"أول هدية".. اتهامات لأنظمة عربية بتشجيع الهندوس على مهاجمة النبي

12

طباعة

مشاركة

في تغريدة على حسابه في تويتر، أساء "نافين كومار جيندال" السياسي الهندي البارز في الحزب الحاكم "بهاراتيا جاناتا"، إلى النبي محمد ﷺ في تساؤل وجهه عن "سبب زواجه من السيدة عائشة وهي لم تبلغ حينها العشر سنوات".

جاء تطاول المسؤول وسط تقارب هندي مع دول الخليج برز خلال السنوات الثلاث الأخيرة وتجلت صوره في حفاوة استقبال رئيس وزرائها ناريندرا مودي، وتقليده الأوسمة الشرفية، ومن ثم استقبال عدد من الرموز الهندوس لإلقاء المحاضرات على الشعوب العربية والإسلامية.

ورأى ناشطون أن الهند وفرنسا يتبادلان الأدوار في محاربة الإسلام والمسلمين والإساءة للأنبياء، مشيرين إلى أن ما فعله السياسي الهندي يأتي ضمن سياسة #مـودي في اضطهاد المسلمين والتنكيل بهم وازدراء أنبيائهم. 

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #إلا_رسول_الله_يا_مودي، أكدوا أن باب تطاولهم فتحه لهم المسلمون أنفسهم، بتخاذلهم عن الدفاع عن دينهم ونبيهم، واستقبال وتكريم من يشتم نبيهم ويضطهد المسلمين مما شجع على التمادي في القمع والإساءة.

أسباب التمادي

وخلصوا إلى أن الهندوسي لم يتجرأ في النيل من الرسول ﷺ وزوجه عائشة رضي الله عنها إلا حين رأى تخاذل الأنظمة الحاكمة عن نصرة الدين، وضمنوا أن مصالحهم ستظل قائمة ولو سبوا النبي الكريم، مطلقين حملة لمقاطعة الهند واستخدام كافة أوراق الضغط.

وعددوا جرائم الهندوس بحق المسلمين، منها قتلهم وتهجيرهم من أرضهم والتنكيل بهم الممتد لعقود في إقليم كشمير، دون أن يجدوا مغيثا لهم مما زاد من جرأة النظام الهندوسي حتى وصل إلى سب النبي.

وأكدوا أن الهند دولة يحكمها حزب عنصري دموي كاره للإسلام، مستنكرين استمرار استقبال الهندوس في الأوطان العربية والإسلامية كالفاتحين وتقديم الهدايا والقرابين لهم بدعوى التسامح والتقارب والمصالح.

وحذروا من أن إساءة رموز الهند لا تقتصر على شخص النبي ﷺ بل تطال كل المسلمين ومن بينهم الحكام، داعين الجميع إلى عدم المساهمة بصمتهم في تطبيع سبه من الهندوس وغيرهم وأن يردعوا هذا المنكر ويلزموا حكامهم باتخاذ موقف حازم من الحزب الحاكم في ذلك البلد.

وعن أسباب ما حدث، أوضح الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، محمد الصغير، أن تصريحات المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند تأتي ضمن سلسلة ممنهجة من الإساءات ضد الإسلام والتضييق على المسلمين، أغراهم بهذا التطاول أن كل جرائمهم السابقة مرت دون نكير.

وأشار الكاتب الصحفي تركي الشلهوب، إلى أن هؤلاء الإرهابيين، قتلوا وهجروا واغتصبوا عشرات الآلاف من المسلمين، وعندما لم يجدوا الرد الذي يناسبهم تمادوا أكثر وأصبحوا يسيئون لرسول الله.

ورفض أستاذ الدراسات الشرعية وصفي عاشور أبو زيد، بشدة تصريحات المتحدث الرسمي باسم الحزب الحاكم في الهند، وقال إنه "وصف النبي بما لا يليق في سلسلة من الإساءات الممنهجة التي لم تجد لها رادعا في الأيام السابقة"، مشيرا إلى أن المسلمين في الهند مستضعفون ليس لهم من أمرهم شيء.

مسؤولية الأنظمة

وحمل ناشطون الأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية مسؤولية تجرؤ النظام الحاكم في الهند والمسؤولين على المسلمين ورموزهم الدينية وأنبيائهم ورسولهم، والخوض في أعراض أمهاتهم.

واستنكروا فتح أراضي المسلمين للهندوس للترويج لدياناتهم وتلميع صورتهم والترويج كذبا وزورا عن تسامحهم والمطالبة بالتعايش معهم رغم كل ما يفعلونه من جرائم بحقهم.

وكان آخر ذلك، استضافة دول خليجية منها السعودية والإمارات وسلطنة عمان للزعيم الهندوسي "سادجورو جاغي فاسوديف"، مما أثار موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، متداولين صورا تبرز حفاوة استقبال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى له.

وقال الأكاديمي السعودي المعارض سعيد بن ناصر الغامدي، إن عابد البقر ما تجرأ على النيل من سيد البشر ﷺ إلا بعد أن رأى هوان الإسلام عند أنظمة الحكم الفاسدة، خاصة أولئك الذين يستقبلونه بالأحضان ويعقدون معه الصفقات ويستقبلون كهنته الوثنيين المعتدين استقبال المحبة والإعزاز.

وأكدت حليمة بوحرشيش، أن الهندوس لم يتجرؤوا على المسلمين، إلا بعد أن مهدت الأنظمة الحاكمة لهم الطريق، وجرى تكريمهم. 

فالمسؤولية الكبرى تقع على عاتق الأنظمة الحاكمة، التي لا تبدي أي اعتراض على من يهين مقدساتنا، متسائلة: "ماذا تنتظرون إذن من الهند وأخواتها؟".

وقال الأستاذ المشارك بجامعة السلطان قابوس حمود النوفلي، إن إساءة المتحدث الرسمي باسم النظام الحاكم في الهند للرسول ﷺ تؤكد وجود توجهات متطرفة ضد الإسلام والمسلمين من قبل السلطات الهندية.

وأضاف: "أما الذين أصموا آذاننا وملؤوا صفحات الصحف ووسائل التواصل ضجيجا في الدفاع عن سادجورو سيصمتون اليوم".

وأشار صاحب حساب علماء السلطان، إلى أن أول هدية لمحمد العيسى من إخوانه عباد البقر بعد استقباله الأب الروحي للهندوس #سادجورو هي الإساءة لرسولنا الكريم وعرضه الشريف من قبل الناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم "بهارتيا جاناتا".

استنهاض الأمة

واستنهض ناشطون ودعاة أمة الإسلام أن يهبوا لنصرة النبي محمد ﷺ ومن بينهم رئيس مركز تكوين العلماء محمد الحسن الددو.

وجه الددو نداء إلى الأمة الإسلامية لنصرة لرسول الله في مشارق الأرض ومغاربها وأن يغضبوا له كل بقدر استطاعته بعد إساءة المتحدث الرسمي للحزب الهندي الحاكم لجناب رسول الله ﷺ والتعريض بأمنا عائشة.

وبين الكاتب والداعية جهاد حلس، أنه لو غضب مليارا مسلم لرسولهم ﷺ غضبة رجل واحد، لما تجرأ كلب عليه، ولا على دين الله، ولكنه الذل والهوان، وفق قوله.

وتساءل علي اليافعي: "أين المسلمون القادرون على رد الاعتبار لرسولنا وقائدنا ومعلمنا محمد ﷺ؟ أين حكام العرب ووزراؤها"، قائلا: "يا أسفاه على أمة فيها مليار مسلم ولم تستنكر.. قوموا لا أقام الله لكم قائمة إذ لم تقوموا".

وأشار علي بطيح العمري، إلى أن كل أعداء الرسول ﷺ مضوا إلى مزبلة التاريخ.. وبقيت سيرة محمد ودين محمد وقرآن محمد.. باعتراف حكماء الغرب والشرق.. كان محمد ولا يزال من أفضل الشخصيات التاريخية.

دعوة للمقاطعة

ودعا ناشطون شعوب المسلمين إلى مقاطعة المنتجات الهندية، كما دعوا الأنظمة الحاكمة إلى سحب السفراء وإعلان موقف صارم تجاه الهند والتهديد بتسريح العمالة الهندية كورقة ضغط لردع كل المتطاولين على الإسلام. 

وحث محمد بن الحسين الفرحان، المسلمين والأنظمة الإسلامية على مقاطعة المنتجات الهندية، متسائلا: "إلى متى يسب الرسول ويتم السكوت، إلى متى هذا الضعف؟".

وأشار المغرد حسن، إلى أن ما يحدث في (الصين وفرنسا والهند وغيرها) من محاربة للإسلام والإساءة إليه وإلى رسوله الكريم والملاحقة والتنكيل والقمع للمسلمين، يجري من أنظمة فيروسية عفنة مريضة وهالكة.

وأردف: "يجب على المسلمين مقاطعة منتجاتهم وطرد سفرائهم وعمالتهم وكل ما يمت لهم بصلة".

وتساءل عبدالله ثابت البعيجان: "هل يا ترى سيكون هناك موقف مشرف للدول الإسلامية بإعلان المقاطعة للهند أم أنهم في سبات؟".