الحرب الروسية الأوكرانية تزيد من اهتمام الولايات المتحدة بليبيا.. وهذه الأسباب

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تطرقت مجلة إيطالية إلى الدوافع وراء الاهتمام الأميركي في هذه الفترة بتحقيق الاستقرار في ليبيا، وذلك على إثر مخاوف بتصعيد محتمل في ظل تعمق الانقسامات الداخلية ما ينذر بانحراف الأوضاع.

وقالت "فورميكي" إن ما يهم واشنطن هي مسألة الطاقة والاستقرار العام للبلاد، كما أنها تدعم إجراء الانتخابات وتعمل على نزع فتيل التوترات من خلال الأمم المتحدة والتزام حلفائها.

وقف التصعيد

من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا في 23 أغسطس/آب إلى "وقف التصعيد على الفور" في البلاد، معربة عن قلقها من ارتفاع منسوب التوتر بين الخصوم السياسيين الليبيين، الأمر الذي يثير المخاوف من احتمال اندلاع حرب أهلية. 

وأكدت أن "المأزق السياسي الحالي وجميع أوجه الأزمة التي تحيق بليبيا لا يمكن حلها بالمواجهة المسلحة، وبأن حل هذه القضايا لا يأتي إلا بممارسة الشعب الليبي حقه في اختيار قادته وتجديد شرعية مؤسسات الدولة عبر انتخابات ديمقراطية".

بدورها، أصدرت إدارة بايدن بيانا نشرته وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني في 22 أغسطس، قالت فيه إنها تشعر "بقلق عميق من احتمال تجدد التهديدات بمواجهة عنيفة في طرابلس، وتدعو إلى وقف التصعيد الفوري من قبل جميع الأطراف".

وشددت المجلة على أن الاستقرار وخفض التصعيد في ليبيا يحظيان باهتمام واشنطن، "لأن ما يحدث هناك يمكن أن يكون له تداعيات أوسع لكل من الديناميكيات الإقليمية وتلك المتعلقة بعالم الطاقة".

فيما يتعلق بالجانب الأخير، ذكرت أن البيت الأبيض حاول إقناع المملكة العربية السعودية بزيادة الإنتاج، إلا أن النتائج في الوقت الحالي محدودة.

وأردفت بالقول إنه "في الواقع ظهرت بعض المؤشرات من الرياض مؤخرا حول الحاجة المحتملة لخفض الإنتاج لا لرفعه".

وبينت المجلة الإيطالية أن ليبيا دولة منتجة للنفط وفي خضم اضطراب السوق بسبب استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، فإن "إنتاج طرابلس لمليون برميل يوميا له وزن كبير".

 وأعادت المجلة التذكير بما أثارته سيطرة قوات موالية للمشير الانقلابي المتقاعد خليفة حفتر لحقول وآبار إنتاج النفط في الأشهر الأخيرة، من مخاوف دولية عبرت عنها الولايات المتحدة بوضوح من خلال مبعوثها الخاص وسفيرها، ريتشارد نورلاند.

وتشرح فورميكي بأن الإعراب عن هذه المخاوف كان بهدف زيادة توعية الحفاء حول مخاطر ما يحدث في ليبيا والتأكيد على أن الملف مسؤولية عبر أطلسية تبحث من خلالها الولايات المتحدة عن شكل من أشكال تقاسم الأعباء.

ونوهت إلى أنه بفضل بعض التحركات التي رعتها دولة الإمارات العربية المتحدة على غرار تعيين إدارة جديدة على رأس المؤسسة الوطنية للنفط، عاد النفط الليبي إلى التدفق في السوق بمعدل 700 ألف برميل يوميا. 

وبحسب المجلة، تأتي مساهمة الإماراتيين الكبيرة في عودة الإنتاج الذي توقف لأشهر لتلبية الطلبات الأميركية في مقابل الحصول على مصالح مباشرة.

طموحات المتنافسين

إلى جانب المسائل الأكثر إستراتيجية، تشدد واشنطن في بيانها على مسألة المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد لدفع التنمية وتجنب الانجرافات العنيفة  التي قد تؤدي أيضا إلى تفجير مناخ عام من الانفراج في العلاقات بين الجهات الخارجية، تشرح فورميكي.

وتشير في ذلك إلى الإمارات وأيضا تركيا ومصر، وإلى حد نسبي روسيا التي تركز على جبهات أخرى ولكنها مرتبطة بالوجود الميداني لمرتزقة مجموعة فاغنر التي دعمت طموحات حفتر في السنوات الماضية.

أضافت وزارة الخارجية الأميركية أن "الغالبية العظمى من الليبيين تسعى إلى اختيار قيادتها بشكل سلمي من خلال الانتخابات". كما طالبت "أولئك الذين يحاولون جر البلاد مجددا إلى العنف بإلقاء أسلحتهم".

وتابعت "نحث بشكل خاص قادة ليبيا على إعادة الالتزام، دون تأخير، بتحديد أساس دستوري للانتخابات الرئاسية والبرلمانية".

وشددت أن "عدم الاستقرار المستمر هو تذكير بالحاجة الملحة لتعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا لاستئناف جهود الوساطة، بدعم موحد من المجتمع الدولي".

ذكرت المجلة أن واشنطن كانت قد طرحت بالفعل فرضية التغلب على الجمود المؤسسي الحالي الناتج عن وجود حكومتين متوازيتين، واحدة في طرابلس يرأسها عبد الحميد الدبيبة وأخرى في الشرق فشلت في دخول العاصمة طرابلس ويقودها وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا. 

وعبر إطلاق آلية أطلقت عليها اسم "مستفيد"، حاولت  الولايات المتحدة إبعاد النفط عن أطراف النزاع، بهدف إدارة الإيرادات وتسيير ميزانية الدولة وضبط الإنفاق الحكومي، بعيدا عن الانقسامات السياسية، وروجت لهذه الفكرة وحشدت الدعم لها.

وفي بيانها الأخير جددت واشنطن حرصها على الدعوة إلى الهدوء، وإعادة الالتزام بالانتخابات خلال جلسة الإحاطة والمشاورات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المقرر عقدها في 30 أغسطس بشأن ليبيا.

وفي مساء 22 أغسطس، أعلنت القوات الموالية لحفتر عن إسقاط طائرة مسيرة بالقرب من قاعدة بنينة في مدينة بنغازي، شرق البلاد. 

وقال المتحدث باسم المليشيات أحمد المسماري، في بيان، إن "قوات الدفاع الجوي تمكنت من تدمير طائرة مسيرة مسلحة (بصاروخين) مجهولة الهوية بعد اكتشافها جنوب غرب منطقة بنينا وتم التعامل معها وتدميرها قبل تنفيذ مهامها".

وفقا لبعض المصادر غير المؤكدة، جرى استهداف الطائرة بدون طيار من طراز "ريبير" بقصف بواسطة نظام الدفاع الصاروخي بانتسير الروسي. 

تساءلت المجلة الإيطالية إن كانت المسيرة قد استخدمت لمهام استطلاع تسبق زيارة السفير الأميركي إلى بنغازي والتي جرى إلغاؤها. 

وتساءلت أيضا عن الطرف الذي شغل المنظومة المضادة للطائرات وإن كانت عناصر موالية لحفتر أم مرتزقة فاغنر الروس الموجودين في المنطقة؟

وتابعت تساؤلاتها حول هوية المسيرة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ليست البلد الوحيد الذي يشغلها في ليبيا، بل تستخدمها أيضا إيطاليا وفرنسا وربما المملكة المتحدة.