رؤية إسرائيلية للتحديات و"الإنجازات" في الذكرى الـ125 للمؤتمر الصهيوني

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه إسرائيل في الذكرى السنوية الـ 125 للمؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا.

ومع احتدام الصراع في فلسطين التاريخية وعجز قادة الدولة العبرية عن حسمه لصالح المشروع الصهيوني، وعودة مشروع التحرر الفلسطيني للواجهة مجددا وتصاعد وتيرة المقاومة الفلسطينية المسلحة اختار قادة إسرائيل العودة إلى قاعة "شتاتكاسينو" في بازل.

ومن هناك أطلق تيودور هرتزل في 29 أغسطس/آب 1897 الحركة الصهيونية ورؤيتها لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين.

وتأتي هذه الذكرى تزامنا مع ما يزيد على 74 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني التي بدأت في 15 مايو/ أيار 1948.

أبرز التحديات

أوضحت الصحيفة أن أبرز التحديات التي تواجه إسرائيل تتمثل في "الحرب مع إيران وحلفائها، والقدرة على التعافي"، خاصة مع الحديث عن قرب التوقيع على الاتفاق النووي الذي يخيف تل أبيب.

وبينت أن شبح الحرب ما زال قائما حتى بعد أن أثبتت بالفعل عمليات التراجع المؤقتة بعد عدة حروب تاريخية مع العرب أبرزها في عامي 1967 و1973 وأيضا الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى 1987 و2000، وزيادة الأعمال العسكرية.

وما ينبغي أن يقلق هو ارتفاع عدد سكان النواة القاسية والمتطرفة من اليهود المتدينين، والسيطرة المستمرة على ملايين الفلسطينيين، وفق قول الصحيفة.

وتقول إن كلا الأمرين يهددان السمات البنّاءة والديمقراطية والتعددية والحداثة الصهيونية، وهي المسؤولة عن نجاحها المذهل في القرن الماضي، بحسب قولها. 

وخلص رئيس البرنامج الدولي للأمن القومي "دان شيبتون" في مقالته بالصحيفة إلى القول: "مع هؤلاء المتدينين المتطرفين المتخلفين، سننحدر إلى السمات الاستبدادية والمتخلّفة التي من شأنها أن تخاطر بمستقبل الشعب اليهودي".

وأوضح أن إسرائيل نجحت في تغيير الواقع بشكل جذري عبر جمع اليهود وتأمين مستقبلهم وتعميق قبضتهم ومواجهتهم للتحديات المختلفة.

وأردفت الصحيفة: "غيرت تلك الثورة حياة الشعب اليهودي من الجذر وأنقذته من خطر تدريجي يقودهم إلى الجنون بين أقلية من المتعصبين الأرثوذكس وعدم استيعاب الأصل اليهودي ورفضه جملة وتفصيلا حتى يندثر ويتلاشى".

وتابعت: "أعادت تلك الثورة الشعب اليهودي إلى التاريخ كشعب يشكل مصيره، وأصبح الصهيوني فعّالا ومصنّعا وعاملا مهما، وهذا العمل يطلق عليه بجدارة إنشاء السيادة الوطنية لليهود على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجههم".

كما جرى توحيد اللغة الوطنية الحيّة  (العبرية) كلغة موحدة، بعد أن كان اليهود يتحدثون بلغات عدة حسب مناطق وجودهم وأماكن الشتات الموزعين فيها، وفق تعبير الكاتب.

وواصل القول: "معظم الشعب اليهودي نفسه لم يكن شريكًا نشطًا في هذه الرؤية الثورية. فقط أقلية صغيرة، ومعظم القيادة الحاخامية قاومت لعودة الصهيونية وتحقيق النبوءة السماوية".

"إنجاز كبير"

ويرى دان شيبتون أن معظم اليهود الذين جنّدوا تدريجياً لدعم إنشاء البيت الوطني في إسرائيل لم يستعدوا لممارسة  تلك الرؤية والذهاب إلى الأرض الموعودة، حسب تعبيرهم.

ولكنه أشار إلى أن "الإنجاز الصهيوني الفريد لا يرجع إلى التغلب على المقاومة الخارجية من السكان والدول المحلية، ولا حتى بفضل الإقناع الصغير اللاحق لأولئك الذين جندوا في البداية لبناء أرضهم وبيتهم اليهودي من خلال الإيمان العميق".

وبين أن "النجاح الدرامي والفريد من نوعه كان في إقناع اليهود للهجرة إلى إسرائيل والذين لم يكونوا صهيونيين بشكل أساسي".

فالغالبية العظمى من اليهود الذين يعيشون في إسرائيل جاءوا إليها بعد الترغيب بها وبعض المحفّزات والإغراءات التي عرضت عليهم مثل الحصول على أرض ودخل شهري مرتفع والتجنيد بالجيش والترقيات، لترغيبهم بالمكوث بها على أن تكون أرضهم الموعودة وحلمهم الكبير الذي كانوا يسعوا له منذ أمد طويل، وفق تعبير الكاتب.

وتابع: "حتى أن أحفادهم ولدوا في تلك الأرض وتأقلموا معها وأصبحت هي أرضهم وحياتهم التي تربوا عليها"، بحسب زعمه.

ويرى شيبتون  أنه لم يعد بإمكانهم البقاء في بلدانهم الأصلية في دول العالم كأميركا وروسيا وغيرها، ولم يتمكنوا من الوصول إلى البلدان التي يفضلونها ويختارونها حسب مزاجهم. 

وكان الاختبار الأكبر لإسرائيل التي يجب أن يذهبوا إليها، "وهذا الاختبار الصهيوني يسعى إلى استيعابهم وإخراجهم من الظروف العصيبة التي يمرون بها وإقناعهم هم وأحفادهم بالبقاء هناك لبنائها".

وأردف انه بفضل المؤتمر الصهيوني "جرت استعادة اليهود إلى إسرائيل وإدخالهم إلى التاريخ كشعب يعمل ويتحدى ويثبت نفسه على الرغم من الشتات والظروف العصيبة التي لحقت بهم".

وقال إنه "قبل جيلين كنا دولة تعد من العالم الثالث فقيرة وضعيفة تستوعب 6 بالمئة فقط من الشعب اليهودي بعد المحرقة الألمانية (الهولوكوست أو الإبادة الجماعية خلال الحرب العالمية الثانية.

وبين أنه جرى التركيز على إسرائيل كجامعة لليهود من أجل جلبهم من جميع أنحاء العالم وتذليل التحديات حتى تحقق هذا الهدف.