الإفراج عن منغستو (لم تذكر بقية الأسرى الإسرائيليين)، إطلاق أسرى فلسطينيين حكم عليهم بالسجن لسنوات.

قالت إن بينهم أسرى يشكلون خطرا على إسرائيل، من بينهم حسن سلامة وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وعباس السيد، وجميعهم نفذوا وأشرفوا على عمليات قتل فيها أعداد كبيرة من جنود الاحتلال.

وبسبب التلكؤ في إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس، تحدثت المقاومة عدة رسائل تؤكد فيها أنها ستطور إستراتيجيتها، وتأسر المزيد من جنود الاحتلال، كأحد رسائل الضغط.

قناة التلفزيون العبرية "كان 11" أكدت 18 يناير 2023 أن كتائب القسام، تعمل على وضع خطة تهدف إلى أسر جنود إسرائيليين في المناطق المحاذية لقطاع غزة، في محاولة للدفع قدما نحو عقد صفقة تبادُل.

أكدت أن الهدف من عملية أسر جنود إسرائيليين هو حصول الحركة على مزيد من أوراق الضغط التي قد تمكنها من إبرام صفقة تبادُل أسرى مع الحكومة الإسرائيلية، بما يتلاءم مع الشروط التي تضعها.

أشارت إلى أن حماس مستعدة لتحمل تداعيات عملية كهذه حتى لو كانت مدمرة بالنسبة إلى قطاع غزة، في مقابل حصولها على ورقة قوية للمساومة في كل ما يتعلق بالتوصل إلى صفقة تبادُل أسرى واسعة النطاق على غرار ما جرى مع شاليط".

ويؤكد المحلل الفلسطيني مصطفى الصواف أن حماس تسعى بالفعل "لزيادة الغلة من الجنود الصهاينة، وكان لها تخطيط لذلك في معركة سيف القدس ولكن قدر الله أن لا تتم".

أوضح لـ "الاستقلال" أن قادة الاحتلال يعلمون أن سياسة أسر الجنود التي أقرها منذ سنوات الشهيد الشيح أحمد ياسين (مؤسس حماس) لا تزال قائمة وتعمل عليها الحركة حتى يومنا هذا لأن أسر الجنود أصبح في صلب عقيدتها القتالية".

وهي الوسيلة التي ستحقق بها حماس والمقاومة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وفق قوله. ونوه إلى "عدد الجنود الأسرى لدى الحركة وصل إلى 12 لا يزال منهم أربعة يقبعون في الأسر".

وفي مهرجان انطلاقة حماس 14 ديسمبر 2022 أمهلت "القسام" إسرائيل وقتا محدودا لإنجاز صفقة "وفاء أحرار ثانية" وإلا فملف أسرى الاحتلال مغلق الى الأبد.

وحملت كلمة رئيس حماس في غزة يحيى السنوار رسالة تهديد واضحة للاحتلال فيما يتعلق بقضية الأسرى، خاصة بعدما كشف لأول مرة صراحة عن عدة جولات سرية من المفاوضات لإبرام صفقة آخرها قبل انتخاباته الأخيرة.

قال حول المهلة التي منحها للاحتلال: "نمهله وقتا محدودا، وبعدها سنغلق الملف لأبد الآبدين وسنحرر أسرانا بطريقتنا"، وهي رسالة تحمل تهديدا واضحا لتل أبيب ربما باستئناف أسر جنود آخرين ووقف المماطلة من ملف الصفقة.

ويؤكد القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي أن المقطع الذي نشرته كتائب القسام، لمنغستو: "يؤكد أن حماس جادة في نيتها عقد صفقة تبادل سريعة للأسرى".

لكن القناة 13 العبرية قالت في 17 يناير، إن "إسرائيل غير مستعدة لتكرار صفقة شاليط ولن تطلق سراح فلسطينيين تورطوا بقتل إسرائيليين بسبب أسيرين عبرا الحدود باتجاه غزة بمحض إرادتهما ومقابل جثتي جنديين".