بعد قرار محكمة أميركية إدانته بجرائم حرب.. كيف يتعامل العالم مع حفتر؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع إيطالي مسؤولية الجنرال الانقلابي الليبي خليفة حفتر عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقعت خلال ما سماها "الحرب الأهلية الليبية الثانية بين عامي 2019-2020". 

وقال موقع "إنسايد أوفر" إن الدعوة المدنية ليس لها تأثير يذكر على المستوى القضائي، لأن دفاع "المشير" الليبي تجنب الخوض في موضوع الاتهامات واصفا إياها بـ"المسيسة".

ولفت إلى أنه على المستوى السياسي قد تكون هناك عواقب على حفتر وعلى صعود نجليه إلى المشهد، صدام وبلقاسم. 

أما على المستوى الاقتصادي، قد يجبر الجنرال الانقلابي على دفع تعويضات تبلغ قيمتها 50 مليون دولار.

جرائم حرب

نهاية يوليو/تموز 2022، أعلن التحالف الليبي- الأميركي وهي منظمة غير حزبية مقرها واشنطن العاصمة، ولأول مرة منذ سنوات، حصوله على حكم من المحكمة الفيدرالية الأميركية في فرجينيا بإدانة حفتر في جميع القضايا المرفوعة ضده بارتكاب جرائم حرب في ليبيا.

وأفاد التحالف بأن المحكمة الفيدرالية رفضت طلب محامي حفتر بتجميد القضية المرفوعة ضده، وإدانته كمجرم حرب.

وأوضحت المنظمة أن المحكمة الفيدرالية في فرجينيا ألزمت حفتر بالتعويضات المترتبة على القضية، مبينة أن الدعوة جرى رفعها بصفة مدنية وأنها قبلت على هذا الأساس.

وكانت عائلات ليبية قد رفعت في سنة 2019 قضايا ضد حفتر في محكمة فرجينيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب مروعة في حق عائلاتهم في قرية "قنفودة" ببنغازي خلال الفترة من 2016 إلى 2017.

وفي أبريل/نيسان 2019، تعهدت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، بمقاضاة المتهمين بارتكاب جرائم حرب على إثر الهجوم الذي أعلنته قوات حفتر على العاصمة الليبية طرابلس.

نقل الموقع الإيطالي عن مصدر دبلوماسي ليبي قوله إن "القانون الدولي يحذر التعامل أو إقامة علاقات مع أمراء الحرب، أو بعبارة أخرى مع مجرمي الحرب". 

وبحسب الموقع، قبل أقل من أربع سنوات، في ديسمبر/كانون الأول 2018، جرى الترحيب بالجنرال الليبي في مؤتمر باليرمو جنوب إيطاليا (حول ليبيا)، كنجم سينمائي. 

انتشرت صورة المصافحة بين حفتر المبتسم ورئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبي (السابقة) فايز السراج، حول العالم بارتياح كبير من رئيس الوزراء آنذاك جوزيبي كونتي.

ووقتها تلقى كونتي طمأنة من حفتر نفسه بفتح تسوية مع حكومة طرابلس، بحسب ما يذكر إنسايد أوفر. 

بعد خمسة أشهر نزع الجنرال الليبي ربطة العنق التي أهداها إياه كونتي لارتداء الزي العسكري والسير نحو السيطرة على العاصمة الليبية بمساعدة المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر، وفق قول الموقع. 

انتهت الحرب بعد 18 شهرا بتدخل تركيا إلى جانب قوات حكومة الوفاق وتراجع حفتر بعد أن منيت قواته بالهزيمة. 

ومع ذلك، لا يزال اكتشاف المقابر الجماعية لهذا الصراع  يجري في ترهونة إلى اليوم، وفق ما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

وأحصى المرصد الأورومتوسطي في بيان له استخراج فرق "الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين" حتى تاريخ 11 أغسطس/آب 2022، 286 جثة من نحو 100 موقع دفن سري في مدينة ترهونة وبعض المناطق جنوبي طرابلس.

ودعا المرصد إلى تسريع ودعم المساءلة عن جرائم القتل والإخفاء القسري والتعذيب، التي شهدتها مدينة ترهونة ومناطق جنوبي طرابلس خلال الهجوم على العاصمة في أبريل/نيسان 2019.

إحراج وآثار

وتعليقا على الحكم بإدانة حفتر، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن "الولايات المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها الأطراف المتورطة في النزاع في ليبيا".

 وأكدت على "الحاجة إلى ضمان أن يرد المسؤولون عن التجاوزات والانتهاكات ضد القانون الدولي الإنساني في ليبيا على أفعالهم ". 

ويرى إنسايد أوفر بأن التعليق الأميركي يكشف عن إحراج معين لماضي حفتر في الولايات المتحدة وصلاته بوكالة المخابرات المركزية. 

من جهته، أكد الباحث المتخصص في الشؤون الليبية جلال حرشاوي، بأن هذا الحكم سيكون له تأثير ضئيل على الوضع الليبي مضيفا بأن عائلة حفتر على استعداد بالفعل لخسارة العديد من الممتلكات في الولايات المتحدة. 

وقال أيضا إن "الدبلوماسيين الأميركيين يتجنبون الظهور علنا ​​مع القائد المتمرد".

وعلى الرغم من صدور حكم الإدانة، سيستمر حفتر في تلقي دعم قوي من دول مختلفة، مثل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب حرشاوي قائلا "لن يتغير شيء على إثر قبول الدعوى المدنية في فرجينيا". 

وأكد أنه في الوقت الحالي لا يبدو أن الحكم له أي تأثير على علاقات حفتر على المستوى الدولي. 

واستدل الموقع بذلك بتواصل سير عمل القنصلية الإيطالية في بنغازي واقتراب تعيين قنصل جديد قريبا.

في هذا الصدد، أشار الموقع إلى علاقة ذلك بالزيادة المقلقة في عدد المهاجرين غير النظاميين الوافدين على إيطاليا من شرق ليبيا.

وبين أنها ظاهرة حديثة نسبيا، جرى احتواؤها في الوقت الحالي، مشددا أنه من الخطأ التقليل من شأنها.

 وحذر من أن عمليات الهجرة تجري من تلك المنطقة على متن قوارب كبيرة قادرة على حمل ما يصل إلى 500-600 شخص في وقت واحد، مما يزيد من خطر وقوع "مذابح" أخرى في وسط البحر الأبيض المتوسط.

في المقابل، يبدو عصام عميش، رئيس التحالف الليبي الأميركي وهي منظمة تدعم عائلات الضحايا الليبيين، مقتنعا بدلا من ذلك بأن الحكم سيضر بحفتر في الداخل والخارج. 

وقال عميش  إن "للحكم تداعيات محتملة كبيرة داخل ليبيا وحول العالم على حفتر، الذي ينافس منذ سنوات ليصبح زعيما للبلاد، وفق ما نقل موقع ميدل إيست آي البريطاني.

وأضاف بأن الحكم يشكل "داخل ليبيا دعوة للاستيقاظ للكثير من الناس الذين يحاولون الشراكة معه"، مضيفا "لا يمكنك التعامل مع مجرم متمسك بالديكتاتورية لحكم البلاد".

على الصعيد الدولي، يرجح عميش أن يواجه حفتر مشاكل خاصة فيما يتعلق بعلاقات ليبيا مع واشنطن، وكذلك في ظل ارتباطاته المستمرة بمرتزقة فاغنر الروس.