"تواطؤ مشين".. اتهامات واسعة للسلطات السعودية بحماية المسيئين للنبي وصحابته

12

طباعة

مشاركة

في بلاد التوحيد ومهبط الوحي ومبعث خاتم الأنبياء والمرسلين، يتكرر ظهور الطاعنين في الرسول ﷺ وسنته وصحابته، دون ردة فعل قوية من النظام السعودي ولا مؤسساته التي أنشئت لهذا الغرض، مثل وزارة الشؤون الإسلامية وهيئة كبار العلماء.

فبعدما شكك كتاب وإعلاميون سعوديون مثل تركي الحمد وأحمد المطرودي ويوسف أبا الخيل، في السنة النبوية وهاجموا العلماء، انتقلت العدوى للمغردين الذين لا وزن لهم ولا أتباع، ليستكملوا المسيرة بالطعن في الرسول ﷺ وصحابته.

فادعى المغرد السعودي فواز الذي يعرف نفسه على حسابه بتويتر الذي يتابعه ألفا شخص بأنه "أخصائي نفسي"، في رده على أحد المغردين، أن "كل ما فعله تنظيم الدولة من سبي وجز للرؤوس وتنكيل واستعباد للآخرين تنفيذ حرفي لتعاليم الإسلام وكتب التاريخ والسير".

وفي رده على تغريدة أخرى، قال: "لو قارنت بين طالب أول متوسط وبين أبي هريرة في جميع العلوم ومناشط الحياة وحتى على مستوى النظافة الشخصية سيحصل أبو هريرة 0 من 10، في إشارة إلى الصحابي والمحدث والفقيه الذي لزم النبي محمدا وحفظ الحديث عنه".

ورغم أن ردود فواز يعود تاريخها إلى 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إلا أنها أثارت موجة غضب واسعة على تويتر، عقب دفاع البعض عنه، منهم الكاتب أحمد الناصر الذي زعم أن "فواز بطل من أبطال الوطن ضد أي متطرف، هو وحده هز كراسيهم الهشة".

وهذه التصريحات المشينة دفعت الناشطين على تويتر لتحميل السلطات السعودية مسؤولية ظهور مثل هذه الأصوات داخل المملكة بسبب تقاعسها عن ردعها ووأدها منذ بدايتها.

وأشاروا عبر تغريداتهم على وسم #فواز_يطعن_في_النبي_والصحابة، إلى أن المغرد السعودي له أيضا تغريدات سابقة في طعن الصحابة الكرام، وادعاء التنوير على حساب الدين، محذرين من أن التعرض المستمر لثوابت الدين ورموزه يعد محاولة حثيثة لإسقاط هيبته من النفوس.

كما حذر ناشطون من أن الطعن المتتابع في النبي ﷺ وصحابته والهجوم على المسلمين ومقدساتهم دون معاقبة الفاعل وجعله عبرة يورث هوان الأمر عند الأمة، داعين إلى تعظيم شعائر الإسلام وصون مقدساته والحفاظ على هيبة ومكانة الرسول وصحابته.

واتهم ناشطون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالوقوف وراء هذه الأصوات، مشيرين إلى أن مساحات الطعن في الرسول ﷺ وصحابته لم تنطلق إلا بأمر منه، كما وفرت السلطة لها الحماية الكافية للعبث بعقول الشباب.

وتداولوا أحاديث صحيحة عن النبي تبين أحكام الشريعة الإسلامية وأدلتها التي تؤكد على المنزلة العظيمة للصحابة رضي الله عنهم في الدين، وتحذر من خطورة الطعن فيهم والتطاول عليهم، متحدثين عن مكانة أبي هريرة رضي الله عنه.

تواطؤ السلطة

ووجه ناشطون اتهامات إلى السلطة السعودية الحاكمة بتشجيع ظهور مثل هذه الأصوات وعدوها شريكة في التطاول على الرسول والصحابة والإساءة للدين لعدم اتخاذها إجراءات رادعة بحقهم.

وأرجع أحد المغردين ما يحدث في السعودية إلى النظام الحاكم، قائلا: "بسبب سياسات سلمان وابنه الداشر لإفساد المجتمع كل يوم يطلع لنا كلب ينبح، لو طعن فواز بالملك أو الحكومة لقبضوا عليه بربع ساعة وعذبوه عذابا شديدا."

وكتب آخر: "من يلحد أو يسب الله أو الرسول ليس عليه حرج ويبشر بالسلامة وقد تستضيفه فضائية (إم بي سي) المدعومة من سلمان كما عودتنا بحربها على الإسلام والمسلمين، ومن يسب سلمان وابنه فهو مغضوب عليه وهالك لا محالة..  اللهم إنا نعوذ بك من نقمتك علينا". من جانبه، أكد أبو القاسم، أن فواز لو انتقد هيئة الإفساد والتسفيه فقط التي تسمى الترفيه لغيبوه خلف الشمس كحال كثير من علمائنا ودعاتنا، أما سب الله تعالى ورسوله ودينه فهذا لا يعني طواغيت النظام. وقال أحد المغردين: "لن تتجرأ جهة حكومية على معاقبة أو استدعاء أي إعلامي أو مغرد يطعن في الرسول والصحابة ويتطاول على مقام الله عزو وجل، ولن تنكر مشائخ السلطان عليهم لأن أبو منشار ابن سلمان يقود هذه الحرب مباشرة". واستنكر أبو جواد، أن يتم القبض فقط على من يبدي رأيه في سياسات الحاكم، ولكن لا يتم القبض إذا أبدى رأيه في الذات الإلهية أو الرسل، مضيفا: "عزيزي المسلم الدولة تشجع هؤلاء على الدين من الآخر".

ملاحقة ومحاسبة

وطالب ناشطون بملاحقة المتطاولين على الدين ورموزه ومن على شاكلتهم ومحاسبتهم وتوقيع العقوبات عليهم، مؤكدين أنهم لن يهدؤوا إلا حين تطالهم يد القضاء وتقام عليهم الحدود.

واستنكرت المغردة سارة ظهور كل يوم نكرة يشتم الرسول أو الصحابة وينتهي الموضوع كأنه أمر عادي، مؤكدة أنها لو كانت قضية رأي عام لكان الناس تحركوا أكثر من ذلك.

وأقسم أبو فراس، بأن النيابة العامة لو تقبض على فواز وتجعله عبرة لغيره ما تجرأ أحد مرة ثانية، معربا عن أسفه أن ذلك لم يحدث.

وتساءل ناصر سودان الشمري: "معقولة وصلنا إلى هذا الحد من التطاول على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم؟ من نحن وماذا قدمنا لهذا الدين الإسلامي العظيم؟".

وأشار إلى أن "أضعف الإيمان الدفاع عمن حملوا راية التوحيد".

كما تساءل آخر: "كيف لا يتم محاسبة هؤلاء المضللين ويتركون هكذا يطعنون بثوابت ديننا وعقيدتنا وأصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام؟". وشددت المغردة راوية، على ضرورة وضع قانون رادع للمتطاولين على الرموز الدينية ومحاسبة النكرة هذا ومن على شاكلته بأقسى العقوبات. وأوضح سعود بن عبدالمحسن الغويري، أن فواز إذا كان خارج الدولة فمن حق المواطن أن يطالب الدولة بإعادته عن طريق الإنتربول وتقديمه للعدالة، لأنه مواطن مثل ما أنه لو تكلم على الحاكم أو أحد رموز الأسرة الحاكمة سيتم إحضاره ومحاسبته.

حلول فردية

وأعرب ناشطون عن غضبهم من تغريدة فواز واقترحوا حلولا مبدئية لمعاقبته وإخراس صوته، منها العمل على إغلاق حسابه، وتحدثوا عن مكانة أبي هريرة رضي الله عنه.

ودعا فهد الدوسري، المغردين للإبلاغ عن حساب فواز، وعمل حظر له ليتم إيقاف الحساب، ناشرا خطوات إتمام البلاغ.

ولفت آخر، إلى أن كل من يريد الشهرة أصبح يقوم بالتمرد والشتم و الطعن في الإسلام و النبي و الصحابة والقرآن، موضحا أن كل ذلك مأخوذ من منهج الغرب الذي يسمى حرية التعبير. وأشار منيف سعود السور، إلى أنه ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة، مستشهدا بقول الله تعالى (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) والأمثلة على ذلك من السنة المطهرة كثيرة. وأوضح محسن المفقاعي، أن أبا هريرة بحكم أنه لزم رسول الله ﷺ ثلاث سنين، انفرد تقريبا برواية كل أحاديث الغسل والوضوء التي من خلالها تعلمنا سنة نبينا فيما يتعلق بالطهارة، مستنكرا بالقول: "ثم يأتيك من يتهم الدوسي بالوساخة"؟