درع الصحراء.. ما أهداف المناورات العسكرية المرتقبة بين الجزائر وروسيا؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلط تقرير إسباني الضوء على التدريبات العسكرية المشتركة ضد "الجماعات الإرهابية" التي تنظم لأول مرة في الجزائر، بمشاركة روسية. 

ويكتسي هذا الحدث أهمية فائقة نظرا لرمزية المكان الذي ستجرى فيه التدريبات، وفق ما تقول صحيفة الإسبانيول. 

وبشكل عام، اتخذ التحالف الإستراتيجي الذي أظهرته روسيا والجزائر منذ شهور أبعادا أخرى أخيرا.

إذ أكدت وزارة الدفاع الروسية إجراء مناورات عسكرية مشتركة في الصحراء الجزائرية خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

درع الصحراء

وقالت صحيفة الإسبانيول إن مناورات درع الصحراء الروسية الجزائرية لمكافحة الإرهاب، ستجرى خلال العام 2022 في الجزائر، بحسب ما أفاد به المتحدثون باسم المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية.

وسيشارك في هذه المناورات حوالي 80 جنديا من وحدات البنادق الآلية المتمركزة في شمال القوقاز ونحو 80 جنديا جزائريا.

وستجرى التدريبات في معسكر حماقير التدريبي بين ولاية بشار الجزائرية وتندوف التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة على بعد خطوة من الحدود مع المغرب. 

في الحقيقة، يعد اختيار الموقع رمزيا للغاية، إذ تقع ساحة التدريب في موقع سابق للجيش الفرنسي، جرى تسليمه إلى الجزائر عام 1967. وفي وقت لاحق استخدم الموقع لتطوير أسلحة باليستية وقاذفات فضائية.

ونقلت الصحيفة أن البلدين سيتمكنان من ممارسة تكتيكات مكافحة الإرهاب لكلا الجيشين. وكشف المصدر ذاته عن أنهم سيعملون على محاكاة "البحث والكشف عن الجماعات الإرهابية والقضاء عليها في البيئات الصحراوية والقاحلة".

وعقد المؤتمر الثاني للتخطيط والتحضير لهذه المناورات بولاية بشار الجزائرية.  

وجاء في البيان الذي أعقب هذا الاجتماع: "وافق ممثلو قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية والجيش الشعبي الوطني الجزائري على التقويم والتصميم والسيناريو الخاص بالتمرين، وتشكيل القوات والوسائل، وكذلك تحديد الموضوع والأهداف، والمهام ومراحل التدريبات المشتركة". 

وأوردت الصحيفة أن مناورات مكافحة الإرهاب ستجرى للمرة الأولى في الجزائر. 

وجرت أولى هذه اللقاءات في الفترة الفاصلة بين 30 سبتمبر/أيلول و12 أكتوبر/تشرين الأول 2021 في مدينة تسارسكوي، الواقعة بأوسيتيا الشمالية، وهي إحدى الجمهوريات الروسية التي تعد جزءا من منطقة شمال القوقاز الفيدرالية.

خلال هذه المناسبة، عمل حوالي 200 فرد من العسكريين من كلا الجيشين على اختبار معدات وتقنيات مكافحة الإرهاب في المناطق الريفية والجبلية. ثم اختبر المظليون الجزائريون والروس بنجاح بندقية كلاشينكوف الهجومية الجديدة "أي كا 12".

وعقدت دورات تدريبية في مواقع مختلفة، إذ طوروا معايير الاستعداد القتالي، وأجروا تمارين إطلاق مختلفة من مدفع رشاش أي كا 12. كما أطلق الجيش النار على أهداف ثابتة ومتحركة من مواقع مختلفة.

في هذا السياق، رحب الفريق، رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الشعبي الجزائري سعيد شنقريحة "بالمشاركة المتميزة" لعناصر التشكيل العسكري للقوات البرية. 

وشدد على أن هذه المشاركة تعكس "بلا منازع" سمعة الجيش الجزائري على الساحة الدولية.

من جانبه، صرح قائد القوات البرية الجزائرية اللواء عمار عثامنية أن "الأهداف المحددة والمتوقعة من إجراء هذا التمرين تحققت بفضل الانضباط والجدية والصرامة التي يتسم بها عناصر قواتنا البرية التابعة للمشاة والقوات الخاصة". 

وكذلك بفضل تصميمها على إظهار قدراتها التي تعكس السمعة التي يستحقها المحارب الجزائري، وأداء المهام الموكلة إليه بكفاءة واحتراف، وفق قوله. 

مناورات بحرية

وأشارت الصحيفة إلى أن مفرزة من السفن الحربية من أسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية رست في ميناء الجزائر خلال الفترة الفاصلة بين 12 و20 نوفمبر 2021.

وكانت هذه المفرزة متكونة من فرقاطة الأدميرال جريجوروفيتش، وزورق دورية ديميتري روجاتشيف وقارب الإنقاذ أس بي 742، وجاءت للمشاركة في التمرين البحري الدولي المشترك 2021، مع سفن تابعة للبحرية الجزائرية.

وأضافت الصحيفة أن طواقم روسية وجزائرية أجرت تدريبات اتصال وجلسات عمليات مشتركة وتدريب فريق التفتيش وتمرين إيضاحي للحد من الأضرار، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق المشترك. 

وبالمثل، من المقرر إجراء مناورة بحرية خلال العام 2022 في الجزائر ستجمع قوات من البحرية الجزائرية وأسطول البحر الأسود الروسي في البحر الأبيض المتوسط. ونوهت الصحيفة بأن الدولة المغاربية هي أحد الشركاء العسكريين الرئيسين لروسيا. 

في واقع الأمر، بين عامي 2016 و2020، زادت واردات الدولة المغاربية من الأسلحة بنسبة 64 بالمئة مقارنة بالفترة الفاصلة بين 2011 و2015، وفقا للأرقام التي نشرها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. 

وأضافت الصحيفة أن روسيا احتكرت بين 2016 و2020 نسبة 69 بالمئة من إجمالي واردات الجزائر من الأسلحة.

وبذلك تفوقت على ألمانيا التي كانت صادراتها للجزائر في حدود 12 بالمئة والصين بنسبة 9.9 بالمئة، وفقا للمصدر نفسه.

حاليا، يعد الطرفان وثيقة إستراتيجية جديدة تعكس جودة العلاقات الجزائرية الروسية، ستكون بمثابة "أساس لتكثيف المعاملات بين البلدين في المستقبل"، بحسب السفير الروسي في الجزائر العاصمة "إيغور بيلييف" قبل أن ينهي مهمته في البلاد. 

ومن جهته، صرح السفير الجزائري في موسكو إسماعيل بن عمارة، على هامش قمة روسيا والعالم الإسلامي التي عقدت في مايو/أيار بمدينة كازان، قائلا: "نحن نناقش مشروع ارتباط إستراتيجي، والنص القديم المعمول به يعود إلى عام 2001، أي أنه مضى عليه أكثر من عشرين عاما".

وأردف: "لذلك نعمل الآن على إعداد نص جديد لتعزيز مجالات تعاون أخرى لم يرد ذكرها في النص السابق"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الروسية تاس.

وتأتي مناورات درع الصحراء بعد أن قاد المغرب مناورات الأسد الإفريقي 2022، والتي أجريت خلال يونيو/حزيران بين الجيشين الأميركي والمغربي على حدود الجزائر.

لكن المنافسة بين البلدين لا تقتصر على المجال العسكري فقط، بل تشمل قطاعات أخرى على رأسها الاقتصادية، ويرغب كلاهما في فرض نفوذهما في جميع أنحاء منطقة الساحل وغرب إفريقيا. 

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب والجزائر تربطهما علاقة متوترة منذ الستينيات، وبلغ هذا الخلاف أوجه خلال هذه السنة بالتزامن مع التوترات على مستوى قضية الصحراء الغربية وأزمة سوق الغاز.