10 شروط وضعتها تركيا أمام انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو
تحدثت صحيفة غازيتا دوت رو الروسية عن الشروط التي وضعتها تركيا للموافقة على طلب انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
فقد أعربت تركيا أن كلتا الدولتين تناصران المنظمات الإرهابية وهو الأمر الذي يمنعهما بشكل جذري من الانضمام إلى الحلف.
حسب ما ذكرته الكاتبة "ماريا شوستروفا" فإن تركيا وضعت 10 شروط على السويد وفنلندا لترفع بموجبها حق النقض عن عضوية الدولتين الاسكندنافيتين في الناتو.
تتعلق هذه الشروط بالحظر المفروض على أنشطة المنظمات المعترف بها على أنها إرهابية في تركيا، وكذلك رفع القيود المفروضة على الصناعات الدفاعية في أنقرة.
عشرة شروط
حسب الكاتبة، ذكرت صحيفة "يني شفق" التركية أن أنقرة تصر على أنها لا تريد دولا على صلة بالمنظمات الإرهابية أن تنضم إلى حلف الناتو وذلك أثناء مناقشة عضوية فنلندا والسويد.
فقد قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان": "هناك دول لا ترغب بشكل مستمر في مناقشة علاقاتها مع المنظمات الإرهابية وهي نفسها تطلب من أنقرة إبداء المرونة فيما يتعلق بتوسيع الناتو، وهذا يبرر موقف تركيا الحاسم ويثبته".
وعرضت تركيا على البلدين أن يدعما تركيا "في حربها ضد المنظمات الإرهابية"، وذلك يتضمن حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، وجبهة حزب التحرر الشعبي الثوري، ومنظمة الداعية الإسلامي "فتح الله غولن" ومناصريهم.
الشرط الثاني ينص على أن السويد وفنلندا اللتين تدعمان المنظمات الإرهابية، يجب أن تضعا القواعد القانونية الضرورية والبنية التحتية القانونية لمكافحة الإرهاب.
ولرفع حق النقض عن عضوية الناتو فيجب على الدولتين الإسكندنافيتين "وقف محاولات فتح المكاتب التي تمثل تمديدات حزب العمال الكردستاني في بلديهما وإغلاق المكاتب الموجودة".
بالإضافة إلى ذلك، من المهم للسويد وفنلندا أن يمنعا منظمة غولن المصنفة إرهابيا في تركيا من العمل في البلدين، وكذلك إغلاق المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام التابعة لها.
كما طالبت تركيا الدول بتجميد الأصول والجمعيات الوثيقة المرتبطة بالإرهاب.
وأضافت الكاتبة أن أنقرة تولي "اهتماما خاصا" بضرورة أن تسلم السويد وفنلندا الأشخاص المرتبطين بالإرهاب.
وكتبت صحيفة "يني شفق" التركية أن المنظمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وحزب التحرر الشعبي الثوري ممنوعين من التظاهر.
كما طلبت تركيا من البلدين "تبادل المعلومات الاستخباراتية" مع أنقرة، و"إزالة القيود المفروضة على الصناعات الدفاعية التركية".
أما الشرط العاشر فهو التزام السويد وفنلندا بالوفاء بالمتطلبات التسعة الأولى إذا انضمتا إلى الناتو.
محاولات الانضمام
وأشارت الكاتبة إلى أنه بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، سلمت فنلندا والسويد في 18 مايو إلى الأمين العام لحلف الناتو "ينس ستولتنبرغ" طلبات الانضمام.
لكن تركيا استخدمت حق النقض ضد بدء المفاوضات. وشدد أردوغان أن أنقرة لا تستطيع أن تقول "نعم" لعضويتهما "لأنها لا تصدق تأكيداتهما بشأن العلاقات مع ممثلي حزب العمال الكردستاني المحظور".
لكن صرح أردوغان في 23 مايو/أيار أن بلاده ستفعل "كل ما في وسعها" فيما يتعلق بعضوية السويد وفنلندا في الناتو إذا غيرت الدول الاسكندنافية موقفها تجاه القضايا التي تهم أنقرة.
وأوضح: "أؤكد مرة أخرى أن على أولئك الذين يدعمون الإرهابيين ويحمونهم أن يعيدوا النظر في موقفهم المتغطرس وغير القانوني والذي يظهرونه تجاهنا".
وحسب الكاتبة، ردت وزارة الخارجية الروسية بشكل حاسم على قرار السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف الناتو. وأكدت أنه "لن يتم ضمان أمن هذه الدول بهذه الطريقة".
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 16 مايو، أن توسع الناتو مصطنع. ففي رأيه أن ذلك يجرى لمصلحة الولايات المتحدة.
في اليوم السابق، صرح كميل غراند مساعد الأمين العام لحلف الناتو أنهم لا يمكنهم أن يضمنوا لروسيا عدم نشر أسلحة نووية في أراضي فنلندا والسويد إذا انضمتا إلى المنظمة.
وشدد على أن لكل دولة حرية اختيار قبول مثل هذه الأسلحة أم لا.
وردا على سؤال لقناة "أر تي إس" التلفزيونية الرائدة عما إذا كان حلف الناتو يتوقع "رد فعل عسكريا" أو "استعراضا للقوة" من روسيا في حالة انضمام الدول الاسكندنافية إلى الناتو، فقد أجاب "غراند" أن "الروس أنفسهم يعتبرونه أمرا ليس ضروريا". وختم بأن فنلندا والسويد تتحدثان عن دول لا تريد مواجهة روسيا.
وكتبت صحيفة "سبوتنيك" الروسية عن ذلك الأمر بأن "أنقرة تدعو السويد وفنلندا إلى الخروج بمبادرة مشتركة لإنشاء آلية تدعم المشاورات المنتظمة والتعاون الوثيق مع تركيا في محاربة الإرهاب".
وبحسب قولها، طلبت تركيا "قطع التدفق النقدي للمنظمات الإرهابية وإغلاق حساباتها المصرفية" في الدول الاسكندنافية.
وكما جاء في صحيفة "راشن ارت" الروسية، فإن الرئيس التركي صرح في وقت سابق أن أنقرة تواصل الإصرار على أن قبول السويد وفنلندا في حلف الناتو محفوف بالمخاطر على أمن تركيا ومستقبل المنظمة بأكملها.
وفي الوقت نفسه، أوضح أردوغان أن الشركاء الذين لا يتذكرون تركيا إلا في الأزمات يصدرون أحكاما خاطئة وهذا لا يمكن أن يحقق الاستقرار لبلاده.
وأشار أردوغان إلى أن استوكهولم فرضت في وقت سابق حظرا على تصدير الأسلحة إلى تركيا.
وشدد الرئيس التركي على أن كل هذا لا يتوافق مع روح الشراكة العسكرية بين الدول تحت رعاية الناتو.