شركاء في الدم.. ناشطون يحملون ثلاث جهات مسؤولية مجزرة ريف إدلب

12

طباعة

مشاركة

ضمن مسلسل الإجرام الروسي، قصفت طائرة حربية في 22 يوليو/تموز 2022، قرية الجديدة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، مما أسفر عن مقتل 5 أطفال وإصابة 13 آخرين، وسط صمت دولي مريب.

القصف الروسي استهدف قريتي الجديدة واليعقوبية بريف إدلب الغربي، إذ أقلعت طائرة حربية روسية من مطار حميميم في اللاذقية (غرب)، وقصفتهما، بحسب مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة السورية.

المجزرة أثارت موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، ودفعتهم للتنديد بالصمت العربي والغربي على جرائم موسكو في دمشق، ومهاجمة رئيس النظام السوري بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وحلفائهم.

واستنكروا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #بوتين_ارهابي، #جسر_الشغور، #مجزرة_الجديدة، #بوتين_قاتل_الأطفال صمت جامعة الدول العربية التي تسعى لإعادة تأهيل الأسد وإعادته إلى مقعده، وغضها الطرف عن مجزرة إدلب.

وانتقد ناشطون استفاقة الجامعة العربية على واقعة قصف منتجع جبلي في محافظة دهوك العراقية والتي أسفرت عن مقتل ثمانية وإصابة 23، وقعت في 20 يوليو/تموز 2022، بإدانة تركيا والدعوة لاجتماع لمحاسبتها، رغم نفيها القصف.

وصنفوا تباين موقف جامعة الدول العربية في التعامل مع الأحداث، بأنه استقواء على تركيا فقط، مستنكرين حقدها المريب على تركيا والتخاذل أمام روسيا.

وتساءلوا عمن يتحمل مسؤولية الدم المراق في سوريا من الحكام العرب الذين يسعون لإعادة نظام الأسد إلى الحضن العربي وتطبيع العلاقات معه، متداولين صورا ومقاطع فيديو تحمل آلام توديع الأهالي لأطفالهم الذين قتلهم الطيران الروسي. 

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو مفجعة لما خلفته مجازر القصف الروسي على إدلب ضد المدنيين السوريين وراح ضحيتها أطفال، معربين عن أسفهم وحزنهم وغضبهم ومواساتهم لأهالي الضحايا.

صمت عربي

واستنكر ناشطون الصمت العربي وتجاهل المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بمثل هذه القضايا لما تتعرض له إدلب، وعدم توجيه أي إدانة لروسيا، منددين بسرعة الجامعة العربية في إصدار بيانات إدانة لتركيا.

الأمين العام لحزب الأمة الكويتي حاكم المطيري، وصف الجامعة العربية بـ"العبرية!"، مشيرا إلى أن الطيران الروسي قصف إدلب وقتل الأطفال والنساء وشاهد العالم كله الجريمة الشنعاء فلم تنطق ضدها ببنت شفة.

وتساءل مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين والنازحين مضر حماد الأسعد: "أين صوت الجامعة العربية من المجزرة الإرهابية التي ارتكبها الطيران الروسي في مزرعة جنوب إدلب؟"، قائلا: "كنا نظن أن الجامعة عربية ولكن تبين أنها تتبع لروسيا وأمريكا وإيران".

وتهكم الناشط السوري عمر مدنية، قائلا: "يبدو أن الجامعة العربية لا تعتبر إدلب مدينة عربية لذلك تصمت على قتل أهلهم".

وتساءل الباحث التاريخي حسين صالح سبعاوي: "أشو الجامعة العربية ما أدانت القصف الروسي اليوم على إدلب؟".

جرائم الحلفاء

وقرن ناشطون تغريداتهم التي تنقل حالة الغضب الواسع من الجامعة العربية، بإدانة واسعة لروسيا وإيران أبرز حلفاء النظام السوري.

الأكاديمي والباحث الإعلامي محمد بشير حداد، وصف الجامعة العربية بأنها شبيح لا ترى لا ينطق ولو قتل السوريون الأحرار.

وأكد أن الروسي دموي في كل أحواله لا إنساني في كل تعاملاته فظ في كل تقلباته، داعيا إلى تحرير سوريا من بشار والمحتل الروسي والإيراني ومليشياته أولا.

وقال الصحفي ياسر أبو هلالة، إن #بوتين_ارهابي وما فعله طيرانه في #إدلب من مجزرة بحق الأطفال هو تكرار لما يفعله من 2015 في سوريا ولما يفعله اليوم في أوكرانيا، مؤكدا أن التخلص منه مصلحة للبشرية، وفق وصفه.

فيما أشار الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان، إلى أن قمح #أوكرانيا التي أفرجت عنه روسيا في يوم غارتها على #الجديدة بـ #ريف_إدلب كان قمحا مغموسا ومعمدا بدم أطفال إدلب، مؤكدا أن #بوتين_ارهابي لا يفوّت فرصة تنازل هناك، إلا ويقبض ثمنها دما سوريا.

وأشار عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين محمد الصغير، إلى أن جرائم بوتين تتجدد، وطائراته الحربية ترتكب مجزرة بريف #إدلب وتستهدف عوائل مهجرة، لافتا إلى أن كل العالم يقف مع #أوكرانيا ضد وحشية روسيا، أما أهل #سوريا فلا بواكي لهم.

عضو رابطة علماء الأردن أسامة أبو بكر، أكد أن روسيا تنشر الموت، وتنزل الحمم على أطفال إدلب.

دموية الأسد

فيما صب ناشطون غضبهم على النظام السوري وحلفائه والمطبعين معه، وذكروا بجرائمه التي ارتكبها وما زال بحق السوريين "الذين يتألمون كل يوم في ظل استمراره ويبكون على ضحايا أبرياء حُرموا حق الحياة".

الصحفي الفلسطيني محمد الأمين، رأى أن مجزرة إدلب تعيد التذكير بماهية نظام دمشق الدموي وحلفائه، كل من يدافع عن روسيا وعن نظام الأسد أو يقترب منه مشارك في جرائمه.

وأضاف أن جرائم روسيا والنظام لن تتوقف، لكن على كل منا ألا يتوقف عن ذكر ضحاياهما، وألا يعطل ضميره ولو عطل البعض عقولهم وقلوبهم.

فيما رأى الكاتب السياسي خليل المقداد، أن الغارة الروسية الدموية على #جسر_الشغور تثبت أن كل خلافاتهم تتبدد وتختفي أمام وحدة عدائهم للمسلمين، ويفرقهم كل شيء ويوحدهم عداؤهم للإسلام فهو خط أحمر لا يتساهلون معه فحربهم علينا وجودية!.

وكتب المحلل السياسي محمد يسر: "#روسيا #بشار_الأسد القصف الهمجي مستمر ضد المدنيين.. مقتل الأطفال والنساء والشيوخ مستمر.. #سوريا مستباحة من قبل الجميع.. كلهم قتلة كلهم مجرمون كلهم دكتاتوريين كلهم حرامية.. كلهم تجار دماء".

ونشرت الصحيفة ثناء اليونسي، مقطع فيديو لأب يرثي أبناءه الذين قتلوا جراء القصف الروسي، مستنكرة أن "ما زال هناك من يرى في الأسد رئيسا شرعيا لسوريا .. وما زال هناك من يرى في بوتين زعيما يحارب الغرب نيابة عن الشعوب المستضعفة".