ديما صادق.. لبنانية شيعية ترفض الطائفية وتفضح "الآيات الشيطانية" لحزب الله

12

طباعة

مشاركة

"بالقتل والاغتصاب" لطالما هدد مقربون من "حزب الله" اللبناني، الإعلامية الشيعية الشهيرة ديما صادق، التي ما فتئت تقرع الحزب وصانعته إيران وحليفه السوري بشار الأسد.

وعلى مدار سنوات، لاحقت الإعلامية ديما حزب الله، وعرت فساده وتغوله الأمني بقوة السلاح في لبنان، عبر برامج تلفزيونية حوارية ومنشورات على حساباتها الشخصية.

حتى وصل الأمر بحزب الله، إلى رفع دعوى قضائية ضد صادق بـ"جرم القدح والذم والتشهير" به لمجرد طرحها الأسئلة على الضيوف.

وفي تعريفها بنفسها على حسابها بموقع تويتر، ترفع صادق شعارا مفاده: "إذا كان ثمن الدفاع عن الحرية والمستضعفين بعض الشتائم، فيا بلاش".

"مجرم وطاغية"

ولم تتوان ديما في استغلال أي موقف في مهاجمة حزب الله ونظام الأسد، وآخرها حينما حلت ضيفة في برنامج "كتاب الشهرة" على قناة الجديدة المحلية بتاريخ 26 أغسطس/ آب 2022.

وقالت صادق في المقابلة: "لا يختلف عاقلان في الكرة الأرضية أن بشار الأسد هو مجرم وطاغية على الشعب السوري".

وأردفت قائلة: "من أين يأتي حزب الله ويقول إنه يريد أن يحرر المظلوم ويحمل راية الحسين وأنت ذاهب لقمع الشعب والأطفال السوريين".

وأشارت إلى أن حزب الله وأنصاره يتهمونها بأنها "عاهرة وبائعة شرفها"، لمجرد أنها معارضة لسياساته.

وتوضح صادق السبب المباشرة لمعاداتها لحزب الله بالقول: "أنا كنت مواطنة شيعية صالحة في بداية نشأتي، وكنت أؤمن بأن المقاومة هي للدفاع عن لبنان وجاءت لتحريره".

ومضت تقول: "إلى أن جاء يوم 7 مايو/ أيار 2008 وعلى أساس أن سلاح حزب الله هو لحمايتنا من إسرائيل لكنه اجتاح بيروت، ثم دخل إلى سوريا لمساندة بشار الأسد".

وآنذاك اقتحم مسلحو حزب الله وحليفه حركة أمل العاصمة بيروت، ونفذوا عمليات خطف وقتل.

وكان الهدف إجبار الحكومة اللبنانية، على سحب قرارين لمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله، وتركيبه كاميرات مراقبة على مدرج مطار رفيق الحريري.

وفي ذلك التوقيت اعتبر اللبنانيون أن حزب الله المدعوم من إيران، هدفه هو اغتصاب السلطة بقوة السلاح، لا كما يدعي أنه "حركة تحرر شعبي ضد إسرائيل"، تضيف صادق.

النشأة والتكوين

ولدت ديما صادق في بلدة الخيام العاملية في جنوب لبنان، وتلقت دراستها الأولى في الليسيه الفرنسية في منطقة الأشرفية في بيروت.

ثم تابعت دراستها الجامعية في جامعة القديس يوسف، حيث تخرجت فيها بشهادة في العلوم السياسية.

وتزوجت من أحمد الحاج، وهو أحد ملاك شركات الطيران الخاصة في لبنان ولهما ثلاث بنات.

ودخلت عالم الصحافة، حينما عملت في جريدة السفير اللبنانية، وهي طالبة في الجامعة، وعند تخرجها عملت لسنتين كمساعدة لرئيس تحرير الصحيفة.

وكانت انطلاقتها على الشاشة عام 2007 عبر العمل في تلفزيون "أو تي في"، كمذيعة أساسية لنشرة الثامنة، ومقدمة البرنامج السياسي الصباحي.

وقررت عام 2011 ترك شاشة "أو تي في" بعد تلقيها عرضا من قناة "إل بي سي" اللبنانية، حيث بدأت في تقديم عدة برامج سياسية ونشرات الأخبار.

وفي أبريل/ نيسان 2018 وخلال فترة الانتخابات قدمت برنامجا بعنوان "لوين واصلين"، وهو برنامج سياسي يرتكز على فكرة تفاعل السياسيين مع المشاكل والشواهد اليومية للمواطن.

ويقوم على فكرة اجتماع السياسي مع صحفي ومع مواطن في سيارة واحدة ليواجه المواطن السياسي بوجود الصحفي الذي يدافع عنه.

وأعلنت صادق استقالتها من "إل بي سي"، في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بعد ما وصفته بمحاولة التضييق عليها تبعا لخلفيات سياسية.

وفي يناير/ كانون الثاني 2021 بدأت بتقديم برنامج "حكي صادق" على شاشة "إم تي في" اللبنانية.

وخلال لقاء معها على قناة الجديد المحلية بتاريخ 12 ديسمبر/ كانون الأول 2018، قالت صادق عن نفسها: "أنا علمانية أؤمن بالدولة المدنية ولا أتصرف انطلاقا من انتمائي الطائفي".

مثيرة للجدل

شكل العقد الأخير ذروة صعود نجم ديما صادق، وكانت دائما ما تثير الجدل في الأوساط اللبنانية، لجرأتها في الانتقاد السياسي لحزب الله، وعدم خشيتها من الاغتيال في ظل سيطرة الحزب على أغلب مفاصل الدولة.

لكن صادق كانت تحظى بدعم شعبي، وسياسي من ساسة لبنان، وعلى رأسهم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي تولى رئاسة الحكومة ثلاث مرات.

ولم تخش صادق حزب الله المهيمن على لبنان، بل لاحقت سياساته الدخيلة، ومحاولات تغيير هوية لبنان وسلبه قراره الوطني، الأمر الذي جعلها هدفا من قبل جيش الذباب الإلكتروني للحزب.

وأكثر ما يغضب حزب الله في الإعلام المحلي، هو فتح ملف سلاحه الذي يستقوي به على الدولة اللبنانية، ويضع حجر عثرة أمام تشكيل حكومة دون ضمان مصالحه.

ويعد حزب الله من صورة أكبر لتوسع النفوذ الإيراني في لبنان، وهو يمتلك مئة ألف مقاتل لبناني يتبعه.

وسبق لحسن نصر الله أن قالها صراحة في 24 يونيو/ حزيران 2016، إن "موازنة الحزب ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من إيران".

لكن صادق فتحت ملف سلاح حزب الله، في حلقة البرنامج السياسي الحواري الصباحي "نهاركن سعيد"، على تلفزيون "إل بي سي"، مع المدوّن السياسي عماد بزي، في 15 مارس/ آذار 2014.

ووقتها سألت ديما، بزي عن سلاح المقاومة، فأجابها بدوره: "هذا الموضوع لا يهمني التحدث عنه"، فبادرته إلى القول: "إذن أشكر حضورك معنا لقد كانت حلقة مفيدة جدا".

ثم توجهت صادق إلى المشاهدين بالقول: "وبذلك نأتي إلى ختام حلقة اليوم من نهاركن سعيد شكرا لمتابعتكم".

جرأة كبيرة

واتهمت صادق في برنامج "حكي صادق" حزب الله باغتيال الناشط الشيعي المعارض لقمان سليم في 4 فبراير/ شباط 2021، وذلك ردا على "جمهور الممانعة" الذي حمل إسرائيل مسؤولية الاغتيال لتوريط الحزب.

وقالت ديما "نعم حزب الله قتل لقمان سليم ولن ننتظر تحقيقا لن يأتي لنقول ذلك علنا، حزب الله قتل لقمان لأنه الشيعي الذي لا يريده الحزب أن يكون، لقمان هو الجريء وحزب الله هو الجبان الذي يختبئ وراء كاتم صوت".

وزادت بالقول: "لقمان هو الكلمة الحرة وحزب الله هو الظلامية، لقمان هو الفكر وحزب الله هو القمع، لقمان هو الجريء الذي يحارب الفساد وحزب الله وأمواله المشبوهة هو الفساد".

وتعرضت صادق لحملة تحريض و"تهديد بالقتل وهدر الدم والاغتصاب"، على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أنصار حزب الله، إثر نشرها تغريدة في 13 أغسطس/ آب 2022 على تويتر.

وجاء في التغريدة صورة تجمع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قتل عام 2020، والمرشد الإيراني الأول روح الله الخميني مع تعليق "آيات شيطانية".

وأعلنت صادق عن هذا التهديد متهمة جواد نصرالله، نجل أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، بالمسؤولية عن الحملة ضدها.

وكتبت على حسابها قائلة: "أتعرض لحملة تحريض وصلت لحد المطالبة علنا بهدر الدم، في حملة أطلقها جواد حسن نصرالله".

وأضافت: "وعليه أرجو اعتبار هذه التغريدة بمثابة إخبار للسلطات اللبنانية، كما أنني أحمل علنا ورسميا قيادة (حزب الله) المسؤولية الكاملة لأي مكروه قد يقع علي من الآن وصاعدا".

مناصرة اللاجئين

ولطالما دافعت ديما صادق عن اللاجئين السوريين، ضد الحملات العنصرية التي يطلقها ساسة لبنان الموالون لنظام الأسد.

وحينما انتشر في ديسمبر 2019، وسم على منصات التواصل الاجتماعي في لبنان بعنوان "ضد خطاب الكراهية"، إثر تصريحات وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل التي هاجم فيها اللاجئين، تصدت له صادق.

وكتبت عبر تويتر: "سبب دمار البلد هو هالطبقة السياسية اللي وصلتنا لهون مش السوري".

ولم تسلم صادق من الاتهام بأنها "داعشية" (تتبع تنظيم الدولة)، لمجرد مشاركتها على صفحتها في تويتر مقالا يتحدث عن الناشط السوري البارز عبد الباسط الساروت عقب مقتله.

والساروت هو منشد الثورة وحارسها في مدينة حمص وأحد أيقونات الثورة السورية الخالدة، وقتل في 8 يونيو 2019، متأثرا بإصابة تعرض لها في معارك الشمال السوري ضد قوات الأسد.

كما هاجمت صادق، جهاز الأمن اللبناني في 2 أغسطس 2022 على خلفية مقتل موقوف من الجنسية السورية في أحد مراكز الجهاز تحت التعذيب.

وكتب صادق قائلة: "لما يكون جهاز أمني تابع لرئيس تابع لبشار الأسد وإيران بتكون هيك النتيجة. صورة لمواطن سوري قضى تحت التعذيب لدى أمن الدولة".

ومضت تقول: "الصورة دليل قاطع على مخالفة أمن الدولة للقوانين الدولية لمنع التعذيب والضرب أثناء التحقيق، سجل أمن الدولة من تلفيق تهم وقتل تحت التعذيب يضاف لإنجازات عهد عون".