يتحدى الدبيبة.. ما عواقب إعلان باشاغا عزمه محاولة دخول طرابلس مجددا؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت مجلة جون أفريك الفرنسية عن الخطط القادمة لفتحي باشاغا رئيس الوزراء الليبي المعين من قبل برلمان طبرق في الشرق والمدعوم من المشير خليفة حفتر.

باشاغا أكد أنه سيتولى منصبه قريبا في العاصمة الليبية طرابلس التي يشغل فيها أساسا عبد الحميد الدبيبة منصب رئيس الوزراء.

قال باشاغا في 8 يوليو/تموز 2022 من مقره المؤقت في مدينة سرت، 450 كلم شرق طرابلس، إنه سيدخل العاصمة الليبية قريبا وإنه سيتولى منصبه "في الأيام المقبلة"، وفق مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي 17 مايو/أيار 2022، هزّ قتال عنيف طرابلس، وشهدت شوارعها اشتباكات وتبادلاً لإطلاق النار، مع محاولة باشاغا، دخول المدينة، للمطالبة بالسلطة.

جرى تعيين السياسي البالغ من العمر 59 عاما في فبراير/شباط 2022 من قبل البرلمان لتشكيل حكومة تحل محل الحكومة القائمة أساسا في طرابلس (غرب) بقيادة عبد الحميد الدبيبة.

وحكومة الدبيبة تشكلت قبل عام في جزء من اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة وضمن إطار مسار سياسي يهدف إلى تخليص البلاد من نحو عقد من الفوضى.

كان من المقرر أن يقود الدبيبة البلاد إلى انتخابات تشريعية ورئاسية في ديسمبر/كانون الأول 2021، لكن جرى تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات حول الأساس القانوني للاقتراع ووجود مرشحين مثيرين للجدل.  

فوضى مستمرة

لكن في الوقت الذي يرفض فيه الدبيبة تسليم السلطة قبل إجراء تلك الانتخابات، يعتقد فتحي باشاغا، المدعوم من المشير خليفة حفتر، وهو الرجل صاحب النفوذ في شرق ليبيا، أن الحكومة في طرابلس "غير شرعية": "انتهى تفويضها وفشلت في تنظيم الانتخابات".

في منتصف مايو، أعلن باشاغا دخوله إلى طرابلس في منتصف الليل، لكن اندلع القتال بين مجموعات مسلحة موالية لكلا الطرفين وانتهى الأمر بفشل المحاولة.

يقول باشاغا إنه حتى إذا انسحب، فإن ذلك كان لتجنب إراقة الدماء، دون التخلي عن تولي المنصب.  

وقد صرح في آخر مقابلة له بأن "كل الطرق المؤدية إلى طرابلس مفتوحة وإن شاء الله سنكون هناك في الأيام القليلة المقبلة". 

ويحظى الرجلان بدعم جماعات مسلحة مختلفة في العاصمة. لكن "بعض القوات المسلحة غيرت موقفها"، بحسب قول باشاغا.

وتقول جون أفريك إن وجود حكومتين متنافستين هو أحد أعراض الفوضى التي ابتليت بها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، والتي اتسمت بانقسامات عميقة بين المؤسسات المتنافسة في الشرق والغرب. 

وعلى الرغم من أن باشاغا مدعوم من المعسكر الشرقي فإنه ينحدر من مصراتة في غرب ليبيا كمنافسه الدبيبة. وصنع المدرب السابق في ميدان الطيران لنفسه اسما خلال الفترة التي قضاها على رأس وزارة الداخلية من 2018 إلى أوائل العام 2021.

 وهو اليوم في قلب أزمة مؤسسية خطيرة تثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في البلاد. 

ورغم استبعاد فتحي باشاغا لهذا السيناريو، فهو يعتقد أنه "يمكن أن تكون هناك فوضى بسبب التظاهرات التي تطالب بحكومة واحدة فقط يمكنها توحيد الليبيين".

 في أوائل يوليو، خرجت مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ضد تدهور الظروف المعيشية وانقطاع التيار الكهربائي والمطالبة بتغيير الطبقة السياسية، بما في ذلك الدبيبة وباشاغا. 

 وأجبر المتظاهرون على دخول مجلس النواب، ومقره طبرق (شرق)، قبل إشعال النار فيه.

الحصار والكهرباء

 منذ منتصف أبريل/نيسان، أغلق أنصار المشير حفتر المنشآت النفطية الرئيسة كوسيلة للضغط لطرد السلطة التنفيذية، ممثلة في حكومة عبد الحميد الدبيبة، من طرابلس.

 يتسبب الحصار أيضا في انخفاض إنتاج الغاز، وهو أمر ضروري مع ذلك لتزويد شبكة الكهرباء، مما يطيل مدة انقطاع التيار أكثر قليلا.   

ونفى باشاغا وجود "أي صلة" بين انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المنشآت النفطية.

 وقال "بعد أن يطمئن سكان الهلال النفطي إلى أن الأموال لن تذهب إلى الفساد أو السرقات أو غيرها سوف يرفعون الحظر على تصدير النفط".

 وبينما تأجج الصراع إلى حد كبير بسبب التدخل الخارجي، دعا فتحي باشاغا الأمم المتحدة إلى "تبني حلول تعمل لصالح الليبيين بدلا من خدمة مصالح الدول التي تتدخل في ليبيا".

ويحذر في ذات السياق بقوله "تمكنا من تجنب أي مواجهة عسكرية، لكن ليبيا لا يمكن أن تبقى على هذا الحال إلى الأبد، نحن بحاجة إلى حل".

ومنذ أشهر، تعيش ليبيا على وقع توتر سياسي متصاعد ومحتدم، نتيجة رفض الدبيبة تسليم السلطة إلى الحكومة الجديدة التي كلف البرلمان فتحي باشاغا بقيادتها، والتي بدأت منذ فترة في أداء مهامها من مدينة سرت وسط ليبيا.

ويحظى كل من رئيسي الحكومتين المتنافستين بدعم من مليشيات مسلحة تتمركز في طرابلس ومصراتة، وتثير مخاوف من إمكانية تجدد القتال على السلطة، إذا ما حاول باشاغا مرة أخرى الدخول للعاصمة طرابلس، خاصة في ظل العداء المتزايد بين الحكومتين والأطراف الداعمة لهما.

ويتعزز هذا الانقسام في الوقت الذي تعجز فيه الأمم المتحدة على تعيين مبعوث خاص لليبيا.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تاريخ استقالة جان كوبيس من منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا وهو الذي رفض مغادرة جنيف ليستقر في العاصمة الليبية، ظل المنصب شاغرا.